عن السيدة مريم(ع) وعيد البشارة:بصيص أمل على طريق الحوار

قاسم قصير

 

تبنت الحكومة اللبنانية قبل سنتين اعتبار يوم الخامس والعشرين ن شهر آذار (مارس) من كل عام عيد وطنياً للبشارة وهو اليوم الذي بشرِّت فيه السيدة مريم(ع) بمولد النبي عيسى(ع)، وقد عمدت بعض المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية للاحتفال بهذا العيد عبر الحديث عن الرؤية المشتركة بين الإسلام والمسيحية للسيدة مريم العذراء.

ومع أن بعض القوى والحركات الإسلامية قد أثارت انتقادات أو إشكالات حول اعتبار عيد البشارة عيداً وطنياً. فإن ذلك لم يمنع القيادات الدينية الإسلامية من المشاركة بالاحتفال بهذه المناسبة وقد جاء في كلمة ممثل السيد علي فضل الله التي ألقيت بالنيابة عنه خلال الاحتفال الذي أقيم في مقر رئاسة الرهبانية المريمية المارونية في جامعة اللويزة:

 "أن السيدة مريم هي عنوان للقاء والتواصل والمحبة والخلاص، ليس على المستوى المسيحي والإسلامي فحسب، بل على مستوى العالم أجمع، هذا العالم الذي بات يتخبط بالمادة فينسى الروح ويمعن في القتل والاغتيال، متناسيا ما بشرت به الرسالات من قيم المحبة واحترام الآخر واحترام النفس البشرية، وما بشرت به المسيحية من محبة والإسلام من رحمة.

أضاف: "أن نجتمع اليوم في رحاب مريم عليها السلام، فبذلك خير وصفاء نية، لكن المسألة لا تنتهي هنا، بل أن المسؤولية التي تجمعنا تحت ظلال هذا الاسم الرسالي الكبير تقول لنا حذار أن تعودوا إلى بيوتكم طوائفيين، أو متعصبين أو متخاصمين، أو متناحرين، وان لا نحمل في قلوبنا حقدا أو ضغينة ضد الآخر الديني والسياسي.

وأشار إلى أن مريم البتول والنور والطهر والعفة تنادينا مسلمين ومسيحيين كي نسلك طريق العفة والسماح للحياة، وتلح علينا ألا نبتعد عن تعاليم السماء، وتريدنا أن نعيش معا بمحبة، فيرحم أحدنا الآخر وينفتح عليه بالحوار والسير معا للبحث عن الحقيقة المتمثلة بالله تعالى، ولنزرع معاً من بذور المحبة كل البقاع، خصوصا في هذا اللبنان الذي مزقته الفتن وحاصرته الأحقاد وقسمته السياسة، سياسة التزيف والتجزئة التي انطلقت من ذهنيات مغلقة.

وختم كلمته مجدداً الدعوة إلى السير معا بالقول: "لا نريد لهذا الشرق أن يكون مسرحا للتقاتل. لنتمرد على الحقد بالمحبة، وبتواصلنا على مشاريع التفرقة والانقسام، ولنبن معا بلدا يضج بالمحبة والرحمة وينعم بالسلام. 

هذه الكلمة القيّمة تشكل نبراساً لكل دعاة الحوار مسلمين ومسيحيين للانطلاق مجدداً في مسيرة المحبة والعيش المشترك ولمواجهة القتل والعنف الذي ينتشر في أنحاء العالم.

فهل توحدنا السيدة مريم(ع) مجدداً بالمحبة والعفة والطهارة، أم نبقى مقيدين بأغلال الحقد والكراهية ورفض الاعتراف بالآخر.

المصدر: http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=5876

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك