حوار مع سيّدة عجوز

حوار مع سيّدة عجوز

عبد الهادي الزيدي

 

 
ليست هي العجوز الوحيدة التي يحبها زوجها كـثيراً ، فيـحلو له أن ينـشد لها أبيات الحـب والإعجاب وكلـما تـقدّما في السـن ازداد حـبهما وسـعادتهما ، وعندما سئلت تلك الـمرأة عن سر سـعادتها الدائـمة: هل هو المـهارة في إعداد الطــعام ؟ أم الجــمال ؟أم إنجــاب الأولاد ؟ أم غيـر ذلك ؟؟؟
قـالت هذه المرأة الذكية: الحـصول على الـسعادة الزوجـية بعد توفيق الله سبحانه  بـيد الـمرأة ،فالمـرأة تستطــيع أن تجعل من بيـتها جـنّة وافرة الظـلال أو حياة مسـتعرة النـيران،لا تقــولوا  المال سر سعادتي وسعادة غيري ،فكثير من النـساء الغنـيات تعـيسات وهرب منـهن أزواجهـن ،وليس السر في الأولاد ،فهنـاك من النسـاء من أنجبن،وزوجها يهينها ولا يحـبها أو يطلـقها ،والكـثيرات منهن ماهرات في الطـبخ ،فيطـبخنّ طوال الـنهار ومع ذلك يعانين من سوء معاملة أزوجـهنّ وقلة احترامهم لهنّ...
وقيل لها: إذا ما هو الســر ؟ ماذا كنت تفعلين عند حدوث المــشاكل مع زوجـك ؟قـالـت : عـندما يغضب ويثور زوجــي – و قد كان عصـبياً – كـنت ألجأ إلى الصـمت المطـبق بكل احــترام ،نعم بكل احترام،فإياك أيتها المرأة والصــمت المـصاحب لنـظرة سـخرية ولو بالعـين لأن الرجل ذكـي ويفهــمها ،وقيل : لــم لا تختفين من أمامه في مثل هذا الموقف؟ .
 
قالــت: كلا فقد يــظن أنك تــهربين منه ولا تريديـن سـماعه، عليك بلغة الصـمت وموافقـته على ما يقول ،حتى يهدأ ثم بعد ذلك أقول له هل انتـهيت ، ثم أخرج لأنه سيتـعب وبحاجة لـلراحة بعد الكـلام والصـراخ، أخـرج من الـغرفة أكمل أعـمالي المـنزلية وشؤون أولادي،ويـظل بمـفرده وقد أنهـكته الحرب التي شـنها عليّ وعلى نفسه.
وماذا بعد ذلك:هل تلجـئين إلى أســلوب المـــقاطعة فلا تكلمــينه لمدة أيـام أو أســـبوع ؟وأجابت محذرة من سألتها :لا ، تجنبي تلك العـادة السيئة فهي سـلاح ذو حدين،عــندما تقاطعين زوجـك أسبـوعاً قد يكون ذلك صعباً عليه في الـبداية ويحاول أن يكلـمك ولكن مع الأيـام سوف يعتاد على ذلك فإن قاطــعته أسـبوعا قاطعك أسـبوعين !!عليك أن تشعريه : أنك الـهواء الذي يستنـشقه والـماء الذي يشـربه ولا يسـتغني عنه ، كوني كالـنسمة الرقــيقة وإياك أن تكوني ريحا قاسية .
ومــاذا تفعــلين بعـد مثل هذا الموقف ؟
تقول: بعد ساعتـين أو أكـثر أضع له كوباً من العصـير أو فنـجاناً من القهــوة ، و أقول له تفـضل اشـرب ، لأنه فـعلاً محـتاج إليه وأكلّمه بشـكل عـادي فيصرّ على سـؤالي هل أنت غاضــبة ؟ فأقــول: لا، فيبدأ بالاعــتذار عن كلامه الــقاسي ويسمــعني الكلام الجــميل. 
ويعترضها سؤال آخر: وهل تصــدقين اعتــذاره وكلامه الجــميل ؟ 
فتجيب مسرعة: طـبعاً لأني أثق بنفــسي ولست غبـية ،وهل تريدون مني تصــديق كلامه وهو غاضــب وتكذيــبه وهو هـادئ ؟ إنها ليست عدلا. 
فقــيل لـها: وكرامـتك ؟ فأجابت : أي كرامــة ؟ كرامتــي مع زوجي ألا أصدقه ما دام غاضبا، وأن أصدقه عندما يكون هادئــاً ،أســامحه فوراً لأني قد نســيت كل الشــتائم وأدركت أهــمية ســماع الكـلام المفيد والجميل الذي احتاجه وتحتاجه كل امرأة مثلي.
إذا هذا ســر ســعادتها الزوجــية :  امرأة حكيمة صبور، واعية لما تفعل ،ولكن هل يجب أن تضحي المرأة وحدها فقط والرجل يشتعل غضبا عليها  لأي موقف؟.

المصدر: http://www.alnaspaper.com/inp/view.asp?ID=11126

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك