التفاحة السوداء بين السنة والشيعة

محمد ناصر نصار
لست ادري من يصطنع العداء المذهبي ليس فقط ما بين السنة او الشيعة، لكن مع مذاهب وطوائف وفئات في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ومهما كانت أهداف هذا العداء من تفتيت للدول العربية والإسلامية وإغراقها بدوامات عنف لا تنتهي، فلان أنه في الولايات المتحدة هناك خلاف بين طوائف الأمريكيين وإن وجد تجده يتكتم عليه إعلاميا ويحصر في آنه، ولا في الهند ذات الملل والطوائف التي تقدر بالآلاف، ولا المملكة المتحدة لا ترى صراعا بين البروتستانت ولا الكاثوليك، حتى إسرائيل التي تعتبر قمة في العنصرية بين أفرادها لا تجد أن الصراع يطفو لمرحلة دموية إلا في حالة واحدة كانت من أجل إسرائيل. وهي حادثة قتل رابين حيث كانت في نظر الإسرائيليين الحد الفاصل بين التشدد والتطرف وكانت لأن المتطرفين يرون في رابين أنه قدم تنازلات مؤلمة، لكن في واقع الامر أنهم تعجلوا بهلاكه قبل أن يروا ثمار تخطيطه السياسي الناجح، ففي إسرائيل يختلفون ويعارضون لكن يجمعهم هدف واحد هو البقاء تحت ظلال إسرائيل الأم، رغم مكونات مجتمعهم ما بين السفرديم والأشكناز والفلاشا وغيرهم إلا انهم يحتكمون للقانون ومصلحة الوطن، بإعتقادي أن هذا الصراع بين طوائف السنة والشيعة ظهر منذ أقل من خمسة عشر عاماً وظهر بقوة ما بعد إحتلال العراق، يهدف تغذية الصراع بين السنة والشيعة إشغال الطرفيين ببعضهما البعض وعدم الإلتفات للعدو الحقيقي وهي أمريكا إسرائيل، لأنهما يهدفان لزرع الرعب في قلوب الدول العربية الخليجية من الدولة الشيعية المتمثلة في إيران لضمان بقاء مصالحها ووجودها في الخليج العربي، لا زلت أذكر فتوى لأحد الشيوخ في غزة حين سأل عن الشيعة وهل هم أولى في الحرب من الأمريكان والإسرائليين؟ فأجاب الشيخ والذي يحمل درجة بروفسور في الشريعة أن الأمة بحاجة لكل من يقول لا إله إلا الله فهو يشاركنا في التوحيد ويقر بوجود الله، وإن قامت الخلافة الإسلامية فبلاد الخلافة تحدد من معها ومن عليها، واليوم نجد العرب والمسلمين يتحالفون ويتقربون لغير المسلمين حين تجمعهم المصلحة الإقتصادية أو العسكرية.