الحوار في خضم الثورات: وسائل لدعم بناء السلام
اسمع! لأني مدغشقر، العراق(كردستان)، لبنان، الدنمارك، المملكة العربية السعودية، النروج، سوريا، فلسطين، أمريكا، السودان، إيران، مصر. اسمع، لأنني شابٌ وشيخٌ ومفعمٌ بالحياة. اسمع، لأنني ممتلئ إيماناً في: إلهي، حلمي، مستقبلنا. اسمع، لأنني مختلفٌ عنك ولديك الكثير لتتعلمه. وأعدك بأني ساستمع إليك لأنه في أعمق غرف قلوبنا نحن أيضا متشابهين.
لقد اجتمعنا معاً شباب من 12 دولة، ثقافة وديانة ولغة وتقليد في "مخيم العمل و الدراسة الدولي"، للتعرف على الحوار وبناء السلام. تحولنا ونريد ألا يتوقف هذا التحول فينا بل أن يعيش من خلالنا ومن خلالك ونحن جميعاً نحمل هذه الرسالة إلى بيوتنا، ومكاتبنا، وأماكن عبادتنا.
لقد اجتمعنا لمدة 10 أيام في حوار، وفي ذلك الوقت القصير بدأنا عملية هدم الحواجز المبنية بيننا على مدى آلاف السنين. وهذا لا يعني ان الاختلافات معدومة. نحن مختلفين ولكننا توصلّنا إلى الايمان أنه علينا أن نحاول أن نفهم هذه الاختلافات، وأن نترك خلفنا افتراضاتنا، والقوالب الجامدة، والمخاوف. نحن جيلُ شباب شغوفين مع وعدٍ بمواصلة بناء جسور من حجارة حية موادُها الاحترام المتبادل والقبول والحرية والمحبة والأمن. ولكننا بحاجة لمساعدتك.
نسألك عندما تجتمع حول الطاولات الفخمة لمناقشة مستقبل بلادنا وعالمنا، وعندما تجتمع في المطابخ والمقاهي لتنظيم الثورات، وعندما يجتمع المؤمنون امامك ليسألوا عن فهم أفضل لكلمة الله، أن تتذكرنا.
استمع اليّ الآن، وتذكرني عند جلوسك وحديثك عن حريتي وحقوقي. تذكر أنني وقفت أمامك، وطلبت من أعماقي أن تحاول أن تعرف نفسك، إنسانيتك وإنسانية الآخرين. تذكر أنني كنت قد طالبتك بقبول واحترام جيرانك مع كل اختلافاتهم لأن الشخص إما أن يكون أخوك أو أختك في الإيمان أو نظيرك في الانسانية. الحوار الحقيقي يبدأ برغبة حقيقية في فهم بعضنا البعض، والرغبة في رؤية قيمنا المشتركة والشجاعة لدفع حدودنا والتعامل مع الخلافات بطريقة ايجابية.
نطلب منك أن تمارس الحوار الحقيقي في حياتك اليومية والعمل على فهم الآخر وأن يفهمك بالتساوي هو كذلك، وحاول الاصغاء أكثر مما تتكلم. من خلال ممارسة هذا الشكل من
أشكال الحوار أدركنا أنه على الرغم من الاختلافات الموجودة بين تقاليد 12 بلدا مختلفا، لدينا قيم ومخاوف وآمال ومطالب مشتركة.
اسمع الآن، وتذكر أولادك وأولادي عند الحديث عن التعليم الجيد والرعاية الصحية على قدم المساواة للجميع. تذكر إيمانك وإيماني عند حديثك عن حرية الدين وحرية والتعبير والمساواة بين الجنسين و الأعراق. عند اتخاذك قرارات سياسية، لا تأخذها بناءً على آراء دينية أو منافع شخصية. تذكرنا. عند نشر المقالات والصور في صحفك، تذكر اننا وقفنا امامك وطالبناك بأن تقول الحقيقة. نطالب بإعلام وحكومة لا تتخفّي أو تتلاعب بالناس. اسمح لكلماتك أن تعكس حقيقتك وإنسانيتك لأنه وحدها الحقيقة قد تسمح لنا أن نبدأ في معرفة بعضنا البعض وأن نبني من جديد. ساعدنا على العمل من أجل العدالة الاجتماعية وضد الاضطهاد والقمع.
في عام 2006، وهو العام الثاني من هذا المخيم، نشبت الحرب بين إسرائيل ولبنان، واضطر المشاركون أن يعودوا إلى بلدانهم. ساعدت خبرة نشوب الحرب في بداية تدريب على بناء السلام والحوار في تشكيل النموذج الذي اتخذه هذا المخيّم في حين أن الصراعات الجديدة والنزاعات التي تحيط بنا اليوم تذكرنا بعمق الحواجز بيننا، وأهمية هذا العمل. مع ولادة العاطفة والايمان ان هذا العمل دائم في حياة هؤلاء الشباب ونحن نسعى لمستقبل مشترك حيث التنوع نعمة.
اسمع الآن، لأننا أقرب مما تعتقد، في هذا العالم المتغير نحن بحاجة الى بعضنا البعض أكثر كل يوم. انظر في عيني وتذكرني، لأنني قطعة من قلب الله، ونحن ننتمي إلى بعضنا البعض. كل ما فيّ من الحب والغضب والخوف، والعاطفة والجوع حقيقي كما أنك أنت حقيقي.