حقائق تاريخية عن اليهود والصهيونية وإسرائيل

بعدما انبثق النظام الشمسي في آخر الأمر من السديم الداكن.. أو من أي شيء أخر.. وبعدما انحسرت عصور الجليد المتتابعة التي اجتاحت بقوة أرضنا هذه.. وبدأت تغطيها منذ أكثر من نصف مليون سنة.. وبالتحديد بعد ما انتهى عصر الجليد الرابع والأخير أي منذ حوالي مائة ألف سنة حسب تقدير الجيولوجيين علماء طبقات الأرض المعاصرين.. نشأت عن المجاري التي أحدثتها ركامات الجليد الذالية انهار عديدة.. ولكن دجلة والفرات والنيل اجتذبت فيما يبدو جميع من بقي من البشر على قيد الحياة بعد الطوفان.. إلى جوار هذه الأنهر الثلاثة حيث وجدوا عندها المناخ حارا نسبيا.. وقد اتبع الإنسان وعائلته خط الجليد المنكفئ من المنطقة التي تؤلف اليوم الخليج العربي ودلتا النيل لينشئ مدن سومر أو «شومر» القديمة ومصر لأن تاريخ الإنسانية المدون الثابت بدا هناك..
والحق أن العراق –كما يقول لورنس غريزوولد- أو بلاد ما بين النهرين، دجلة والفرات، كان منذ عهوده الأولى أرض ري وقنوات وخيرات كثيرة.. وكذلك كانت مصر..
فقبل ميلاد السيد المسيح بأكثر من ألفى سنة في نفس الزمن الذي كان فيه بالعراق سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء، وضع الملك حمو رابي الفاتح المشرع العظيم، الذي حكم العراق طوال ثلاث وأربعين سنة ذهبية (2123-2081 قبل الميلاد) وهو ابن (الملك سن مبالط) الذي يسمى خطأ باسم امريال (كما سماه اليهود خطأ كذلك في توراتهم باسم –أمرافل- في سفر التكوين الآية 14:1).. وضع حمورابي الذي ورث عن أبيه عرش بابل.. شرائع تلقي على المواطنين مسؤولية المحافظة على نظام الري في العراق.. وقد سجلت شريعته على مسلة من حجر البازالت البابلية القديمة والخط المسماري وتشمل على 282 مادة تناولت فضلا عن شؤون الري.. معظم القضايا والعلاقات الاجتماعية والعقوبات وجرائم الاعتداء على الأشخاص وعلى الرقيق والأموال الخ.. كما تحتوي هذه الشريعة أيضا على بعض الأحكام التجارية والحربية وبالإجمال على كل ما ينظم حياة البابليين الاجتماعية..
وكانت هذه المسلة قد وضعت في (ايساجيلا) وهو معبد أله بابل مردك أو (مردوك) أله الخير وحكيم الآلهة في مدينة بابل..
وقد عثرت على هذه المسلة البعثة الفرنسية التي كانت تواصل تنقيباتها الأثرية في موقع (سوس) في عيلام جنوبي العراق بين عام 1902-1903. ومدينة (السوس) هي عاصمة (عيلام) القديمة التي يجتمع فيها تاريخ الشرق القديم برمته ويرتبط أوله بآخره..
وقد اكتسبت هذه الشريعة البابلية القديمة أهمية أخرى من جراء تشابه قسم كبير منها للتشريع السومري، وشريعة النبي موسى فيما بعد وغيرها من الشرائع السامية، ولهذا حرضت هنا على الإشارة إليها.
ويرجع تاريخ سيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنبياء إلى حوالي 1950 قبل الميلاد حينما صحب عائلته القليل العدد – المنحدرة في الأصل من أحدى قبائل اليمن الراحل بجنوب شبه الجزيرة العربية- صحبها في ذلك الوقت مهاجرا بها من مسقط رأسه في مدينة (أور Ur) في جنوب العراق شرقي الفرات عبر الهلال الخصيب متوجها إلى أرض كنعان (فلسطين). وكان ذلك في عصر أمتاز بالهجرات المتعددة للقبائل والشعوب.. أيام الدولة الوسطى الملكية بمصر (العائلة الفرعونية الحادية عشرة).
وكان دفع القبائل المهاجرة والشعوب بعضها لبعض في منطقة الهلال الخصيب والشرق الأدنى عموما يهدد وأدي النيل.. لهذا استطاع فراعنة الأسرتين الثانية عشر والثالثة عشر حوالي عام 1900-1800 قبل الميلاد، إيقاف سيل الهجرات نحو مصر تحت ضغط الموجات المتتالية من الحيثيين والكاشيين التي تدفقت على الهلال الخصيب من هضاب أسيا والأناضول..
ولكن مصر لم تستطع بعد زوال الدولة الوسطى وبالتالي زوال استقلالها أن توقف سيل هذه الهجرة إليها خاصة بعد بدء الاضمحلال الثاني الذي أصابها وقتئذ اثر غزو الهكسوس لها الذي استمر من عام 1850-1710 قبل الميلاد.. اضطربت فيها أحوال مصر وتمزقت.. ودام هذا الاضطراب وهذا التمزق بعد خروجهم وقتا ليس بالقليل.
ويعتقد معظم المؤرخين أن هؤلاء الهكسوس ليسوا جنسا واحدا. لهم خليط من سكان قدموا من هضاب أسيا الصغرى وكانوا يجذبون معهم العبرانيين من سكان أرض كنعان العربية في اتجاههم لغزو مصر. كشأن العبرانيين دائما في كل زمان ومكان في ملاحقة زحف الغزاة والمستعمرين بقصد استغلال الشعوب المغلوبة على أرمها..
كانت اضطرابات هذه الهجرات الجارفة للقبائل والشعوب في منطقة الشرق الأوسط.. لا يعطي أحداها الفرصة لكثير من هذه الشعوب والقبائل للاستقرار بسبب العوامل الاقتصادية.. وسعي هذه القبائل الدائم وراء القوت. وهي حقيقة تاريخية أكدها القرءان الكريم.. كما أكد أن يوسف الصديق سبط إبراهيم قد نال حظوة كبرى في بلاط الهكسوس والأجانب، الذين كانوا يحكمون مصر قسرا في ذلك الوقت.. أو بمعنة أدق.. كانوا يحكمون منها جزءا صغيرا في دلنا النيل.. الأمر الذي أتاح ليعقوب – إسرائيل نفسه- وبنيه –بني إسرائيل- الإسراع لانتهاز الفرصة المواتية للهجرة إلى مصر المحتلة.. والحصول على أرفع المناصب وأرغد ألوان الحياة في خدمة الحكومة الأجنبية المتسلطة على شعب مصر.. وأوضح القرآن الكريم بكل دقة أن ذلك قد تم لهم هربا من ضغط الشعوب المهاجرة من قبل إلى كنعان مما سبب هناك –أي في فلسطين- المجاعة، وكان من نتيجة ذلك تكاثر عدد بني إسرائيل في مصر- رغم استعبادهم فيها بعد ذلك- وزيادة ثروتهم بقدر ازدياد طمعهم في خيرات مصر واستغلالها أسوأ استغلال أدى بهم آخر الأمر إلى استرقاقهم واضطهادهم وتعذيبهم..
ومما لاحظه علماء التاريخ والأجناس أن اليهود في جميع العصور كان عددهم يتضاعف ويكثر تناسلهم كلما زاد اضطهادهم وتعذيبهم.
وإبراهيم كان من أعظم الأنبياء والمرسلين تجوالا، فكان بذلك رحالة كبيرا: انتقل من (أور)- أو المقير كما هو أسمها حاليا في العراق الحديث- إلى (نيتوى) في شمال العراق.
وكان أبو إبراهيم نحاتا يصنع التماثيل والأصنام في (أور) ويعبدها مع قومه فاختلف إبراهيم معهم وثار عليهم داعيا إلى عبادة الله وحده فغضب عليه قومه وتبرأ منه أبوه وأسلمه إلى السلطات التي حكمت عليه بالموت حرقا كعادتها المتبعة مع الخارجين على الدين الوثني والقانون والدولة في تلك الأيام..
ونجا إبراهيم من الموت حرقا بمعجزة.. ففر هو وبعض أهل بيته من (أور) في الجنوب إلى (نينوى) في الشمال حيث تزوج هناك زوجته الأولى العاقر ساره. (ونينوى هي الآن مدينة الموصل بالعراق).
ولم يلبث إبراهيم أن هاجر من جديد مع موجات الهجرات المتدفقة على الهلال الخصيب إلى بعلبك في شمال لبنان ومنها إلى أورشليم (القدس) ثم إلى شبه جزية سيناء في طريقه إلى مصر.
وفي مصر تزوج إبراهيم بمصرية هي زوجته الثانية (هاجر) ثم هاجر من جديد عائدا إلى أرض كنعان العربية (فلسطين) حيث عاش في مشارف الشام حياة ناعمة كانت تجري رغدا إلى أن أكلت الغيرة قلب زوجته الأولى العاقر (سارة) بمولد أبنه البرك (إسماعيل) الذبيح –وليس صوابا ما يدعيه اليهود من أن أبن إبراهيم الذبيح هو إسحاق، كما أنه ليس صحيحا كذلك ما يدعونه من أن هاجر المصرية زوجة إبراهيم وأم إسماعيل، الجد الأعلى لنبينا محمد سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، كانت أحدى جواري زوجته سارة، وهبتها له من بين خادماتها وجواريها بعد العودة إلى كنعان من مصر فاستولدها إسماعيل (سفر التكوين، الإصحاح 25، الآية 12)، -ولليهود في هذا الموضوع قصة عجيبة سنناقشها على ضوء البحث العلمي في مقال آخر عند دراستنا للتوراة –لهذا سافر إبراهيم بصحبة زوجته (هاجر) وأبنه الوحيد الصغير إسماعيل متجها إلى الحجاز، وأوغل في السفر جنوبا حتى أنزلهما في بقعة جرداء بواد غير ذي زرع أسمها (بكة) وتمسى الآن (مكة) وترك هناك قلبه وحبه وأمله زوجته هاجر وفلذة كبده إسماعيل ثم عاد مرة أخرى إلى قريته (الخليل) بكنعان حيث مات في فلسطين عام 1820 قبل الميلاد ودفن بها ويعرف مقامه الآن هنالك باسم (الحرم الإبراهيمي) بعد أن أنجب بمعجزة إلهية أبنه الثاني إسحاق من زوجته الأولى العاقر (سارة).. في آخر أيام حياته وبعد أن بلغ من الكبر عتيا..
يقول المؤرخ المصري المحقق الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد أن الخليل إبراهيم: «كانت له علاقات متتابعة بكل مدينة من مدن القوافل الكبرى في زمانه»..
والجدير بالذكر أن علماء الآثار اكتشفوا في مطلع هذا القرن في أرض الفرات.. صورة منحوتة في الصخر للخليل إبراهيم رسمها يهود القرن الثالث للميلاد تعتبر بحق أقدم صورة أثرية له وهي تمثله رجلا أبيض اللون متوسط القامة ممتلئ الجسم في الخمسين من عمره أشيب الشعر كث اللحية كثيف الحاجبين واسع العينين طويل الأنف الأقنى بارز الوجنتين غليظ الشفتين صلب الرقبة حافي القدمين يرتدي جلبابا طويلا إلى نصف الساقين لونه أبيض بأكمام طويلة له فتحة عند الرقبة من غير شق فوق الصدر يتدلى من فوق كل كتف خط ملون أسود على قرب الصرة ثم يتوسط طرف كل خط شريط يبدأ من تحت هذين الخطين يتدلى إلى آخر الجلباب من تحت مزين بخطوط عرضية والزي عموما يشبه إلى حد كبير زي العامة الشائع بين العبرانيين القلائل الذين انحدروا من قبائل اليمن بجنوب شبه الجزيرة العربية إلى العراق في (أور) زمن عصر سلالة بابل الأولى أيام حمورابي..

القدس
كانت القدس قديما تسمى باسم (يبوس) نسبة إلى أهلها اليبوسيين العرب وهو بطن من بطون الكنعانيين سكان أرض كنعان (فلسطين)..
ومن ملوكهم الملك (مليكصادق) وهو ملك عربي صميم.. كان أول من اختلط القدس وبناها.. وكان ملكا وديعا محبا للسلام.. ومن هنا جاء أسمها القديم (سالم) وهو كما يبدو أسم عربي صميم من غير شك ولا نزاع. وعرفت القدس فيما بعد باسمها الكنعاني (أور-سالم) أي مدينة السلام.. وقد ورد اسمها في الأدب البابلية والمصرية القديمة فكان يكتب محرفا (يرو سليمو) الذي زاد مع الأيام تحريفا فأصبح يعرف فيما بعد باسم (جوريزاليم Jérusalem)..
ولقد شهدت هذه المدينة كثيرا من المعارك التاريخية.. وتوالي عليها الغزاة والفاتحون.. تارة يحاصرونها ويدكون أسوارها.. وتارة أخرى يفتحونها ويحتلونها..
ولقد استولى عليها داوود النبي الملك من أيدي أصحابها اليبوسيين العرب سنة 1000 قبل الميلاد واتخذها عاصمة ملكه ثم خلفه عليها ابنه سليمان الذي بني فيها هيكله على جبل موريا.. لا صهيون كما سماه العبرانيون بعد ذلك.. وفي سنة 586 قبل الميلاد هاجمها نبو خذ نصر فخربها وسبى اليهود إلى بابل.. واستولى عليها كورش ملك الفرس بعد ذلك بنحو نصف قرن من الزمان فأعاد السبي ورمم المدينة وبني اليهود هيكلها ثانية..
وكورش أو (قورش) ملك اليديين والفرس.. كان مشهورا بالجمال والوسامة لدرجة جعلت الفرس يتخذونه نموذجا لجمال الجسم حتى آخر أيام فنهم القديم.. كما كان مشهورا بروح التسامح بصورة نموذجية للخلق الإيراني!! وهو الذي خلط هيرودوس تاريخه بكثير من القصص الخرافية التي تجعلنا لا نستطيع أن نرسم صورة صادقة لشخصيته الحقيقية..
وقورش هو مؤسس الأسرة الاخمينية (أسرة الملوك العظام) من السلالة الكيانية التي حكمت بلاد الفرس في أزهى أيامها وأعظمها صيتا..(من عام 538 ق.م إلى عام 331 قبل الميلاد).
وفي عهده حققت الحركة الصهيونية العالمية الوليدة أول انتصاراتها بإخضاع هذا الملك الفارسي لزوجته اليهودية استير التي دفعها ابن عمها مردخاي بعد نجاح الصهيونية السرية التي نظمها اليهود في الأسر ببابل لإعادة إسرائيل وحكم العالم، حققت.. نجاحها في تزويج الملك من ابرع عميلات الصهيونية السرية وهي استير.. دفعها ابن عمها مردخاي الذي كان عشيقها في نفس الوقت ومن اشد عملاء الصهيونية تحمسا..إلى إخضاع شاه إيران ذلك الزمان لإرادة اليهود.. وإعادة بني إسرائيل من الأسر في بابل إلى أرض الميعاد..
وهكذا أنقذ بنو إسرائيل فعلا من الأسر وانتصرا في انتصرا في النهاية من المحنة بفضل نظامهم السري الجديد الذي ولد خلال الأسر والمحنة.. إلا وهو نظام وخطط الصهيونية العالمية.
وقد هلك الملك قورش عام 526 قبل الميلاد وقبره موجود حاليا في جهة (بازار جاده) وتعرف المنطقة الموجودة بها بالفارسية باسم (تحت مادر سليمان) وتكتب أحيانا (باسركاد) وكانت مدة حكمه تسع سنوات (538-529 قبل الميلاد)..
والمعروف أن خلفه في حكم فارس كان أبنه قمبيز الملك الفارسي الذي هاجم مصر وغزاها ثم أصيب بالجنون فانتحر بالقرب من أكباتانا.. ويقال اغتاله رجاله كما يروي بعض المؤرخين..
وفي عام 332 قبل الميلاد زحف الاسكندر الأكبر المقدوني على مدينة القدس.. وفتحها عنوة.. ومن بعده حكمها البطالمة (البطالة) والسلوقيون..
ولما كان الشيء بالشيء يذكر.. فإنه يقال أن ماركوس انطيوخس الثامن أو انطونيوس (ويسمى أحيانا انطونيو ولعله اسم التدليل الذي كانت تناديه به حبيبته كليوباترا (كليوباطره). أهدى إلى كليوباترا ملكة مصر وهو في القدس – وذلك بين عامي 125 و 121 قبل الميلاد –مدينة (أريحا) التي تبعد عن القدس 38 كليومترا في الشمال الشرقي منها وأريحا هي أقدم مدينة مسورة في العالم.. وقد باعتها كليوباترا فيما بعد إلي الملك اليهودي الفاسق هيرودوس الكبير.
وفي عام 63 قبل الميلاد جاء (بمبيوس) إلى القدس ودمرها تدميرا وتكل بالمكابيين (بني إسرائيل) شر تنكيل..
وفي عهد هيرودوس الكبير عمرت القدس بعد تدميرها وأعيد بناؤها على طراز جديد أنيق، وفي آخر أيامه أيضا ولد المسيح في بيت لحم. وقد منيت القدس فيما بعد بضربات أخرى قاسية انزلها بها الرومان على اثر الثورات المتتالية وأعمال الشغب الفاشلة التي كان يقوم بها اليهود من وقت لآخر بعد أن فقدوا طويلا حكمهم لهذه البلاد حكما لم يزد في جملته عن تسعين سنة فقط خلال الخمسة آلاف سنة الماضية.
فقد خف إليها (تيطس ابن فسباسيانوس) الروماني سنة 70 فشد عليها الخناق وهدم منازلها واحرق هيكلها.. وقتل أهلها واسر منهم خلقا كثيرا.. وجاء من بعده ادريانوس سنة 135 ميلادية فاخمد فيها ثورة ثانية لليهود وأراد أن يزيل المعالم المسيحية أيضا فأعاد بناء المدينة على طراز وثني.. وأقام فوق القبر المقدس –قبر المسيح- وغيره من مقدسات المسيحيين هيكلين وثنيين نصب فوقهما تمثالي المشتري والزهرة وإطلاق اسم (إيليا كابيتوليتا Aelia Capitolina) على القدس.. وحرم جميع اليهود من دخول المدينة إلا في يوم واحد فقط في السنة هو يوم (احد الشعانين) ومن يدخلها منهم في غير هذا اليوم يقع تحت طائلة عقوبة الموت..
وقد عرف المسيحيون بعد خراب مدينة القدس على يد تيطس وادريانوس أن نبوءة السيد المسيح بخراب القدس ومصيرها التعس قد تحققت..
ومنذ ذلك التاريخ لم يعد لليهود في القدس اسم يذكر أو أي كيان سياسي بعد أن فقدوا منذ زمن طويل مضى قبل هذا حكمهم السياسي فيها.

فلسطين عربية
يقول البروفسور آلبريت Prof. W. F. Albrigt  احد كبار الثقات العالميين في تاريخ فلسطين القديم، في كتابه العلمي: Arehacology of Palestine – 1949  « أنه ليس في فلسطين أية أثار يهودية يرجع تاريخها إلى ما قبل العهد الروماني الانطوني»..
وهو ينص في وضوح لا يحتمل اللبس أو الشك على أتبات هذه الحقيقة فيقول :« كان كثير من العلماء يعتقدون قبل أن يبسط (كهل Kohl) و(ووتزنجر Watzinger) ومن بعدهما (سوكينيك Sukenik) نتائج أبحاثهم أن بعض الكنائس الخربة في الجليل ترجع إلى عهد المسيح، قبل الثورة الأولى.. أما اليوم فلم يبق أي ريب في أن هذه النظرية كانت خاطئة، وأنه ما من أثر باق في فلسطين يرقى إلى ما قبل العهد الانطوني على أبعد تقدير..»
ويزعم الصهاينة.. والصهاينة وحدهم اليوم.. أن ما يسمى (بحائط المبكى) في مدينة القدس القديمة.. هو بقية من هيكل سليمان.. وهو زعم لا تدعمه الأسانيد التاريخية فانه من الثابت علميا عند علماء الآثار أن ذلك الجدار هو الهيكل الذي بناه حوالي سنة 20 قبل الميلاد هيرودوس الكبير الايدومي.. الملك الذي اعتنق الديانة اليهودية رغم أنف اليهود ورغم معارضتهم الدامية له وقتئذ.. ويؤكد البروفسور البريت أن اعتناق هيرودوس الكبير لليهودية (إنما كان لأغراض سياسية).
وهيرودوس الكبير نفسه هو ذلك الملك المتهود الضعيف المعروف بفجوره.. الذي هام حبا بابنة زوجته وريبته الفتاة اليهودية الفاتنة (سالومي) هياما جعله لا يتورع عن ذبح نبي الله يحي بن زكريا أو (يوحنا المعمدان) أكراما لليلة شهوانية حمراء يقضيها بين أحضان هذه الشيطانة الساحرة.. والتمتع بجسمها اللعوب.. ورقصاتها النارية السبعة..
ويقول رينان في مقال نشره بالجريدة الأسيوية سنة 1882:
« يستفاد من أعمال الرسل الفصل 2-9، أن اللغة العربية كانت في حياة المسيح من جملة اللغات المتداولة في القدس».
وكان ذلك في نهاية حكم هيرودوس الكبير المذكور.. وكان هيرودوس ملك إسرائيل يقيم في عاصمته (سبسطية) السامرة اليوم.. التي كان الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر قد أهداها له في سنة 20 قبل الميلاد.. وكان قد بناها من قبل (عمري) ملك إسرائيل واتخذها عاصمة له.. ويعتقد البعض أن سبسطية هذه هي المكان الذي دفن فيه سيدنا يحي عليه السلام.. بعد ذبحه.. وهي تبعد مسافة 27 كيلومترا إلى الشمال من القدس قرب مدينة نابلس الحالية (وأصل أسمها محرف من اسمها الروماني القديم (فلافياثيابوليس- أي المدينة الجديدة).
وليس أدل على عروبة فلسطين منذ القدم أن أول الأسوار العديدة التي أقيمت حول القدس كان اليبوسيون هم أول من فكر في تسويرها به. وبنوه فعلا حولها سنة 2500 قبل الميلاد ولم تزل بقاياه قائمة حتى اليوم في مكانه بالقدس شاهدا على ذلك.. واليبوسييون كما سبق أن بينت هم سكانها الأوائل من بطون الكنعانيين العرب الذين سكنوا فلسطين منذ فجر التاريخ.. وحكموها قبل أن يولد إبراهيم نفسه.. أبو الأنبياء..

المصدر: http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/1008

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك