العالم بين خياري الحرب والحوار
قاسم قصير
يشهد العالم اليوم سلسلةً من الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية المفتوحة على كل الاحتمالات، ولعلَّ أبرز هذه الأزمات والمخاطر هي الحملة التي تشنها أميركا ودول أوروبية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت عنوان " الملف النووي "، ففي الوقت الذي أعلنت هذه الدول أنها ستعمل لمنع إيران من تصدير النفط في إطار الحرب الاقتصادية، ردت الجمهورية الإسلامية بإنه في حال حصل ذلك فإن إيران ستضطر إلى إغلاق مضيق هرمز. وقد أدت هذه الأجواء إلى انتشار مخاوف على الصعيد العالمي من اندلاع حرب عالمية ثالثة قد يعرف البعض كيف تبدأ، ولكنه لا يستطيع أن يحدد كيف ستنتهي.
ورغم أنَّ إيران أعلنت موافقتها على العودة إلى المفاوضات النووية مع الدول الكبرى، وأرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة إلى قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي، قيل أنها تهدف إلى احتواء أجواء التوتر، فإن المخاوف من اندلاع حرب جديدة في المنطقة لا تزال قائمة، وذلك خدمة للأهداف الإسرائيلية.
إزاء كل ذلك يطرح السؤال:"ماذا يستفيد العالم من اندلاع حرب عالمية ثالثة جديدة؟ ألا تكفي الأزمات التي يواجهها العالم ودول المنطقة والتي لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية وأمنية خطيرة، ولماذا الترويج لمثل هذه الحرب؟
وقد ترافقت هذه الأجواء التصعيدية مع التطورات التي تشهدها دول أخرى كالعراق وسوريا والبحرين واليمن، حيث تعاني هذه البلاد من أزمات سياسية وأمنية دون القدرة على وصول إلى حلول عملية في ظل عدم استعداد بعض الأطراف في هذه الدول للتجاوب مع دعوات الحوار.
كما أن بعض القوى السياسية اللبنانية لا تزال ترفض العودة إلى طاولة الحوار لمناقشة أزمات هذا البلد وكيفية تحصينه لمواجهة التطورات المتسارعة في المنطقة.
فهل انتهى منطق الحوار ولم يعد هناك خيار سوى الذهاب نحو الحروب والفتن والمشاكل؟