صهينة العروبة!!!..

بقلم ميساء نعامة

العروبة والإسلام وقبلهما الامتداد الحضاري والتاريخي والمكاني والزماني، بمجملها مكونات تأسس عليها الوجود الإنساني للعرب.
ومجمل هذه المكونات يهدد الوجود الاستعماري الجديد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية المحكومة بالطوق الصهيوني العالمي، الذي يخنق جميع مؤسسات الإدارة الأمريكية ويمنعها من التغريد خارج السرب الصهيوني.
وقد تعود أصول محاربة الإسلام أو صهينته بمعنى تطويعه ليبقى تحت عباءة الصهيونية العالمية إلى ما قبل كتاب جورج بوش الجد المعنون:
"محمَّد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسّس إمبراطورية المسلمين" الأمريكي " 1796 - 1859م.
وقد سعى حينها القس جورج بوش إلى تشويه صورة الإسلام بما يبيّن الصلة الوثيقة بين أفكار بوش الجد والمسيحية الصهيونية.
إذاً، الإسلام وبقية مكونات الوجود العربي العدو الوحيد لامتداد الصهيونية العالمية التي تسيطر على معظم أنحاء العالم بطريقة مفضوحة ومكشوفة، أو بطرق مستورة.
أما سبل وصول الصهيونية إلى هدفها فتتمثل بالآتي:
أولاً: خلق تنظيم القاعدة وانبثاق ما يسمى حركة الإخوان المسلمين وانبثاق حركات أخرى عن هذه وتلك، كجبهة النصرة وغيرها.
وفي العودة إلى تاريخ نشأة تنظيم القاعدة الذي لم ينقلب في يوم من الأيام عمّن أنشأه إلا عبر الدراما الهوليودية الذي يختلط فيها الواقع بوهم الصورة، ندرك تماماً أن من أنشأ القاعدة هو من يوجهها ويحدد مسارها فما معنى مثلاً أننا لم نسمع يوماً عن تهديد تنظيم القاعدة وانبثاقاتها لإسرائيل؟.
إشارة الاستفهام نفسها تقود للإجابة عن سؤال من أنشأ تنظيم القاعدة.
واليوم ونحن نشهد صعود التيارات الإسلامية إلى واجهة الحكم في بلدان الثورات تتضح حالة التقزيم والتشويه الذي تسعى إليه الصهيونية العالمية لتدمير الإسلام.
ثانيا: تفتيت الكيان العربي: عبر توظيف حكام تخرجوا من الأكاديمية الصهيونية وتزعمهم لأقطار عربية، كحال الوضع عند آل سعود وآل حمد بن خليفة وأسرته بالعموم هي امتداد لآل سعود بعد الانشقاق عنها، وبينهما معظم المشيخات والممالك.
إذاً، المسعى والغاية من توظيف بعض خريجي الأكاديمية الصهيونية كحكام على العرب، يجسد حالة استباقية لنشر الفكر الصهيوني والقضاء على الوجود العربي عبر تفتيت كامل للمعاني القيَميّة والأخلاقية التي كانت تشكل الحاضنة الحقيقية لثبات الوجود العربي.
ثالثاً: القضاء على الامتداد الحضاري والتاريخي من خلال سرقة أو إتلاف الإرث الإنساني للعرب، والدليل أن ثورات يقودها مرتزقة ويغذيها حكام المدرسة الصهيونية، ويقودها الرعاع والغوغائيون قاموا بحرق المتاحف وتدمير المعالم التاريخية.
أما المقابل العنيد لحكام المدرسة الصهيونية فيتجسد بالمد القومي والعروبي، المحصن بالفكر المقاوم لجميع تبعات الصهيونية العالمية وفي مقدمتها إسرائيل، وليس آخرها مقاومة الإرهاب المصنّع صهيونياً كتنظيم القاعدة وانبثاقاته.
وعندما نقول بأن سورية هي آخر معاقل العروبة، فلأنها تحمي الإسلام وتحمي الامتداد الحضاري والتاريخي للعرب ولأنها الوحيدة القادرة على نشر الفكر المقاوم الذي يهدد تمدد الصهيونية العالمي.

المصدر: http://www.alazmenah.com/?page=show_det&category_id=9&id=46411

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك