حوار الحضارات والأديان
سالم عتيق/كاليفورنيا
الفروقات التي تقود الى الأستفزاز والتراشق والتباعد بين الثقافات والأديان في كل وأيّ حوار يجمع بينها كالقائم الآن في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، يجب أن يوضع لها حد. كأن توضع هذه الفروقات مثلا في قمقم حضاري متعدد الأقفال يلقى بمفاتيحه في أعماق البحار المختلفة لألا تطاله بعد اليوم يد انسان.
فالله سبحانه وتعالى مغيّر الأحوال لا يريد لأحفاد الأنسان الذي جبله بذات يديه الأكرم ونفث فيه روحه الأطهر ورسمه على صورته الأجمل وخلقه على مثاله الأعظم أن يتراشقوا ويتناحروا ويتقاتلوا فيما بينهم حتى وان كان من أجل بعض ما هو منزل من عنده في مراحل معينة.
لا يجب أن ننسى أبدا بأن الغالبية العظمى من الآيات المنزلة في التوراة والأتجيل والقرآن بمثابة قواسم مشتركة كان يجب أن تهدي وتجمع وتقرب، فهي من عنده تعالى مغيّر الأحوال خالق السماوات والأرض وما بينها وفيها وعليها.
أما عن مواضيع الخلاف والأختلاف، فهذه قليلة على أهميتها يجب وضعها في قمقم انساني أصلب من السليماني حبا بذات الله وموسى والمسيح ومحمد وبنا جميعا على علاتنا ومحاسننا، فلا تنسوا بأن الله سموح غفور رحيم.
وبعكسه، يعني، على الجميع الأحتفاض بهذه (الخلافات والأختلافات) كل لنفسه في أدراج منطقه الداخلي الذاتي، لتتواصل هكذا عملية زرع وتعميق وتوزيع الآثام والضغائن والأحقاد على الأخرين بين صفوف الأتباع كل من جانبه. ومنطق عدواني كهذا يبعدنا حتما عن السلام والأمان والأستقرار ومحاسنها، ويقربنا في ذات الوقت من العنف والفوضى والحروب ومساوئها.
تذكروا: بالقدر الذي تتغلب فيه المظاهر الخارجية البشرية الخداعة على المشاعر الداخلية الأنسانية الصادقة في أيّ منطق وجهد ولقاء، بهذا القدر وأكثر تتدهور معنويات الفرد، وهذا (التدهور) بدوره يدفع حتما وتدريجيا الى تفكك تماسك العائلة والمجتمع والعالم، وهذا يقود بدوره الى مختلف أنواع الأنهيارات التي نرى بعضها الآن يضرب بلا رحمة خاصة صروح الاقتصاد والمصداقية والهيبة الوطنية.
المصدر: http://www.kaldaya.net/2008/articles/500/580_Nov13_08_SalemAteek.html