تربية الشباب
كاتب الملخص: أبو أسامة
قد كان من إيجابيات الصحوة الإسلامية اليوم أن قامت بجهد تربوي، وقدمت برامج لإعداد الناشئة ورعايتهم.
وهو جهد تربوي متميز، وتجربة فريدة من نوعها تُسجَّل لجيل الصحوة، ونتائجه التي نراها في الواقع ناطقة بذلك.
ومع تميز هذا الجهد إلا أنه لا يزال يعاني من قصور ومشكلات، أفرزتها
عوامل منها:
1- أنه
يعتمد على فضلة أوقات المربين والمتربين؛ إذ هو يتم فيما فضل من أوقات العمل والدراسة، والنوم والراحة، والارتباطات العائلية والاجتماعية.
2- أن
الهوة الواسعة بين المتطلبات والإمكانات، وبين أعداد من يفتقرون إلى التربية وأعداد المربين، أدت إلى الاعتماد على عناصر تملك خبرة وتأهيلاً أقل مما ينبغي لمثل هذه المواقع.
3- عدم
وجود برامج أعدت بطريقة علمية لإعداد المربين وتأهيلهم، مع ضعف عناية كثير من المربين بالرفع من مستوى تأهيلهم؛ مما زاد من الممارسات المعتمدة على المحاولة والخطأ، وتعميم التجارب الشخصية المحدودة.
4. الفقر
الشديد في الدراسات والكتابات التربوية التي تجمع بين الخبرة والتخصص.
5. أن
التجربة التربوية لجيل الصحوة تجربة فريدة، وفيها جوانب من الخصوصية أفرزت إشكالات وتساؤلات لم تكن مطروحة في الأدبيات التربوية المتخصصة، ومن ثم يصعب على المربين أن يجدوا في المكتبة التربوية ما يجيب بعمق على بعض تساؤلاتهم، وغيرها من تلك الإفرازات والمشكلات.
ومع ذلك يبقى الجهد التربوي لجيل الصحوة جهد يستحق الإشادة، ومظاهر القصور والضعف ينبغي أن تدفعنا إلى التصحيح والإصلاح، لا إلى النقد اللاذع والاستهانة بجهود العاملين، فلأن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة.
وقد سعيت أن يكون هذا الكتاب كافياً لما يحتاجه المربي حديث الخبرة من أهداف تربوية ووسائل تعين على تحقيقها.
تحدثت فيه بإيجاز عن الأهداف التربوية وصياغتها، ثم عن أهم خصائص المرحلة وسماتها، وبعد ذلك تناولت الأهداف التربوية مقسماً لها على مجالات رئيسة، فأذكر في كل مجال هدفاً عاماً، ثم أتبعه بوسائل عامة، ثم أختم بذكر أهداف فرعية، وأشير في ثنايا كل هدف إلى بعض الوسائل المعينة على تحقيقه، وقد تتكرر الوسائل لارتباطها بأكثر من هدف.
بهذه المقدمة المختصرة ابتدأ المؤلف د: محمد الدويش الحديث عن كتابه: تربية الشباب – الأهداف
والوسائل الذي يقع في 238 صفحة، من إصدار دار الوطن للنشر والتوزيع، حيث صدرت الطبعة
الأولى منه عام 1423هـ.
ثم تحدث في الفصل الأول من الكتاب الذي يحوي سبعة فصول
حول الأهداف التربوية وعن وظيفتها وشروط صياغتها ومستوياتها، وقد عرف الهدف بأنه:
التغير المرغوب الذي تسعى العملية التربوية إلى تحقيقه لدى الفرد أو لدى المجتمع.
وأما الفصل الثاني فقد كان الحديث حول خصائص مرحلة الشباب، والتي يقع جزء كبير منها في مرحلة المراهقة، ثم إلى تعريف مصطلح المراهقة، والفرق بينها وبين البلوغ، ومراحلها، وسماتها.
ثم ختم الفصل بذكر حاجات المراهق، والمراهق والتدين.
وأما الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس
والسابع والثامن فقد
تدرج المؤلف في كل فصل منها حول جوانب تربوية لابد منها في العملية التربوية، بالتدرج التالي: الإيماني، فالعلمي والعقلي، فالدعوي، فالخلقي والسلوكي، فالاجتماعي، ثم ختم بالجانب النفسي.
وسلك في كل فصل ما يلي:
- تحديد هدف عام في كل فصل.
- ذكر وسائل عامة لتحقيق الجانب المحدد، سواء كان إيمانياً أو نفسياً أو غير ذلك مما ذكر سابقاً.
- وضع أهداف فرعية مساعدة، مع ذكر وسائل عملية ميسورة جداً لتحقيق تلك الأهداف.
- جمع الأهداف الفرعية والوسائل العامة لتحقيق الجانب المحدد في كل فصل في وجه واحد ليسهل مراجعتها.
ثم ختم المؤلف الكتاب بكتابة خطة عمل فصلية حول الجانب الدعوي، كنموذج تقريبي ليسير المربي على منواله.
والكتاب موجود الآن لدى دار التدمرية بسعر 17 ريال سعودي، وانتهى من دار الوطن وجاري إعادة طباعته.
ومن يصعب عليه اقتناء الكتاب فليتواصل معي، لأوفر له نسخة إلكترونية بتنسيق مشابه تماماً للكتاب جعلتها خاصةً بكم أيها الأحبة.
وسيتم عرض الجديد والمفيد من الإصدارات التربوية في هذا القسم الحديث: إصدارات تربوية، مع
التعريف بها، والحرص على توفيرها أو الدلالة عليها.
المصدر: مدونة إطلالات تربوية.