-قال لي مديري: يندر أن تجد في الناس مثل همة فلان.
-قلت: وأنا عالي الهمة، لكن..ثلاثة أمور تتحكم بهمة الإنسان.
• وضع مادي لا يسمح له بالتطوير.
• تحجيم إقليمي لا يسمح له بالانطلاق.
• والعجز عن الاستفادة من الإمكانيات الموجودة لسبب خارج عن إرادته.
ماذا يفعل لو اجتمعت له هذه الأمور؟
- ابتسم ونظر إليّ.
-تمر بكل إنسان مرحلة تكوين ومرحلة عطاء، وفي مرحلة التكوين تأخذ بعض اختياراتنا شخصية من حولنا ممن يربينا سواء أكان ذلك في البيت أو المدرسة، ولذلك تجد أخطاءنا في مرحلة التكوين هي صورة عن أخطاء مربينا. ومن ثم نجد هذه الأخطاء تتكرر في مرحلة العطاء، إذا لم نجد من يغيرها لنا من ناحية، ومن ناحية أخرى إذا لم نكن نمتلك القناعة بأنها أخطاء، وكذلك يكون الحال في مرحلة العطاء غالباً.
هذا كله في حال من يهتم بالتربية والتكوين، والعطاء للآخرين، ولكن نجد بعض الناس لا يهتم بعطائه بقدر ما يهتم باستفادته وفي مثل الحالة ستتغير النتيجة نوعاً ما؛ لأنه يعيش لنفسه دون همّ أو هدف واضح إلا الهدف الدنيوي البحت والهمّ الشخصي.
لمن تعيش؟ و ماهي حدود عالمك؟ ماهي ضوابط النجاح عندك؟ وماهي اهتماماتك؟ ماهي ثوابتك، وقناعاتك؟ وماهو همك؟
نعم قيود تُكبّل.. قيود فكرية تعطي نجاحاً دنيوياً، وقيود أخرى تعطي نجاحاً دنيوياً أقل، ولكن في زمن كزماننا لن تفهم المعادلة، وسيظل الأمر منتكساً، وستظل نظرة النجاح تختلف من شخص لآخر بحسب توجهه وتفكيره وتكوينه، وستظل نظرة المجتمع في التقدير هي صورة لما عليه الانتكاس الفكري والبعد عن المنهجية، وبين هذا وذاك ستظل غريباً تطوي في صدرك همك، تُمنع من الانطلاق، وتُطالب بالنجاح من منظور غيرك.
وهذا قمة الظلم.. أن تحرمني حقي وتطالبني بالإنجاز، وأن تفرض عليّ واقعاً، وتتهمني بالإخفاق.
عموماً لن أهتم كثيراً لهذا الأمر.. فلن نتفق في الحكم عليه طالما أن طريقنا مختلف، وسأترك الحكم لله، وهو يتولى الصالحين.
التربية والتكوين
أضافه الحوار اليوم في
المصدر: http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-45-6416.htm
أنواع أخرى: