الإسلام ينعم في ظل الحوار وحسن الجوار
إن الإسلام دين خاطب القلوب والعقول بدلائل التوحيد ونسمات الإيمان، وحرص على إقناع الناس بالحكمة ودعوتهم بالتي هي أحسن
ولم يكن الإكراه الفكري والعقدي أبدا سبيلا لدعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كما أنه لم يُعرف في تاريخ المصلحين دعوة انتشرت بحد السيف وقهر السلطان.
ومن المعروف في تاريخ الحضارة الإسلامية أن دعوة الإسلام ظلت تنعم بعهود الرخاء والسلام وتنتعش في ظلالها أكثر مما حصل من ذلك في عهود الفتن وأحداث المنابذة والخصام.
ولذلك هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة لما أصبحت دار حرب وفتنة للمسلمين، واستقر بالمدينة لينعم المسلمون بنعمة السلم والحرية، ولم تكن المنابذة وحد السيف في تاريخ الأمة إلا استثناء ودفاعا عن الأنفس، كما قال تعالى :
( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) (الحج: 39 )
وقد تحقق للإسلام انتشار واسع في ظل هدنة الحديبية، لأن ما يتحقق في ظل الأمن والسلم لا يتحقق بالسيف والإكراه.
ولذلك حرص الإسلام على دعوة غير المسلمين بالحوار وحسن الجوار وجمال الأخلاق، و سار على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والأئمة الراشدون، فكان أكثر من أسلم من العجم وسكان الأمم المجاورة في مراحل السلم بين المسلمين وغيرهم، وذلك بسبب انسياب الدعوة والتأثر بأخلاق المسلمين والتفاعل الحضاري بين المجتمع الإسلامي وغيره من المجتمعات.
ومن ثم فإنه لا حقيقة لما روجه بعض المغرضين في كتب التاريخ من أن الإسلام انتشر بحد السيف، لأنَّ من تفحص تاريخ الحضارة الإسلامية وجد عكس ذلك. والأصل الثابت كما قرره القرآن قوله تعالى :
( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) البقرة: 256
المصدر: http://www.aktab.ma/الإسلام-ينعم-في-ظل-الحوار-وحسن-الجوار_a274.html