ما الاختلاف بين المسلمين والمسيحيين؟
د/ كورنيليس هولسمان
"العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر أكثر تعقيدًا بكثير مما تورده التقارير في أغلب الأحيان" — هذا ما ذكره الأستاذ كورنيلس هولسمان [رئيس تحرير"تقارير العرب والغرب"] في محاضرة له استضافها "مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات"، يوم 9 يونيو/حزيران 2009، تكريمـًا له بجامعة القاهرة.
وتجدر الإشارة إلى أن كورنيلس هولسمان هولندي الجنسية جاء إلى مصر لأول مرة عام 1976، ولكنه مستقرٌ بها مع أسرته المصرية/الهولندية منذ عام 1994. ولقد كرس هولسمان حياته لمناصرة الحوار بين الثقافات وأنشأ مجلة إلكترونية تقدم استعراضات تغطي نطاقـًا واسعـًا مما يرد بوسائل الإعلام المصرية [الناطقة بالعربية] من موضوعات. وتعرض هذه الاستعراضات طيفـًا واسعـًا من الآراء، التي يـُعبر عنها بوسائل الإعلام، وهو ما يـُعتبر بدوره مسلكـًا ممتازًا في سبيل مكافحة القوالب النمطية التي يوضع فيها المجتمع المصري.
ولقد غطت تقارير هولسمان ما يقع من حوادث بين المسلمين والمسيحيين. وفي هذه المحاضرة، ضرب أمثلة تظهر أن ثقافة "الشرف والعار" [التي يدخل فيها نزوعٌ قويٌ نحو لوم الآخر] وكذلك "العاطفة" أمران يلعبان في أغلب الأحيان دورًا كبيرًا في تحديد: كيف يعرض الأفراد المعنيون رواياتهم وكيف ينكر الآخرون ما حدث. ويزداد الأمر تـعقيدًا عندما تمتزج النزاعات - التي تدور حول قضايا لا علاقة لها بالدين – بالصبغة الدينية. وقال هولسمان إن "الدين يضيف العاطفة إلى التوترات .. وعندما يحدث ذلك تصبح أكثر استعصاءً على الحل"، مشيرًا إلى أننا "نحتاج إلى المزيد من العقلانية".
وينبغي عدم إنكار المشكلات .. ولكن العوامل المذكورة كثيرًا ما تصعب من الوصول إلى لب ما حدث بالضبط في الحوادث. وذكر هولسمان أن ثمة حاجة إلى أن تكون وسائل الإعلام، والمؤسسات، والأناس الذين يتلقون المعلومات عبر وسائل الإعلام أكثر وعيـًا بهذه الصعوبات عند تقديم التقارير حول التوترات.
وخلص هولسمان إلى أن المسلمين والمسيحيين في مصر يتشابهون إلى حد كبير في ردود أفعالهم حيال المشكلات التي يرون أنفسهم في مواجهتها. بالفعل هناك حوادث .. وهناك تمييز .. وهو ما ينبغي ألا ننكره وألا نضخمه بل هو ما ينبغي أن نفحصه بعناية للوقوف على الأسباب وإيجاد الحلول بغية العيش معـًا في وئام.
ولقد ترأست الأستاذة الدكتورة نادية مصطفى - رئيس "مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات" – المحاضرة التي ألقاها هولسمان والتي حضرها قرابة 70 شخصـًا، غالبيتهم من العلماء فضلاً عن عدد من الطلاب والصحفيين. وكان من بين الحضور شخصيات بارزة مثل السفير الألماني بيرند إيبل [Bernd Erbel]، والدكتور القس صفوت البياضي [رئيس المجلس الملي الإنجيلي بمصر]، والدكتور حسن وجيه [رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر]، وعدد من الكهنة الكاثوليك وكبار العلماء. وكان الأنبا موسى [الأسقف بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية] والسفيرة الهولندية قد بعثا برسالتين مفادهما أنهما للأسف لن يتمكنا من الحضور.
والجدير بالذكر أن الدكتور حسن وجيه كان قد سافر إلى ألمانيا من أجل لقاءات مبتغاها عرض العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر على جمهور ألماني. وأثنى الدكتور وجيه على ما يقوم به هولسمان من عمل في بناء مركز للحوار بين الثقافات، مشيرًا إلى أنه رأى هولسمان وهو يدافع عن مصر في مواجهة التشويهات الإعلامية التي تحدث في الغرب. أما الدكتور صفوت البياضي فقد ركز على مثابرة هولسمان وتركيزه <span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: "Arabic Transparent"; mso-ascii-font-family
المصدر: http://hewar-online.org/ar/index.php?act=page_detail&p_id=314&s_cat=1