حوار الحضارات بين الشرق والغرب

يقال: الشعوب العظيمة فاسقة الأفكار ، متدينة الأفعال , والشعوب المتخلفة فاسقة الأفعال ، متدينة الأفكار ، وكل المجتمعات محتاجة أن تصاب بالفسوق الفكري , وفسوق الفكر هو ذلك الألم النبيل , ألم الأنبياء والفلاسفة ، وكل الرافضين لبلادة الكون.
تعتبر الحضارة في أي مجتمع من المجتمعات هي الهوية المادية و الروحية لها لأنها تحمل بين طيات معانيها ومفرداتها عوامل كثيرة وكبيرة وسمات وخصائص تميزها عن الحضارات أخرى إلا أن المفهوم العام لا يختلف كثيرا لأنه يشمل كل مفهوم الحضارة بكلياتها وأنها عصارة عقول البشرية جمعاء و ما أنتجته عبر مسيرتها التاريخية منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض و السمة الجوهرية هي الجانب الإنساني , فالتاريخ شاهد على ذلك لبعض الحضارات التي ظهرت و بادت لأنها لا تنطوي على جوهر أنساني وأن هناك حضارات كانت ذات جوهر أنساني فهي لا تزال سائدة إلى يومنا هذا , وها هي الحضارة العربية الإسلامية التي قدمت للإنسانية مجموعة من النظم و المعايير و المبادئ التي تساعد على النهوض بهذه الأمم , لهذا كان واجب الحضارة العربية الإسلامية وغيرها من الحضارات التي ظهرت لكي تتحقق المنفعة للبشرية , ولن تسير هذه الحضارات ضمن هذا المساق الوحيد والايجابي لتظهر في جوانب أخرى ذات جوهر مادي , وتأخذ أشكال الصراع لتحقيق مصالح طرف دون آخر , ولقد راجت في الآونة الأخيرة في نهاية القرن الماضي في الأوساط الإعلامية و الثقافية , مصطلحات كثيرة منها صراع الحضارات ، وحوار الثقافات ، والعولمة ، نهاية التاريخ ، أفرزتها تلك الشعوب و تلك الحضارات التي أسلفنا على ذكرها . وهذه المصطلحات قد تحصد غايات و أهداف