لا شك أن تربية الأطفال من أشق الواجبات وأخطرها وأدقها، ولذلك فإن المسؤولية الكبرى تقع على الأم.. فهي صمام الأمان وينبوع الحب والحنان.. إنها المنبت الرئيس والبذرة الطيبة إن صلحت أنبتت فروعاً وأزهاراً مثمرة.
ولكن هل التربية هي الهدف في حد ذاته، أم أن التربية ليست هي هدف الأم، وإنما الهدف هو الوصول بهذه التربية إلى حد المثالية؟!
وإذا كان الأمر كذلك، فهل بمقدورك أن تبلغي المثالية؟ وهل بمقدورك أن تربي طفلاً مثالياً؟
بداية يجب التأكيد على أنه ما من أحد يصل إلى درجة المثالية الكاملة، ولكن الاهتمام بمسألة تربية الأطفال وإدراك ما تقتضيه من عمل شاق ومتواصل تُعدّ أفضل بداية للانطلاق.
وللتربية المثالية أسرار لا بد من معرفتها حتى تصلي إلى التميز في تربية ابنك أو ابنتك، مما يقودك إلى تحقيق حياة ناجحة سعيدة مطمئنة. وأسرار التربية المثالية ترتكز على ما يلي:
1- تحديد الأولويات:
صممي دائرة الأولويات أي الخطة الأسبوعية لتساعدك وزوجك في فهم أحدكما للآخر، والتوازن بين الاحتياجات والمسؤوليات والرغبات، بحيث تكون سلامة طفلك وراحته هي الأولوية رقم واحد، وهذا يتضمن أن تقدمي لابنك أو ابنتك الرعاية الأساسية، والحب، والراحة والأمان.
أثناء تخطيطك للجدول الأسبوعي ضعي في اعتبارك الالتزامات الزوجية، وتربية الأطفال، والعمل، والالتزامات العائلية، والأحداث الاجتماعية، والاسترخاء وتحقيق الذات.
2- معايشة تجارب الحياة مع طفلك:
عرّفي طفلك على عالمنا، وتقاسما معاً المشاعر المثيرة الناجمة عن اكتشاف البيئة المحيطة من خلال الحواس، واستمتعا بالمرئيات والسمعيات، والمذاقات، والروائح، وقوما بلمس أشياء جديدة، وأماكن جديدة، وشاركا في مجموعة متنوعة من الأحداث الملائمة للعمر، واحترمي صغيرك كشخص ذكي وتبادلي معه الأفكار والآراء.
3- ضعي نظاماً ثابتاً دون أن "تتحولي إلى الأداء الآلي":
أرسي الأنظمة الروتينية والقواعد والإرشادات التي تساعدك على تنظيم حياتك المزدحمة وترسيخ المبادئ والمسؤولية الشخصية، والآمال الاجتماعية؛ إذ إن الأشخاص الأصحاء يتكيفون ويبدعون، ويتصرفون بمرونة في ظلال الأنظمة والخيارات التابعة لمقتضى الحال.
4-المتابعة:
لدعم الثبات والانتظام، ولغرس قيم الأمانة والإخلاص احرصي على الوفاء بما تقطعين من وعود، وعندما تقومين بالمتابعة روتينياً فإنك تعلمين صغيرك بأنه من الممكن الثقة فيك والاعتماد عليك.
5-التشجيع:
نمي مواطن قوة طفلك، وتغلبي على مواطن ضعفه، خلال نموه الفكري والبدني والانفعالي والاجتماعي والإبداعي، وأثني على منجزاته الحالية، وشجعي آماله وطموحاته المستقبلية, وكوني قدوة له؛ فإنك بذلك تظهرين له قيم الالتزام والمسؤولية.
6- التواصل:
عندما تبدين اهتماماً بمشاعر طفلك، وتعبيرات وجهه، وحركات جسده وبما يقوله وما لا يقوله، فإنك تفتحين قناة الاتصال بينكما، وترسين شعوراً بالتوافق والتواصل. ومع نمو طفلك شجعيه على التعبير عن مشاعره وأفكاره الخاصة، ورسّخي بداخله قيم الإخلاص والأمانة. وهيئي له جواً أليفاً ودوداً، وكوني دائماً بجواره للاستماع وتقديم العون عند اتخاذ القرارات. وهكذا تشعرين بالصلة الحميمة بطفلك سواء كنت قريبة منه أو بعيدة عنه.
وليكن الحب هو استجابتك على الدوام لابنك أو ابنتك مدى العمر، فتصبحين الزوجة الصالحة والأم الحنون التي تملك أسرار التربية المثالية التي تهيئك لفتح أبواب السعادة والحياة الآمنة المطمئنة.
7- التعليم:
أنت أول معلم لطفلك وأهمهم على الإطلاق، تنقلين إليه المعرفة وقوة الشخصية، والخبرات الاجتماعية، والأخلاق، والقيم، والمبادئ.. إنك تعلمينه عن طريق التفاعل والاتصال وعن طريق خوض الحياة معاً وبضرب المثل الصالح من هدي القرآن والسنة والأخلاق الحميدة، ودائماً ازرعي في نفسه القدوة الحسنة التي يقتدي بها، وينجذب نحوها.
8- التدريب:
علّمي طفلك منذ الصغر أن يتدرب على ما تعلمه ليكتشف مواهبه، وينميها، ويتغير دائماً إلى الأفضل، وهو ما سوف يساعده ويساعدك على اكتشاف المواطن الخفية لقواه، وتحسين شعوره بالثقة بالنفس، ويزوده بالحكمة الضرورية حتى يصبح أكثر كفاءة وبراعة في مواجهة تحديات الحياة.
المصدر: http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-45-107861.htm