الحوار ... في النهج التربوي.

عز الدين بن محمد الغزاوي
لاشك في أن التربية البيداغوجية هي تربية إنسانية بالأساس ، و على هذا الأساس فإن عناصرها أو " ثلاثية النهج التربوي " ملقن ، متلقن و الخطاب ، تحتم علينا أن ندمج في الخطاب التربوي " الحوار ".
* ومن هذا المنطلق ، إن أهم العناصر في الخطاب التربوي الهادف و الناجح ، الحوار و لعل الإستنتاجات التي توصل إليها علماء التربية و البيداغوجية كانت تتمركز على هذا العنصر الأساسي.
* و بتحليل العملية التعليمية- التعلمية ، نقف على الملاحظات التالية :
+ إن بناء الخطاب التربوي الذي يهمش الحوار هو خطاب فاشل منذ الإنطلاقة.
+ إن الملقن أو المعلم الذي يستبد بلغة الخطاب خلال عمله داخل مجموعة المتلقين ، لن يحقق الأهداف التي حددها و لو بأقصى الصعوبات.
+ إن بناء الدرس أو حصة الدرس بدون الإعتماد على الحوار في الإتجاهين : معلم- متلقن ، متلقن - متلقن ، هو بناء مرتجل و غير فعال.
+ إن تفعيل آليات الحوار في جل العمليات الثقافية ، أصبح ضرورة ماسة لما تفرزه من إيجابيات على مستوى المنهاج و المحتوى.
+ ثم إن إدماج الحوار في التربية الميدانية ، و في المراحل العمرية الأولى من شأنه ان يدرب المتعلم كي يكون محاورا في المستوى مستقبلا.

* من جانب آخر ، و حسب التجربة الميدانية و الممارسة أرى بأن الحوار بآلياته المتعددة يشكل الحلقة الأولى في أي إصلاح مرتقب للتعليم ، فلا يمكننا أن نقوم بإصلاح المناهج و البرامج التربوية ، في حين نهمش تحيين الخطاب التربوي و تفعيله بخلق حوار تربوي هادف ، يعرف كل فيه كل طرف من أطراف العملية التعليمية- التعلمية دوره في بناء هذا الخطاب.
* ومن هذه النافدة أضم صوتي لأصوات العديد من المربين و البيداغوجيين ، إلى الرافعين لشعار الإصلاح : " كما أنكم تهتمون بباقي العناصر المكونة للإصلاح التربوي ، عليكم أن تأخدوا بعين الإعتبار العنصر البشري ،فيجب تطوير نظرته لأي منظومة لإصلاح التعليم بل عليه مواكبة هذا الإصلاح و ذلك بجعله يتفاعل و يفعل العملية التعليمية ".
* تبقى ملاحظة جوهرية ، لابد من الإشارة إليها و هو دور التربية الفردية في هذا الإصلاح ، و لعل هذه النقطة هي جوهر الموضوع ، فمن المفروض أن نهتم بهذا الجانب لكننا لا يمكن تحميل المؤسسة وحدها هذا الدور ، بل يجب إقحام كل الفاعلين التربويين في هذا العمل، و قد صدق التوجه القائل :
" السلطة الرسمية في مجال التعليم ،هي وزارة التعليم و ليست وزارة التربية و التعليم "
و بهذا الفصل سنوكل للمعلم أو الملقن عملا واضحا و هادفا بل و قابلا للتقييم ، إنها عملية التعليم و التدريب و التطوير أي رصد الكفاءات و المهارات عند شريحة خاصة من المتلقين و العمل على تطويرها و الرفع من مستواها حتى تواكب كلالمستجدات الحالية و بالله التوفيبق.

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك