اليوم صلاة جامعة أولى مسيحية - إسلامية كنموذج اجتماعي للعالم
هالة حمصي
هي "الصلاة الاحتفالية الجامعة الاولى لديانات المشرق وطوائفه". الحدث استثنائي، "الاول في المشرق العربي"، كونه يجمع، للمرة الاولى، كنائس الشرق الرئيسة، انطاكيا والاسكندرية والقدس، ومعها أيضاً مختلف العائلات الاسلامية. في السادسة مساء اليوم الجمعة 7 أيلول 2012، تتعالى تراتيل وأناشيد وقراءات مسيحية واسلامية في كاتدرائية سيدة لبنان في حريصا، ويتشارك مسيحيون ومسلمون في الصلاة معاً، في الدعاء.
وراء هذه المبادرة، تقف "مؤسسة المشرق"(1)، "في انطلاقة اولية لها"، في نشاط افتتاحي للمهمة التي أخذتها على عاتقها، "الدفاع عن مسيحيي المشرق، عبر حماية التعددية الخاصة بالنسيج الاجتماعي المشرقي"، وفقاً لما تعرّف عن نفسها. فما تؤمن به هو أن "هذا التنوع الذي تنفرد به المنطقة استطاع ان يستمر اكثر من 20 قرناً، يستحق تسمية النموذج الاجتماعي". ويشدد عضو المؤسسة انطوان قلايجيان(2) على ان "هذا النموذج لم يتمكن احد من تحطيمه، ولن يستطيع احد من اللعب بالتعايش الاسلامي – المسيحي او بالوجود المسيحي في المشرق".
قبل أكثر من عامين، تأسست المؤسسة تحت طابع "مؤسسة ثقافية مسكونية لا تتوخى الربح، غير سياسية، لا طائفية ولا مذهبية، ومسجلة في لبنان وفرنسا والولايات المتحدة". وفي مزيد من التفاصيل، يتكوّن فريق عملها من وجوه بارزة، مسيحية ومسلمة، في المجالات السياسية والاعلامية والديبلوماسية: الوزير السابق الدكتور الياس سابا رئيساً، 9 أعضاء مؤسسين، 14 عضواً يشكلون الفريق الديبلوماسي، و11 الفريق الاعلامي.
ووفقاً للمخطط، تشمل مهمة المؤسسة أيضاً "تأمين استمرار الحضور المسيحي في المشرق، ابراز النموذج الاجتماعي المشرقي التعددي والفريد، المشاركة في المشاريع التنموية والاقتصادية في المشرق، تشبيك العلاقات الدولية بالاساليب الديبلوماسية والتنظيمية وتوظيفها، وتنظيم حج مسيحيي الغرب الى المشرق باعداد مكثفة وكبيرة وتشجيعه".
عناوين كبيرة، كل منها يمثّل تحدياً في ذاته. وأوّله ترفعه المؤسسة بخطوة أرادتها معبّة، من خلال صلوات مسيحية – اسلامية مشتركة. "بهذا اللقاء، نهدف الى ابراز التعايش المسيحي – الاسلامي في المشرق، ولا سيما عيش ابناء مختلف العلائلات المسيحية والاسلامية معاً بتفاهم. واذا استخدموا كنموذج اجتماعي لبقية العالم، فسيكون ذلك انجازاً"، يقول قلايجيان.
"النسيج الاجتماعي المشرقي: التعددية كنموذج اجتماعي" هو الموضوع الرئيسي لهذا اللقاء الذي يرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان... وتوجه به لمؤسسة رسالة مفادها ان "المسيحيين والمسلمين في المشرق يتشاركون في الصلاة لتأكيد هذا النسيج، أقدم النماذج الاجتماعية التعددية في العالم واكثرها قدرة على الاستمرار. وهو نموذج حي، قائم، تتلاقح وتتلاقى فيه مكوناته في شكل فريد ومستمر منذ أقدم العصور".
مساء الجمعة، تترجم المؤسسة هذه الرسالة بالصوت والصورة والكلمة واللحن... والحضور المشترك، من خلال برنامج يرتدي "خصوصية" محددة: قراءة عن السيدة العذراء من الانجيل والقرآن. ويتضمن تراتيل وأناشيد تؤديها جوقات تابعة للعائلات الدينية المسيحية والاسلامية، اضافة الى قراءتين من الانجيل والقرآن عن السيدة العذراء. كذلك، يتخلله اعلان المؤسسة مبادراتها، وأولها الديبلوماسية التي هيأت لها "باجراء اتصالات ديبلوماسية، محلياً واقليمياً ودولياً. هذا هو العمل الاساسي الذي نقوم به. والايام المقبلة تبين نتائجه على المستوى الدولي"، يفيد قلايجيان.
على أجندة المبادرة، بند رئيس ينص على "التعرف الى مواقف ديبلوماسيي حلف شمال الأطلسي، حول عروض قدمت الى مسيحيين ومسؤولين ورجال دين لتسهيل سفرهم الى الخارج. والمرجو من هذه الحملة تطوير سياسات مشتركة لمساعدة السكان المسيحيين على البقاء في أرضهم، بدلاً من تحفيزهم على الهجرة"، وفقاً للمؤسسة.
باختصار، المراد بذلك هو "القول ان لدينا حلولاً بديلة أخرى (غير هجرة المسيحيين) نرجو اخذها في الاعتبار"، يشرح قلايجيان. وما عادت به جولة الاتصالات تلك هو "شعور بأن هناك آذاناً صاغية، وان ثمة تفهماً للوضع المسيحي، بما يتطلب تحريكاً للأمور على مستوى عال، سعياً الى ايجاد حلول".
المبادرة الثانية تقتضي القيام "بحملة استنهاض على الانترنت، عبر توقيع عريضة موجهة الى كل المسيحيين في العالم، تشرح مشكلات مسيحيي المشرق... بغية اثارة قضيتهم دولياً وحشد التأييد لها". اما المبادرة الثالثة، فهي "تنظيم تجمع حقوقي يضم محامين وقضاة لمعالجة المشكلات القانونية للمسيحيين... على ان تكون خدماته متوافرة لكل مكونات النسيج الاجتماعي المشرقي".
هذه المرة، تجمع المؤسسة ممثلين رفيعي المستوى من العائلات السنية والشيعية والدرزية، ومن العائلات الكاثوليكية (اللاتين، الموارنة، الروم الملكيون، الارمن، الاقباط، الكلدان، الاشوريون)، والارثوذكسية (الروم الارثوذكس، الارمن، الاقباط، الكلدان، الاشوريون)، والانجيلية. وفي المرحلة المقبلة، تعد بتنشيط "مبادرة اقتصادية"، الى جانب مبادرتيها الحقوقية والديبلوماسية. المشروع كبيرة، وبثقة تخوضه المؤسسة. "نعمل بكل تجرد، ومن دون مصلحة خاصة. هذه هي قوتنا"، يقول قلايجيان. ويبقى الأمل في "أن نتوصل، ولو الى بداية نتائج، في الأشهر المقبلة".
[HR]
هي "الصلاة الاحتفالية الجامعة الاولى لديانات المشرق وطوائفه". الحدث استثنائي، "الاول في المشرق العربي"، كونه يجمع، للمرة الاولى، كنائس الشرق الرئيسة، انطاكيا والاسكندرية والقدس، ومعها أيضاً مختلف العائلات الاسلامية. في السادسة مساء اليوم الجمعة 7 أيلول 2012، تتعالى تراتيل وأناشيد وقراءات مسيحية واسلامية في كاتدرائية سيدة لبنان في حريصا، ويتشارك مسيحيون ومسلمون في الصلاة معاً، في الدعاء.
وراء هذه المبادرة، تقف "مؤسسة المشرق"(1)، "في انطلاقة اولية لها"، في نشاط افتتاحي للمهمة التي أخذتها على عاتقها، "الدفاع عن مسيحيي المشرق، عبر حماية التعددية الخاصة بالنسيج الاجتماعي المشرقي"، وفقاً لما تعرّف عن نفسها. فما تؤمن به هو أن "هذا التنوع الذي تنفرد به المنطقة استطاع ان يستمر اكثر من 20 قرناً، يستحق تسمية النموذج الاجتماعي". ويشدد عضو المؤسسة انطوان قلايجيان(2) على ان "هذا النموذج لم يتمكن احد من تحطيمه، ولن يستطيع احد من اللعب بالتعايش الاسلامي – المسيحي او بالوجود المسيحي في المشرق".
قبل أكثر من عامين، تأسست المؤسسة تحت طابع "مؤسسة ثقافية مسكونية لا تتوخى الربح، غير سياسية، لا طائفية ولا مذهبية، ومسجلة في لبنان وفرنسا والولايات المتحدة". وفي مزيد من التفاصيل، يتكوّن فريق عملها من وجوه بارزة، مسيحية ومسلمة، في المجالات السياسية والاعلامية والديبلوماسية: الوزير السابق الدكتور الياس سابا رئيساً، 9 أعضاء مؤسسين، 14 عضواً يشكلون الفريق الديبلوماسي، و11 الفريق الاعلامي.
ووفقاً للمخطط، تشمل مهمة المؤسسة أيضاً "تأمين استمرار الحضور المسيحي في المشرق، ابراز النموذج الاجتماعي المشرقي التعددي والفريد، المشاركة في المشاريع التنموية والاقتصادية في المشرق، تشبيك العلاقات الدولية بالاساليب الديبلوماسية والتنظيمية وتوظيفها، وتنظيم حج مسيحيي الغرب الى المشرق باعداد مكثفة وكبيرة وتشجيعه".
عناوين كبيرة، كل منها يمثّل تحدياً في ذاته. وأوّله ترفعه المؤسسة بخطوة أرادتها معبّة، من خلال صلوات مسيحية – اسلامية مشتركة. "بهذا اللقاء، نهدف الى ابراز التعايش المسيحي – الاسلامي في المشرق، ولا سيما عيش ابناء مختلف العلائلات المسيحية والاسلامية معاً بتفاهم. واذا استخدموا كنموذج اجتماعي لبقية العالم، فسيكون ذلك انجازاً"، يقول قلايجيان.
"النسيج الاجتماعي المشرقي: التعددية كنموذج اجتماعي" هو الموضوع الرئيسي لهذا اللقاء الذي يرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان... وتوجه به لمؤسسة رسالة مفادها ان "المسيحيين والمسلمين في المشرق يتشاركون في الصلاة لتأكيد هذا النسيج، أقدم النماذج الاجتماعية التعددية في العالم واكثرها قدرة على الاستمرار. وهو نموذج حي، قائم، تتلاقح وتتلاقى فيه مكوناته في شكل فريد ومستمر منذ أقدم العصور".
مساء الجمعة، تترجم المؤسسة هذه الرسالة بالصوت والصورة والكلمة واللحن... والحضور المشترك، من خلال برنامج يرتدي "خصوصية" محددة: قراءة عن السيدة العذراء من الانجيل والقرآن. ويتضمن تراتيل وأناشيد تؤديها جوقات تابعة للعائلات الدينية المسيحية والاسلامية، اضافة الى قراءتين من الانجيل والقرآن عن السيدة العذراء. كذلك، يتخلله اعلان المؤسسة مبادراتها، وأولها الديبلوماسية التي هيأت لها "باجراء اتصالات ديبلوماسية، محلياً واقليمياً ودولياً. هذا هو العمل الاساسي الذي نقوم به. والايام المقبلة تبين نتائجه على المستوى الدولي"، يفيد قلايجيان.
على أجندة المبادرة، بند رئيس ينص على "التعرف الى مواقف ديبلوماسيي حلف شمال الأطلسي، حول عروض قدمت الى مسيحيين ومسؤولين ورجال دين لتسهيل سفرهم الى الخارج. والمرجو من هذه الحملة تطوير سياسات مشتركة لمساعدة السكان المسيحيين على البقاء في أرضهم، بدلاً من تحفيزهم على الهجرة"، وفقاً للمؤسسة.
باختصار، المراد بذلك هو "القول ان لدينا حلولاً بديلة أخرى (غير هجرة المسيحيين) نرجو اخذها في الاعتبار"، يشرح قلايجيان. وما عادت به جولة الاتصالات تلك هو "شعور بأن هناك آذاناً صاغية، وان ثمة تفهماً للوضع المسيحي، بما يتطلب تحريكاً للأمور على مستوى عال، سعياً الى ايجاد حلول".
المبادرة الثانية تقتضي القيام "بحملة استنهاض على الانترنت، عبر توقيع عريضة موجهة الى كل المسيحيين في العالم، تشرح مشكلات مسيحيي المشرق... بغية اثارة قضيتهم دولياً وحشد التأييد لها". اما المبادرة الثالثة، فهي "تنظيم تجمع حقوقي يضم محامين وقضاة لمعالجة المشكلات القانونية للمسيحيين... على ان تكون خدماته متوافرة لكل مكونات النسيج الاجتماعي المشرقي".
هذه المرة، تجمع المؤسسة ممثلين رفيعي المستوى من العائلات السنية والشيعية والدرزية، ومن العائلات الكاثوليكية (اللاتين، الموارنة، الروم الملكيون، الارمن، الاقباط، الكلدان، الاشوريون)، والارثوذكسية (الروم الارثوذكس، الارمن، الاقباط، الكلدان، الاشوريون)، والانجيلية. وفي المرحلة المقبلة، تعد بتنشيط "مبادرة اقتصادية"، الى جانب مبادرتيها الحقوقية والديبلوماسية. المشروع كبيرة، وبثقة تخوضه المؤسسة. "نعمل بكل تجرد، ومن دون مصلحة خاصة. هذه هي قوتنا"، يقول قلايجيان. ويبقى الأمل في "أن نتوصل، ولو الى بداية نتائج، في الأشهر المقبلة".