استعد للحوار مع الكبار!
تخيل أنك بالصدفة مع رئيس مجلس إدارة شركة كبرى أو المؤسسة التي تعمل بها في المصعد. ولديك الكثير لتخبره عنه ولكن لا يوجد أمامك إلا 30 ثانية أو دقيقة هي فترة وجوده بالمصعد.. فماذا ستخبره في تلك الفترة بل اللحظة؟!.. هل ستعرفه بنفسك وتخبره أنك سعيد برؤيته؟ .. أم ستخبره عن فكرة مشروعك الذي كرست له المزيد من الوقت والجهد؟.. أم ستظل تفكر بماذا تبدأ إلى أن يغادر المصعد؟!!!
هذه الأسئلة وغيرها يحاول جون بالدوني الإجابة عليها من خلال مقاله الذي نشرته مجلة عالم الإبداع في عددها الأخير.
يقول بالدوني: إجراء محادثةٍ صغيرة مع رئيس المؤسسة أو مع أحد القياديين الكبار هو أحد الأشياء التي تثير الاضطراب والتعثّر لدى المديرين –حتّى المخضرمين منهم- إنّ الأحاديث المفتوحة مع من يعلوك سلطةً قد تكون مصدر خطرٍ وهي في الوقت ذاته مصدرُ فرص عظيمة. يأتي الخطر من مخافة التكلّم بما لا يصح أو بطريقةٍ لا تصحّ، وتنشأ الفرص من إمكانية إلقاء الضوء على جانبٍ جديدٍ لديك لم يكن يدري به أحد.
خطّط تخطيطاً جاداً لحديثك مع القيادات العليا وسينفعك هذا الاستعداد والتخطيط إن كنت تعرف بقدوم رئيس الشركة لزيارة قسمك أو إن أتيح لك تبادل التحية وبعض العبارات معه في ملتقىً للموظفين.
كن على استعداد في كل وقت
تعلّم المسائل المهمّة التي يتمحور عليها اهتمام فريق الإدارة العليا. نظرياً، ينبغي أن يكون كل فرد في المؤسسة على علمٍ بأولوياتها الإستراتيجية ولكنّ هذا المطلب كثيراً ما يكون مفقوداً في الواقع.
لا تنتظر من يعلّمك بل انطلق بنفسك في تفهّم هذه الأولويات تفهّماً عميقاً يتجاوز المطلوب عادةً.
فكّر مسبقاً فيما ستقوله لعضوٍ في فريق الإدارة العليا إن قابلته شخصياً. انحت بعناية رسائل أساسيّة عن المشروعات التي تعمل عليها، عن مسيرتك المهنية، وعن نفسك شخصياً. إنّ هذه ممارسةٌ حسنةٌ ستفيدك فائدةً عظيمةٌ سواءٌ أٌقابلت أحد القياديّين أم لم تقابل.
وإن كانت مناسبة اللقاء يغلب عليها الطابع الاجتماعيّ، فربما يفيدك الاطلاع على اهتمامات رئيسك الشخصية، هواياته، أنواع الرياضة التي يفضّلها، الأنشطة التي يتطوّع من أجلها..
لا تكن شيئاً غير نفسك
عندما تُقدّم إلى القياديّ الكبير فاجتهد في تحقيق التواصل الملائم بالعينين وأنت تصافحه. ابتسم وتصرّف بارتياح. لا تخشَ من طرح الأسئلة عمّا يجري في المؤسّسة، وإن كانت الظروف مناسبةً فتحدّث عن الأمور التي تعمل عليها.
إنّ هذه فرصتك لتقديم رسائلك التي أعددتها لكل شأنٍ من الشؤون. قدّمها حيثما ترى ذلك ملائماً واجتهد في الاختصار والوصول إلى المغزى مباشرةً.
اقرأ الموقف.. عن قرب وعن بُعد
واصل تقديم ما لديك طالما رأيت الرئيس مهتمّاً، وعندما تلمس تحوّلاً في الاهتمام اشكره على وقته الذي أتاحه لك وانصرف إلى شأنٍ آخر حتّى وإن لم تحظَ بفرصة تقديم رسائلك الأساسيّة فلباقتك وحسن تقديرك تتحدّث هي الأخرى حديثاً لا يقلّ أهمّيةً أو قد يزيد عمّا تريد قوله.
إنّ مضيّك في الكلام بالرغم من عدم اهتمام المتلقّين يظهرك لديهم بمظهر ضعيف الملاحظة لنفسه ولبيئته، وأمّا معرفتك متى ينبغي الكفّ عن الحديث فهي تخبر الكثير عن مقدرة قراءة المواقف لديك.
اللقاء الفرصة
>
يفيدك الاستعداد عندما تعرف مسبقاً أنّك ستقابل قيادياً رفيعاً أو عضواً في مجلس الإدارة، ولكن ماذا عن المقابلات العرضية في مطارٍ أو ملتقىً اجتماعي أو حدثٍ رياضيّ؟
أبشر! إن الاستعداد للقاءات المدروسة يفيدك أيضاً في اللقاءات العرضية، وكلّ ما عليك فعله هو أن تفترض لقائك المباغت مع أحد القياديّين واقعاً حتماً في يومٍ من الأيام وتستعدّ له كما لو كان لقاءً مستهدفاً. وستجدُ ثمرة هذا الإعداد في مواقف كثيرة مثل اجتماعات فرق العمل أو التحاور مع عملاء المؤسسة.
من خلال ما سبق تبدو لنا واضحةً أهميّة التدرّب على صياغة وتقديم رسائلك الأساسية بين حينٍ وآخر بعيدًا عن أي شكل من أشكال التملق أوالنفاق. يمكنك التفكير في ذلك في طريقك إلى العمل مثلاً، بل ويمكنك تسجيلها على جوّالك حتّى تستمع لحديث نفسك وتقدّر أثره لدى الآخرين.
إنّ هذا التدرّب سوف يمنحك الثقة بأنّ لديك كلّ ما يلزم للدخول في محادثةً واضحة متماسكة مثمرة مع أصحاب القرار.
الاستعداد الدائم لمقابلة القيادات يشبه ممارسة الرياضة.. لا تعرف تماماً متى تفيدك أو كيف ولكنّها ستفيدك حتماً.
احسب حساب الآخرين.. ولا تنسَ نفسك!
لا تنسَ أنّ كبار القادة هم بشرٌ أوّلاً وتنفيذيّون كبار ثانياً. لا تنس ما لديك من قدرات شخصية، ولا تنس أنّ محادثة صغيرة ناجحة يمكن أن تولّد أثراً هائلاً في مستقبلك المهني.
المصدر: http://www.google.com/imgres?imgurl=http://www.qeyamhome.net/uploads/exp...