قانون دولي يعاقب بشدة الإساءة للاديان

 مصطفى كامل الكاظمي

 

الفيلم الجديد المسيء لنبي الانسانية الاقدس محمد بن عبد الله وللاسلام – فيلم من انتاج صهيو امريكي- لم يكن الاول من نوعه ولم ولن يكون الخاتمة في مسرح المؤامرة ضد الاسلام والعيش بتسالم، ولن يتوج كنهاية لمعاناتنا مع اعداء الدين المتربصين بنا الدوائر.

 

لن أقف ضد التظاهرات العارمة الفاعلة المستاءة التي اشعلتها الافلام الهابطة المتقصدة ضد الاسلام فتكشف مدى الحقد والعدائية التي تخطط لتفعيلها ضد بادئنا ومعتقداتنا دوائر معروفة، بل العكس تماما فانا اطالب واشارك بأكثر من ذا متمنيا تشكيل هيئة رسمية ناجزة تؤثر بالقرار الدولي لإستصدار قانون يلزم البلدان وشعوب الارض بمعاقبة الإساءة ضد الديانات باقسى ما يتصور كي لا تتكرر الخبائث الماكرة التي تستهدف المزيد من البلابل والفتن العالمية بين الشعوب والتي تسعى لتنفيذ مآرب لضرب الاسلام ومقدساته.

 

حريّ بكل منصف ان يتأمل مطالب المرجعية الدينية العليا في مدينة النجف الاشرف التي شجبت الفيلم ومن يقف وراءه اذ جاء استنكارها على لسان ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة يوم امس الجمعة 14-9-2012 في كربلاء مطالبا باصدار قانون دولي في الامم المتحدة يجرّم وياقب كل من يسيء للدين ورموزه باعتبار ان مثل هذه الاعمال الخطيرة تهدد التعايش السلمي والاستقرار بين الشعوب وخاصة المتعددة الديانات.

 

لم آت بجديد في حال كتبت أن البلدان الاسلامية تضم مثل هذا التعايش بين الديانات المتنوعة منذ زمن قديم جدا. لكن يجب الالتفاف الى ان الادوات المثيرة لهذه الافلام الساقطة ستلقي بظلالها الخطيرة على حالة التسالم في تلك البلدان، خاصة وأنّ الفيلم المخزي الاخير جرى بأيدي وافكار طائفة معروفة في مصر(القبطية) والتي تتخذ عدة قنوات إعلامية لها كفضائية [الحقيقة] التي تبث على مدار الساعة سمومها واساءاتها الصارخة بمنهج يومي ضد الاسلام وضد نبيه الاقدس صلى الله عليه واله مع ان الاسلام وقرآنه المجيد لازال يرفع شعار "لكم دينكم ولي دينِ".

 

العراق مثلاً، من اوضح الميادين الشاهدة على ضمه الاديان المتنوعة بما فيها الديانة اليهودية والغير سماوية كذلك لكن لكلٍ حريته العبادية بطقوسه الدينية الخاصة دون تدخل الغير ولو بشعرة.

 الى هنا يبدو الوضوح لمن يتعقل الشعور الانساني ويعي اهمية التسالم رافضاً الاساءة بأنواعها دون مبرر،، الا انه لابد للمؤسسة الدعوية المهيمنة على مساحة واسعة من العالم الاسلامي ان تدرك وتفكر عمليا بالتراجع عن مبناها وموروثها الفاقد للموضوعية فهي بدورها تقدم على طبق من فضة ذرائع تُجرّئ المرضى الناقمين لإنتاج هكذا افلام سخيفة مثيرة للفتن.

 

وبعبارة أوضح، فاني لا ابرر الشنائع الاجرامية التي تسيء للمسلمين، بل انه على المؤسسة درك الخطر الحقيقي المحدق بالاسلام فتصحح مرتكزاتها العقدية وتقبر كل سقيم وغريب وتقتلعه من موروثها  وتنهي كل ما يناقض روح الاسلام ومبادئ نبيه الاكرم. فهو موروث اقل ما يوصف به: منشط فاعل جدا في الاساءات الفاضحة الكثيرة جدا ضد الرسول محمد صلى الله عليه واله والانتقاص من قيم الدين.

 

لابد من الغاء هذه الموهنات كلياً من تلك المعاجم التي يسمونها بالصحاح واستبدالها بالموائم الحقيقي لجوهر القرآن المجيد ومن ثم الانفتاح على العالم بعقل مستنير بمبادئ القرآن الكريم وسنة النبي الاطهر التي تدعو للمحبة وللخير وللرحمة للناس اجمعين. وبهذا سيُهزم الخبث وسيُسحق الارهاب وتوأد أدوات التكفير ومن ثم ستستأصل شأفة المخطط الهدام من جذوره بعيدا عن افكار التكفيريين. وإلا فسيبقى معول الهدم يفتك بنا كمسلمين وهو يفور من اوساطنا وسيجلب المزيد من حراب العدو لنحورنا ومقدساتنا. وسيمكن مؤامرات الصهيونية واذنابها التي تتطير بالاسلام واهله كل لحظة.
 

المصدر: http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=7646

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك