نشوء ومحفزات التطرف!!

نشوء ومحفزات التطرف!!

يوسف الكويليت

كل الحركات السياسية دينية كانت أو قومية ووطنية ولدت من رحم الصدام مع قوى مضادة، ولعل بروز الإخوان المسلمين في مصر، كان من خلال كفاحهم ضد الإنجليز، وأن احتلال العراق وحروب صدام مع إيران هما من أوصل المتشددين إلى الحكم وبناء أكبر ترسانة عسكرية تشهدها إيران ليكون مقابل تطرف بوش الرئيس أحمدي نجاد، وأن أمل ثم حزب الله جاءا من صُلب الحرب اللبنانية، وكذلك حماس التي وصلت باقتراع حر للحكومة الفلسطينية، ثم الخلاف مع فتح فمأساة غزة، وتوضع في قائمة التطرف لأن صدامها مع إسرائيل ثم مع الدولة المركزية سببان في جعلها على خط النار، وحليفاً لقوى تناهض تلك الأطراف التي تعادي حماس..

في الماضي القريب كانت الأحزاب الشيوعية خلايا خفية، ونائمة، لكنها عندما تأتي فرصتها تنقض على الحكومات والأحزاب بمذابح شهدت معظم دول المنطقة العربية صورتها الحقيقية، وكانت القومية والوطنية أساليب رجعية متخلفة أمام الشمولية والأممية، وكانت المقابل الفعلي للغرب والحروب معه على الساحات العالمية، حتى إن الانتماء لتلك الدول وأجهزتها وأدواتها القمعية أدى لأنْ يتحرك الغرب باتجاه مضاد حتى إن تنمية دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان في آسيا، وتعزيز جبهات دول أوروبية غربية اقتصادياً وعسكرياً، وكذلك سلاسل الأحداث في أمريكا الجنوبية بين المعسكرين جعلت الغرب يحارب بوسائل أسقطت الشيوعية ومتطرفيها، ولكنها لم تلغ عنصرية واحتكار الغرب لكل الممارسات التي فاقت عدوانية بعض الدول والمؤسسات المتطرفة..

طالبان ثم القاعدة وفروعهما المنتشرة في العالم لم تأت من وضع خاص بل كان استيلاء السوفيات على أفغانستان ثم طردهم بواسطة قوى عالمية قادتها أمريكا ثم إهمال أفغانستان، هو من رتب بروز تلك القوى المتطرفة وتنوع أعمالها وتغلغلها في مواقع العصب في العديد من الدول..

المشهد الراهن نجده في سباق محموم بين الأحزاب الإسرائيلية، والتي لا يوجد بينها من يرتكز على حس إنساني تجاه الفلسطينيين لأن القبول بسلام مع العرب، حتى لوحدثت تجارب مع مصر والأردن وفتح مكاتب في بلدان أخرى، فهاجس كل إسرائيلي ان إعلان هدنة مع العرب ثم الاندماج في المنطقة يعني تذويب الدولة اليهودية في المحيط الجغرافي والبشري، ومن هنا ظل كل زعيم لحزب أو منظمة أو جيش أو قوى استخبارية، يجسد نموذج التطرف الأيدلوجي والديني الإسرائيليين..

فالانتخابات الراهنة تعطي انطباعاً انه لا يوجد في إسرائيل من يرفع لواء التعايش والسلام وليس بدعاً أن نرى حزب شاس او ما يماثله يحكم او يشارك بالحكم بقوة نفوذ المتطرفين..

المنطقة تعج بأطراف التشدد والتطرف لكن لكل فئة محفزات وجودها وديمومتها وهو قدر لا يمكن الفكاك منه إلا ببدائل تجعل الشعوب هي الحصانة الوحيدة لأوطانها..

المصدر: http://www.google.com/search?hl=en&biw=922&bih=540&site=imghp&tbm=isch&sa=1&q=%D9%83%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA+..+%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%91+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA!!&oq=%D9%83%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA+..+%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%91+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA!!&gs_l=img.3...96595.174531.0.174965.5.4.1.0.0.0.675.1100.4-1j1.2.0...0.0...1c.1j2.N20bNTjP5Ls

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك