المتاجرة بالتسامح!

المتاجرة بالتسامح!

 

د. حميد عبدالله

 

 
حتى قرار العفو صار موضع جذب وشد وصراع ونزاع!
كل طرف يريد أن يلبس جبة المتسامح ليظهر أمام الناس المنقذ الرحيم الذي لا يغمض له جفن ، بينما عباد الله  بين فكي الظلم والجور والعسف يئنون! 
الفرقاء اجتمعوا للتوصل الى صيغة مقبولة من الجميع لقانون العفو فقال احدهم: علينا أن نعفو عن الابرياء اولا!
 
رد عليه غريمه قائلا: البريء لا يحتاج الى من يعفو عنه بل يحتاج الى من ينصفه، ويرد له اعتباره، ويعيد اليه حقه!
عقب آخر : إذا شمل العفو قاتلا واحدا فيجب ان يشمل جميع القتلة!
رد رابع محتدا: لن نسمح لكم أن تظهروا بمظهر المتسامح الذي لا يرضى بالظلم ، ولن نمنحكم فرصة ان تكونوا رحماء بالناس!
ادلى كل بدلوه ، وبينما كان النقاش محتدما  قضى عدد من السجناء بسبب ظروف الاعتقال، ومات  عدد من الامهات والزوجات كمدا على ابنائهن وازواجهن الذين اعتقلوا ،وغيبوا من دون ان يعرفوا سببا لذلك!
بالمقابل كانت أمهات المغدورين يغلين غضبا وهن يترقبن قرارا قد يمنح القتلة فرصة للعودة الى ممارسة القتل ثانية!
اية نواميس تحكم بلادنا: الابرياء يحتاجون الى من يعفو عنهم، والقتلة يجدون من يحميهم ليعودوا لسفك المزيد من الدماء !
اللهم اخسف الارض بالظالمين  !
والسلام عليكم..
الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك