نشأة الفن الإسلامي وأصوله وتأثيره على فنون أوربا

الحق أنه أتيح للفنون الإسلامية أن تؤدي ما عليها من دين للفنون التي سبقتها عندما أثرت بدورها في الفنون الغربية منذ العصور الوسطى. وقد كان ذلك عن طريقين رئيسيين : طريق السلم وطريق الحرب.
فعن طريق السلم عرف الأروبيون الفن الإسلامي عند حجهم لبيت المقدس عندما كان تأثير الدين عظيما في النفوس خلال العصور الوسطى. كما أن التجارة بين موانئ مصر والشام وآسيا الصغرى وبين موانئ إيطاليا وجنوب فرنسا كانت زاهرة إلى حد بعيد بالإضافة إلى العلائق التجارية بين الأمم الإسلامية وبين الروسيا ووسط أروبا وشماليها، وتشير كتب الرحلات وتقويم البلدان إلى وصول بعض التجار المسلمين إلى أروبا الوسطى. وبهذا وصلت إلى أسواق أروبا تحف إسلامية كثيرة لتسد حاجة القوم لها، فتأثروا بهذه الواردات واخذوا يقلدونها فكان هذا عاملا على تطور الفنون والصناعات تطورا مباشرا. وقد ساعد على هذا التسرب تلك الهدايا التي كان يبعث بها سلاطين المسلمين وأمراؤهم في المناسبات المختلفة إلى ملوك أروبا وأمرائها.
وعن طريق الحرب زادت معرفة الأروبيين بالفن الإسلامي. 
فيفتح الأندلس أينعت المدينة الإسلامية وأصبحت قرطبة في القرن الرابع الهجري أكثر المدن في أروبا ازدهارا وأعظمها مدينة. وعندما جاء المرابطون والموحدون بحماسهم الديني الشديد هاجر المستعربون من بني الأندلس إلى الشمال فنقلوا معهم كثيرا من عادات المسلمين وأزيائهم وصناعتهم، وعندما أقل نجم المسلمين وتقلص نفوذ العرب دخل كثير منهم تحت سلطان المسيحيين فصاروا يعلمون الملوك والأمراء الاسبان وينشرون أساليبهم الفنية.
ولقد كان لهؤلاء المدجنين أو المسلمين الذين دخلوا خدمة المسيحيين آثار تذكر في ميدان العمارة أهمها قصر اشبيلية L’Alcaaz الذي بنوه للملك بدور سنة 1360 وظل مقرا للأسرة المالكة الاسبانية حتى إعلان الجمهورية فأصبح متحفا يعجب الزائرون بعمارته وبما جمعه فيه ملوك اسبانيا من تحف إسلامية نادرة.  
قدر خزفي من الأندلسي المغربي صنع بمنشية قرب بلنسية أوائل ق 9هـ حيث استمر المسيحيون على نهج الخزافين المسلمين (بلنسية بأيدي المسيحيين منذ 636 هـ) فاستخدموا الكتابة الكوفية في الزخرفة. وعلى الإناء جزء (العا) من كلمة العافية مكرر. وتسمى تلك الأواني البرميلية الشكل باسم البارلو Albarello ولعلها من الكلمة العربية (البرنية) بمعنى وعاء لحفظ الأدوية وهو الغرض من استخدامها في الشرق والذي استمر بايطاليا عن طريق تجارتها مع الشرق.
وفي صقلية التي فتحها المسلمون سنة 212 هـ أينعت الحضارة الإسلامية وظلت المدينة والفنون الإسلامية راسخة القدم حتى بعد أن فتحها النورمانديون سيطر العرب على تجارة الحرير وصناعته في العالم الوسيط وأدخلوه صقلية واستمر نقدمه في العصر النورماندي فنسجت حرملة كنيسة من الحرير لروجر الثاني يجري على حافتها كتابة كوفية منسوجة بخيوط الذهب نقرأ فيها «مما عل للخزانة الملكية المعمورة بالسعد والإجلال والمجد والكمال.. بمدينة صقلية سنة ثمان وعشرين وخمسمائة» وقوام زخرفتها نخلة على جبينها أسد ينقض على حمل، تشير إلى طرد النورمانديين للعرب من جزيرة صقلية.
سنة 482 هـ وانتشرت منها الأساليب الفنية إلى جنوب إيطاليا وسائر أنحاء القارة الأروبية.
وبدأ بالحروب الصليبية عهد جديد. فتلك العظمة والأبهة التي كانت تنسب إلى العرب وتبدو كأنها ضرب من الخرافات أصبحت حقيقة ملموسة تراها المسيحية في دهشة واستغراب. وكانت تجمع الجيوش الصليبية من كل أنحاء أروبا للجهاد في الشرق، فعن طريق هذا الاتصال وعن طريق الإمارات الأروبية التي أسسها الصليبيون في بعض بلاد الشام اتسعت دائرة معرفة الأروبيين بالفن الإسلامي اتساعا عظيما ولعل وجود الرنوك عند أمراء المسلمين في هذه الحروب كان اكبر عامل ف يتطور علم الرنوك والأشعرة عن الغربيين.
كما أن استيلاء الأتراك العثمانيين على القسطنطينية وامتداد سلطاتهم على أمم البلقان وسكان جزائر بحر الأرخبيل عمل على طبع فنون تلك الأقاليم بطابع شرقي كما كان مصدرا لكثير من الأساليب الفنية الإسلامية التي انتشرت من العالم التركي إلى سائر أنحاء القارة الأروبية.

أمثلة لبعض التأثيرات الإسلامية في فنون أروبا:
لما كانت الفنون الجميلة عند المسلمين تشمل فنون العمارة، والخط والنقش والنحت والتصوير مما يضيق به هذا البحث فسنترك الآن التأثيرات المعمارية، ونطرق أمثلة للتأثيرات الإسلامية في ميادين الخط والزخرفة والنحت والتصوير، على أن كلا من هذه التأثيرات يحتاج إلى بحث خاص به لاسيما إذا أدركنا أن نجاح المسلمين في كافة الفنون التي انطلقت فها عبقريتهم لم يكن له مثيل في العصور الوسطى لدرجة أن أروبا ظلت نحو ألف سنة تنظر إلى الفنون الإسلامية كأنها أعجوبة من الأعاجيب بل يرجع الفضل في الإبقاء على هذا التراث الجميل إلى افتتان المسيحيين من الملوك والأمراء ورجال الدين بجمال تلك التحف الإسلامية واستخدامهم لها فيما يعتزون به من مخلفات دينية، فوجد الكثير من هذه التحف طريقه إلى الكنائس والقصور حيث استقر هناك في حرر أمين بعيدا عن عبث العابثين وكأنما شاء القدر أن يبقى على هذا التراث لكي نجد فيه شاهدا صادقا على سمو الفن الإسلامي وبلوغه ذروة النضج الفني.

الخط :
 ويعتبر فن الخط من أهم الميادين الفنية التي تجلت فيها عبقرية الفنان المسلم بلجلى صورة، فقد ابتكر ذهنه الخلاق طرزا شتى للكتابة لم يستوح فيها فنا من فنون الأمم السابقة عليه ولا استلهم عنصرا من عناصر الزخرفة التي كانت معروفة للدول التي خالطها أو أخضعها لسلطانه بل ابتدع هذه الطرز فأتقن الإبداع وابتكرها فأجاد وأحسن الابتكار وأطلق العنان لخياله فلم يخذله خياله الخصب.
وليس ثمت فن استخدم الخط في الزخرفة بقدر ما استخدمه الفن الإسلامي، ذلك أن حروف الخط العربي أصلح من غيرها لهذا الغرض بما فيها من استقامة وانبساط وتقويس فيسهل وصل الخطوط العمودية والأفقية فيه بالرسوم الزخرفية الأخرى وصلا يتجلى فيه الاتزان والإبداع والجمال وقد أعجب به الغربيون وقلدوه، ونقلوا بعض عباراته نقلا صادقا دون أن يعرفوا ما تحمله من المعاني، ولم يمنعهم جهلهم هذا من أن يتخذوا من هذه العبارات أداة لزخرفة مصنوعاتهم (انظر صورة الصفحة القادمة).
ومن الأدلة القديمة على معرفتهم شكله وجهلهم قراءته هو ذلك الدينار الموجود في المتحف البريطاني وكان قد أمر بسكه الملك أوفا الذي كان يحكم مملكة مرسية MERCIA بالجزائر البريطانية في العهد الانجلوسكسوني، ويحمل على أحد وجهيه كتابة كوفية نصها (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وعلى الوجه الآخر (عبارة لاتينية) نصها (Offa Rex) وحولها كتابة عربية يظهر فيها تاريخ القطعة الأصلية (157 هـ) كما نجد على حافة نفس الدينار عبارة (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) والمعروف أن هذه هي العبارة التي كانت تنقش على العملة الإسلامية منذ عصر عبد الملك ابن مروان أول من ضرب النقود الإسلامية الخالصة ولم يأت بعد هذه العملة نظير لها على مثالها ولكنها في الوقت نفسه توقفنا على مدى انتشار العملة التي أخرجتها دور السكة الإسلامية.

دينار أوفا ركس :
 (أواخر ق 2 هـ) عملة مسيحية تقليد للدينار العربي. عليها كتابات عربية منقولة من العملة الإسلامية مما يدل على انتشار العملة الإسلامية أولا ثم تأثر المسيحيين بأروبا بها فضلا عن افتتانهم بجمال الكتابة العربية فنقلوها مع ما فيها من منافاة لعقيدتهم الدينية.
وفي المتحف المذكور مثال آخر لاتصال الغرب بصناعة الشرق يظهر في صليب أرلندي مطلي بالبرنز البراق من القرن التاسع الميلادي كتب في وسطه على الزجاج بالخط الكوفي عبارة عربية هي (باسم الله).
والمهم أنه في تلك الحالتين لا يمكن أن يكون الصناع الأروبيون قد أدركوا معنى العبارة لتي نقلوها وذلك لنتافرها مع عقيدتهم الدينية لأنه لا يحتمل أن توضع مثل هذه الكتابة الإسلامية البحتة على عملة ملك مسيحي أو تنقش على شارات مسيحية مقدسة لو أن الصناع أو الملك كانوا يعرفون معناها ويفهمون مدلولها، ولكنه الفن الإسلامي كما يتجلى في الكتابة الكوفية.
ومنذ ذلك الوقت اخذ نقل الحروف العربية والزخارف الإسلامية يزداد انتشار على كل أنواع التحف الأروبية من خزف وعاج ومنسوجات وغيرها ولقد كان تصوير الحروف رديئا أولا حتى أنك تشعر لأول وهلة أنها كتابة عربية فإذا دققت النظر فيها لم تجدها كذلك.
ومن أمثلة تقليد الكتابة الكوفية واستخدمها في الزخرفة ما نراه في باب كنيسة سانت بير دي ريديس في هيرو بفرنسا Saint Pierre de Reddes – Herault وكذلك ما نراه من زخارف كتابية على عمائر بلدة بوى (Puy) بجنوب فرنسا التي تظهر فيها التأثيرات الإسلامية بوضوح كبير.
ثم حاول بعضهم كتابة حروفهم بصورة تقرب من الحروف الكوفية في شكلها العام وقد نجحت هذه المحاولة وتجلت بدرجة كبيرة في الكتابة القوطية التي نرى أمثلة منها في قبر رتشارد الثاني بوستمنستر آخر نماذج من الكتابة القوطية : (هـ) بقبر ريتشارد الثاني 802 هـ (د) قبر فيشلاك 911 هـ (ج) كنسية سوث آكر 957 هـ وكلها تحاول تقليد الكتابة الكوفية في الخط والزخرفة وحتى الإطا التي يشملها مما يتجلى في المثال الإسلامي (أ) بمسجد السلطان حسن بالقاهرة 758 هـ.
القرن 14 ثم قبر فيشلاك Fishlake بيوركشير أوائل القرن 16 م ثم كنيسة سوث آكر South Aere بثور فولك من منتصف القرن 16 م، ولعل هذه كلها محاولات لبلوغ ذلك الرواء العجيب لزخارف مسجد السلطان حسن بالقاهرة من منتصف القرن 14م.

الزخرفة :
 عرفت الفنون التي سبقت الإسلام ضروبا كثيرة من الرسوم الهندسية، ولكن هذه الرسوم لم يكن لها شأن خطير في تلك الفنون، بينما امتازت الزخرفة الإسلامية بتلك التراكيب الهندسية ذات الأشكال النجمية المتعددة الأضلاع على التحق الخشبية والنحاسية والصفحات الأولى المذهبة في المصاحف والكتب وفي زخارف السقوف وقد عني الأستاذ برجوا G. BOURGOIN العالم الفرنسي بدراسة هذه الزخارف وتحليلها ويتجلى من دراسته الطريفة أن براعة المسلمين في الزخارف الهندسية لم يكن أساسها الشعور والموهبة الطبيعية فحسب، بل كانت تقوم على علم وافر بأصول الهندسة العلمية.
أما العنصر النباتي في الزخرفة الإسلامية فقد تأثر كثيرا بانصراف المسلمين عن استيحاء الطبيعة وتقليدها فاستخدموا الجذع والورق اللذين يبدو عليهما مسحة هندسية وتحرير عن الطبيعة مع التكرار والتقابل والتناظر كما يظهر لنا في فن الأرابسك وقد يرجع هذا إلى نفور المسلمين عن تقليد الخالق أو عدم وفرة النباتات والأزهار اليانعة بالنسبة للأحوال الجوية التي تسود اغلب البلاد الإسلامية كما يعتقد بعض العلماء.
 وعندما تجدد اهتمام الصناع الأوربيين بالشرق في القرن 15 م مدفوعين بنجاح المسلمين في إنتاج التحف الفنية الفاخرة التي أصبحت من مقتضيات الأبهة والعظمة في عصر النهضة الروبية، استطاعوا أن يدرسوا الأساليب الإسلامية دراسة عميقة وأن يصلحوا ويزيدوا من أساليبهم الفنية الخاصة، فدرسوا بإمعان قوانين الزخرفة عند المسلمين وبداوا يطبقون هذه القوانين بروح جديدة في تحف أروبية خالصة وقام بدراسة هذه الرسوم والزخارف الشرقية كثير من الشخصيات الفنية البارزة، فيروى أن المصور الإيطالي ليوناردوا دافينشي كان يقضي الساعات الطويلة في رسم الزخارف الهندسية الإسلامية ويتجلى لنا اهتمامه بها في الرسم المأخوذ من رسم أولي من إحدى كراساته. 
وفي أوائل القرن السادس عشر عاد التأثير الشرقي في الرسوم الأروبية ينتشر بطريقة جديدة هي كتب النماذج التي كانت نتاجا مباشرا لفن الطباعة وبفضل هذه الكتب استطاع الصناع الذين لم يتيسر لهم الحصول على المصادر الأصلية أن يقفوا على نماذج من دراسات مشاهير الرسامين للزخارف الإسلامية ومن أهم كتب النماذج هذه مؤلف وضعه «فرانسكودي بللجرينو» المصور الرسام الذي عمل في بلاط فرانسوا الأول وأكثر أمثلته مشتقة اشتقاقا تاما من نماذج إسلامية وكذلك الكتب التي وضعها بطر فلوتنرPeter Flotner  وفرجيل سوليس Virgil Solid  ومارتنوس بطرس Martinus Petrus وغيرهم وقد برع في التأثير بمهاره المسلمين الفنية فريق من كبار الصناع مثل أو ديريكس Oderieus من مدينة روما وهو الذي رسم الزخرفة الإسلامية على بلاط الرخام المطعم في جزء من هيكل كاندرائية وستنستر سنة 1286م ومثل وليم موريس William Morris الذي نسج زخارف إسلامية أخرى في المخمل المصنوع سنة 1884م.
 فقد قدر لهؤلاء اجمعين أن ينعشوا فن الغرب بين حين وحين وان يسقوه من ذلك المعين الذي كان يعتبر في نظر الأوربيين منهلا دائما للغرب أكثر منه إرثا خلفه الإسلام.
وبهذه المناسبة لا نستطيع أن نغفل ما ذكره Martin Briggs في الفصل الذي عقده عن فن العمارة في كتاب تراث الإسلام إذ يقول (واسم أرابسك الذي يطلق على الموضوعات الزخرفية التقليدية التي كانت ترسم بارزة بروزا بسيطا في انجلترا منذ عصر الملكة إليزابيث، نقول أن هذا الاسم يدل على أننا ميدنون بهذه الزخارف للعرب في العصور الوسطى).
والحقيقة أن الفنان المسلم هو الذي ابتدع نوعا من الزخرفة النباتية عرف باسم (أرابسك) أو (التوريق) وهذا الاسم الأخير يرجح جدا أن يكون الاسبان قد اشتقوا منه كلمتهم «Ataurique» التي يطلقونها على الزخارف النباتية، على أن الأرابسك الإسلامية تطلق على كل زخرفة هندسية أو كتابية أو حيوانية أو نباتية، من هذا النوع، وإن كانت الخيرة هي الغالبة.

النحت التصويري :
 والمقصود بالنحت عمل التماثيل وقد اشرنا إلى موقف الدين منها، إلا أن أسلافنا أدركوا أن التحريم منصب على التماثيل التي تعبد من دون الله، وحدها، فصنعوا تماثيل على هيئة الإنسان أو الحيوان لتزيين قصورهم على أنهم لم يعنوا بتقليد الطبيعة تقليدا صادقا إلا بعد أن تطورت الفنون الإسلامية تطورا كبيرا في عصرها الذهبي منذ القرن السادس الهجري (12م) بعد أن تأثرت بالأساليب الصينية.
ولقد صنع المسلمون بعض التحف المعدنية والخزفية على هيئة الحيوانات والطيور كانت تستخدم في الغالب كأجزاء من نافورات تمج الماء من أفواهها أو كآنية خفيفة لحمل الماء وهذا النوع هو الذي أخذت عنه آنية الماء الأوربية التي كانت تسمى في العصور الوسطى أكوامانيل Aquamaniles ويستخدمها القسس في غسل أيديهم قبل القداس وأثنائه وبعده وعلى الرغم من أن الأثر الذي نشأ عن الاحتكاك المباشر بين العالم المسيحي والثقافة الإسلامية لم يظهر في فن التصوير ظهوره في الفنون الأخرى إلا انه يتجلى في استعارة الموضوعات في الآثار الأولى لمدرسة التصوير في «سيينا» SIENA إحدى المدن الإيطالية ثم زاد وضوحا في الفن التوسكاني (ولاية توسكانية بوسط إيطاليا) فظهرت الصور المعممة والوجوه ذات السمة الشرقية في الصور الإيطالية منذ النصف الثاني من القرن 14م كما ظهرت المنسوجات والملابس الشرقية حتى على الأشخاص الذين يلعبون دورا رئيسيا في الصورة كما ظهرت حيوانات غير مألوفة في الغرب كالفهد والقرد والببغاء ويظهر بوضوح أن رسم المناظر الطبيعية بتفصيل الشجار والأوراق النباتية كان تقليدا مقصودا لرسوم الشرق وكذلك تظهر الحروف العربية ذات المسحة الشرقية البحتة مما دفع أدريان دي لونجبرييه Adrien de Longpérier إلى نشر مقاله عن «استخدام المسيحية الغربية الحروف العربية في الزخرفة» وقد استخدمت الحروف العربية في  زخرفة الصور الإيطالية منذ أيام «جيتو» Giotto صديق دانتي شنة (1266-1336) كما أغرم به (فراليبوليبي) Fra Lippo Lippi المصور الفلورنتي الذي رسم لوحة تتوج العذراء وعلى أكمامها وحواشي ثوبها زخرفة من الحروف العربية.
وخلاصة ما ذكرناه أن دين العالم الغربي للإسلام في الفنون الزخرفية في مجموعه كبير بل لعله لا يقل عما تدين به أروبا للعرب، في مختلف نواحي العلم والمعرفة والأدب.

المصدر: http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/611

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك