الحوار الأسري .. لغة الحب والعوامل المشتركة
الدكتور محمد أبو فرحة
الحوار الأسري .. لغة الحب والعوامل المشتركة
مي محمود
"لا استقرار أسري ولا طمأنينة نفسية بغير حوار داخل البيت"، هذا خلاصة ما أكده الدكتور محمد أبو فرحة خبير التنمية البشرية خلال حواره مع فور شباب حول كيفية إدارة حوار ناجح بين أفراد الأسرة، موضحا أن أدبيات الحوار الأسري الناجح في ثقافتنا الإسلامية تقوم على الاحترام والمودة وعطف الكبير على الصغير واحترام الصغير للكبير .. فإلى تفاصيل الحوار.
• بداية ماذا يعني الحوار الأسري؟
** الحوار الأسري أو العائلي هو حالة كاملة من التفاهم بين أفراد الأسرة، فالحوار ليس مجرد كلام، وإنما قد يكون بالعينين أو بالجسد، فالأهم هنا هو أن يكون هناك تفاعل وتواصل بين أفراد الأسرة فيفرحوا ويحزنوا سويا، والحوار يحقق الطمأنينة النفسية ويثري روح الدفئ والتفاهم اللذان يحققان السعادة داخل العائلة.
• هل هناك اختلاف بين الحوار الأسري في الثقافة الإسلامية والغربية؟
** الاحترام والأدب والاستقرار موجود في كثير من الأسر الغربية، ولكن الترابط يهتز فور انفصال الشاب أو الشابة عن عائلتهم ، حيث بعد سن 18 سنة ينفصل الابن وينفق على نفسه وتنحصر العلاقة والزيارات في المناسبات كالكريسماس أو عيد الأم فقط، بعكس الإسلام الذي يفرض الاحتفال بالأم وبرها طوال السنة و فيقول تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) .
الأكثر علما
• هل بالضرورة لابد أن يدير الزوج أو الأب الحوار؟
** يمكن أن يبدأ الحوار من قبل الأب أو الابن حسب الأذكى والأكثر علما، فقد تكون البنت عمرها 17 سنة ولكنها متعلمة أكثر من الأم، فهناك حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه، وكذلك حوار سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل.. فليس المهم من يدير الحوار ومن يوجّهه، و لكن الأهم هو الالتزام بالآداب الإسلامية.
• ما الفرق بين حوار الزوج وزوجته من جهة؟ والحوار مع الأبناء من جهة أخرى؟
** التشابه يتلخص في الرحمة والمودة، فالحوار بين الزوجين لابد أن يسوده الأدب والإنسانية، والفرق فقط حين يكون مع الوالدين في مراعاة احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير في حالة الحوار مع الأبناء.
أدب الحوار
• كيف نعلم أبناءنا فن الحوار؟
** علينا جذبهم في الأحداث الهامة بالنسبة لهم كمباريات كأس العالم فنقدم لهم قدوة في الحوار الجيد، ومنذ الصغر ينبغي الصرامة مع الطفل الذي يرفض الحوار، فالطفل الذي يتذمر ويصرخ دائما يعاقب ولا يعطى له مكافأة أو جائزة حتى يحسن من نفسه، ويتعلم التفاهم، وبعد ذلك يبدأ الأبوين معه الحوار بحب.
• ما أخلاقيات الحوار؟
** أخلاقيات الحوار تتلخص في الاهتمام بمحدثك ، وحسن الإنصات إليه والإقبال عليه بكامل الجسد، وذلك مثلما كان يفعل صلى الله عليه وسلم حيث كان يقبل على المرأة العجوز بكامل جسده، بالاضافة الى السؤال والمتابعة.
• هل يمكن أن نتعلم الحوار من القرآن؟
** استعرض القرآن العديد من الحوارات فعلى سبيل المثال هناك حديث سيدنا لوط مع زوجته وبنات سيدنا شعيب مع سيدنا موسى، وكذلك حوار سيدنا نوح مع ولده، وهناك قوله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب يا عماه قل لا اله إلا الله اشفع لك عند الله وغيرها من القصص التي نتعلم منها لغة الحوار بين أفراد الأسرة سواء بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء، وذلك لأن العالم كله أسرة كبيرة قد تختلف ديانتها ولغتها وهويتها.
• أهم النصائح لنجاح الحوار ؟
** عليك أن تبدأ حوارك بنية الوصول للحق وليس فرض وجهة نظر بعينها، واحترام محدثك، والإبقاء على شعرة معاوية معه فلا تخسره نهائيا مهما حدث، كما عليك الالتزام بأخلاق الإسلام أيا كان الخلاف.
المصدر: فور شباب.