المسلمون بين خياري الحوار أو التكفير والقتل
قاسم قصير
تصل الأخبار من الدول العربية والإسلامية، بعضها يحمل مؤشرات إيجابية تفتح الباب أمام آفاق جديدة لمعالجة الأزمات المتعددة، وبعضها يحمل مؤشرات سلبية تجعلنا نشعر بالقلق والخوف على مصير هذه الأمة.
فمن مصر حمل خبر تشكيل الفريق الرئاسي مؤشرات إيجابية إذ تضمن شخصية قبطية وامرأة ورئيس الحزب السلفي وقيادي من الإخوان، إضافة للهيئة الاستشارية التي ضمت مجموعة متنوعة من القيادات السياسية والفكرية والثقافية.
ومن طهران كان انعقاد مؤتمر قمة عدم الانحياز بحضور رئيس مصر الدكتور محمد مرسي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حدثاً سياسياً مهماً رغم وجود بعض التباينات في الموقف من الملف السوري، لكن يبدو أن هناك جهوداً كبرى تبذل لإطلاق مشروع سياسي جديد لحل الأزمة السورية يحقن الدماء ويحقق المأمول الديمقراطي والسياسي، كما أن تقارب مصر وإيران قد يكون مدخلاً مهماً لتصحيح العلاقات العربية والإسلامية.
أما الأخبار السيئة فقد جاءت من ليبيا حيث تقوم مجموعات سلفية متشددة بتدمير مقامات الأولياء والصالحين وعلماء الدين رغم أن هناك نسبة كبيرة من المسلمين تنظر باحترام وتقدير لهذه المقامات ضمن القواعد الإسلامية الشرعية والفقهية، بعيداً عن اتهامات الشرك والتفكير.
وفي تونس بدأت تتحدث المعلومات عن تضييق على وسائل الإعلام وعلى بروز تباين بين قادة حركة النهضة والمجموعات السلفية والخوف من الانزلاق نحو صراع مذهبي حنبلي (وهابي) ـ مالكي، ما يحمل مؤشرات خطيرة.
ومن أفغانستان جاء خبر قيام مجموعة من طالبان بذبح العشرات بحجة أنهم كانوا يشاركون في إقامة حفلة موسيقية، وبغض النظر إذا كان هؤلاء يرتكبون خطأ ما أم لا، فهل يكون العقاب بالذبح والقتل.
ومن داغستان قامت انتحارية بقتل أحد المشايخ الصوفيين دون أن تعرف الأسباب.
هذه عينة من بعض الأخبار السيئة وهي تضاف للمجازر وعمليات القتل في عدد من الدول العربية والإسلامية لأسباب سياسية أو عقائدية أو فكرية.
الأمل كبير بأن صوت العقل والضمير وتغليب مصلحة الأمة هو المنطق الذي لا بد له أن يسود والله الموفق.