حوار الأنداد.. لا الأضداد!
حوار الأنداد.. لا الأضداد!
نحتاج إلى أزمنة طويلة لحل إشكالات عالمية مثل فوارق الدخول ، والتفاوت بين الشعوب، والرؤية الدونية بين مجتمع وآخر، وإحلال التعاون والسلام وتحقيق العدالة، والقضاء على الفقر وغيرها..
هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، انتقدت التضييق على المسلمين في أوروبا بحكاية الحجاب، ورفع الأذان، وبناء المساجد، والنظر لكل مسلم بأنه إرهابي حتى يثبت العكس، وبمقارنة أمريكا مع أوروبا رغم السيطرة التامة للصهاينة على السياسات والتوجهات وتفصيل القوانين بما يناسبهم ولا يتعارض مع أهدافهم، إلا أن المجتمع الأمريكي بتعدديته وتسامحه هو أقل عنصرية تاريخية من أوروبا، ولذلك فالسبيل إلى حوار أديان وثقافات مع احتفاظ كلّ شعب بمعتقداته وتقاليده، وأسلوب حياته من الأمور التي لا تضر بأي اتفاق ينبني على احترام الآخر، بل إن الثقافة الإنسانية بمعمارها التاريخي هي حالة ثابتة بتنوعها الحضاري ، وتبادل الأفكار مما أضاف للعالم انفتاحاً أثرى التاريخ والتقدم البشري..
والحوار لا ينبني على تمييز بين الثقافات والأديان، فلكل دولة الحق في تمسكها بقوانينها وحمايتها غير أن مسألة اللبس والتقاليد ، وتحريم ما لا يقبله الدين، هي شأن خاص بكل إنسان، ولا يمكن الاعتراض على ما يلبسه الأفريقي، والهندي، والبوذي، لأنه في هذه الحالة يعني اختزال ثقافته في الدولة المضيفة على أن هذا يناقض الحريات الشخصية التي تأتي في صلب دساتير الغرب، ولو حدثت المعاملة بالمثل، فعلى الغربي أن لا يستعمل غطاء الرأس، أو السير في الشوارع الإسلامية «بالشورت» القصير، أو التعري على الشواطئ، وهي حرية تطبق بكامل معاييرها دون أي اعتراض رغم معارضة المسلم لها، واعتبار بعضها خادشاً للحياء العام والقيم الاجتماعية..
في الظرف الراهن لا يمكن تحقيق نتائج في أي حوار ديني أو حضاري ما لم تتعادل القوة، وهي معضلة طويلة، والدليل أن أصوات العالم الثالث في أي اجتماع للأمم المتحدة لا تغير من طبيعة إملاء القرارات من قبل الدول العظمى وفرضها بمبدأ تميز القوة، والعالم الإسلامي لو طرحت أبعاد الأزمة مع الغرب فالنظرة الثابتة بقصوره لن تتغير، ولعل البحث عن حل لمكافحة الإرهاب مثلاً وفق منظور عادل بحيث تعامل إسرائيل كدولة محتلة ولأرض مقدسة، لا يرد في أي أطروحة، وعندما يتقدم المسلمون في أي محفل دولي بحل القضية غالباً ما يأتي التصويت منحازاً لإسرائيل، وفي هذه الأجواء لا يمكن تحقيق معادلة صحيحة لحوار جاد إلا عندما يتساوى المتحاورون في القوة..
المصدر: http://www.alriyadh.com/2010/11/21/article578571.html