الشباب.. ونشر ثقافة التسامح في مواجهة العنف

أكَّدَ أكثر من 1500 شاب من عدد الدول العربية على "ضرورة التفريق بين مفهوم الإرهاب الممارس في العديد من الحالات ومفهوم المقاومة المشروعة التي كفلتها الشريعة الإسلامية، والدساتير والقوانين الدولية، ولاسيما في حال تعرض الوطن إلى الاعتداء أو الاحتلال", وذلك خلال المؤتمر الدولي الثالث للفكر التنويري, الذي أقيم تحت عنوان "الشباب وثقافة التسامح في مواجهة العنف المجتمعي", والذي نظمه المجلس الأعلى للشباب بالعاصمة الأردنية عمان على مدار ثلاثة أيام متتالية, وشارك فيه عدد من المفكرين والكتّاب الإسلاميين من مختلف البلاد العربية، على رأسهم الدكتور محمد المنصوري (رئيس كلية الشريعة من باكستان), والدكتور محمد الطلابي (مفكر مغربي), ومنتصر الزيات (محامي الجماعات الإسلامية بمصر), وخالد الشريف (كاتب صحفي من مصر), والدكتور جاسم سلطان (مفكر قطري), ومحمد البشاري (من فرنسا), والدكتور شوقي القاضي (من اليمن), ونجاد نوزنت (من تركيا), والدكتور أحمد نوفل ومروان الفاعوري (من الأردن).

التعصّب

وقد شهد المؤتمر مناقشات ساخنة بين الشباب والمفكرين حول مفهوم الإرهاب ووسائل محاربته وتوسيع ونشر ثقافة التسامح والاعتدال في المجتمع, حيث أكَّدَ الدكتور محمد المنصوري خلال جلسات المؤتمر أن الأزمات التي تشهدها باكستان سببها الغلو والتعصب والفهم الخاطئ للدين، ومن هذه المظاهر انتشار الفكر التكفيري، واستباحة دم الأبرياء، واتهام جهود الإصلاح بالكفر، وارتفاع التضخم بسبب هجرة الاستثمارات، كما تحدث في الجلسة الدكتور أحمد نوفل حول أثر الثقافات الأخرى في تغذية العنف في البلدان الإسلامية.

وأشار إلى خطورة هذه الظاهرة التي تعد غريبة عن الإسلام، وأهمية مواجهة الأسباب المؤدية لها، وأهمها: سوء التربية، وفساد القيم، والتأثر بالنمط الحضاري، والغيرة، والبطالة، والإحباط ومشاهد العنف في وسائل الإعلام.

وبيّن رئيس جامعة العلوم الإسلامية الدكتور عبد الناصر أبو البصل أهمية التربية الإسلامية في تقويم السلوك، ودور ثقافة التسامح ونشرها، ودور الحوار ومكافحة ثقافة القوة في الحد من العنف.

المؤسسات الدينية

وبعد مناقشات وحوارات خرج المؤتمرون من المفكرين والشباب بعدد من التوصيات أهمها: الحرص على غرس القيم، وتعزيز قيمة النفس الإنسانية، والحفاظ عليها، وتشريع القوانين التي تؤكد تحريم سفك الدماء والاعتداء بكل صوره وألوانه، والتأكيد على تفعيل دور الدين، والعودة إلى التدين الصحيح المنسجم مع النصوص، بالإضافة إلى ضرورة التركيز في المنابر التربوية والإعلامية والدينية على قيمة الإنسان كإنسان، وأهمية مراعاة البعد الإنساني فيه، لما في ذلك من تعزيز للبناء النفسي له، والتركيز على الدور الحضاري للإنسان وتفعيل النظرة الكلية للكون والوجود؛ سعياً لتحقيق البعد الرسالي ضمن مفهوم الإعمار في الأرض كما أمر به القرآن وسائر الأديان السماوية.

إضافة إلى ذلك فقد أوصى المشاركون بالاهتمام بدور المؤسسة الدينية، والعمل على تفعيله في دور العبادات ومنابر الوعظ والإرشاد بكل مستوياتها، لما لها من تأثير في المجتمع، وإيلاء علماء الدين الاهتمام الكافي من التدريب وفتح الباب لهم للوصول إلى الشباب، وضرورة التفريق بين مفاهيم العنف والتدين، والعمل على فك الربط الموهوم والظالم بين الدين ومفاهيم العنف والإرهاب، والذي ساهم فيه الإعلام بشكل أو بآخر، خاصة فيما يخص الدين الإسلامي الحنيف؛ دين الرحمة والوسطية والتسامح والتعايش والاحترام للآخر.

المصدر: http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-46-141283.htm

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك