الإسلام حياة للأمم والشعوب

عاشت الأمة العربية حياة مظلمة انتشر فيها التمزق والتفرق والتشرذم والظلم والتسلط واضطهاد القوي للضعيف وسفك الدماء ، وغيرها , فذلت وهانت و استعبدها الآخرون فكان بعضها في سيطرة الفرس وبعضها في سيطرة الروم , وكانت أمة ذليلة يمتهنا الغير.

وفجأة يتغير هذا الحال وتنقلب الموازين رأسا على عقب فأصبحت هذه الأمة عزيزة مكرمة تحررت من الاستعباد والذل والهوان بل وحررت الناس من الرق والعبودية وأعادت إليهم إنسانيتهم وكرامتهم  وردت إليهم حقوقهم فعاشوا في ظلها أنعم حياة  وأطيب عيش .

والسؤال هنا ما سبب هذا التغير السريع لهذه الأمة والنقلة العجيبة لها حتى أصبحت أعظم دولة في العالم؟

السر الذي أوصل تلك الطائفة المقهورة  إلى ما وصلت إليه رسالة الإسلام التي جاءت لتخرج الناس من عبودية الناس إلى عبودية الله وحده ومن ظلم وجور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، وفعلا تحقق هذا كله، وكلما التزمت الدول والأنظمة به سادت ومكن الله عز وجل لها قال تعالى: { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41

وكان بداية هذا النور بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، سنة 571م .

وكان لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به الأثر العظيم الطيب لجميع البشرية بشكل عام حيث حل الخير وانتشرت الهداية  وفاقت الأمة من غفلتها ، فأحيا الله عز وجل به الأمم ، وخير دليل ما نعمت به البلدان في ظل قيادة الشريعة الإسلامية من العدالة والمساواة فعاش الناس أحرارا فنعموا بإنسانيتهم وردت إليهم كرامتهم وعزتهم.

يقول الأستاذ سيد قطب في بداية كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين  : إن الإسلام عقيدة استعلاء، من أخص خصائصها أنها تبعث في روح المؤمن بها إحساس العزة من غير كبر ، وروح الثقة في غير اعتزاز، وشعور الاطمئنان في غير تواكل. وأنها تشعر المسلمين بالتبعة الإنسانية الملقاة على كواهلهم، تبعة الوصاية على هذه البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، وتبعة القيادة في هذه الأرض للقطعان الضالة، وهدايتها إلى الدين القيم، والطريق السوي، وإخراجها من الظلمات إلى النور بما آتاهم الله من نور الهدى والفرقان :

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } ... { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } .

وبعد أن تخلت الأمة الإسلامية عن هذه الشريعة وهدي محمد صلى الله عليه وسلم عادت إلى ما كانت عليه من الذل والهوان والظلم والاستبداد، بل وحل هذا الشقاء والتعب بالبشرية جمعاء بعد أن نعموا بالحياة الحرة الكريمة في ظل الإسلام ولذا يحس القارئ ، بمدى حاجة البشرية الملحة إلى تغيير القيادة الإنسانية ، وردها إلى الهدى الذي انبثق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الجاهلية إلى المعرفة ، ويشعر بالقيمة الكلية لوجود هذه القيادة في الأرض ، وبمدى الخسارة التي حلت بالبشر جميعاً ، لا بالمسلمين وحدهم في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل القريب والبعيد .

وأخيرا

إن أردنا إعادة ذلك التاريخ العظيم ؛ لننعم بالحياة الطيبة ؛فعلينا أن نرجع إلى كتاب ربنا وإلى سنة بينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ونمتثل لشرع ربنا ونحكمه في جميع حياتنا عندها يأتي نصر الله  يقول المولى عز وجل : {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.

المصدر: http://www.google.com/imgres?imgurl=http://www.qeyamhome.net/uploads/exp...

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك