الإسلام والمسيحيّة
أضافه الحوار اليوم في
منذر آل جعفر
كلمة طيبة
الإسلام لغة واصطلاحا هو الانقياد إلى الله تعالى والالتزام بحدوده والتفويض إليه والتوحيد والتسليم له ، والإسلام هو الدين وهو الشريعة التي تختلف عن الفقه الذي نعني به القوانين التي هي اجتهاد بشري وليس دينا ، والفقه كما يقول الجرجاني (علم مستنبط بالرأي والاجتهاد ويحتاج إلى النظر والتأويل) . وجميع الكتب السماوية تأمر بالتوحيد، ويؤكد القران إن أهل الكتاب قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على هدى بقوله :- ( إن الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )، ويقول النبي عيسى عليه الصلاة والسلام في الإنجيل : ( لا تدعوا لكم أبا على الأرض لان أباكم واحد هو الذي في السموات ) ، فالدين واحد بقوله تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) .
وقد شرع الله تعالى هذا الدين الحنيف شرائع ومناهج فقال سبحانه: ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) ، ويقول عيسى بن مريم في الإنجيل : ( ما جئت لأبطل الشريعة وتعاليم الأنبياء ، ما جئت لأبطل بل لأكمل ) ففي كل مرحلة يبعث الله تعالى نبيا أو رسولا يكمل الشريعة بالوحي المنزل إليه بما يتناسب والمرحلة التي يبعث فيها ، حتى إذا بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأكمل الرسالة وأدى الأمانة نزل قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أما المسيح فقد قال في الإنجيل : ( سمعتم أن عينا بعين وسنا بسن وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين ) .
وامتحنت المسيحية أقسى امتحان ، واضطهدت اضطهادا جبارا بعد وفاة المسيح المعلم بتعاليم المحبة والسلام التي سحقتها الظلمة ، فجاء القران الكريم يشرع الدفاع عن النفس والصبر والمحبة والرحمة ، ويعلم الله العليم الحكيم أن البشرية ستتوقف عن التطور الروحي الذي جاء به الإسلام ولن تتطور لا ماديا ولا معنويا بعد أن فتح لها أبواب التطور المادي والعلمي والمعرفي ، فختم دين الإسلام بالنبي محمد ، وفرض طلب العلم على كل مسلم ومنعه من الجهل والتخلف ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
النبي نوح مسلم في القران يقول ( وأمرت أن أكون من المسلمين ) ..النبيان إبراهيم وابنه إسماعيل مسلمان في القران ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك ) ..والنبيان إبراهيم ويعقوب مسلمان في القران ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون . أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك واله آبائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ) . والنبي موسى مسلم في القران بقوله ( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) . النبي عيسى المسيح والحواريون يقول عنهم القران ( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بانا مسلمون ) .
كل الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم في الدين إذن مسلمون ولا فرق بينهم ( امن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ) ، والله واحد والدين واحد ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ) . هكذا يجب أن نغلق باب التعصب في الدين ، والجنة واسعة عرضها السموات والأرض لمن عمل صالحا وفعل الخير والصلاح ( إن الدين عند الله الإسلام ) ويقرر القران ( لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون ).
النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف قال : ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ) .. والنبي عيسى عليه السلام في الإنجيل ( ومن قال له يا جاهل استوجب نار جهنم ) .. والنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) .. والنبي عيسى في الإنجيل ( من غضب على أخيه باطلا استوجب حكم القاضي ومن قال لأخيه يا أحمق استوجب حكم المجلس ).. والنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ).. والنبي عيسى عليه السلام في الإنجيل ( وإذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك عند المذبح واذهب أولا وصالح أخاك ثم تعال وقدم قربانك وإذا خاصمك احد فسارع إلى إرضائه ).
المسيح نبي التسامح والسلام والمحبة ( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) .
الحوار الخارجي: