مؤسّسة أديان في منتدى الدوحة لتحالف الحضارات

انعقد في العاصمة القطرية الدوحة المنتدى الرابع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات من 11 لغاية 13 كانون الأول/ديسمبر 2011 تحت عنوان "حوار الثقافات تعزيز للتنمية". افتتح فعاليات المنتدى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ممثلاً بنائب رئيس مجلس الوزراء القطري رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية الشيخ عبدالله بن حمد العطية بحضور عدد كبير من رؤساء الدول وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون والممثل السامي للأمم المتحدة لشؤون تحالف الحضارات الرئيس خورخي سامبايو وعقيلة أمير قطر الشيخة موزة بنت ناصر ووفود رسميّة وممثلين عن المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدنيوأربعمئة من الشبان والشابات من أكثر من مئة دولة.
شارك مؤسسة أديان في هذا المنتدى وفي تنظيم بعض من فعالياته كشريك لمؤسسة تحالف الحضارات. يضم الوفد رئيس المؤسسة الأب فادي ضو ومديرة قسم الدراسات في التلاقي الثقافي الدكتورة نايلا طبارة مع ثلاثة من متطوّعي أديان هدى بركات وميسم عماد وخالد جاويش، وعدد من شركاء المؤسسة من مصر والمغرب والدانمارك. شاركت أديان في اليوم الأول في إدارة جلسة العمل حول "الأقليات الدينية وأهداف الألفيّة الإنمائيّة"، حيث أدارت الحلقة د. طبارة وتحدّث ضو مركزّاً على أن مصطلح الأقليات يتخطى إشكالية العدد وفي المعنى السياسي يرتبط بحالة تهميش أو هيمنة أو خطر على وجود جماعة معينة بغضّ النظر عن عددها. ورأى أن تخطي إشكاليات الأقليات يرتبط أصلاً بالتوصل إلى مواطنية تستوعب التعددية الثقافية والدينية على أساس هوية وطنية مشتركة وحاضنة لهذا التنوع. ذلك يعني أن على الدول الغربية العمل على أقلمة العلمنة مع التنوع الديني الطارئ حديثاً على هذه المجتمعات وأن على الدول العربية تخطي إشكالية ارتباط الهوية الوطنية بديانة محددة وتبني مبدأ المواطنة.
أما في اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر تولى الأب ضو إدارة جلسة العمل عن "كيفية التعامل مع القيود المتزايدة على الأديان" المستندة إلى تقرير مركز البحوث "بيو - PEW" الذي يظهر بأن اكثر من ملياري إنسان يعيشون في بلدان تضاعف فيها الحكومات من قيوداً ذات علاقة بالحرية الدينية، وما تزال هذه القيود في تزايد. شارك في هذه الحلقة خبراء من صربيا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا والبرتغال والصين والهند وسوريا وتركيا وإيطاليا والعراق وأفغانستان.
ثم نظمّت مؤسسة أديان حلقة تطبيقية حول موضوع "تعليم متعدد الثقافات من أجل تحقيق التنمية الإنسانية والديمقراطية المستدامة" بإدارة د. طبارة ومشاركة د. كونيل مونيت مدير برنامج الأوقاف للعلوم الدينية في جامعة الأخوين (المغرب) ود. فرج الكامل عميد القسم الإنكليزي لكلية الإعلام في جامعة القاهرة وجوناس مورتنسن المدير الإقليمي لمؤسسة دان ميشين الدانماركية. قدمّت أديان مع شركائها في هذه الحلقة نماذج من المشاريع التربوية الما بين ثقافية التي تجمع باحثين ومشتركين من آفاق ثقافية مختلفة من الغرب والعالم العربي، كما تم التركيز على أهمية استعمال تكنولوجيا التواصل الحديثة والإنترنيت لتفعيل هذا العمل التربوي الضروري لبناء ثقافة من التفاهم والتعاون بين الدول وبين المجموعات الثقافية ضمن المجتمع الواحد، حيث تصبح التعددية فرصة لتفعيل التنمية البشرية والديمقراطية المستدامة.
وفي اليوم الثالث والأخير تشارك أديان تحالف الحضارات وجامعة إميوني الأورومتوسطية في تنظيم حلقة عمل عن "الكفاءات والمهارات في حوار الثقافات" حيث تقدم د. طبارة رؤية مؤسسة أديان وخبرتها الدولية في هذا المجال. وتهدف هذه الحلقة إلى إيجاد تعريف دقيق لمفهوم حوار الحضارات في سياق العولمة، كما تهدف إلى وضع المبادئ التربوية المطلوبة ضمن العملية التعليمية والإختصاصات المتعلّقة بمسألة التعددية الثقافية وحوار الثقافات.
تحديات كثيرة تبقى أمام مشروع تحالف الحضارات، وسوف تتابع الأمم المتحدة مسيرتها في هذا المجال الذي أصبح اليوم جزءاً أساسياً من رسالتها العالمية والحضارية، حيث سوف ينعقد المنتدى العالمي المقبل في النمسا في بداية العام 2013. وتتابع المؤسسات التربوية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني كمؤسسة أديان إلتزامها في حمل هذه الرسالة من أجل عالم أفضل يحتضن التنوع ويحترم الإختلاف.