أحيّي الإسلام ديناً ونبياً
أضافه الحوار اليوم في
دياب يونس
أحيّي الإسلام ديناً رحيماً، شفيقاً، متسامحاً، أستزيده معرفة، أحمله على لساني خفقة من فؤادي، أنشره، أنثره، أنزّهه عما يلوّثه به الجهلة من أبنائه، أصونه عما يشوّهه به الأعداء. هو من تراثي لوحة بهية. هو من كتابي صفحة زاهية مشرقة.
هذه مسيحيتي يُعلي لها القرآن في سوره والآيات قباباً، ويقيم لها أناشيد التقديس.
هذه مريم بنت عمران كرّسها الكتاب الكريم سيدة نساء العالم.
هذا المسيح عيسى أعلنه النص الإسلامي روح الله وكلمته.
هذه مريم بنت عمران كرّسها الكتاب الكريم سيدة نساء العالم.
هذا المسيح عيسى أعلنه النص الإسلامي روح الله وكلمته.
أولاء هم المسيحيون يصفهم المصحف بأنهم أقرب الناس مودة إلى المسلمين (سورة المائدة، 82).
أولاء هم رُهبانهم وقُسسهم لا يستكبرون.
أُحيي الإسلام يأتي مصدّقاً لما في الإنجيل والتوراة (المائدة، 46).
أولاء هم رُهبانهم وقُسسهم لا يستكبرون.
أُحيي الإسلام يأتي مصدّقاً لما في الإنجيل والتوراة (المائدة، 46).
أُحيي الإسلام، أحميه ويحميني، أحفظه ويحفظني، أذود عن تعاليمه ويذود عن تعاليمي، وأنا العليم
أن ما يهدد الإسلام يهدد المسيحية، وما يصيب المسيحية في الصميم يُصمي الإسلام في قلبه، وأن مصيراً واحداً ينتظرهما:ينهضان معاً ويتساندان، أو ينهاران معا ويتهافتان، «وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين» (سبأ، 24).
أما والحال هذه،
أما والحال هذه،
فهل يضرُّ البحر أمسى زاخراً
إن رمى فيه غُلامٌ بحجر؟
أُحيي محمداً بن عبد الله الهاشمي، رسولاً شريفاً بُعث «رحمة للعالمين»، نبياً أبياً، أُمياً وفياً، قائداً صادقاً، احتشدت فيه مكارم الأخلاق، يمضي بأمة متعثرة بجاهلياتها على دروب التحرر والتحرير، في سُبُل الهداية والكلمة السواء حاملاً لبني الأرض نداء السماء، يأمر بأن يُمحى عن الحجر الأسود كل ما كُتب ورُسم وتدلّى وعُلّق عليه فلا يبقى سوى رسمين اثنين: رسم المسيح عيسى ورسم مريم العذراء.
أحيّي المسلمين من بني وطني، فهم أوليائي الحميمون، ورفاق دربي، وعُشراء قلبي، تُشجيهم خطوبي، وتُدميني بلاياهم، يشاطرونني محازني، وأشاركهم اللواعج، ونتقاسم أبداً، العناء والأعباء، ونحلم معاً، ونعمل في سبيل وطن وكرامة ورسالة.
أما أنا، فيزعجني التهجم على المقدسات والتجديف على الأديان وبخاصة على المسيحية والإسلام على حد سواء، كما يزعجني أن أرى ألمانيا ترفض في العام 1986 تنفيذ العقوبة بكتّاب ملاحدة هاجموا المسيح اعتباراً منها ان ذلك من خصائص القرون الوسطى ومحاكم التفتيش.
كما يزعجني أن أجد فرنسا أكثر بلدان العالم حرية حيال نقد العقائد الدينية حتى الاستهزاء بالمسيح على شاشات التلفزيون والسينما والمؤلفات التي تُشبّهه بالمهرج والبهلوان، وتصوّره رجلاً سوياً ترنّحه الشهوة الجنسية.
كما يزعجني أن أجد فرنسا أكثر بلدان العالم حرية حيال نقد العقائد الدينية حتى الاستهزاء بالمسيح على شاشات التلفزيون والسينما والمؤلفات التي تُشبّهه بالمهرج والبهلوان، وتصوّره رجلاً سوياً ترنّحه الشهوة الجنسية.
ويبقى السؤال المطروح: هل يحق للكاتب أو رسّام الكاريكاتور أو المخرج السينمائي أن يعتدي على قناعات المؤمنين الراسخة؟ بالطبع لا.
فتصوير شخصية النبي محمد وسواه من الأنبياء الأولياء على هذا النحو المخجل لأمرٌ مشين تنبغي إدانته.
فتصوير شخصية النبي محمد وسواه من الأنبياء الأولياء على هذا النحو المخجل لأمرٌ مشين تنبغي إدانته.
المسيح لم يتأثر كثيراً ولا قليلاً بتلك المشاهد. والنبي محمد لن يتأثر إطلاقا بهذه الشناعات، فكلاهما من العظمة والسمو بحيث ان مثل هذه السخافات لا يمكن ان تنال منه أو تبلغ قدميه.
فقد تعرّض النبي العربي في إبان العصور الوسطى لأبشع هجوم، إلا ان حقيقة الإسلام بقيت صامدة، ساطعة، تتحدى الزمن والمشوشين المعادين.
فقد تعرّض النبي العربي في إبان العصور الوسطى لأبشع هجوم، إلا ان حقيقة الإسلام بقيت صامدة، ساطعة، تتحدى الزمن والمشوشين المعادين.
إلا أن أسوأ طريقة للدفاع عن نبي الإسلام هي تلك التي يتبعها المحتجون على تصوير شخصية النبي الأكرم كما في بيروت احتجاجاً على رسوم كاريكاتورية في الدانمارك عندما هاجموا ليس السفارات الأجنبية فحسب بل الحي المسيحي العربي اللبناني في الأشرفية ايضا وتحطيم كنيسة مار مارون بما يذكّر بالقرون الوسطى وظلاميتها المرعبة، وبما يتناقض والإسلام في ما هو دين عقل وتعقل وعقل للغرائز.
ألا لا يجهلنّ أحد ما أوصت به الآية الكريمة:«ولا تزر وازرة وزر أخرى» ولا يرتضينّ عاقل وعالم ومؤمن أن يستدرجه جاهل وحاقد وملحد إلى نقيض ما يُعلّمه الدين الحنيف والعقل الحصيف.
لا! لا يمكن لرسوم كاريكاتورية أو أشرطة سينمائية مهما بلغ تعدادها وتكرارها واختلاقها وتضخيمها وتعميمها أن تهدد ديناً بأسره، ولا يمكنني، ولا يمكن عاقلاً أن يتصور أن نبي الإسلام الذي أسس أحد الأديان الكونية ووصل عدد أتباعه إلى ربع سكان المعمورة قد ينال منه رسم كاريكاتوري من هنا، وفيلم سينمائي من هناك، وأن يهدد سمعته أو أن يفقده هيبته وصدقيته كتاب.
أجل! يُزعجني ذلك. لكنه لا يستفزّني. لكنه لا يستثيرني. لكنه لا يستخفّني. ولست أخشى على المسيحية ورأسها ممن يتطاولون عليهما، ولست أهلع على الإسلام ونبيّه ممن يعبثون بحرمتهما: «وقُلِ الحقُّ من ربّكم فمَن شاءَ فليُؤمنْ ومَنْ شاءَ فليَكفُرْ» (الكهف، 29).
المصدر:
أجل! يُزعجني ذلك. لكنه لا يستفزّني. لكنه لا يستثيرني. لكنه لا يستخفّني. ولست أخشى على المسيحية ورأسها ممن يتطاولون عليهما، ولست أهلع على الإسلام ونبيّه ممن يعبثون بحرمتهما: «وقُلِ الحقُّ من ربّكم فمَن شاءَ فليُؤمنْ ومَنْ شاءَ فليَكفُرْ» (الكهف، 29).
المصدر:
الحوار الخارجي: