المسيحيون في العالم الإسلامي

هل من ربيع عربي لمسيحيي المشرق؟
رغم أن المسيحية ولدت في المشرق، إلا أن المسيحيين في العالم الإسلامي باتوا مجموعة مهمشة وملاحقة. مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية تحاول مناقشة هذا الموضوع الحساس في ندوة نظمتها في العاصمة برلين. بيتينا ماركس والمزيد من التفاصيل
بين الحرب الأهلية وحزب الله
ويتابع سنو بالقول إن "الكثير من المسيحيين والسنة أيضاً يشعرون بأن أيديولوجية حزب الله المتطرفة تشكل تهديداً بالنسبة لهم". كما أن حزب الله ينظر إلى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على أنه القائد الديني والسياسي للعالم الإسلامي. لكن الخطر لا يأتي فقط من الأغلبية الشيعية في لبنان، بل من التصعيد في الجارة سوريا أيضاً، الذيً يقلق الجالية المسيحية. ويعتبر المؤرخ اللبناني أنه "وبعد اتساع نطاق الثورة السورية، بات المسيحيون يخشون من تحول لبنان إلى دولة إسلامية، ومن تحالف محتمل بين السنة في لبنان وسوريا، يفضي إلى مزيد من التهميش للتواجد المسيحي في البلاد".
ربيع عربي ليس للمسيحيين
فقد ازدادت حالات التحرش بالفتيات والسيدات القبطيات اللواتي يخرجن دون أن يلبسن الحجاب، وحوادث إضرام النار في الكنائس وتهديد المسيحيين. هذا ويأمل الأنبا داميان بأن تسود الدول الإسلامية نفس روح التسامح التي يراها في ألمانيا، مثل سماح المدن الألمانية للسلفيين بتوزيع كتبهم المقدسة على الناس دون إزعاج، وهي حرية لا يمكن للمسيحيين أن يتمتعوا بها في العالم العربي. من جانبه يراقب البروفسور مارتن تامكه من جامعة غوتينغن الألمانية بكل حزن وقلق التطورات التي تمر بها الجاليات المسيحية في الدول الإسلامية. ويشير الخبير في شؤون الكنيسة الشرقية إلى أن "هذه المنطقة كانت قلب العالم المسيحي في الماضي"، وفيها تم وضع أسس الدين المسيحي، الذي ترك بصمات واضحة على الثقافة الأوروبية. لكن الكثير من الجاليات المسيحية في المنطقة بات مؤخراً على حافة الاندثار، وأصبح شغل مسيحي لمنصب رئيس دولة أو رئيس حكومة، كما كان معروفاً في النصف الثاني من القرن العشرين، أمراً لا يمكن تصوره في الوقت الراهن.