الدراسات العربية والإسلامية (الاستشراق) في الإنترنت

المؤتمر السنوي الخامس: الاتصال وثقافة الديمقراطية
12-15 تشرين الثاني (نوفمبر)2000 م)
16-19شعبان 1421هـ

الدراسات العربية والإسلامية (الاستشراق) في الإنترنت

تقديم
د. مازن صلاح المطبقاني
قسم الاستشراق –كلية الدعوة بالمدينة المنورة
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لا تزال كلمة "المستشرق " برنارد لويس الأمريكي الجنسية البريطاني الأصل اليهودي الملة ، الصهيوني النزعات والميول " لقد ألقينا مصطلح "الاستشراق" في مزابل التاريخ " تتردد في الأوساط العلمية شرقاً وغرباً معلنة نهاية الاستشراق.,( ) فهل حقاً ألقي بهذا المصطلح في مزابل التاريخ –إن صح التعبير-؟ لقد قال لويس هذه الكلمة معلقاً على نتائج المؤتمر الدولي للمستشرقين الذي عقد في باريس عام 1973.
ولكن مصطلح "الاستشراق" عاد إلى الساحة الفكرية بقوة بعد خمس سنوات من هذا الإلغاء الرسمي حينما أصدر إدوارد سعيد كتابه (المشهور) (الاستشراق) وترجم إلى العديد من اللغات الأوروبية والشرقية. ولم يتحرك لويس للرد عليه إلا بعد أربعة أعوام حينما بدأ سجال بينه وبين إدوارد سعيد على صفحات صحيفة نيويورك تايمز لمراجعة الكتب(New York Times Review of Books) حيث أكد لويس مرة أخرى على أن الاستشراق لم يعد له وجود.
ولو سلمنا أن مصطلح الاستشراق قد انتهى من الاستعمال ذلك أن منظمة المؤتمر العالمي للمستشرقين أصبحت منظمة المؤتمر العالمي للدراسات الأسيوية والأفريقية وأن الغالبية العظمى من الجامعات الغربية ألغت اسم الاستشراق من الأقسام العلمية وأصبحت هذه الأقسام تعرف بأقسام دراسات الشرق الأوسط أو الأدنى أو معاهد دراسات الشرق الأوسط وغير ذلك من الأسماء، وأصبحت هذه الدراسات تحمل مسمّى (الدراسات الإقليمية ) أو (دراسات المناطق) بل إن دراسة العالم العربي والإسلامي توزعت على أقسام الجامعة المختلفة فقد أحصيت ثمانية عشر قسماً تهتم بالدراسات العربية والإسلامية في جامعة بيركلي يقوم مركز دراسات الشرق الأوسط بالتنسيق بينها. فقد يختار الطالب موضوعاً في علم الاجتماع حول قضية تخص دولة من دول العالم العربي الإسلامي أو يختار بحثاً في علم الإنسان أو الجغرافيا أو الاقتصاد أو اللغة وغير ذلك من الموضوعات. كما أن أقسام دراسة الأديان تهتم بالإسلام فيمكن إضافتها إلى الجهات التي تهتم بالعالم الإسلامي.
وهذه الأقسام الجديدة هل انقطعت صلتها بالاستشراق القديم ، وهل توقف الباحثون المعاصرون عن الرجوع إلى المستشرقين من أمثال جولدزيهر ومرجليوث ونولدكه وشاخت وسنوك هورخرونيه وجوستاف فون جرونباوم وبيكر وبروكلمان وهاملتون جب وبرنارد لويس وماسنيون وغيرهم؟ الحقيقة إن هذه الكتابات ما تزال حية في أقسام دراسات الشرق الأوسط وهي التي تشكل الأساس الذي تقوم عليه الدراسات المعاصرة ، وفي زيارة لجامعة جورجتاون وجدت أن كتاب توماس آرنولد (الدعوة إلى الإسلام ) الذي طبع الطبعة الأولى عام 1911 مازال أحد المراجع، كما قامت جامعة برنستون بطباعة ونشر كتاب جولدزيهر (مدخل إلى الإسلام) في ترجمة جديدة مع تعليقات وهوامش لبرنارد لويس.
ولم يقتصر النشاط الاستشراقي أو نشاط الدراسات العربية والإسلامية في الغرب على الأقسام العلمية ومراكز البحوث والمعاهد المتخصصة ولكنه وصل إلى شبكة الإنترنت بقوة. فهذه الشبكة أصبحت إحدى وسائل الاتصال المعاصرة التي وصلت إلى مئات الملايين من البشر في أنحاء الدنيا. فإن كان التلفزيون قد دخل كل بيت وأصبح الوسيلة الأولى الإعلامية فإن الإنترنت لها خصوصيتها في الانتشار وفي التأثير – ولا تزال تحتاج إلى دراسات عميقة_ ولذلك فقد وقع اختياري على هذه الوسيلة لدراسة هذا الجانب المعرفي من خلالها. وبالفعل فإن المواقع الاستشراقية تعد بالآلاف وتحت هذا المسمى الذي قال عنه لويس أنه ألقي في (مزابل) التاريخ. وهي بحاجة إلى دراسات عديدة من النواحي الإحصائية والعلمية والفنية والإعلامية.
ولعل هناك من يخالفني الرأي بأن الاهتمام بالاستشراق ما زال محدوداً ومن هؤلاء أصحاب موقع (تأكيد الاستشراق)(Orientalism Confirmed)الذين يقولون في تقديم موقعهم :" الاستشراق ، أو دعنا نقول’ فهم الغرب الخاطئ للشرق ما زال واحداً من أقل الموضوعات شعبية في عالم الشبكات الفضائية ؟ من الذي يهمه على أي حال. إن الوصول إلى الحقيقة لا يمكن الوصول إليه إلاّ بالدراسة المتعمقة لعلم المعرفة (epistemology) وهذا مجال أيضاً مهمل في عالم التقنية العالية المتطور."( )
وسوف ينقسم هذا البحث حول الاستشراق أو الدراسات العربية الإسلامية في الإنترنت إلى ثلاثة محاور:
الأول : المواقع التي تحمل كلمة استشراق وتقدم بحوثاً ودراسات ومقالات وأخبار عن هذا الموضوع مثل موقع ( تأكيد الاستشراق) (Orientalism Confirmed) أو الموقع الأخر بعنوان التاريخ البريطاني الحديث والذي يضم مقالات علمية بعنوان ( المستشرق الجيد سير وليام جونز) وموضوعات أخرى.
الثاني : يتناول المواقع الخاصة بأقسام دراسات الشرق الأوسط أو الأدنى أو أقسام دراسات المناطق أو أقسام الأديان وما تقدمه هذه المواقع من أخبار عن نشاطات هذه الأقسام وأعضاء هيئة التدريس فيها.
الثالث: فيتناول مراكز البحوث والمعاهد المتخصصة في الدراسات والبحوث المتعلقة بالشرق الأوسط أو الدراسات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتهتم بالعالم الإسلامي ومنها على سبيل المثال (معهد الشرق الأوسط) و(معهد بروكنجز) و(معهد سياسات الشرق الأدنى) و(مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) و(رابطة دراسات الشرق الأوسط بشمال أمريكا) وغيرها
ومن الملاحظ أن المواقع باللغة الإنجليزية التي تقدم معلومات عن الدراسات العربية والإسلامية في الغرب كثيرة جداً ومن الصعب على فريق من الباحثين متابعتها ومتابعة نشاطاتها. وأما الجانب العربي في الدراسات حول هذه الدراسات (الاستشراق) أو حتى دراسة الغرب فما تزال في البداية ولا تقدم المعلومات الوافية.
وأرجو أن يزداد الاهتمام بشبكة المعلومات العنكبوتية في الأيام القادمة حتى نستطيع أن نتواصل بعضنا مع بعض في المقام الأول ثم نتواصل مع العالم. وأختم بأن ترتيبات حضوري هذا الملتقى قد تمت كلها من خلال الإنترنت والبريد الإلكتروني، كما كانت الترتيبات التي قمت بها للترتيب لحضور مؤتمر دولي في الصين حول العولمة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

المحور الأول : المواقع المتخصصة في الاستشراق
يكفي أن تدخل كلمة (استشراق)(Orientalism) في محرك البحث ياهو Yahoo حتى تجد أنه يقدم لك ثمانية آلاف ومائتين وستين موقعاً( 7نوفمبر 2000م) تحت هذه التسمية وفي محرك البحث ألتا فستا Alta Vista تجد تسعة آلاف ومائة وواحد وعشرين صفحة، أما في محرك البحث كل الشبكة All The Web فعدد المواقع يصل إلى ستة عشر ألفاً ومائتين وثمان وتسعين وثيقة.
وعند الدخول إلى هذه المواقع تجد أنك أمام كم هائل من المعلومات عن الاستشراق ولكن من جوانب مختلفة وإذا ما حددت البحث أكثر فتجد نفسك أمام مواقع متخصصة تماماً وقد فعلت هذا حينما ربطت بين الاستشراق والإسلام ففي محرك البحث ياهو وجدت ألفاً ومائة وأربعة وخمسين موقعاً.
وفيما يأتي تعريف موجز ببعض المواقع التي تقدم مقالات عن الاستشراق
أولاً : موقع (الاستشراق)
تجد أن الموقع يتضمن الفقرات الآتية:
• تعريف الاستشراق لإدوارد سعيد
• عرض كتاب (ما وراء الاستشراق )
Beyond Orientalism: Essays on Cross-Cultural Encounter, by
Fred R. Dallmayr (Albany, NY: SUNY Press, l996), 277 pages.
• ببليوغرافيا حول الاستشراق
• مجموعة نقاش حول الاستشراق
ثانياً:التاريخ البريطاني الحديث
ومما يقدمه هذا الموقع ثلاث مقالات بعنوان (سير وليام جونز: المستشرق الجيد.Sir William Jones (1748-1794): The "Good" Orientalist?
بقلم جوزيف سمارك Joseph Smarek
ثالثاً: تأكيد الاستشراق Orientalism
ينتقد أصحاب الموقع جهل الغرب أو تجاهله لهذا الموضوع الخطير والهام بل إنه ينتقد تقسيم العالم إلى شرق وغرب " من الذي قسم العالم حقيقة إلى قسمين؟"( ) ويضيفون إن العالم مستدير فكاليفورنيا أقرب إلى اليابان لو التفتنا تجاه اليابان .ويقدم الموقع روابط لعدد من الموضوعات التي توجد في مواقع أخرى. ومنها :

• من يعرف الاستشراق؟
• لقاء مع إدوارد سعيد
• الاستشراق ودراسات ما بعد الإمبريالية
• الاستشراق الفنلندي
• المركزية الأوروبية
• المستشرقون
• الاستشراق والاهتمام الغارق بالآخر
• مصادر المعلومات عن الاستشراق
• نقد كتاب إدوارد سعيد الاسشراق
• ما بعد الاستشراق
• عروض لعدد من الكتب حول الاستشراق
4- موقع الاستشراق من جامعة إيموري Emory ويضم الموقع ما يأتي
• المصطلحات، وهذه المصطلحات هي:
I- الاستشراق
II- الشرقي
V- المعاني الخفية
VIII- مجالات الاستشراق
• الاستشراق المبكر
• الاستشراق المعاصر
• مشروع إدوارد سعيد
• روابط مع مواقع أخرى
5- مواقع استشراقية متفرقة
أ- تكريم سير وليام جونز وهي مقالة مكونة من خمس عشرة صفحة. وتحتوي الفقرات الآتية:
- مقدمة
- تكريم
- باتجاه الهند
- التاريخ والأسطورة
- جونز العالم
- جونز الرجل
- تقدير واعتراف ومراجع
ب- الاستعمار والاستشراق ويحتوي الموقع بعض الموضوعات الشيقة والمهمة في هذا المجال ومنها
- كتاب رنا قبّاني : الأساطير الأوربية حول الشرق
- كتب إدوارد سعيد: الاستشراق ، تغطية الإسلام: كيف يقرر الخبراء والإعلام كيف نرى بقية العالم،
- أقسام حول الإسلام تبدأ بالنساء والإسلام ، والقرآن ، والحديث والسنة، ومؤلفين من جنوب أفريقيا ، والعبادات الإسلامية والفقه، والتصوف وغيرها من الموضوعات.
ج-صفحة مسعود أحمد خان وتضم العديد من المقالات والبحوث ومنها على سبيل المثال مقالة طويلة حول مكانة المرأة في الإسلام وهل يمكن للرجل أن يكتب عن المرأة والمقالة بعنوان (Islam, Irigary, and the retrieval of Gender) بقلم عبد الحكيم مراد. وقد خلص فيه إلى أن المرأة المسلمة احتلت مكانة عالية في التاريخ الإسلامي وإن المصادر الإسلامية تذكر المئات من النساء البارزات في شتى المعارف والعلوم.
رابعاً: موقع باسم (الإجابات الإسلامية ) Muslim-Answers
وهو موقع كبير ومتنوع في اهتماماته وأولها عرض الإسلام وشريعته ومبادئه في مختلف المجالات، كما يقدم بعض النقاشات مع الباحثين الغربيين حول الإسلام. ومن المقالات التي اطلعت عليها في الموقع ما يأتي:
- الاستشراق والمعلومات الخاطئة والإسلام بقلم أبو إيمان عبد الرحمن روبرت سكويرز “Orientalism, Misinformation and Islam” by Abu Iman Abudl ArRahman Robert Squiers ويتضمن المقال تعريفاً بالاستشراق والأهداف الإمبريالية والطموحات التنصيرية ، كما يتحدث عن الأكاذيب الواسعة الانتشار والثقافة الشعبية. ويتكون المقال من سبع صفحات.
خامساً: موقع باسم الوعي الإسلامي (Islamic Awareness)
ويضم مقالات ترد على اتهام القرآن بوجود أخطاء تاريخية فيه حول هامان وفرعون وعنوان المقال(Historical Errors of the Qura’an: Pharaoh & Haman)
سادساً موقع التوحيد al-Tawhid
ويضم مقالات متميزة حول الإسلام ومنها مقالة لمياء فاروقي بعنوان " النساء في المجتمع القرآني"
سابعاً: مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
أسس هذا الموقع مازن مطبقاني في رمضان 1420هـ( ديسمبر 1999م) ليضم كتابات صاحب الموقع في قضايا الاستشراق وعلاقة الإسلام بالغرب وقضايا فكرية إسلامية معاصرة. ويحتوي الموقع على الفقرات الآتية:
- السيرة الذاتية لصاحب الموقع
- الاستشراق ويضم العديد من الموضوعات حيث إن هذا القسم هو أساس الموقع ومن هذه الموضوعات ما يأتي:
I- تقرير عن قسم الاستشراق وهو القسم الوحيد في العالم الإسلامي
II- بحث بعنوان ( أزمة الاستشراق ) للدكتور محمد خليفة حسن وما زن مطبقاني
ج- ماذا تعرف عن الاستشراق – مقالة موجهة لجمهور القراء غير المتخصصين
د- الاستشراق مادة علمية كتبت للموسوعة الوسيطة للأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة التي ستصدر عن دار اشبيليا بالرياض
هـ- مجالات الاستشراق
و- الاستشراق والقرآن والاستشراق والحديث واستشراق والقضايا المعاصرة..
- المرأة والطفل: وهي مجموعة مقالات حول قضايا المرأة والطفل من وجهة نظر إسلامية.
- المؤتمرات والرحلات العلمية: هذه مجموعة من التقارير التي كتبها صاحب الموقع عن بعض المؤتمرات التي حضرها حول الاستشراق والدراسات العربية والإسلامية في الغرب
- أسئلة متداولة. وهي الأسئلة الأكثر طرحاً في مجال دراسات الاستشراق
- الإسلام والغرب. وهي مجموعة مقالات في العلاقات بي الإسلام والغرب.
- النشرة الشهرية. وهي نشرة إلكترونية تصدر كل شهر وتتكون من تسعة أبواب ثابتة منها قضية العدد وتعريف بأحد المراكز الاستشراقية والتعريف بمستشرق وأخبار الدراسات العربية والإسلامية في الغرب وفي أنحاء العالم.
هذا وقد زار هذا الموقع منذ إنشائه حتى الآن أكثر من ثمانية عشر ألفاً ويمكن الاطلاع على ردود أفعال الزوار في دفتر الزوار أو في النشرة الشهرية في قسم رسائل الزوار وآرائهم.
- قسم اللغة الإنجليزية: ويضم سيرة ذاتية لصاحب الموقع وملخص رسالته للدكتوراه حول المستشرق برنارد لويس وبحثين أحدهما عن عبد الحميد بن باديس ونظرته إلى التنمية والثاني حول الحياة الاجتماعية في المغرب العربي بين الاستعمار والاستشراق في عهد الاحتلال الفرنسي. كما يضم مقالاً حول الاستشراق منقول عن أحد المواقع الإسلامية.
- مؤلفات الدكتور مازن مطبقاني يضم هذا القسم مقدمات بعض كتب الدكتور مازن
- تحميل بعض الكتب الخاصة بالاستشراق ومنها كتاب ( بحوث في الاستشراق الأمريكي المعاصر)
وهكذا نرى أن المواقع العامة تقدم ثروة كبيرة من الكتابات حول الإسلام وتحتاج إلى بحوث دقيقة للجهات التي أنشأت هذه المواقع وتمويلها وكتابها ودراسات تحليلية للمواد العلمية التي تقدمها. ولكن النظرة السريعة تدل على أن الشبكة أصبحت مجالاً قوياً لعرض الآراء وتبادل الآراء والخبرات، فالموقع الذي يقدم سيرة مفصلة لسير وليام جونز يطلب من القارئ تقديم رأيه في المقالة كما يتيح له الفرصة لإرسال المقالة لصديق أو لأي جهة يرغبها. كما أن بعض هذه المواقع العامة تقدم مجالاً للحوار والنقاش من خلال مجموعات الحوار والنقاش المنتشرة في الشبكة. وقد لاحظت وجود مواقع متميزة للعرب والمسلمين في هذا المجال ولكنها ما تزال قليلة ومحدودة.

المحور الثاني : مواقع أقسام دراسات الشرق الأوسط أو الأدنى في الجامعات الغربية في الإنترنت.
لكل قسم من هذه الأقسام موقع في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وتتفاوت هذه المواقع في حجم المادة العلمية التي تقدمها وفي هذا المحور أقدم نماذج من هذه المواقع:
أولاً : قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة نيويورك
يعمل هذا القسم تحت اسم مركز كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنىHagop Kevorkian Center، ومن المعلومات الجديدة التي حصلت عليها من الشبكة إعلان عن عقد ندوة حول المسلمين في أوروبا، وقد قدم للندوة بأن أوروبا ستصبح في القريب العاجل إسلامية أو مسلمة فمن المناسب دراسة المسلمين فيها. وكان من المقرر أن تقعد هذه الندوة في الفترة من 19 يونيه إلى 14يوليو 2000م ويشارك فيها خمسة وعشرون من أساتذة الثانويات أو المشرفين على المناهج من جميع أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن الخدمات التي يقدمها الموقع أيضاً بيان بالنشاطات التي ستقام في المركز، فقد نشر الموقع في فبراير 2000 بيان بالنشاطات التي ستعقد في المركز خلال الفترة من يناير إلى يوليه 2000م وتقدم النشرة معلومات دقيقة عن هذه النشاطات وكيفية الاشتراك فيها وحضورها. ومن هذه النشاطات " الأندلس : إسبانيا الإسلامية." و " توضيح الاستشراق" وغيرها.
ثانياً : جامعة جورجيا
يقدم هذا الموقع صفحة البروفسور ألن جودلاس Alan Godlasتحت عنوان (الإسلام والعالم الحديث والغرب) ومن فقرات الموقع ما يأتي:
- الإسلام في الولايات المتحدة وفيه روابط مهمة لموقع المجلس الإسلامي الأمريكي.
- تأثير الإسلام في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر
- الأقلية الإسلامية في أمريكا وبريطانيا
- النساء الأمريكيات المسلمات.
- الإسلام والعالم الإسلامي والقضايا المعاصرة.
- الإسلام والسلام والعنف والإرهاب.
وتتوالى الموضوعات وأبواب الموقع وأقسامه لتشمل الإسلام من جميع جوانبه وكذلك قضاياه المعاصرة ودراسات للإسلام والمسلمين في شتى أنحاء العالم. ومثل هذا الموقع يحتاج إلى تفرغ لدراسة محتوياته . ولكن أبدا بانتقاد الموقع بإشارته في البداية إلى أن على الباحث أن يرجع إلى الموسوعة البريطانية من أجل الحصول على نظرة عامة ممتازة عن الإسلام، كما ينتقد في الموقع الإشارة إلى دراسات بعض الباحثين من العرب والمسلمين الذين لهم مواقف عدائية من الحركات الإسلامية أو من المتغربين وبخاصة الذين تستضيفهم الجامعات الأمريكية والأوروبية والذي لا يجدون قبولاً في العالم الإسلامي –والأمثلة على ذلك كثيرة جداً- وعدم الإشارة إلى مواقع إسلامية متميزة في هذا الجانب مع أنه ليس من الصعب على من أعدوا الموقع أن يتعرفوا إلى هذه المواقع.
ويؤخذ على الموقع عدم الإشارة إلى المواقع العربية والإسلامية التي تقدم معلومات متميزة عن الإسلام والمسلمين بعدة لغات مع أنه من المفترض أن الدارس في أقسام العلوم العربية والإسلامية أن يتقن اللغة العربية – وقد لاحظت أن طلاب هذه الأقسام يبذلون جهداً جيداً في هذا المجال-
ثالثاً: مركز التفاهم الإسلامي –المسيحي -جامعة جورج تاون.

Center for Muslim-Christian Understanding: History
and International Affairs.(*)
تأسيس المركز وأهدافه
تأسس المركز عام 1993م(1413هـ) من قبل كل من جامعة جورج تاون ومؤسسة الحوار بين النصارى والمسلمين التي تتخذ من جيف مقراً لها، بهدف التركيز على دراسة العلاقات الإسلامية المسيحية ولتشجيع الحوار بين الدينين الكبيرين ، ويركز المركز على العلاقات التاريخية والعقدية والسياسية والثقافية بين الإسلام والنصرانية أو بين العالم الإسلامي والغرب.ويتبع المركز كلية إدموند إى والش Edmund A. Walsh للخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون، مما يجعله يجمع بين نشاطات التدريس في المرحلة الجامعية وفي الدراسات العليا والبحث والعلاقات العامة.
ويستند تأسيس المركز على أهمية دور الدين في النظام الدولي المعاصر كما يؤيد ذلك تراث جامعة جورجتاون الكاثوليكي اليسوعي وموقعها في واشنطن العاصمة قد شكلا اهتمامها في دراسة الدين والعلاقات الدولية. كما أن حضور الإسلام وأثره عالمياً حقيقة في الحياة الدولية. ولذلك فإن فهم هذه الحقيقة وارتباطاتها بالجوانب الأخرى للشؤون العالمية ودور النصرانية في العالم هما الاهتمام الأساسي لبرامج المركز.
وقد اهتم المركز منذ السنة الأولى لتأسيسه بزيادة أفق المواد الدراسية المقدمة في المستوى الجامعي وكذلك المواد المقدمة لطلاب الدراسات العليا.
نشاطات المركز: الندوات والمحاضرات
أولاً: الندوات والمؤتمرات:
يسعى المركز لتحقيق أهدافه من خلال عدد من النشاطات منها عقد المؤتمرات والندوات وحلقات البحث والمحاضرات العامة ونشر الكتب. فقد عقد المؤتمر الأول بعنوان ( العلاقات الإسلامية النصرانية: تطلعات للقرن الواحد والعشرين ) يومي 4و5أبريل 1995 حضره حوالي مائتين وخمسين إلى ثلاثمائة باحث وعالم دين ورؤساء مراكز ومسؤولين حكوميين من أوروبا والشرق الأوسط. ومن موضوعات حلقات البحث والمحاضرات التي عقدت في المركز ما يأتي:
- الندوة السنوية لمجلس الدراسات الاجتماعية بالتعاون مع مصادر العالم العربي والخدمات الاجتماعية في واشنطن العاصمة Arab World and the Islamic Resources and Social Services, Washington DC. عقدت في الفترة بين 22-25نوفمبر 1996.
• ندوة مستقبل النصارى العرب والنصارى في القدس والأرض المقدسة، عقدت الندوة في 5يونيه 1997 وتحدث فيها كارين أرمسترونج Karen Armstrongمن لندن والقس ديفيد جاجرDavid Jaeger من تكساس والقس نعيم عاتق مدير مركز سبيل للحرية العقدية بالقدس وممتاز أحمد من جامعة هامبتون بولاية فيرجينيا وجوناثان كتّاب من القدس.
• القدس: الأشياء التي تصنع السلام ، ندوة عقدت في 6يونيه 1997بمشاركة من أصدقاء سبيل في أمريكا الشمالية.والكنيسة البريسبيترية القومية National Presbyterian Church.
- ندوة نظرة الغربيين للمسلمين ونظرة المسلمين للغربيين. عقدت الندوة 4-6أكتوبر 1997م بالاشتراك مع معهد البحوث الإسلامي بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد –باكستان وحصلت الندوة على تمويل من وكالة إعلام الولايات المتحدة.
قد تعاون المركز مع عدد من المؤسسات الأمريكية الدينية والسياسية فإحدى الندوات عقدت بالتعاون مع تجمع القساوسة الكاثوليك، بينما تعاون المركز في أكثر من ندوة ومحاضرة مع وكالة إعلام الولايات المتحدة الأمريكية وهذه هيئة حكومية تتبع وزارة الخارجية الأمريكية. فإن قيل إن الدراسات العربية الإسلامية ليست مرتبطة بالحكومات أو إن المستشرقين لا يعملون لصالح الحكومات فكيف تقوم جهة حكومية بتنظيم ندوة حول "الإسلام السياسي" أو حول موقف الغربيين من الإسلام وموقف المسلمين من الغرب التي عقدت بالاشتراك مع الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان، فكيف تتعاون هذه المؤسسة الحكومية مع مركز مستقل يعمل لدعم التفاهم الإسلامي النصراني؟
ولنا أن نتساءل لماذا لم يتعاون المركز مع إحدى الجمعيات أو المؤسسات الإسلامية في واشنطن وهي كثيرة من أبرزها ( معهد العلوم الإسلامية والعربية ) التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،وقد وقع مدير جامعة الإمام قبل أكثر من سنتين اتفاقاً للتعاون بين جامعة جورجتاون وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما أن واشنطن تستضيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية والجمعية العربية للدراسات الدولية وغيرها؟
وقد لاحظت أن ثمة تعاون مع رابطة الطلاب المسلمين في الجامعة وليست الرابطة التي تجمع الطلاب المسلمين في أنحاء الولايات المتحدة أو رابطة الشباب العربي المسلم أو غيرها من المنظمات الإسلامية. كما لاحظت أن مشاركة باحثين وعلماء من المملكة العربية السعودية اقتصرت على ندوة عن المملكة العربية السعودية حيث تناول كل باحث جانب من تاريخ المملكة أو أوضاعها السياسة والاقتصادية والاجتماعية ولعل ذلك كان في إطار اهتمام الجامعة بالاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة. أما النشاطات الأخرى من محاضرات وندوات فالغالب أن المشاركين من الولايات المتحدة مع بعض المشاركة المحدودة لباحثين من أوروبا أو بعض الجامعات الإسلامية مثل الندوة التي عقدت بتمويل من وكالة إعلام الولايات المتحدة حول نظرة المسلمين للغرب ونظرة المسلمين للغرب.
رابعاً: معهد الدراسات الشرقية (جامعة مارتن لوثر) بألمانيا:
يقدم موقع المعهد تعريفاً بالمعهد والعاملين فيه وبرامج المحاضرات والمناهج والمقررات الدراسية ومعلومات عن النشر في المعهد والرسائل العلمية المسجلة لدرجتي الماجستير والدكتوراه.
خامساً : معهد نوردك للدراسات الأسيوية
Nordic Institute for Asian Studies
وهذا موقع متميز لدراسات العالم الإسلامي ومن الموضوعات التي توجد في هذا الموقع ما يأتي:
- الاستشراق والاستغراب والمعرفة بالآخر بقلم البروفيسور ستاين توونسون Stein Tonnesson ويتكون البث من ثمانية صفحات
- مقالة للدكتور حسن حنفي من جامعة القاهرة حول العولمة والاستشراق بعنوان ( الشرق الأوسط في عالم من؟) The Middle East, in Whose world? ويقول حنفي في هذا المقال:" والعولمة هي أيضاً طابع آخر من النوع نفسه تعبر عن علاقات القوة بين الشرق والغرب بعدسقوط الأنظمة لاشتراكية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق. .. ويشير إلى أن العولمة مصطلح تم صكه أيضاً في مراكز بحوث الاستخبارات الأمريكية"( )
سادساً: مركز دراسات الشرق الأوسط، بجامعة تكساس بمدينة أوستن.
ويحتوي هذا الموقع على معلومات غزيرة عن البرامج العلمية التي تقدمها الجامعة ولعل مركز هذه الجامعة من المراكز الكبرى في دراسة العالم الإسلامي كما يوضح موقعه في شبكة الإنترنت ومن أقسام هذا الموقع:
- الإمبريالية الأوروبية والشرق الأوسط وأفريقيا( قسم التاريخ)
- الجنوسة والملابس والهوية في المجتمعات الإسلامية
- الأسس الأيديولوجية للحركات الثورية الإسلامية في العالم الإسلامي ( قسم التاريخ)
- الآيات الشيطانية وعلم اجتماع العالم الإسلامي ( ألغي هذا القسم)
- الثقافة التركية واللغة في أواسط آسيا( الدراسات الأسيوية)
ويضم الموقع برامج تعليم اللغات العربية والعبرية والتركية والفارسية كما يضم تفصيلات عن المواد الدراسية.

المحور الثالث : مراكز البحوث والمعاهد العلمية في الإنترنت
يقدم هذا المحور بعض المعلومات الأساسية التي استقاها الباحث من الإنترنت أو من خلال النشرات التي تصدرها بعض هذه المراكز والمعاهد ، والحقيقة إن الحديث عن المواقع الخاصة بالمراكز والمعاهد في الغرب –بصفة خاصة- يحتاج إلى العديد من البحوث ولكننا في هذا البحث نقدم المعلومات الأساسية مع تحليل موجز لنشاطاتها وإصداراتها .
أولاُ: معهد الولايات المتحدة للسلام
(United States Institute of Peace (*)
التعريف بالمعهد وأهدافه:
أسس هذا المعهد عام 1984 في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان Ronald Regan بتمويل من الحكومة الأمريكية. ويستند في هذا التأسيس إلى مراسيم حكومية تعود إلى العام 1935 التي دعت إلى إنشاء مؤسسات وأقسام تتعلق بالموضوعات ذات العلاقة بالسلام. وهو معهد مستقل وغير منتم لأي حزب أو جهة. هو غير خاضع لأي ضغوط سياسية، ولكنه يقدم المساعدة للفرع التنفيذي من الحكومة وللكونجرس وللآخرين من خلال البحث والتحليل والمعلومات
الأهداف تتلخص فيما يأتي:
• الإفادة من المواهب الوطنية والعالمية من المؤسسات البحثية والجهات الأكاديمية أو الحكومية لمساعدة صانعي السياسية من خلال تقديم البحث المستقل المبدع للتعامل مع المشكلات الدولية.
• تقديم حلول للصراعات الدولية من خلال وسائل حل المشكلات
• تدريب المتخصصين في الشؤون الدولية في إدارة المشكلات وأساليب الحلول والتفاوض والتوسط.
• تقوية المناهج والتعليم ابتداءً من المرحلة الثانوية حتى الدراسات العليا حول تغير طبيعة المشكلات الدولية والأساليب غير العنيفة لإدارة الخلافات الدولية.
• رفع الوعي لدى الطلاب والعامة حول المشكلات الدولية وجهود حفظ السلام من خلال المنح الدراسية والنشر ونشر المعلومات الإلكتروني والمؤتمرات.( )
نشاطات المعهد :
من هذه النشاطات عقد الندوات والمؤتمرات ومنها :
- مستقبل باكستان (26فبراير 1997) شارك فيه عدد من الباحثين من أمثال مارفين واينبوم Marvin Weinbaumأستاذ العلوم السياسية في جامعة إلينويIllinois ، ودينيس كوكس Denis Kux من مركز وودرو ويلسون بجامعة برنستون. ( )
- أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط: ( 22 أبريل 1998) تناولت الندوة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وأهمية التخلص منها لتحقيق السلام وأشارت الندوة إلى كل من إيران والعراق والقوة النووية غير المعترف بها في إسرائيل منذ عام 1967.( )
لقد تنوع المشاركون في هذا النشاطات فهم في الغالب من الأكاديميين وأحياناً يشترك عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية ومن هؤلاء على سبيل المثال هنري كسينجر وزير الخارجية الأسبق وليس آسبن وزير الدفاع الأسبق وغيرهما.
ويمكن أن نتساءل كم عدد الوزراء أو المسؤولين العرب والمسلمين الذين يشاركون في ندوات ومؤتمرات البحث العلمي وكم عدد هؤلاء المسؤولين الذين يعودون إلى قاعات المحاضرات ليسهموا بعلمهم وخبرتهم في تعلي الأجيال العربية المسلمة؟ لا شك أنهم قليل. كما يلاحظ أن مراكز البحوث في العالم العربي تقتصر على المتخصصين في البلد الواحد فهي فرصة للتعارف بين الباحثين من مختلف البلاد العربية والإسلامي.
ثانياً :معهد الشرق الأوسط Middle East Institute (*)
نشأته وأهدافه
تأسس المعهد في عام 1946كمؤسسة غير حكومية بمبادرة من كامب قيصر Camp Keiser ولا تسعى للربح هدفها زيادة الوعي لدى الأمريكيين بالشرق الأوسط وبالمناطق الجديدة التي أصبحت ضمن منظومة الشرق الأوسط مثل أواسط آسيا والقوقاز وتمتد من المغرب حتى الباكستان. وينشر المعهد مجلة دورية بعنوان مجلة الشرق الأوسطMiddle East Journal . ويتبنى المعهد خمسين برنامجاً سنوياً تتمثل في المؤتمرات وحلقات البحث وينشر نشرة نصف شهرية حول أخبار المعهد ، ويصدر نشرة إخبارية بعنوان ( تقويم الأحداث). ومن ضمن البرامج تدريس اللغات العربية والفارسية والتركية والعبرية. ويضم المعهد مكتبة تضم أكثر من عشرين ألف مجلد.
ويؤكد المعهد أنه يتبنى مواقف محايدة في قضايا الشرق الأوسط ويمتنع من أن يكون أداة بيد أية جهة. وهدفه بالتالي أن يشجع البحث العلمي والتفكير الخبير والفهم الحقيقي لهذه المنطقة المعقدة. والمعهد قائم على الاشتراك الفردي والمؤسسي حيث يوجد أكثر من ألف ومائتي عضو من الأفراد وسبع وثلاثين مؤسسة حتى نهاية عام 1997.( )

برامج الشؤون الإسلامية:
يتضمن المعهد برامج أطلق عليها برامج الشؤون الإسلامية وكانت في الأصل تحت مسمّى :" المعهد الأمريكي للشؤون الإسلامية" ومن نشاطات هذه البرامج دراسة قضايا في العالم الإسلامي تركز على دور الإسلام في دول أو مناطق معينة أو أي جانب محدد في الحضارة الإسلامية. والمعهد لا يتبنى أي موقف ديني معين ودقة المعلومات والحقائق هي من مسؤوليات الباحث وحده ولا تمثل بالضرورة موقف المعهد في هذه القضايا.
ثالثاً: مركز الدراسات العربية المعاصرة –جامعة جورجتاون (*)
Center for Contemporary Arab Studies - Georgetown University
نشأة المركز وأهدافه
تعد جامعة جورجتاون أقدم المعاهد الكاثوليكية اليسوعية في الولايات المتحدة الأمريكية للدراسات العليا، بدأ التعليم فيها عام 1797وأصبحت جامعة في عام 1815. ويصل عدد الطلاب فيها عام 1995 أحد عشر ألف طالب وطالبة
أما هذا المركز فقد تأسس عام 1975م(1395هـ) بهدف توسيع وإثراء الدراسات الأكاديمية والبحث العلمي حول العالم العربي. وهذا المركز جزء من كلية إدموند إي والش للخدمات الخارجية بجامعة جورجتاون Edmund A. Walsh of Foreign Service. فالمركز يوفر الفرصة للطلاب ليتخصصوا في الشؤون العربية ويقدم لهم فرصاً لمن لديهم اهتمامات دولية للحصول على درجة من المعرفة بالعالم العربي.
ويتسع نطاق اهتمام المركز بالعالم العربي من المغرب إلى الكويت والسودان وسوريا. أما من الناحية العملية فيضم مجالات علمية مثل اللغة العربية والأدب العربي والعقيدة والاقتصاد والتاريخ والعلوم السياسية والعلاقات الدولية والفلسفة وعلم الاجتماع وإدارة الأعمال والقانون والفنون الجميلة. ولقد حقق المركز أهمية في هذا المجال على المستوى القومي والمستوى العالمي واعترف به كمركز تميز للتعليم والبحوث حول العالم العربي.( )
ويعتقد مسعود ضاهر ( أستاذ التاريخ بالجامعة اللبنانية) أن جامعة جورجتاون من أكبر الجامعات التي يديرها اليسوعيون (الجوزويت) في العالم إن لم تكن أكبرها، كما أشار إلى خبرات اليسوعيين في المجال التعليمي حيث إن اليسوعيين يديرون العديد من المعاهد والجامعات في الدول الأخرى ومنها جامعة القديس في لبنان.( )
ويجذب المركز عدداً وافراً من المسؤولين الأمريكيين المهتمين بمشكلات الصراع العربي الصهيوني حيث يشاركون في حضور المحاضرات والندوات، ومن الأمثلة على ذلك الندوة التي عقدت بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين وشارك فيها سفراء الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ومصر . ( )
ولعل من أهم نشاطات المركز الاتفاق الذي تم توقيعه عام 1995بين المركز وجامعة الأخوين في المغرب في مجالات البرامج الدراسية والامتحانات ويعلق مسعود ضاهر بقوله:" وهي اتفاقية تدل على الثقة بالمستوى الثقافي لمركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون، وبضرورة الاستفادة من خبرته في تأسيس وتطوير جامعة مغربية حديثة تدرّس باللغة الإنجليزية"( )
ويحصل المركز على تمويل سخي من العالم العربي والإسلامي وكما يقول مسعود ضاهر في بحثه حول المركز :" فإن بعض الدول تقدم مساعدات مالية سخية لدعم نشاط هذه المراكز ويكفي التذكير أن كرسي عمر المختار وكرسي سيف عباس يقوم بتمويل أساتذتهما ممولون عرب."( )ويمكن ملاحظة التمويل من خلال حديث المركز عن الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والنشاطات الأخرى ولكن لابد أن المركز يحصل على تمويل مباشر من أعضاء مجلس الأمناء ومن هؤلاء مثلاً سعاد الجفالي التي استضافت وفد المركز في زيارته للسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة في الفترة من 18فبراير إلى 5مارس 1999م. ومن الذين وعدوا المركز بالدعم طلال الزين من شركة انفستكورب Investcorp والذي رافق الوفد في زيارته للسعودية وقطر، وكذلك صلاح الحجيلان من مكتب الحجيلان الدولي للمحاماة.
أحدث إصدارات المركز:
أتاحت شبكة الإنترنت للباحث الاطلاع على آخر إصدارات المركز من الكتب وفيما يأتي نماذج منها:
• الدولة والمجتمع والديموقراطية في المغرب: حدود الحياة المشتركة. تأليف عزيز الدين العياشي، 1999. يفحص المؤلف عزيز الدين العباشي المتخصص في العلوم السياسية لعلاقات بين الدولة والمجتمع في المغرب ويجد أن سياسة الأحزاب المتعددةالدائمة والحياة الاجتماعية المترابطة لم تؤدي إلى ظهور عملية التعددية السياسية والسياسة المفتوحة ولم تشجع تطور المجتمع المدني.
رابعاً:المؤسسة الأمريكية التعليمية
American Educational Trust.(*)
التعريف بالمؤسسة وأهدافها
تعرف هذه المؤسسة نفسها بأنه مؤسسة ليست ربحية أسست في واشنطن العاصمة من قبل عدد من المتقاعدين من الخدمة الخارجية في الحكومة الأمريكية لتقدم معلومات متوازنة ودقيقة عن علاقات الولايات المتحدة بدول الشرق الأوسط. وتضم لجنة السياسة الخارجية في المؤسسة سفراء أمريكيون سابقون ورجال كونجرس من أمثال السناتور الديموقراطي وليام فلبرايتWilliam Fulbright والسيناتور الجمهوري شارلز بيرسي Charles Persyوكلاهما كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس.( )
نشاطات المؤسسة
وتصدر المؤسسة مجلة بعنوان ( تقرير واشنطن حول شؤون الشرق الأوسط) كما تقوم بتوزيع عدد من الكتب التي تهتم بالإسلام وبالعالم الإسلامي. بالإضافة إلى نشرها لكثير من المواد التي لا يمكن أن تجدها في الصحف أو وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى ومن أمثلة ذلك تقارير لزيارات يقوم بها أمريكيون من الأوساط الأكاديمية أو الدينية إلى فلسطين وما شاهدوه من اضطهاد إسرائيل للفلسطينيين، كما تنشر بعض الكتابات حول اليهود في الولايات المتحدة ونفوذهم وحقيقة إخلاصهم للقضايا الأمريكية أو ولاءهم المزدوج. كما تتعاون المؤسسة مع المنظمات الشبيهة كمنظمة الدفاع عن المصالح القومية التي أسسها السيناتور الأمريكي بول فيندلي Paul Findely كما يبدو التعاون واضحاً بين المؤسسة التعليمية الأمريكية والمنظمات العربية والإسلامية حيث تنشر أخبار هذه المنظمات ونشاطاتها ومؤتمراتها.
قضية فلسطين والصراع الإسلامي الإسرائيلي
من أبرز نشاطات هذه المؤسسة تناول قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومن خلال مراجعة بعض أعداد المجلة التي تصدرها المؤسسة وهي (تقرير واشنطن حول شؤون الشرق الأوسط)(Washington Report on Middle East Affairs.) يتأكد لنا مدى حرص هذه المؤسسة على عرض وجهات نظر متوازنة. وفي هذا البحث سنقدم فقط تلك الآراء التي لا تطرح عادة في الصحافة الأمريكية التي تميل إلى تأييد وجهة النظر الإسرائيلية والتي تدعو إلى حماية المصالح الإسرائيلية حتى لو تعرضت المصالح الأمريكية للخطر.
هذه نماذج محدودة جداً من المراكز والمعاهد البحثية التي تقدم شبكة الإنترنت معلومات عنها ويمكن للباحث أينما كان أن يتصل بها ويتعرف إلى نشاطاتها وحتى المشاركة في هذه النشاطات.

الخاتمة
نعود إلى ما بدأنا به بالقول إن الاستشراق لم يمت وإنما الذي انتهى هو استخدام كلمة استشراق للتعريف بالدراسات حول العالم الإسلامي في الغالبية العظمى من الجامعات في أوروبا وأمريكا وبخاصة في الولايات المتحدة التي كان لها السبق في إنشاء ما سمي بالدراسات الإقليمية أو دراسات المناطق، ثم توسعت هذه الدراسات لتضم الأقسام العلمية المختلفة التي بلغت في جامعة بيركلي ثمانية عشر قسماً يحتل العالم الإسلامي جزءاً من اهتمامها ويتم التنسيق لهذه النشاطات من خلال مركز دراسات الشرق الأوسط.
ولهذا فشبكة الإنترنت تقدم لنا كما هائلاً من المعلومات حول الإسلام والمسلمين وإن كانت الغالبية العظمى لهذه المواقع باللغات الأوروبية وبخاصة الإنجليزية وما تزال الأفكار السائدة في هذه المواقع هي التي تقدم وجهة النظر الأوروبية والغربية حول العالم الإسلام والمسلمين وقد لاحظت أن مجلة أتلانتك الشهريةAtlantic Monthly تعيد نشر بعض المقالات التي تقطر سمًا في شتم الإسلام والمسلمين والتي لا تتسم بأي سمة علمية.
ولعل المطلوب أن يعكف الباحثون العرب والمسلمون على نشر ما لديهم من بحوث وكتابات حول العالم الإسلامي وقضاياه في هذه الشبكة ولا بد من الحرص على ترجمة الجيد من هذه الكتابات وبخاصة التي تعرف كيفية مخاطبة العقل الغربي بالمنطق والحجة والدليل. فلا بد أن يتوقف ما قاله الشاعر
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستشهدون وهم حضور.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك