كيف يتعاطى الإعلام مع الظواهر الدينية المتشددة؟

ناقشت لجنة الدراسات في التيار الوطني الحر مسألة "التعاطي الإعلامي مع الظواهر المتشددة"في ندوة تحدَّث فيها الكاتب السياسي في صحيفة "النهار" أمين قمورية والصحافية رلى مخايل مديرة جمعية "مهارات"، وشارك فيها عدد من الإعلاميين والباحثين. وكان تشديد على أهمية التعاطي الذكي مع ظواهر التشدد وعدم إهمال المتابعة الإعلامية.

قمورية

قمورية قدَّم عرضاً تاريخياً لظواهرالحركات المتشددة التي ارتبطت بالعودة إلى الماضي ورفض الآخر المختلف. ورأى أنَّ التعاطي الإعلامي مع المتشددين يجب أن يتمّ بذكاء وحذر وألا يحوّلهم إلى ضحايا لأن الظاهرة المتشددة تحتاج إلى عدو لتعيش وتستمر، ودعا في المقابل إلى التركيز على فضح شعاراتهم وإبراز التناقضات في أفكارهم وممارساتهم، مشيراً إلى وجود جهلٍ كبير في الأوساط الإعلامية للظواهر المتشددة. وأضاف أن على الإعلاميين أن يرسموا هم الأخط الأحمر لا مؤسساتهم.

وقال قمورية إنَّ المواجهة الأصعب هي مع "الإخوان المسلمين" لأنهم باطنيون ويفعلون عكس ما يقولون على رغم أنّهم أقلّ تشدداً من السلفيين. واعتبر أنهم باتوا من ضمن السياسة الغربية في المنطقة بالتعاون مع "حزب العدالة والتنمية" في تركيا. وأبدى تخوفه من الحال التي ستصل إليها مصر بين من هو متشدد ومن هو أقلّ تشدداً، ولفت إلى الظهور المفاجئ للسلفيين هناك والذين انتشروا في صفوف الفقراء، متسائلاً عن مصادر تمويلهم الكبير.

وأشار إلى أن الخصم الأكبر للسلفيين هم الصوفيون المنفتحون الذين لهم ثقل كبير في مصر حيث يتجاوز عددهم العشرين مليوناً. وأكد أن المشكلة الحقيقية هي أن الفكر التنويري والمنفتح مأزوم وأطيافه غير موحدة، ولفت إلى أن الصراع في المنطقة تحول من صراع بين العرب وإسرائيل إلى صراع سنّي شيعي وعربي فارسي وهذا ما يقدم خدمةً كبيرة لإسرائيل والولايات المتحدة.

مخايل

مديرة جمعية "مهارات" التي تُعنى بالشؤون الإعلامية رلى مخايل أكدت غياب الصحافة الإستقصائية في متابعة الظواهر المتشددة، ورأت أن نمو الحركات المتشددة يأخذ منحى حياة أو موت في المنطقة، بسبب الخشية من الإضطهاد على أساس ديني أو طائفي. وقالت إنَّ هناك عدم استمرارية في العمل الإعلامي لمتابعة أمور ما بعد الحدث، مشيرةً إلى مثال معركة "نهر البارد" وأحداث الضنية، وأشارت إلى غياب المتابعة الإعلامية للتيارات الدينية في لبنان ومعرفة مصادر تمويلها وحجم مؤسساتها. وأضافت أن الصحافي في لبنان يمارس الرقابة الذاتية فتغيب قدرته على الكتابة بحرية.

واعتبرت مخايل أن التغطية الإعلامية لهذه الظواهر تتم بحسب الإصطفاف السياسي، وان الحضور الكثيف لرجال الدين في الإعلام ونشرات الأخبار لن يسمح بجو من الإنفتاح وتوسيع مساحة المواطنية. ولفتت إلى غياب الشفافية في تمويل وسائل الإعلام وأرباحها، وإلى عدم التزام وسائل الإعلام ميثاق شرفٍ إعلامياً.

المصدر: http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=5960

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك