الحد التسامحي للمجتمع

عبد الله إبراهيم الكعيد

 

من يدلّنا على الحدّ التسامحيّ ؟؟

قيل إن السماح للمرأة بقيادة السيارة في بلادنا قضيّة اجتماعيه متى ما تم التوافق عليها سيتم السماح لها ..! حسناً كيف سيتم قياس هذا التوافق ؟؟ ومن الذي يستطيع القول إن المجتمع قد اتفق على السماح لهذه الحاضرة الغائبة عن المشهد(المرأة) بأن تكون مسؤولة عن نفسها وقادرة على تحمّل مسؤولياتها دون وصاية من أحد..؟؟ أجزم بأن لا أحد يستطيع الإجابة على هذا السؤال الصعب إذاً ألا يُفترض بأن تتحمل الجهات المختصّة مسؤولياتها وتدرس الموضوع بكل عناية وصدق ومن ثم إصدار قرار السماح سيّما وقد أصبحت قضايا المرأة بشكلٍ عام محل حرج لنا سواء بالداخل أو الخارج؟؟

أقولها وبكل صراحة إننا نعاني في مجتمعنا هنا مشكلة الخلط بين العادات والتقاليد وأمور الدين وهذا ما أوقع الناس سواء أكانوا من أهل هذه البلاد أو من الوافدين إليها في حيرة بالغة أثناء ممارسة أو التعاطي مع كثيرٍ من أمور الحياة وسبب هذه الحيرة تلك التدخّلات المباشرة من قبل أفراد مُحتسبين أو من قبل هيئات رسميّة فضاعت الطاسة، وحين عرّف عُلماء الاجتماع المُشكلة الاجتماعيّة بأنها سلوك انحرافي في اتجاه غير موافق عليه ، له من الدرجة ما يعلو مستوى الحد التسامحيّ للمجتمع يبرز السؤال المُشكلة: من الذي يمكنه قياس هذا الحد وبالتالي يستطيع المُخطط أو صاحب القرار إصدار قراراته ضمن ما يتفق عليه المجتمع في حدود تسامحاته وقبوله؟؟ السؤال الآخر هل هُناك اتفاق بين رجال الدين أنفسهم على مختلف مذاهبهم في بلادنا على كل الأمور المتعلقة بالسلوك حتى يمكن تقنين الممنوع من المسموح وبالتالي يعرف الناس ما لهم وما عليهم؟؟ بمعنى كيف نفهم التناقض بين المسموح بهِ في جدة على سبيل المثال ويُمنع في القصيم أو حائل وكيف يُسمح بشيء في الخُبر أو الظهران ويُمنع في الجوف أو الخرج ووادي الدواسر؟؟

سؤال أخير: من يدلّنا على مقياس الحد التسامحي للمجتمع حتى نعرف روسنا من رجلينا يا جماعة الخير؟؟

المصدر: http://www.alriyadh.com/2009/05/09/article427853.html

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك