هذا الدين

هذا الدين

رباح آل جعفر

 

الحرية .. كلمة

 
لماذا يُساء في كلّ مرّة إلى دين الإسلام من العالم الغربي ، وعلى هذا النحو من الافتراء وجفاء الأخلاق والفسق والمجون والانحلال والأمراض النفسية والعصبية وغلظ القلوب ، وبدعوى حرية الفكر والتعبير ؟!.
لماذا يُستهزئ بمناسك المسلمين وشعائرهم وفرائضهم وكتابهم ونبيّهم العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ويستمرئ بهم متطرّفون غربيون وغير متطرّفين حدّ البذاءة والتمادي في الغيّ ، وبكلّ ما في نفوسهم من الآثام والشرور والمنكرات ، وما في ذاكرتهم المعبّأة بالخرافات والعدميّة ؟!.
هل هذه الإساءات تأتي في كلّ مرة شخصية وعفوية وتلقائية ومجردة من خلفياتها السياسية ، أم أنها تدار بواسطة سياسات ولوبيات ومؤسسات عالمية بوعي وتدبير وبقصد مقصود ؟!.
هل خلا دين الإسلام من رجال أشداء يدافعون عن رسالته وقداسته وسماحته وأخلاقه وثقافته وعفته وعافيته ووجوده .. أين هم هؤلاء الرجال الذين لا يملكون اليوم في الدفاع عن دينهم غير زخرف الكلام ومسيرات التنديد والوعيد ؟!.
دلّوني على دين أرحب من دين الإسلام !.
هل قرأتم في يوم من الأيّام عن مسلم واحد فقط ، نعم واحد فقط ، وبامتداد أحقاب التاريخ استهزأ بالديانتين اليهودية والنصرانية ؟!.
فعندما يشترك حفنة من أقباط الولايات المتحدة مع القس الأميركي تيري جونز في إنتاج فيلم سينمائي يوغل في الفحشاء والرذيلة والنقيصة من نبيّنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ، وعندما ينادي سقطات وحثالات بيوم عالمي إلى ( محاكمة النبي ) ، ويسلّحون أسنانهم ، ويجعلون من أصابعهم رؤوس خناجر .. فماذا يعني ذلك ؟!.
إنهم بكل تأكيد ينفخون في الكراهية التي تأكل أكبادهم ، ويبتغون فتنة طائفية بين مسلمي مصر وأقباطها إذا بدأت لا تبقي ولا تذر .   
ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة . في كل مرّة يُساء إلى هذا الدين الحنيف .. تارة من أبنائه ، وأخرى من أعدائه .
وفي كلّ مرّة يخرج علينا ضالون مضلّون غارقون حتى الذقون بالخليط المشوّش ، برسوم كاريكاتيرية ، وأفلام وثائقية ومتحركة ، وكتب ومقالات فاسدة وزائفة ومحرّفة للوقائع ، تصوّر المسلمين بأنهم مجموعة من الأعراب الجهلاء والرعاع والأراذل وشذاذ الآفاق ، يعيشون في قلب الصحراء ، ولا يعرفون غير أن يمددوا أرجلهم في آبار من النفط ، ويشخرون في خيمتهم حتى الضحى ، ولا يفهمون غير لغة السيف .. بينما المسلمون جميعاً ضحايا هذا السيف والغدر والجبروت والطاغوت والمؤامرة والأسلحة الغربية الفتاكة وحروبهم الباطلة .
أشعر بامتعاض من موقف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عندما تنتفض وتتدخل بنفسها فتمنع فيلماً ينتقص من شخصية السيد المسيح عليه السلام ، لكنها تعمد إلى تكريم الرسام النرويجي الشهير برسومه المسيئة عن نبينا العظيم ، وبأرفع الأوسمة وأغلاها تقديراً لما تسمّيه حرية التعبير !.   
ثم يأتي من يخدع الغافلين بدعوات حوار الأديان والحضارات والتسامح ، التي تحتاج منّا إلى إعادة نظر ، والى دقة نظر .. وغالباً ما تصيبنا بفقر الدم !.
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك