نشر ثقافة الحوار لدى العاملين في المؤسسات التعليمية "المادة العلمية"
نشر ثقافة الحوار لدى العاملين في المؤسسات التعليمية " المادة العلمية "
|
تنفيذ
مكتب الآفاق المتحدة الاستشاري
بتكليف من
مكتب التربية العربي لدول الخليج
1429 هـ - 2008 م
بسم الله الرحمن الرحيم
فهرس المحتويات
رقم الصفحة |
العنوان |
3-5 |
فهرس المحتويات |
6-13 |
مقدمة |
14 |
الحوار المفهوم والأسس |
15-16 |
لماذا يختلف الناس |
17-19 |
مفهوم الحوار |
20 |
مكونات ثقافة الحوار |
21-23 |
لماذا نتحاور ؟ ولماذا لا نتحاور ؟ |
24-26 |
عناصر العملية الحوارية |
27 |
الحوار : بيئته – موضوعاته – صوره – فنياته – معوقاته |
28 |
خصائص البيئة الداعمة للحوار |
28-30 |
أسس الحوار الفعال |
30-31 |
موضوعات الحوار |
32-34 |
صور الحوار |
35-37 |
فتيات الحوار |
38-40 |
معوقات الحوار |
فهرس المحتويات
رقم الصفحة |
العنوان |
41 |
صور رفض الحوار |
42 |
كيفية التغلب على صور رفض الحوار |
43-46 |
القواعد التنظيمية للحوار الجيد |
47-48 |
كيف يمكن أن يكون الحوار مفيداً |
49 |
المحاور المحترف |
50-54 |
المقومات الأساسية للمحاور المحترف |
55-58 |
أنماط المحاورين |
59 |
الحوار في التربية |
60-61 |
الحوار التربوي وفوائده |
62 |
هل الحوار التربوي ضرورة؟ |
63 |
توظيف الحوار تربوياً |
64-69 |
كيف نوظف الحوار تربوياً |
65-66 |
دور المعلمين في نشر ثقافة الحوار |
66-67 |
دور مدير المدرسة في نشر ثقافة الحوار |
67-68 |
دور المشرف التربوي في نشر ثقافة الحوار |
فهرس المحتويات
رقم الصفحة |
العنوان |
68-69 |
دور المرشد الطلابي في نشر ثقافة الحوار |
70-71 |
لماذا ( المعلم – المرشد الطلابي – مدير المدرسة – المشرف التربوي ) لا يحاور |
72-74 |
نماذج من حوارات إيجابية وحوارات سلبية |
75 |
مهارات الحوار |
91-94 |
الإنصات |
95-98 |
المراجع العلمية |
مقدمة
يعد الحوار من أهم أسس الحياة الاجتماعية وضرورة من ضروراتها، فهو وسيلة الإنسان للتعبير عن حاجاته ورغباته وميوله وأحاسيسه ومواقفه ومشكلاته وطريقه إلى تصريف شئون حياته المختلفة،كما أن الحوار وسيلة الإنسان إلى تنمية أفكاره وتجاربه وتهيئتها للعطاء والإبداع والمشاركة في تحقيق حياة متحضرة ، إذ من خلال الحوار يتم التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم .
والفرد يستطيع أن يتواصل مع من حوله حوارياً مستخدماً فنون اللغة والحوار سواء كان ذلك بالاستماع أو الحديث أو القراءة والكتابة،أي أن الفرد يتواصل ويتحاور مع من حوله إما مرسلاً فيتكلم أو يكتب أو مستقبلاً فيسمع أو يقرأ .
من هنا نجد أن الحوار يعد ظاهرة صحية في المجتمع، وركيزة فكرية وثقافية ، ووسيلة يستطيع الفرد من خلالها أن يوصل ما يريده من أفكار إلى الآخرين بالحجة والبرهان،كما أنه يعتبر الوسيلة الأسلم والاسمي إلى الدعوة والتواصل مع الآخرين والتي دعا إليها الإسلام من خلال الآيات المختلفة الواردة في القرآن الكريم والتي منها قوله تعالى : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل .
وقوله تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت
وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة العديد من الصور الحوارية والتي يمكن أن نذكر بعضاً منها مثل قوله تعالى : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (1) سورة المجادلة
وقوله تعالى {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} (34) سورة الكهف .
كما أن السنة النبوية المطهرة تزخر بالعديد من الحوارات، فقد كان عليه الصلاة والسلام يحاور المشركين والمنافقين والصحابة وزوجاته حتى الأطفال كان لهم نصيب من حواراته صلى الله عليه وسلم وهذا تأصيل نبوي مطهر للحوار منهجاً وسلوكاً .
و يكتسب الحوار أهميته البالغة في كون الوجود الاجتماعي الإنساني لا يتحقق إلا بوجود الآخر المختلف ، ومن أن الإنسان لا يحقق ذاته الإنسانية ولا ينتج المعرفة إلا بالالتقاء والحوار مع الإنسان الآخر والتفاعل الخلاق معه ، إذ به تتولد الأفكار الجديدة في ذهن المتكلم ، وبه تتضح المعاني وتغني المفاهيم لأن الحوار في مستوياته العليا هو إنتاج المعرفة الراقية التي تتحاور مع كافة ضروب المعرفة الإنسانية .
وباعتبار الحوار أحد وسائل نقل الأفكار وتبادل الآراء للوصول إلى أهداف محددة ومقصودة فهو عملية تتضمن المحادثة بين أفراد أو مجموعات على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم من أجل تبادل المعرفة والفهم ، ويتوقف نجاحه على مدى التزام أطرافه بالفنيات والمهارات والآداب في تعبيرهم عن أفكارهم وآرائهم والتي تمثل مدى شيوع ثقافة الحوار ومهاراته لديهم .
والحوار يعد من أهم مواقف التواصل الفكري والثقافي و الاجتماعي التي تتطلبها الحياة المعاصرة في المجتمع لما له من آثار في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال،كما يعتبر من العوامل المهمة في عملية الاتصال والتواصل مع الآخرين من خلال حوارات يومية تشبع حاجات الفرد الإنسانية والنفسية والاجتماعية والثقافية وتساهم في التعبير عن ما يحتاجه و يرغب به ويميل إليه .
كما أن الحوار يعد من الأنشطة التي تحرر الإنسان من الانغلاق والانعزال وتفتح له قنوات الاتصال والتواصل مع الآخرين والتي تساهم في اكتساب مزيداً من المعرفة والتقدم والرقي والوعي
ولكي تكتمل للحوار أسس نجاحه ويحقق أطرافه الأهداف التي ينشدونها من ورائه لا بد منهم الالتزام بالمعايير الأخلاقية والاجتماعية والثقافية للسلوك التي تفرضها طبيعة الموقف والموضوع والأطراف المشاركة في الموضوع ، وهذا الأمر لا يتم إلا من خلال تعزيز ثقافة الحوار ومهاراته لدى أفراد المجتمع .
وإذا كان الحوار بأشكاله المختلفة الثقافية والسياسية والفكرية والاجتماعية مطلباً أساسياً تمليه طبيعة العصر وأنه وسيلة في إشاعة ثقافة الاختلاف في الآراء ووسيلة للوصول إلى الآراء الأكثر صواباً فإن ذلك يمكن إسناده إلى مداخل نظريات التعلم وخاصة نظريات التعلم المعرفي والتعلم بالملاحظة والتعلم الاجتماعي بكل ما تقدمه هذه النظريات من نماذج وكذلك الاستناد إلى نظريات اكتناز المعرفة وخاصة في موضوعات الحوار الفكري والتي تستند إلى مداخل معرفية متنافرة ومتعارضة في كثير من المعاملات وهذا ما يؤكد على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار ومهارته لدى أفراد المجتمع .
لذا أصبح من الأهمية بمكان أن يتم تعزيز ونشر وتطوير وتنمية ثقافة الحوار ومهاراته لدى أفراد المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية وتتأكد الحاجة إلى تعزيز ثقافة الحوار وتعلم فنياته ومهاراته وآدابه وأصوله لدى أفراد المجتمع في ظل السرعة المعرفية الهائلة والتضاعف المستمر للمعلومات مما يجعل الإنسان يشعر بفجوة معرفية ورقمية بين ما يملكه من معلومات وبين ما هو جديد وهذا يتطلب من أفراد المجتمع فتح قنوات اتصال وتواصل فكري وثقافي واجتماعي دائم من أجل ردم تلك الفجوة،كما تتأكد الحاجة للحوار بين أفراد المجتمع لمواجهة كثير من قضايا المجتمع المعاصرة في شتى الميادين المختلفة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً ودينياً وأيديولوجيا خاصة في ظل التقدم الهائل والعولمة التي يستخدمها العالم اليوم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تتيح للفرد في أي مكان من العالم أن يشارك في الحوار ومتابعة الأحداث وتبادل الآراء مع الآخرين من خلال وسائل الاتصال الإلكترونية والشبكة العالمية للمعلومات (الانترنت) .
والمتمعن إلى أهمية تنمية وتعزيز ثقافة الحوار ومهاراته بسبب مواجهة ما يقع في حياتنا اليومية من سلبيات ومشاحنات يكمن سببها في تخلي أطراف الحوار عن الأسلوب الأمثل في إدارة الحوار وغياب ثقافته بين المتحاورين،ومن المؤكد أن غياب ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع ومن خلال المؤسسات التربوية المختلفة يظهر مدى الخلل في العمل وضعف الصلابة والتماسك بين أفراد المجتمع بل أن غياب الحوار هو انعكاس لضعف البنية العلمية والفكرية في المجتمع .
من هنا نلاحظ اليوم الاهتمام الكبير على مستوى الدول المتقدمة والدول النامية التي تسعى إلى الوصول والرقي والتقدم بلغة الحوار من خلال تعزيز ثقافته ومهاراته داخل المجتمع ومؤسساته المختلفة إيماناً منها بأن الحوار ولغة الكلام تساعد المجتمع على إتقان الحديث في المجالات الحيوية المختلفة،كما أن هذه الدول المتقدمة تخصص أقساماً علمية بالجامعات لتعليم فنون التواصل والحوار وتخصص مقررات منفصلة في المدارس لتعليم مهاراته وقواعده وآدابه وأصوله وفنون التواصل الكلامي ،ويعزو الكثير من الباحثين هذا الاهتمام من تلك الدول بالحوار ولغة الحديث إلى أن كثيراً من الدراسات أشارت إلى أن الجانب الحواري اللغوي الشفهي يشكل ما نسبته 95% من التواصل اللغوي وأنه هو الأكثر شيوعاً بين فنون الحوار ولا يقتصر الاهتمام بتنمية قدرة المتعلم على استخدام الحوار واللغة الشفهية على فصول تعليم اللغة بل يتعداها إلى مختلف المواد الدراسية والأنشطة التعليمية داخل المدرسة وخارجها .
وعلى صعيد المؤسسات الاجتماعية والتربوية فإن أهمية الحوار تكمن من خلال ما تقدمه تلك المؤسسات من أساليب وطرق تساهم في تعزيز ثقافة الحوار ومهاراته لدى المتعلم فعلى صعيد المدرسة نجد أن الحوار يستمد أهميته في كونه وسيلة الإفهام وكونه متنفس للمتعلم للتعبير عما تجيش به نفسه ومن كونه يوسع دائرة أفكاره ويعوده على التفكير المنطقي وترتيب الأفكار وقيادة هذا المتعلم إلى التعبير بفصاحة لسانه وارتجال للمواقف الحياتية المختلفة .
لذا أصبح من الأهمية بمكان أن يتم نشر وتنمية وتطوير ثقافة الحوار ومهاراته لدى أفراد المجتمع من خلال المؤسسات الاجتماعية والتربوية لذا أصبح من الضروري أن يتم من خلال المؤسسات التعليمية نشر وتنمية وتطوير ثقافة الحوار للعاملين بتلك المؤسسات
ولقد أقيمت خلال هذه السنوات – ولا تزال – الكثير من البرامج والدورات التدريبية لنشر وتنمية وتطوير ثقافة الحوار والاتصال والتواصل ،غير انه يبدو أن أكثر هذه الدورات والبرامج ينحصر في الجانب المعرفي .
لذلك وإيماناً منا بأهمية الممارسة والتطبيق جاءت هذه المادة العلمية مرفقة بالبرنامج التدريبي الخاص بنشر وتنمية وتطوير ثقافة الحوار لدى العاملين في المؤسسات التربوية والتعليمية في دول الخليج العربية هذا البرنامج التدريبي والذي حرصنا عند صياغة أهدافه وبناء مناشطه التدريبية أن يكون التركيز منصباً على نشر وتنمية وتطوير وصقل وإكساب المتدربين الخبرات والمهارات من أجل التعديل والتطوير للعملية الحوارية التي يمارسونها مؤملين أن يلبي هذا البرنامج حاجة العاملين في المؤسسات التعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي.
أما عن الأسس المنهجية التي بنيت عليها المادة العلمية المصاحبة للبرنامج التدريبي فهي منبثقة من أسس علمية من معطيات ثقافة الحوار ومهاراته وأسسه المعاصرة، ومن أسس نفسية وتربوية واجتماعية وثقافية تخدم العملية الحوارية .
وأخيراً فإن هذه المادة العلمية المصاحبة للبرنامج التدريبي تأتي من خلال البرامج التدريبية لنشر وتنمية وتعزيز وتطوير ثقافة الحوار لدى العاملين في المؤسسات التعليمية والتربوية في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الجهود التي يبذلها مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية في تبني مشروع نشر وتنمية وتطوير ثقافة الحوار في المؤسسات التعليمية في دول الخليج العربية من خلال تكليف مكتب الآفاق المتحدة الاستشاري بالإشراف والمتابعة والتنفيذ لهذا المشروع .
وفي ختام هذه المقدمة فإن معدي هذه المادة العلمية والمصاحبة للبرامج التدريبية الخاصة بنشر وتنمية وتطوير وتعزيز ثقافة الحوار لدى العاملين في المؤسسات التعليمية يزجون الشكر والعرفان لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربية من خلال تبنيه هذه المشروع منذ أن كان فكرة حتى غدا عملاً مسطراً بالبنان ، كما يشكرون مكتب الآفاق المتحدة الاستشاري المشرف على هذا المشروع فلهم ولمكتب التربية خالص شكرنا وبالغ تقديرنا وامتنانا ، كما لهم منا الدعاء الخالص بأن يوفق المولى جميع جهودهم ويسدد خطاهم في سبيل نشر وتنمية وتطوير ثقافة الحوار في المجتمعات الخليجية من خلال المؤسسات التعليمية .
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
فريق العمل
الحوار المفهوم والأسس
ويشمل الموضوعات التالية :
- الاختلاف : لماذا يختلف الناس ؟
- ثقافة الحوار
- أهمية ثقافة الحوار : لماذا نتحاور؟ لماذا لا نتحاور ؟ ماذا يحدث لو لم نتحاور ؟
- عناصر العملية الحوارية
- مفهوم الحوار
لماذا يختلف الناس؟
ينبع الحوار من اختلاف الناس. فلو اتفق الناس على كل شيء لما كان ثمة حاجة للحوار. فاختلاف الناس تجاه ما يمارسونه أو يرونه، يؤدي لأن يتحاوروا. فمعرفة سبب اختلاف الناس، من حيث المبدأ، يفيد لإدراك أهمية الحوار ومعرفة أسبابه ، كما أن الاختلاف في حقيقته لا يعني الخلاف لأن الاختلاف تعود أسبابه لأننا نبتغي منه الوصول للحقيقة ولأفضل النتائج الممكنة .
يختلف الناس في الرؤى والأفكار والاتجاهات والميول والآراء لأسباب منها :
1. يرون أشياء مختلفة. فما تراه أنت وتدركه ليس بالضرورة يراه الآخرون. وهذا الاختلاف في رؤية الأشياء ينتج عن عوامل كثيرة أهمها:
- المزاج ( متشائم ، متفائل ، عصبي ...إلخ )
- المحيط
- النظرة المحددة ( التفكير الضيق ، التفكير الواسع ، الخيال )
- اختلاف الأطر المرجعية
- المعرفة العلمية ( الخبرة العلمية )
- المعرفة العملية ( الخبرة العملية )
- رؤية جزء من الصورة ( قصة الخضر وموسى )
2. لأنهم يريدون أشياء مختلفة، فكل شخص يكون له هدف خاص به فيما يمر به من خبرات الحياة. وهذا يؤدي لأن يختلف الناس حول كثير من الأمور.
3. لأنهم يفسرون ما يرون بطريقة مختلفة. فقد نرى الشيء الواحد لكن لأسباب عدة نختلف في تفسيرها. ومن هنا ينشأ الاختلاف.
ملاحظة هامة : الاختلاف في ظل الحوار الهادئ الفاعل المتزن الهادف للوصول للحقيقة يعد امرأ محموداً ومرغوب فيه لأنه أفضل السبل لتجلية الحقائق والوصول لأفضل النتائج .
مفهوم الحوار
الحوار في اللغة يعني المراجعة ويتحاورون يعني يتراجعون الكلام والمحاورة مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة وقد ذكر ابن منظور في لسان العرب أن معنى ( حور ) : الرجوع عن الشيء وإلى الشيء وحار إلى الشيء رجع عنه واليه ومنه قوله تعالى في سورة الانشقاق آية 14 : ( إنه ظن أن لن يحور ) أي يرجع إلى ربه .
والحوار في الاصطلاح هو : نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به احدهما دون الآخر ويغلب عليه الهدوء وابعد عن الخصومة والتعصب
ويعد الحوار أحد أشكال التواصل الشفهي لأنه عبارة عن تبادل الحديث بين فردين أو أكثر بطريقة منظمة تهدف إلى كشف وتحليل الموضوعات وتحقيق اكبر قدر ممكن من الفهم والإفهام عن طريق مراجعة الكلام وتداوله بحكمة بين الأطراف المشاركة فيه وهو أسلوب قائم على إبداء الرأي بصراحة وموضوعية وتفاعل وايجابية بين أطرافه ويتطلب الموضوعية في طرح الآراء المختلفة بحيث يؤدي إلى توليد أفكار جديدة وتطوير مهارات عقلية واجتماعية لدى الأفراد المشاركين فيه.
وقد يتحول الحوار إلى الجدل حينما تشتد الخصومة ويحدث التنازع بين أطراف الحوار إذا أراد كل طرف إلزام خصمه وإجباره على قبول رأيه.
وقد يتحول الحوار إلى مناظرة حينما يتردد الكلام بين طرفين يسعى كل منهما إلى تصحيح قوله وإبطال قول محاوره.
وعند النظر إلى أصول الحوار نجد أنه وجد مع الإنسان بل وجد قبل وجود الإنسان ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم من حوار الله سبحانه وتعالى وإبليس ـ لعنه الله ـ عند خلق آدم عليه السلام ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين* قال فاخرج منه فإنك رجيم )
وجاء الحوار أيضا في الحضارات اليونانية القديمة بل إنه أصبح عندهم ذا ملامح متميزة كما عند سقراط الذي اعتمدت طريقته على طرح الأسئلة والأجوبة ومناقشة الإجابات عن طريق الأسئلة أيضا.
وحينما جاء الإسلام سعى إلى تحرير العقول من القيود الوثنية العالقة وهدم الفلسفات الإغريقية القديمة وأرشد الناس إلى الهدى والصواب وعرفهم بخالقهم وكان الهدف الرئيس من الحوار في الإسلام وصول الناس إلى الحقيقة بالطريقة التي تعمق الإيمان في نفوسهم وتشرح صدورهم لذلك فإن الإسلام يرفض الحوار المفضي إلى الجدل الذي يحول الإنسان إلى جدلي لا هم له إلا التغلب على خصمه لذلك قامت فلسفة الحوار في الحضارة الإسلامية على ثلاث قواعد هي :
1 – الإيمان بالله عز وجل ورسله وكتبه وتقوى الله والتواضع معه والثقة في نصره والاعتزاز بالحق والتشبث به .
2 – التأدب بأخلاق الإسلام والتأسي بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الكرام في الحوار ومخاطبة الناس من منطلق الإيمان بوحدة النوع الإنساني " كلكم لآدم وآدم من تراب " .
3 – البحث عن الحق والسعي إلى الحقيقة والتماسها والقصد إلى ما فيه الصالح العام من شتى الطرق التي ليس فيها انحراف .
مكونات ثقافة الحوار
لكي نؤسس لثقافة الحوار لا بد من السير في بعدين متوازيين:
1. القناعات والمبادئ : وتشمل:
- الإيمان بالحوار وسيلة للتواصل بين البشر
- الإيمان بقيمة رأي الآخرين
- الإيمان بحق الآخرين في التعبير عن رأيهم
2. الممارسات والمهارات: وذلك من خلال
- ممارسة الحوار مع آخرين
- الاستماع للآخرين عندما يطرحون آراءهم
- التحلي بآداب الحوار
لماذا نتحاور .. ولماذا لا نتحاور؟
لماذا نتحاور .....؟
الحوار في العصر الحاضر ضرورة، لكثرة الاختلاف وتعدد وجهات النظر وتقاطع المصالح. ومن هنا يمكن تحديد العوامل الداعية للحوار في الآتي:
- كسب حب الآخرين والتواصل معهم بصورة سلمية
- وسيلة الاتصال والتأثير في الآخرين والتأثر بما لديهم من حق
- الإصلاح بين الناس وإشاعة المحبة والمودة بينهم
- تغيير اتجاهات وقناعات وميول الآخرين بما يخدم الجميع
- إقناع الآخرين بالتي هي أحسن، ودون إثارة الأحقاد
- إجلاء الحقائق والوصول للحق والصواب
- إرشاد الناس لمصالحهم
- تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم
- حفظ الحقوق والمصالح
- حفظ الوقت والجهد والمال والدماء
- الارتقاء بالمستوى الحضاري من خلال التعامل الراقي
- كسب رضاء الخالق ومحبته
- المعرفة والعلم
- التعبير عن الذات والتواصل الجيد
- توحيد الجهود بإزالة اللبس أو سوء الفهم
- إظهار الحق والعدل وبيانه للناس
- الانفتاح على الآخرين والتفاعل معهم لما فيه المصلحة العامة
- استخراج ثمرات عقول وتفكير الآخرين وتطوير أفكارهم
- توضيح موضع الخلاف للفهم المتبادل
لماذا لا نتحاور......؟
يحدث أحيانا أن يكون هناك عوائق للحوار. ولحدوث عملية حوار ناجحة يجب التنبه للأسباب التي تمنع من الحوار ومحاولة التغلب عليها. ومنها:
- كثرة المتطلبات والمشاغل الحياتية
- ضغوط العمل وأعباء الحياة النفسية والاجتماعية
- افتقاد الروابط والاتصال والتواصل بين الأفراد
- تأثر الفرد بالبيئة التي نشأ فيها وعدم قدرته على التخلص من المواقف المسبقة
- غياب التربية الحوارية في المؤسسات التربوية
- التربية السلطوية والدكتاتورية لدى الأفراد التي تورث الخوف
- غياب الشورى بين الأفراد والمؤسسات المجتمعية
- التمسك بالرأي والتعصب له وضيق الأفق
- قلة الوقت
- غياب ثقافة الحوار
- الاعتقاد بعدم جدوى الحوار وعدم الإحساس بقيمة الحوار
- عدم الثقة بالنفس
- عدم تفهم كل طرف للآخر
- غياب الخبرة في الموضوعات الحوارية
- قلة الحصيلة العلمية للأفراد
- الخوف والخجل من التحدث تمام الناس
- قلة المعرفة بالأساليب الحوارية ونقص المهارات والآداب والفنيات الحوارية لدى الفرد
عناصر العملية الحوارية
لكي تتم عملية حوار متكاملة لا بد من وجود عدد من العناصر الأساسية. و يمكن إجمال عناصر العملية الحوارية في أربعة عناصر هي :
1 - المرسل
وهو مصدر الرسالة ويصوغها على شكل رموز لفظية في كلمات أو رموز غير لفظية على شكل حركات أو إشارات أو صور وهو إما أن يكون إنساناً أو آلة .
2-المستقبل
وهو الجهة التي توجه إليه الرسالة وهو يقوم بحل وفك رموزها وتفسيرها من أجل فهم معناها وهو إما أن يكون إنساناً أو آلة .
3-الرسالة ( موضوع الحوار )
وهي عبارة عن الرموز اللفظية أو غير اللفظية التي تعبر عن الأفكار أو الآراء أو الخبرات التي يلزم نقلها من المرسل إلى المستقبل من أجل تحقيق هدف أو أهداف معينة
4- قناة الحوار
وهي القناة أو القنوات التي تمر من خلالها الرسالة بين المرسل المستقبل وهي عديدة ومتنوعة مثل الصوت العادي للمرسل ، والكتب والمطبوعات والخرائط والرسومات واللوحات والصور والأفلام الثابتة والمتحركة والمسجلات الصوتية والحاسبات الآلية وغيرها
وغياب أحد هذه العناصر يودي لخلل كبير في عملية الحوار وذلك على النحو التالي :
1-غياب المرسل ( المتحدث ) المستقبل ( المستمع )
وهما طرفا الحوار وغيابهما (أو أحدهما) يؤدي إلى غياب العملية الحوارية. ويلزم بهما صفات عدة من أهمها :
- العلم والمعرفة
- الخبرة
- معرفة العوامل الفردية والنفسية لأطراف الحوار
- الإدراك
- الشخصية
- الثقة والاستعداد
- الانفتاح
2-غياب موضوع الحوار
عند غيابه يكون الحوار عقيماً ويصبح من الأحاديث والأحاجي التي لا تقدم ولا تؤخر ويتحول فيها إلى جدال عقيم كما أن غيابه وغياب مقوماته يحوله إلى خصومة وشك وشتائم ومهاترات ويلزم أن يكون موضوع الحوار فيما فائدة فيه ويؤدي إلى نتائج حسنة وحلول لمشكلات موجودة .
3-غياب جو وبيئة الحوار
إذا لم يكن جواً صحياً وهادئاً وآمنا فإن ذلك يؤدي إلى انقطاع الحوار وتحول الحوار إلى جدال حاد وعدم الوصول إلى الحقيقة والحق والعدل واليقين .
4-غياب الوسيلة ( قناة الحوار )
إذا لم تكن وسيلة الحوار ( قناته ) مناسبة في العملية الحوارية القائمة فإن ذلك يؤدي إلى انقطاع الحوار أو تحوله إلى حوار عقيم وتصادم بين المتحاورين وعدم وصول الرسالة الحوارية بين المتحاورين بالشكل المناسب والذي يجعل المتحاورين غير متفاعلين أثناء العملية الحوارية .
5-غياب الأسلوب الحواري
أحد عوامل استمرارية العملية الحوارية وفي حال غيابه أو وجوده بطريقة سلبية يحول الحوار إلى أشكال وصور غير مناسبة من جدال عقيم ومراء كما يؤدي إلى التصادم والتشابك بين الأطراف المتحاورة وفساد الود والمحبة بينهم والى عدم استمرارية العملية الحوارية من اجل الوصول للحق واليقين .
الحوار
بيئته ، موضوعاته ، صوره ، فنياته ، معوقاته
ويشمل الموضوعات التالية :
- خصائص البيئة الداعمة للحوار
- معايير الموضوعات التي نتحاور فيها
- الموضوعات التي يتحاور فيها المعلم والموضوعات التي لا يتحاور فيها
- صور الحوار
- فنيات الحوار
- صور رفض الحوار
- كيف نتغلب على الرافض للحوار ؟
- معوقات الحوار
- المحددات والقواعد التنظيمية للحوار
خصائص البيئة الداعمة للحوار
بيئة الحوار هي المحيط النفسي والاجتماعي والحسي الذي ينشأ فيه الحوار. لكي يوجد حوار صحيح وبناء، لا بد من وجود بيئة تدعمه وتساعد على بقائه. يمكن تحديد الخصائص التالية للبيئة الداعمة للحوار.
- تقدر الاختلاف في وجهات النظر
- تقدر التراجع عن الخطأ
- مبدأ "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
- يشعر المحاور فيها بالأمن النفسي والحسي
- تؤمن بحرية التعبير المسئولة
أسس الحوار الفعال
الحوار ليس هدف بذلته وإنما هو وسيلة للتعارف والتفاهم والتآلف والتعاون بين الناس وليس كل حوار بالضرورة يؤدي إلى نتائج فكثير من الحوارات ليس فيها فائدة ولا تؤدي إلى نتائج وذلك لأن الحوار فيها ليس حوارا فعالا وحتى يكون الحوار فعالا يشترط فيه ما يلي:
- أن يكون فيما يفيد وينفع .
- الاعتراف بحرية الآخرين في الاختلاف والتعبير عن آرائهم.
- الاستعداد لتبادل الآراء والأفكار مع الآخرين من اجل الوصول إلى أفضل البدائل الممكنة.
- تقبل طل طرف احتمال خطأ وجهة نظره واستعداده لتعديلها في ضوء ما يستجد من أدلة ومعلومات.
- تجنب الإساءة للآخرين مهما كانت حدة الخلاف معهم.
- الصمت و ترك الحوار إذا جنح الطرف الآخر إلى الانفعال والغضب واللجاجة.
- الشجاعة في إبداء الرأي أما المخالفين طالما يملك الأدلة والحجج القوية والشجاعة في النزول عن رأيه إذا ثبت خطؤه.
- حسن الإنصات لما يقوله الآخرون وإتاحة الفرصة لهم لطرح أفكارهم دون مقاطعة.
- إجادة استخدام فن السؤال في الوقت المناسب.
- عدم السخرية من المخالفين وعد الاستخفاف بآرائهم .
- عدم الانسياق وراء ما يقال حتى تتوفر الأدلة والحجج الكافية .
- الدقة في اختيار الكلمات والعبارات التي تعبر عن رأيه .
- تجنب الخداع والمراوغة والتلاعب بالألفاظ .
- المسؤولية عما يقال إذ يجب أن يلتزم المشاركون في الحوار بالدقة والحذر في اختيار الكلمات والعبارات التي تعبر عن أفكارهم حتى لا يؤخذ عليهم ما يقولونه بغير قصد.
موضوعات الحوار
هل كل الموضوعات تصلح لأن تكون مجالا للحوار؟ هناك موضوعات يتفق الجميع على أنها غير قابلة للحوار. ولذلك لا بد من وضع معايير من خلالها يمكن تحديد الموضوعات التي تقبل الحوار.
وهذه المعايير توحد الرؤى وتقلل الاختلاف حيال ما يمكن طرحة للحوار. فهناك أشياء تعد مسلمات دينية أو طنية يجب أن يتفق الجميع على عدم الخوض فيها.
معايير الموضوعات التي نتحاور فيها
من المعايير التي يمكن أن تكون مقبولة أو متفق عليها:
- ألا يكون الموضوع في أمر ديني غيبي
- ألا يمس الأمن الوطني أو يعرضه للخطر
- ألا يسبب فرقة الصف في وقت الأزمات والكوارث.
- ألا يكون الموضوع المطروح بدون هدف واضح .
- ألا يكون من الموضوعات الجدلية التي لا فائدة منها .
- ألا يكون من الموضوعات المتشعبة والتي ليس لها حدود .
وبمساعدة هذه المعايير (أو أي معايير أخرى يتفق عليها) يمكن الحكم على أي موضوع بأنه موضوع حواري أم لا.
والبيئة التربوية غنية بالموضوعات الحوارية، بل إن الحوار أسلوب تربوي من صميم العمل في المدرسة.
صور الحوار
من سمات الحوار أن له صورا وأنواعا متنوعة، لتنوع الهدف والمقصد من والمتحاورين فيه ولعل من أهم تلك الصور والأنواع ما يلي :
1-حوار العدمي التعجيزي : وهو صورة ونوع من صور وأنواع الحوار يتسم فيه المحاور برؤية السلبيات والأخطاء والعقبات .
2-حوار المناورة ( الكر والفر ) : هذه الصورة من صور الحوار يكون هم المحاور وشغله الشاغل بالتفوق اللفظي من اجل إثبات الذات .
3-الحوار المزدوج : وهذه الصورة من الحوار تأخذ شكل حوار تورية ظاهر غير الباطن لإرباك المحاور .
4-حوار الطريق المسدود : هذا النوع والصورة في قناعته الداخلية ( لا داعي للحوار فلن نتفق ) وفيه يتم إعلان المحاور تمسكه برأيه ولن غيره مطلقاً .
5-الحوار السلطوي ( اسمع واستجب ) : هذه الصورة تقوم على إلغاء الطرف الآخر مطلقاً وعلى الطرف الآخر السمع والطاعة فقط .
6-الحوار السطحي : صورة هذا الحوار تقوم على قاعدة تقول( لا تقترب من الأعماق فتغرق ) الحوار في هذه الصورة يتم في أمور عمومية لا جوهرية .
7-الحوار الالغائي أو التسفيهي : صورة هذا الحوار تعتمد على قاعدة ومبدأ أساسي يتمثل بالقاعدة التالية ( كل ما عداي خطأ ): اعتبار المحاور أن رأيه هو الصحيح دائماً والتسفيه بالرأي الآخر .
8-حوار البرج العاجي : : فلسفة هذه الصورة من الحوار تقوم على المحاور والذي يتم حواره من خلال في أمور لا تمت لموضوع الحوار من اجل إبراز الحذقة والتميز لديه .
9-الحوار المرافق : وصورته أن المحاور يوافق على كل ما يقال موافقة تامة، دون تمحيص، وفي هذا إلغاء المحاور حقه في الحوار لحساب الطرف الآخر دون نقاش.
10-الحوار المعاكس : وصورة هذا الحوار أن المحاور يلجأ إلى السير في اتجاه مضاد للمحاور ( أنا ضدك دائماً ) .
11-حوار العدوان السلبي :وهذه الصورة من الحوار تعد من أخطر الصور السلبية للحوار حيث يأخذا المحاور شكلاً صامتاً من اجل العناد والتجاهل حيث يصمت المحاور صمتاً سلبياً عناداً وتجاهلاً لكيد الطرف المحاور .
12-حوار استطلاعي فضولي : هذه الصورة من صور الحوار يكون هدف الحوار
لمعرفة ما يملكه من معلومات وأفكار .
13-حوار جدلي عقيم : هذه الصورة من صور الحوار يكون هدف الحوار هو فقط من اجل إفحام المحاور والتغلب عليه وخروجه عن الأدب .
14-حوار التناصح والتشاور : هدف هذه الصورة من صور الحوار من اجل تقديم النصح والتوجيه والإرشاد للطرف الآخر مراعي أدب الحوار في هذه الصورة .
15-حوار الإقناع : هذه الصورة من صور الحوار غالباً تأخذ طابعاً تجارياً استهلاكياً أو سياسياً من اجل إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك أو إقناعه بالمنتج الفلاني وهكذا .
16-حوار التفاوض : هذه الصورة الحوارية عندما يكون هناك أهداف مشتركة بين الطرفين المتحاورين سواء في قضية ما أو نحوها فإن الطرف الآخر يتحاور تحاوراً تفاوضياً مع الطرف الآخر .
17-حوار التعارف : هذه الصورة الحوارية غالباً ما تحدث في أماكن الانتظار أو السفر حيث يتحاور الطرفان تحاور تعارفي لقضاء الوقت الذي يجب أن ينتظرانه حتى محطة الوصول أو وصول دور احدهما.
18-حوار الملوك والرؤساء : في هذه الصورة من صور الحوار يكون فيه نوع من البرتوكولات التي تتم عادة بين الرؤساء والملوك وتظهر فيه آداب الحوار جلية في هذه الصورة من الحوار .
فنيات الحوار
يمر الحوار بثلاث مراحل مهمة هي: مرحلة الإعداد ومرحلة التنفيذ ومرحلة التقويم ولكل مرحلة فنيات ومهارات خاصة بها وذلك على النحو التالي:
أولا : مرحلة الإعداد
ينبغي في هذه المرحلة توافر مجموعة من الفنيات التي تمكن المحاور من القيام بعدة مهام من أهمها:
- اختيار موضوع الحوار في ضوء اهتمامات المشاركين في الحوار، وفي ضوء القضايا والأحداث المعاصرة.
- تحديد الهدف من الحوار والتعرف على الغرض الخاص منه بطريقة إجرائية واضحة.
- تهيئة المشاركين والمهتمين بموضوع الحوار ذهنيا وذلك من خلال تحديد العنوان المعبر عن قضية الحوار.
- جمع البيانات والمعلومات المتصلة بموضوع الحوار .
- التخطيط لموضوع الحوار وتحديد النقاط الرئيسية والفرعية للموضوع واختيار النموذج الملائم لتنظيم الأفكار حسب طبيعة الموضوع.
- إعداد الوسائل والمعينات السمعية والبصرية والرسوم التوضيحية وغيرها من الوسائل التي تساعد في التوضيح والإيجاز والتبسيط.
- التخطيط لبدء الحوار وللمقدمة بما يساعد على جذب انتباه المستمعين وإيجاد نوع من العلاقة بين المتحدث والمستمع .
- التخطيط لخاتمة الحوار والحديث وهي الجزء الذي سينهي به المتحدث كلامه .
- إعداد مخطط عام للحديث وهو عبارة عن ملخص يحدد الخطوط العريضة التي يهتدي بها المتحدث أثناء الحوار.
ثانيا: مرحلة التنفيذ:
تحتوي هذه المرحلة على عدة فنيات منها:
- التعريف بأطراف الحوار ويمكن أن يقوم بذلك رئيس الجلسة أو يعرف كل عضو بنفسه.
- استخدام المتحدث لطبقة الصوت المناسبة لمضمون الرسالة وتوظيف الصوت ولغة البدن لخدمة المضمون.
- الإنصات الجيد لكل ما يطرح أثناء الحوار وتجنب المقاطعة بدون استئذان.
- توزيع الأدوار بين الأطراف المشاركة بحيث لا يستأثر طرف بالحديث على حساب الطرف الآخر.
- استخدام الأساليب اللغوية المعبرة وذلك لتوصيل الأفكار بدقة ووضوح.
- الهدوء وعدم رفع الصوت أو الحماس المؤدي إلى الخطأ والزلل.
- الحذر من الجدال العقيم الذي لا فائدة منه.
- تدوين الأفكار المهمة التي تطرح أثناء الحوار تمهيدا للرد عليها أو الاحتفاظ بها إذا كانت مهمة.
ثالثا: مرحلة التقويم:
وهذه المرحلة تأتي بعد انتهاء الحوار وتشتمل على عدة فنيات منها:
- تذكر الأفكار التي عرضت أثناء الحوار أو قراءتها إن كانت مكتوبة.
- مراجعة الأخطاء التي وقعت من المحاورين أثناء الحوار.
- تحديد النقاط الايجابية والسلبية التي حدثت أثناء الحوار.
- التعرف على أسباب الأخطاء التي وقع فيها المحاور ومحاولة تجنبها في الحوارات التالية.
معوقات الحوار
هناك عدة معوقات تحول دون نجاح الحوار وفعاليته ومنها:
1-المراء:
إذا حرص كل محاور على إبطال كلام محاوره والاعتراض على أي رأي يبديه لمجرد الاعتراض وتخطئة الطرف الآخر بغير وجه فهذا مراء ، ويفسد الحوار حينما يتحول إلى مراء يفسد الحوار وإذا فسد الحوار فإنه لا يستمع إليه و لا يستفاد منه.
2-عدم القناعة بالتعددية والاختلاف:
لا شك أن التنوع هو أساس الحوار وفي نفس الوقت هو الذي يجعل الحوار ضروريا والله سبحانه وتعالى لم يجعل الناس أمة واحدة : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) وكون الناس لم يعودوا امة واحدة فهذا يعني التعدد والتنوع وتعدد الآراء يأتي عادة من تعدد زوايا الرؤية وإذا لم يكن هناك قناعة بهذا التعدد وهذا الاختلاف سيفسد الحوار ويتحول إلى منازعة وشقاق.
3- الاعتداد بالرأي والتعصب له:
يفسد الحوار إذا كان فيه تعصب واعتداد بالرأي لأن الطرفين سوف يسيران في خطين متوازيين ولن يلتقيان؛ لأن الذي يتعصب لرأيه يطيل الكلام في غير فائدة فتراه يبتعد أحيانا عن الموضوع ويأبى الدخول في صلبه ويتهرب من مواجهة الحقائق التي يوردها محاوره.
4-الغضب:
بعض المحاورين سريع الغضب ومثل هذا يصعب إقناعه بالرأي الصحيح فيفسد الحوار ويفقد حيويته وبعض المحاورين إذا اشتد به الغضب يلحا إلى السب والشتم فتحصل المنازعة والمخاصمة .
5-عدم وجود قواسم مشتركة بين المتحاورين:
من عوائق الحوار عدم وجود قواسم مشتركة بين المتحاورين فتجد كل منهما يتحدث في موضوع لا يفهمه الآخر أو انه يتحدث عن أمور لا يستطيع الطرف الآخر استيعابها ولذلك فعدم وجود قواسم مشتركة بين الطرفين يؤدي إلى أن تستمر المناقشة دون فائدة .
6-عدم الالتزام بالأسلوب المهذب في الحوار:
نظرا لان الحوار عملية تتم بين طرفين أو أكثر والحوار عادة يتضمن طرحا للآراء والأفكار لذا فينبغي لكل طرف الالتزام بالأسلوب المؤدب عند طرح الرأي والفكرة والمحاور الذي لا يلتزم بالأدب أثناء الحوار يسهم في فشل الحوار وفساده لأن الطرف الآخر قد يلجأ لنفس الشيء فيقابل الإساءة بمثلها ومن هنا يفقد الحوار هدفه ويفقد المحاوران مصداقيتهما.
كما أن هناك جملة من العقبات والمعوقات للعملية الحوارية والتي يمكن سردها دون تناولها بالتفصيل ومن أهمها ما يلي :
* فقد الثقة
*عدم شعور الطرف المقابل بالأمان
* شعور طرف بتعالي الطرف الآخر
* اختلاف المفاهيم للأفكار والعقائد
* اختلاف الخلفية الفكرية أو العلمية أو الثقافية
* عدم التزام آداب الحوار
* سوء الظن بالآخرين
* سوء القصد من الحوار (بحيث لا يكون الهدف الوصول للفهم أو الحق)
* التفاوت بين المتحاورين
* الأحكام المسبقة والعداوات القديمة
* نقص المعلومات
* تناقض المصالح
* التعصب الأعمى
صور رفض الحوار
رفض الحوار يكون عادة بالامتناع الصريح عنه، لكن قد يكون هناك صورا أخرى لرفض الحوار، منها:
- استعداء السلطة
- التكفير وتزكية النفس الظاهرة
- اعتزال المجتمع والاستعلاء عليه
- الثورة على المجتمع ومحاولة تدميره
كيفية التغلب على صور رفض الحوار
هناك جملة من الطرق والاستراتيجيات التي يمكن أن نتبعها لنتغلب على من يرفض الحوار وندخله في الحوار ومن بين هذه الطرق والاستراتيجيات ما يلي :
- إيجاد جو يساعد على الحوار
- إشعار الطرف المقابل بالأمان والطمأنينة
- البدء من النقاط والأمور المتفق عليها
- بيان حسن النية وإعطاء بعض المؤشرات على ذلك
- مناقشة الأفكار دون استهداف أو تجريح الأشخاص
- محاولة النظر للأمر من زاوية الطرف الآخر وتفهم موقفه
- إشعار الطرف المقابل بتقدير رأيه وموقفه
- بيان أن المقصود هو الوصول للحق
- طرح الأسئلة لخلخلة القناعات
- طمأنة المخاطب
القواعد التنظيمية للحوار الجيد
للحوار الجيد محددات وقواعد تنظيمية يلزم المشرفين على العملية الحوارية القيام بها سواء كانت من خلال عملية الإعداد المناسب والمسبق للحوار أو التخطيط الجيد له وتهيئة المكان والبيئة المناسبة والداعمة للعملية الحوارية وفيما يلي نعرض جملة من المحددات والقواعد التنظيمية للحوار الجيد والمتمثلة بالآتي :
1-إعداد خطة للحوار
يتمثل إعداد خطة للحوار من أولى المحددات والقواعد التنظيمية للعملية الحوارية والتي تساهم للوصول إلى حوار جيد ومثمر .
2-تحديد موضوع الحوار
عملية تحديد موضوع الحوار يعتبر المحدد الأهم والذي يوجه الحوار لتحقيق أهدافه لأن الحوار بدون موضوع جدل عقيم وكلام بلامعنى .
3-تحديد المفاهيم
كي يستمر الحوار ويعطي مراده لا بد من أن تتضح المفاهيم لدى المتحاورين وتكون الرؤية موحدة حول المفاهيم التي يتحاورون فيها .
4-تحديد الأهداف
حوار بلا هدف مثل الأطفال اللذين يلعبون الكرة بدون مرامي فلكي يكون الحوار مثمراً لا بد من وجود أهداف محددة وواضحة لدى المتحاورين .
5-وضع الآليات والقواعد التنظيمية للحوار
هذا الأمر في غاية الأهمية للمتحاورين كي يعلم كل متحاور القواعد والإجراءات التنظيمية للحوار الذي يتم بينهم .
6-توفير المناخ والبيئة المناسبة
هذا القاعدة والتنظيم يساعد في استمرارية الحوار والوصول به لتحقيق أهدافه .
7-الإيمان بحرية التفكير
وهذه من التنظيمات التي يجب أن يدركها المتحاورون لان كل محاور لا يريد أن يسلم عقله للآخر بل يجب أن يكون من المحددات والتنظيمات إيمان الفرد المتحاور بحرية رأي الطرف الآخر .
8-الإيمان بحرية التعبير عن الرأي
من الضروري أن تحدد وتنظم عملية الحوار بإعطاء الأمان بأن الفرد يمكنه أن يعبر بحرية تامة عن رأيه ولابد من وجود هذا المحدد في كل عملية حوارية ناضجة .
9-مراعاة أدب الحوار
من أهم المحددات والقواعد التنظيمية التي يجب أن يتفق عليها جميع الأطراف المتحاورون أن يراعوا أدب الحوار وهذا المحدد من أهم القواعد التنظيمية التي تساعد في استمرارية الحوار بين الأطراف المتحاورة .
10-الأمانة العلمية
يجب أن يكون من القواعد التنظيمية التي تسير العملية الحوارية الاتفاق على الأمانة العلمية في النقول الاستدلال والاستشهاد ونحوها .
11-تقسيم الوقت بين المتحاورين
من أولى القواعد التنظيمية بين المتحاورين تقسيم وقت الحوار بينهما والاتفاق على ذلك مسبقاً، فكل طرف يفسح المجال للطرف الآخر لتقديم رأيه ووجهة نظرة أو الدفاع عنها أو نقد وجهة النظر المطروحة.
12-التركيز على الحوار لا على المحاور
يجب التركيز على الرأي لا على صاحبه، بحيث يكون التركيز بين الطرفين على الحوار نفسه لا على شخص المحاور أو شخصيته أو مكانته أو عمله .
13-تحديد نقاط الاتفاق والوفاق والاختلاف
تعد قاعدة هامة ونقطة انطلاق بين المتحاورين بين يبدأ الحوار من نقاط الاتفاق والوفاق بينهم وهذه محدد تنظيمي هام يجعل العملية الحوارية تسير وتتجه نحو الاتجاه الصحيح والذي يجب أن يبدأ الحوار به .
14-حسن الإنصات و الالتزام بأدب الاستماع
هذا تنظيم ومحدد في حال الاتفاق عليه يكون ضمان لعملية حوارية حسنة ومنظمة ومحققة لأهدافها ولذا وجب التأكيد بين الأطراف المتحاورة بان يلتزموا بحسن الاستماع والإنصات للطرف الآخر .
15-الالتزام بموضوع الحوار
من أهم المحددات والقواعد التنظيمية أن يلتزم كل طرف متحاور بموضوع الحوار وهذا يؤدي إلى نجاح العملية الحوارية وتحقيقها لأهدافها المنشودة .
16-عملية استخدام الأدلة والبراهين
يجب أن يتفق المتحاوران على عملية استخدام الأدلة والبراهين والقوانين والحجج أثناء سير العملية الحوارية وهذ1 من المحددات والقواعد التي تؤدي إلى الوصول للحقيقة بين الأطراف المتحاورة في قضية من القضايا .
كيف يمكن أن يكون الحوار مفيداً
يعتبر الحوار من وسائل الاتصال الفعالة وتزداد أهميته على مستوى الأسرة والمدرسة لأن الحوار يقرب وجهات النظر ولكي يكون هذا الحوار مفيداً ومؤثراً لا بد من أمور من أهمها :
1-تحديد الهدف من الحوار : إذا أردنا حواراً مفيداً لا بد من تحديد هدفه وفهم موضوعه والمحافظة على هذا الهدف أثناء سير الحوار .
2-التهيؤ النفسي والعقلي : إذا أردنا حواراً مفيداً كذلك لا بد من أن يكون لدى الأطراف المتحاورة تهيئاً نفسياً وعقلياً واستعداداً لذلك الحوار والاستعداد للعرض وضبط النفس والإصغاء والاستماع وتقبل الرأي الآخر والتهيؤ لخدمة الهدف المنشود من الحوار .
3-عدم إصدار الأحكام : من يريد أن يكون حواره مفيداً عليه تجنب إصدار الأحكام أثناء سير الحوار حتى وان كان الطرف الآخر مخطأً كي لا يتحول هذا الحوار إلى جدل عقيم بلا فائدة .
4-محاور شخص واحد : يجب إذا أردنا أن نتحاور أن نحدد طرف الحوار الآخر والتركيز والاهتمام معه فقط فيغدو الحوار مثمراً ومحققاً لأهدافه .
5-اختيار الظرف الزماني والمكاني : لحوار مفيد ومثمر اختر الوقت المناسب والمكان المناسب وراعي ذلك مع من تحاوره .
إن الحوار إذا أردناه أن يكون مفيدا يجب أن نراعي فيه جميع الجوانب التي ذكرناه سابقاً مع علمنا أن الاختلاف أمر ضروري في الطبيعة الإنسانية وأمر وارد لذا نلجأ للحوار عند اختلافنا .
المحاور المحترف
ويشمل الموضوعات التالية :
- صفات المحاور و المقومات الأساسية للمحاور المحترف
- أنماط المحاورين وكيفية التعامل معها
المقومات الأساسية للمحاور المحترف
كي يؤتي الحوار ثماره المرجوة لا بد من أن يتصف المتحاوران بصفات ومقومات تساهم في نجاح العملية الحوارية وهذه المقومات والصفات متى ما امتلكها المحاور جعلت منه محاوراً متمكناً وناجحاً ومحترفاً ولعل من أهم تلك المقومات الأساسية والصفات اللازمة في المحاور الناجح والمحترف ما يلي :
1-الإخلاص في الحوار : وهي انه على المحاور أن يخلص نيته بتحديد الهدف والغاية من الحوار وهو بلوغ الحق .
2-الصدق والأمانة : وهي انه على المتحاورين أن يلتزما بالصدق والأمانة في الطرح والنقاش .
3-حسن البيان : كي تكون محاوراً محترفاً ناجحاً لا بد من وضوح كلماتك بسلامة مخارجها والحديث بهدوء وجمال الصوت ونقاؤه وتسلسل الكلمات .
4-مطابقة القول العمل : كي تؤثر في الآخرين وتكون محاوراً ناجحاً ومحترفاً لا بد من مطابقة القول العمل وقد قال الاصبهاني " إن الرجل لا يكون مؤمناً حتى يكون قلبه مع لسانه سواء ويكون لسانه مقلبه سواء ولا يخالف قوله عمله " .
5-انبساط الوجه : ولتكوم محاوراً محترفاً بارعاً استخدم الابتسامة والبسمة المشرقة مع من تحاوره وكن هادئاً وضابطاً لمشاعرك ودقيقاً في النظر للأمور وما وراء الأحداث ومما يؤكد ذلك قول النبي صلى الله وسلم عليه " تبسمك في وجه أخيك صدقة " " أو تكلم أخاك ووجهك منبسط " .
6-تجنب صيد الأخطاء : من صفات المحاور الجيد تركيزه على موضوع الحوار وعدم انشغاله فقط في تصيد الزلات وتتبع الأخطاء التي يقع في المحاور .
اختيار الكلمات المناسبة : من يريد الاحترافية في الحوار وان يكون محاوراً جيداً فإن ألزم ما عليه أن يختار كلماته وعباراته التي يستخدمها في حواره مع الآخرين أن تكون مناسبة لموضوع الحوار وأفكاره المطروحة .
7-حسن الاستماع والإنصات : من يستمع جيداً وينصت يكون حديثه مؤثراً هادفاً ولتكون محاوراً ناجحاً وجيداً ومحترفاً عليك بحسن الاستماع والإنصات فهذا يساعدك في تقديم أفكاره وآرائك بدقة وقوة متناهية لأن من لا يستمع ولا ينصت لا يستطيع أن يقدم الحجج والبراهين لمحاوره فكيف بشخص يقدم أدلته وبراهين لمحاوره الذي لم يستمع إليه .
8-الإلمام بموضوع الحوار : من لم يلم بالموضوع الذي يحاور فيه فلن يقدم أفكاراً يستطيع إقناع الطرف الآخر بها وسوف يكون حواره عقيماً بلا فائدة .
9-احترام الطرف الآخر : يمكننا القول بأن من يريد أن يحترمه الناس عليه باحترامهم والمحاور هو أحوج ما يكون باحترام الآخرين له ووجهة نظره فالمحاور الذي لا يحترم الآخرين ولا يحترم وجهات نظرهم فليس بمحاور ناجح ولا محترف لذا من أهم صفات المحاور الناجح هو الذي يحترم ويقدر الآخرين ووجهة نظرهم .
10-الالتزام بآداب الحوار : من مقومات المحاور الناجح هو من يلتزم بأدب الحوار قولاً وعملاً وفي حال غياب أدب الحوار من قبل المحاور أصبح الحديث جدلاً عقيماً بلا آداب .
11-الاعتراف بالخطأ : من يريد أن يكون محاوراً ناجحاً ومحترفاً لا بد عليه إذا حصل منه خطأ أن يعترف به فهذا من مقومات المحاور الناجح ومن الآداب التي تجعل الحوار أكثر علمية ومهنية .
12-حضور البديهة : كلما كانت بديهة المحاور حاضرة كلما أصبح ناجحاً محترفاً باستحضار المعلومات والتحضير المسبق للحوار وتوقع الأسئلة والأفكار والحضور الذهني أثناء العملية الحوارية .
13-توظيف الصوت : المحاور الناجح هو الذي يستخدم نبرة صوت مريحة وهادئة حتى يتمكن من شد المحاور معه ويؤثر فيه .
14-تنويع أساليب الحوار : المحاور الجيد هو من ينوع في الأساليب الحوارية التي يستخدمها سواء من خلال المناقشة أو الأسئلة أو حسب ما يقتضيه الموقف الحواري .
15-عدم اتهام النيات : المحاور الناجح والمحترف هو الذي لا يتهم المحاورين في نياتهم أو الطعن في أقوالهم ومقاصدهم بل يحترمهم ويقدرهم ويفرق بين الفكرة المطروحة وصاحبها
16-اللباقة : من صفات المحاور الجيد أن يكون لبقاً في حديثه بحيث تقول اكره الأشياء وأقساها بأرق العبارات وأحلاها .
17-رباطة الجأش وهدوء البال : المحاور الجيد هو الذي يصبح هادئاً عند النقاش والحوار وتبادل الآراء والأفكار في القضية المطروحة للنقاش .
18-لغة البدن : المحاور الجيد والناجح من يوظف لغة البدن والتفاعل غير اللفظي توظيفاً مناسباً في العملية الحوارية فهي أكثر تأثيراً وأقوى تعبيراً .
19-الانفتاح وسعة الاطلاع : المحاور الجيد والناجح هو ذلك المحاور الذي يكون منفتحاً على الطرف المتحاورة ولديه سعة اطلاع لما يدور حوله من قضايا وأطروحات يستطيع توظيفها في حواراته مع الآخرين .
20-جودة المعالجة : لا يكفي أن تقدم رأيك بطرقة مؤدبة ومهذبة بل يلزمك إذا أرت أن تكون محاوراً جيداً أن تكون معالجتك للموضوع والقضية المطروحة للحوار والنقاش تتسم بجودة عالية في المعالجة والطرح والنقد .
21-قوة الاستدلال : المحاور الجيد والمحترف والناجح هو ذلك المحاور الذي يكون استدلاله قوياً بحيث يوظف الأدلة والقوانين والبراهين في القضية المطروحة للحوار والنقاش
22-قوة الاطلاع : من يريد أن يكون محاوراً جيداً وماهراً ومحترفاً عليه الاطلاع على كل ما يدور حوله بخصوص القضية المطروحة للحوار والنقاش محلياً وعالمياً .
23-التأثير والإقناع : وهذه ملكه يلزم توفرها في الشخص المحاور بحيث عليه أن يكون محاوراً مؤثراً بالآخرين ومقنعاً لهم في آرائه وأفكاره التي يقدمها للمحاور الآخر في القضية المطروحة للحوار والمناقشة .
أنماط المحاورين
تؤثر شخصية كل إنسان على أسلوبه في الحوار ولذلك هناك عدة أنماط من المحاورين وأشهرها ما يلي:
م |
نمط المحاور |
صفاته |
كيفية التعامل معه |
---|---|---|---|
1 |
المحاور التعجيزي |
الذي لا يرى إلا السلبيات والأخطاء والعقبات وعادة ما ينتهي الحوار معه بدون فائدة . |
تذكيره ببعض الإيجابيات والاتفاق معه في بعض الأخطاء الواضحة والصريحة ومحاولة عدم الخوض معه في القضايا الحساسة. |
2 |
المحاور المناور |
يتميز بالتفوق اللغوي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو يسعى إلى إثبات ذاته بشكل سطحي . |
الثناء على أسلوبه وموافقته في بعض عباراته ومحاولة مجاراته في الأسلوب ومحاولة تقديم الأدلة والبراهين له. |
3 |
المحاور المزدوج |
يعطي كلامه معنى غير ما يكنه باطنه لكثرة ما يحتويه من التورية فهو يستخدم الألفاظ .المبهمة ويهدف دائما إلى إرباك محاوره |
حاول أن تجعله يعيد ما قلت له وعامله بلطف واطلب منه توضيح عباراته بهدوء . |
4 |
المحاور السلطوي |
يلغي كيان الطرف الآخر ويعده أدنى من أن يحاوره ويرى أن محاوره يجب أن يسمع بدون مناقشة |
استمع إليه جيدا وناقشه في تناقضاته التي يوردها |
5 |
المحاور السطحي |
الذي يبتعد أثناء الحوار عن الأمور الجوهرية ويجعل الحديث عنها أمرا محضورا فتراه يلجا إلى تسطيح الحوار طلبا للسلامة ونوعا من الهروب |
أشعره بالأمان وأتح له فرصة التعبير ومواصلة الحديث واجعل حوارك معه مليئا بالأسئلة والتساؤلات |
6 |
المحاور الإلغائي |
وهو الذي يصر على رأيه ولا يرى شيئا غير رأيه ولا يكتفي بذلك ينكر أي رؤية ويسفهها ويلغيها. |
اجعل حوارك معه عقليا ومنطقيا وحاول أن تعطيه حقائق فستذكرها بعد الحوار |
7 |
محاور الطريق المسدود |
وهو الذي يعلن منذ البداية تمسكه بثوابت مضادة تغلق الطريق أمام الحوار ويتصف صاحبه بالتعصب الفكري وانحسار الرؤية |
اتفق معه أولا على القواسم المشتركة بينكما والتزم الهدوء معه وحاوره بالدليل والبرهان |
8 |
محاور البرج العاجي |
هو الذي يتحدث عن موضوعات ليس لها صلة بواقع الحياة اليومية وواقع المجتمع وغالبا ما يكون هدفه التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع |
حاول أن تطرح عليه قضايا جوهرية تمس حياته وحياتك وأشعره بتميزه حتى تستطيع أن تجعله ينصت لك بفاعلية |
9 |
المحاور المعاكس |
وهو الذي يخالف دائما فيسمع من الطرف الآخر فإذا كان الطرف الآخر متجها يمينا اتجه شمالا |
استمع له أولا وأخر رأيك قبل أن تسمع منه وناقشه في تناقضاته |
10 |
المحاور التجاهلي |
هو الذي يلجأ إلى الصمت السلبي عنادا وتجاهلا ورغبة في مكايدة الطرف الآخر دون التعرض لخطر المواجهة |
اطرح عليه أسئلة مفتوحة وأثني على بعض الأفكار الجيدة التي يطرحها. |
11 |
المحاور المرافق |
وهو الذي يلغي حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر ؛ إما استخفافا به أو تبعية حقيقية طلبا لإلقاء المسؤولية الكاملة على الطرف الآخر |
أشركه في طرح الرأي في قضية تهمك وتهمه وأعطه بدائل تجعله يختار منه وثبت معه نقاط الاختلاف ونقاط الاتفاق |
الحوار في التربية
ويشمل الموضوعات التالية :
- الحوار التربوي وفوائده
- توظيف الحوار تربوياً
- كيف يوظف ( المعلم ، المرشد الطلابي ، مدير المدرسة ، المشرف التربوي ) الحوار تربوياً
- لماذا ( المعلم ، المرشد الطلابي ، مدير المدرسة ، المشرف التربوي ) لا يحاور
- نماذج من حوارات إيجابية وسلبية في حياتنا اليومية
الحوار التربوي وفوائده
إن ما يدعو للحوار مع الأولاد بنين وبنات داخل البيت والمدرسة والحوار بين العاملين في المؤسسات التعليمية سواء كانوا معلمين أو مرشدين طلابيين أو مشرفين تربويين أو مديري مدارس ونحوهما هو الإيمان بضرورة تقبل الطرف الآخر عن طريق التواصل اللفظي وغير اللفظي وهذا الأمر لا يتحقق إلا عن طريق الحوار الايجابي الذي يتيح الفرصة للنمو والتطور والتقدم ، والحوار التربوي الذي ننشده في المؤسسات التعليمية من شأنه أن يقرب وجهات النظر والاتصال والتواصل بين العاملين في تلك المؤسسات وهذا يقودنا لبيان فوائد الحوار التربوي والمتمثلة بالآتي :
- يعزز استراتيجيات بناء العلاقات الايجابية بين العملين في المؤسسات التعليمية والتربوية من خلال الاحترام المتبادل وتقبل الطرف الآخر ونبذ الصراع بينهم .
- يبني ويعزز ثقة العملين في المؤسسات التعليمية والتربوية بأنفسهم ويؤكد ذواتهم وانتماءاتهم واستقلاليتهم ويشجعهم على اتخاذ القرارات المناسبة .
- يدربهم على تقبل الطرف الآخر وتقبل الاختلاف في وجهات النظر معهم .
- يساعد في تعديل اتجاهات وسلوك العاملين في المؤسسات التعليمية .
- ينمي الاكتشاف والمنافسة والمبادرة لدى العاملين في المؤسسات التعليمية وروحهم الاجتماعية من حيث تناول قضايا اجتماعية وتربوية مفيدة لهم .
- يبعد مظاهر القلق والخوف والخجل الاجتماعي وتكوين مشاعر ايجابية لديهم نحو الحوار والتحاور مع الأطراف الأخرى .
- يساعد على تصحيح الأخطاء التي يمكن أن تقع في المؤسسات التعليمية من خلال العملين فيها .
- يتيح الفرصة للطلاب بأن يعبروا عن آرائهم وأفكارهم.
- يساعد في اكتشاف قدرات الطلاب وإمكانياتهم وقدرتهم على تقديم آراء إيجابية لصالحهم.
- يساعد في تحمل المسؤولية وبخاصة في الأمور التي يدلي فيها الطالب برأيه واقتراحه.
- يزيد إحساس الطلاب بأهميتهم وثقتهم بأنفسهم .
- يساعد في الإقبال على الدراسة وحب المدرسة.
- يرفع مستوى الإجابة عند الطلاب .
- يجعل شخصية الطلاب أكثر تفاؤلا.
- يزيد من رغبة الطلاب في مواجهة أعباء الحياة.
- يساهم في حل العديد من المشكلات الطلابية مثل عدم الانضباط والفوضى.
- يزيد من وعي إدارة المدرسة بالمشكلات التي يعاني منها الطلاب.
- ينمي ثقة الطالب في نفسه ويكسبه مهارة التحدث بدون قلق أو خجل.
هل الحوار التربوي ضرورة؟
للحوار في الميدان التربوي أهمية كبرى؛ لأنه يغرس في نفوس المتعلمين أهمية الحوار الذي يعتمد على تعاون المتحاورين من أجل الوصول إلى الحقيقة والتوصل إليها وهذه هي الغاية المهمة لكن هناك غايات تمهيدية منه مثلا:
إيجاد حل وسط يرضي الأطراف فقد يكون مقصود المحاور التعرف على وجهات نظر الأطراف الأخرى وهذا هدف تمهيدي قد يمثل إحدى غايات الحوار الذي يفترض نفهمها وبخاصة ونحن نعاني في بعض الأحيان من مشكلات تربوية يعرفها المربون مثل المعلم و المرشد الطلابي ومدير المدرسة والمشرف التربوي .
توظيف الحوار تربوياً
- أن يكونوا قدوة حسنة وصالحة يحتذي بها في المؤسسة التعليمية في جانب الحوار وتطبيق أصوله وآدابه ومهاراته .
- أن يتخذوا الوسائل المعينة للقيام بحوارات من شأنها أن تعدل الاتجاهات والسلوك .
- تشجيع العاملين في المؤسسات التعليمية على الحوار من خلال إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم في القضية المطروحة أو الأمر الذي يلزم اتخاذ قرار حياله .
- الالتزام بالصدق والأمانة العلمية في الحوار حول ما يطرح من قضايا تربوية واجتماعية .
- تهيئة الجو المحيط بالحوار جواً دافئاً تسوده مشاعر التقدير والاحترام وتقبل الطرف الآخر وإنشاء علاقة إيجابية تواصلية لفظية وغير لفظية .
- تعزيز وتنمية الحوار الفعال والمفيد والمثمر في المؤسسة التعليمية وانتهاج الأساليب المناسبة في العملية الحوارية .
- توظيف الحوار في التأثير والإقناع وتغيير الاتجاه ومن ثم تعديل السلوك وفق النسق المراد .
كيف نوظف الحوار تربوياً
أمور يجب مراعاتها لإكساب الطلاب مهارات الحوار :
- أن يكونوا قدوة صالحة يحتذى بها في الحوار .
- أن يتخذوا الوسائل المعينة في تعديل السلوك، وعدم التركيز على جوانب القصور لدى الطلاب .
- أن يعطوا الفرصة بشكل اكبر للطلاب للمحاورة والتشجيع على ذلك.
- أن يتحروا الصدق في طرحهم خلال الحوار وألا يتناقضوا أمام الطلاب.
- أن يجعلوا الجو المحيط بالطلاب وديا بعيد عن التسلط.
- أن يتعرفوا على الدوافع الداخلية لسلوك الطلاب
يمكن للمعلم أن يوظف الحوار تربوياً من خلال الآتي :
- العلاقات الحوارية بين المعلم وإدارة المدرسة
- العلاقات الحوارية بين المعلم والمشرف التربوي
- العلاقات الحوارية بين المعلم والطالب من خلال :
- استراتيجيات التدريس المستخدمة من قبل المعلم
- الأنشطة الطلابية ( مسرح ، إذاعة ، لقاءات وندوات ، .... الخ
- مادة التعبير والتربية الوطنية في إقامة حوارات طلابية
- مجالس الطلاب الحوارية
- المشاركة في الحوارات الوطنية
- المشاركة الإعلامية للمعلم والطالب
دور المعلمين في نشر ثقافة الحوار:
يحتل المعلم مكانة مهمة في الميدان التربوي لأنه هو الذي يباشر العملية التعليمية وهو القدوة الماثلة أمام الطلاب لأنه يقضي معهم وقتا طويلا وتقتضي عملية التعليم اختيار أساليب التدريس المناسبة من أجل توصيل المعلومات للطلاب وتعليمهم المهارات وإكسابهم اتجاهات إيجابية في الحياة ولكي يقوم المعلم بنشر ثقافة الحوار لدى الطلاب يفضل أن يقوم بما يلي:
- تنمية مهارات الحوار لدى الطلاب.
- إشعار الطلاب بأهمية طرح آرائهم وأحقيتهم في طرحها.
- إتباع أساليب الحوار في طرق تدريس الطلاب.
- توفير مصادر المعرفة وتوجيه الطلاب إليها.
- احترام آراء الطلاب واجتهاداتهم.
- تشجيع المشاركة في إعداد العمل وتحمل المسؤولية.
- تشجيع الطلاب على التساؤل والاهتمام بالإجابة عليها وتوجيههم إلى المراجع والمصادر التي تساعدهم على ذلك.
- توفير جو من الأمان والموضوعية وحرية التعبير في الفصل والمدرسة.
- توسيع الاعتماد على المراجع والمصادر الخارجية والتخلي عن اعتبار نفسه المصدر الوحيد للمعرفة.
- ترسيخ مفهوم المعلم المتعلم والمشارك للطالب في عملية التعلم.
- حفز الطلاب وتشجيعهم على إبداء الرأي والتفكير في حل المشكلات التي تواجههم.
دور المدير في نشر ثقافة الحوار
يمكن لمدير المدرسة أن يوظف الحوار تربوياً من خلال الآتي :
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة والمعلمين
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة المشرفين التربويين
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة والمرشدين الطلابيين
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة والطلاب
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة وإدارة التعليم
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم
- العلاقات الحوارية بين إدارة المدرسة والطالب من خلال :
- مشاركة الطالب في القضايا المدرسية التي تهم
- الأنشطة الطلابية ( مسرح ، إذاعة ، لقاءات وندوات ، .... الخ
- مشاركة الطالب في مجلس إدارة المدرسة
دور المشرف التربوي في نشر ثقافة الحوار
يمكن للمشرف التربوي أن يوظف الحوار تربوياً من خلال الآتي :
- العلاقات الحوارية بين المشرف التربوي والمعلمين
- العلاقات الحوارية بين المشرف التربوي وإدارة المدرسة
- العلاقات الحوارية بين المشرف التربوي وإدارة التعليم
- العلاقات الحوارية بين المشرف التربوي ووزارة التربية والتعليم
المهارات الحوارية للمشرف التربوي:
تظل معظم القضايا التربوية محل اختلاف وتباين في وجهات النظر ومن أبرز مهام المشرف التربوي نقل الآراء والخبرات الناجحة وغالبا ما يكون هناك تبادل في وجهات النظر بين المشرف والمعلم وفي المواقف الحوارية بين المشرف والمعلم ويفضل أن يراعي المشرف التربوي ما يلي:
- أن يكون الموضوع الذي يحاور فيه واضحا ومحددا.
- إعطاء المعلم الحرية في طرح وجهة نظره حول الموضوع المطروح.
- ألا يتضمن الحوار أي نوع من أنواع التهديد أو الوعيد.
- أن يوظف طبقات صوته لتوصيل المعاني والأفكار.
- أن ينصت إلى المعلم ويتفاعل مع ما يطرح.
- أن يستخدم المهارات غير اللفظية مثل: لغة الجسم والابتسامات وغيرها.
- تفهم الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها المعلم.
- أن يتكلم بصيغ المشاركة بدلا من الصيغ الدالة على الذات.
- تشجيع المعلم على طرح الأسئلة والتساؤلات.
- الابتعاد عن الحديث عن النواحي الشخصية.
- دعوة المعلم بأحسن الألقاب والأسماء التي يحبها.
- احترام الوقت وعدم الاستئثار بالحديث.
دور المرشد الطلابي في نشر ثقافة الحوار
يمكن للمرشد الطلابي أن يوظف الحوار تربوياً من خلال الآتي :
- العلاقات الحوارية بين المرشد الطلابي وإدارة المدرسة
- العلاقات الحوارية بين المرشد الطلابي والمعلمين
- العلاقات الحوارية بين المرشد الطلابي والطالب من خلال :
أ _ متابعة التحصيل العلمي للطالب
ب_ الأنشطة الطلابية ( مسرح ، إذاعة ، لقاءات وندوات ، .... الخ
ج _ متابعة مشاكل الطالب مع المعلمين
د _ مشاكل الطالب الأسرية
هـ _ المشاركة في الحوارات الوطنية
لماذا (المعلم/ المرشد الطلابي/ مدير المدرسة/ المشرف) لا يحاور
عادة ما يبتعد المعلم والمرشد الطلابي ومدير المدرسة والمشرف التربوي عن الحوار مع من يختلط ويحتك معهم بالرغم من أهمية الحوار وإيمانهم بذلك، إلا أن هناك عوائق تعيقهم من القيام بحوار جاد وهادف. ومن أهم تلك المعيقات والتي تجعل من ( المعلم ، والمرشد الطلابي ومدير المدرسة ، و المشرف التربوي ) لا يقومون بعمليات حوارية مع من يختلط ويحتك بهم ما يلي :
- عدم ثقة المعلم أو المشرف بنفسه
- الخوف من الأسئلة المحرجة أثناء الحوار
- ضعف في مهاراته الحوارية
- عدم إيمانه بأهمية الحوار
- عدم إلمامه بخصائص وحاجات الطلاب (أو المعلمين)
- الأسلوب التسلطي في القيادة أو الإدارة
- التعصب للرأي وضيق الأفق
- مصادرة الرأي الآخر
- عدم المعرفة والإلمام بكيفية الحوار
- قلة الحصيلة المعرفية المناسبة لموضوع الحوار
- الخجل والرهبة من مواجهة الآخرين
على العاملين في المؤسسات التعليمية والتربوية أن يساهموا مساهمة فعالة في عملية توظيف الحوار في العمل التربوي والتعليمي وإذا ما أرادوا ذلك فعليهم مراعاة الأمور التالية :
نماذج من حوارات إيجابية وحوارات سلبية
العملية الحوارية إما أن تكون عملية حوارية ايجابية وهذا ما نتمناه أو تكون عملية حوارية سلبية وهذا ما نريد أن نتحاشاه ، والحوار الايجابي دائماً ما يكون له نتائج طيبة وحميدة تترتب عليه مثل كسب محبة الآخرين ومشاعرهم ونيل ثقتهم وتقوية العلاقات والروابط معهم وتحقيق الأهداف المنشودة وحل للمشكلات القائمة ونحوها ، أما العملية الحوارية السلبية أو الحوار السلبي دائما ما يترتب عليه نتائج غير محببة مثل نفرة الناس منك وعدم محبتهم وعدم الحصول على ثقتهم وفقدان الهداف المنشودة من الحوار وتراكم المشكلات وضعف الروابط والعلاقات ونحوها ، ونحن في هذا الجانب سوف نتناول بعض من النماذج لحواراتنا الايجابية فنعززها وبعض من حواراتنا السلبية فنبتعد عنها كما يلي :
نماذج من حوارات إيجابية
1-محاورة الأبناء عندما تكون داخل الأسرة قضية يكون الأبناء طرف في هذه القضية فنتحاور معهم ونناقشهم لنتعرف على أسبابها ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها .
2-محاورة الزوجين في قضية تهمهم مراعين فيها أدب الحوار دون الحوار من طرف الآخر وهو الزوج والمرأة تنصت وتتلقى الأوامر فقط .
3-حوار مدير المدرسة مع الهيئة الإدارية والتعليمية في مشروع مدرسي أو نشاط مثل كيفية استقبال الطلاب مع العام الدراسي أو الأنشطة الختامية أو حل لمشكلة تعليمية ومحاورتهم من أجل إيجاد الحلول المناسبة لذلك ونحوها .
4-تحاور المشرف التربوي مع معلميه في الأساليب التدريسية المناسبة وطرق تقديمها من خلال حوار هادئ وليس من برج عاجي ومن ثم تهيئة المعلمين للقيام بهذه الأساليب ونحوها .
نماذج من حوارات سلبية
1-محاورتنا للآخرين وتحميلهم وزر تصرفاتنا ونتائج أعمالنا من خلال مبالغتنا في الثقة الزائدة بأنفسنا وتنزيه أنفسنا عن الأخطاء وفي نفس الوقت ونصمهم بالنقص والعيوب ونؤجج الحرب النفسية ضد محاورينا ونبالغ في تعميق الخلاف معهم .
2-من اجل تدعيم أفكارنا نضخم الحل البسيط ونجعل من الحبة قبة ونثير هالة كبيرة من الشكوك حيال أفكارهم ومواقفهم ونلي عنق النصوص من اجل أفكارنا ونقولب أفكار الآخرين وفقاً لهوى النفس .
3-قراءة أفكار الآخرين من اجل اكتشاف الزلات والأخطاء وتكبيرها ونتصيد أخطاء الآخرين ونضخمها .
4-جرح مشاعر وأحاسيس الآخرين ونطعن في أفكارهم ونشكك في مصداقيتها أثناء العملية الحوارية .
5-نتجاهل عيوبنا في الحوار ونركز على عيوب الآخرين ونسلط الضوء عليها ونلفت انتباه الناس لها .
مهارات الحوار :
تعرف المهارة بأنها السرعة والدقة في أداء عمل من الأعمال مع الاقتصاد في الجهد كما تعر ف بأنها نشاط معقد يتطلب فترة من التدريب المقصود والممارسة المنظمة والخبرة المضبوطة بحيث تؤدي بطريقة ملائمة ، وعادة ما يكون لهذا النشاط وظيفة مقيدة ، ومحل الحكم عليها هو السرعة والدقة .
ويقصد مهارات الحوار : القدرة على تحقيق نتائج ثابتة وفعالة من خلال ممارسة هذا النشاط وذلك عن طريق الاعتماد على مهارات متنوعة ، متكاملة فيما بينها ، وبالتالي يكون المقصود هنا من مهارات الحوار رصد الأساليب ، والوسائل التي تمكننا من تحقيق الحوار الفعال في المناهج الدراسية ، وتنقسم هذه الأنشطة إلى أنشطة في مرحلة الإعداد للحوار وأنشطة في مرحلة تنفيذ الحوار .
ولذا فهي مهمة وضرورية لنجاح أي عمل من الأعمال حيث يعتمد عليها الفرد في الأداء والإنجاز ، وتأتي هذه السرعة من خلال اكتساب هذه المهارات وتعلمها حتى يتمكن الفرد من الممارسة الجيدة لها .
ويقصد بمهارات الحوار مجموعة الإجراءات المتكاملة التي يجب على المحاور القيام بها صورة مرتبة ومنظمة حتى يؤدي حوارا ناجحاً يتسم بالدقة والكفاءة ، والحوار يشبه الكائن الحي ، حيث أنه يمر بمراحل مختلفة في طريقه للنمو والتطور .
إن مهارات الحوار تختلف حسب المرحلة الدراسية وذلك راجع لعدة عوامل لعل من أبرزها خصائص طلاب المرحلة واحتياجاتهم الوظيفية . ويمكن استخلاص المهارات الحوارية بالمهارات التالية في ضوء جوانب رئيسة هي :
- الجانب الفكري .
- الجانب اللغوي .
- الجانب الصوتي .
- الجانب الملحمي لغة البدن .
- الجانب الشخصي .
أولاً : الجانب الفكري ويشمل :
- الالتزام بالفكرة الرئيسة للموضوع .
- عرض الأفكار الفرعية في تسلسل وتتابع منطقي .
- ربط الأفكار الفرعية بالفكرة الرئيسية .
- دعم الأفكار والآراء بالأدلة والبراهين.
ثانياً :الجانب اللغوي ويشمل :
- التنويع في استخدام الأساليب اللغوية المعبرة .
- استخدام التراكيب اللغوية الصحيحة .
- اختيار المفردات العربية الفصيحة للتعبير عن الأفكار .
- استخدام أدوات الربط المناسبة للربط بين الجمل والعبارات .
ثالثاً :الجانب الصوتي ويشمل :
- إخراج أصوات الحروف من مخارجها الصحيحة .
- التنويع في طبقات الصوت بما يناسب المعنى المقصود .
- ضبط إيقاع التحدث حسب المعنى المقصود .
- استخدام النير والتنغيم المناسب المعنى .
رابعاً :الجانب الملمحي ( لغة البدن) ويشمل :
- توزيع المسح البصري ، لجذب المستمعين وإثارة انتباههم .
- استخدام ملامح الوجه لتعميق المعاني وتجسيدها .
- توظيف إيماءات العين لدعم المعنى المنطوق .
- توظيف حركات اليدين لتوصيل المعنى المقصود .
خامساً :الجانب الشخصي ويشمل :
- التحدث بشكل متصل ينبئ عن جرأة وثقة .
- التحكم بمشاعر القلق والارتباك في أثناء التحدث .
- التواصل بصريا مع المستمعين دون خجل أو خوف .
- التفاعل عند طرح الأفكار والآراء الشخصية .
وهناك من يرى أن المهارات الحوارية تتمثل بالمهارات التالية :
أولاً : مهارات إدارة الحوار وتشمل :
- قدرة المحاور على التواجد في المكان المناسب .
- قدرة المحاور على الإقبال بنظرة وانتباه تجاه المحاورين والجمهور .
- قدرة المحاور على التمييز لموضوع الحوار .
- قدرة المحاور على الهدوء النابع من ثقة المحاور بنفسه أثناء الحوار .
- قدرة المحاور على استيفاء موضوع الحوار قبل الانتقال إلى غيره .
- قدرة المحاور على اعتدال صوته ووضوحه أثناء الحوار
- قدرة المحاور على إشراك المحاورين عدم الاستهتار بالحديث .
- قدرة المحاور على الاستماع وحسن الإصغاء .
- قدرة المحاور على الكتابة فيما يستحي من ذكره وعدم التصريح به .
- قدرة المحاور على الالتزام بالسلوكيات الأخلاقية .
ثانياً : المهارات المحفزة للحوار وتشمل :
- بشاشة الوجه وطلاقته أثناء الحوار .
- إثارة الانتباه لموضوع الحوار .
- الاستثارة بالسؤال .
- ذكر ثواب الفعل المرغوب فيه قبل ذكره .
- ذكر عقاب العقل المنهي عنه قبل فعله .
- تغيير وقته ومكانه .
- إشعار المحاور بأنه قريب منه ومنصح به .
ثالثاً : مهارات الأسئلة والأجوبة وتشمل :
- لفت الانتباه بأسئلة مهمة .
- تصفية ذهن المحاور الأقرب بأسئلة مهمة .
- التشجيع عما أشكل أثناء الحوار بأسئلة .
- الثناء على المحاور وحسن سؤاله .
- الثناء على فهم المحاور وحسن جوابه .
رابعاً : مهارات تتعلق بمعالجة الأخطاء أثناء الحوار وتشمل :
- القدرة على معالجة الأخطاء التي سبق أن وقعوا بها بالموعظة والتكرار واللوم والعتاب .
- بيان مضرة وخطورة الإقدام على أمر محظور .
- غض الطرف عن الأفعال العفوية اليسيرة .
- التلميح بالأخطار بدل من التصريح .
- الاعتدال في المعالجة .
- التريث في بيان العذاب حتى يستطيع المحاور في تصحيحها .
- التراجع عن خطته والتسليم بالحق .
خامساً : مهارات الحوار العلمية وتشمل :
- التمهل في الحديث .
- إعادة الكلام وتكراره لتأكيد مضمونه .
- قرن القول بالفعل .
- مراعاة أحوال المحاور وقدراته العقلية .
- التعرف على الخبرات السابقة عن المحاور .
- التدرج مع المحاور في إدراك الحقائق والمناهج أثناء الحوار .
- القدرة على الإقناع والتأثير بتقديم الحجج والبراهين والأدلة .
- إجمال قضايا الحوار ثم تغييرها وتفصيلها .
- استخدام اليد بالإيماءات والإشارات الدالة أثناء الحوار .
- دقة وبلاغة اختيار الأمثلة المناسبة أثناء الحوار .
- إثارة تفكير المحاور .
- ضرب الأمثلة والتشبيه من واقع بيئة المحاور .
- التأكيد بالقيم إذا احتاج الأمر لذلك .
وهناك من يرى أن المهارات الحوارية اللازمة تنتمي في مجملها إلى ستة مجالات رئيسة هي :
- مهارات الإعداد للحوار .
- مهارات تقديم الحوار .
- المهارات اللفظية واللغوية للحوار .
- المهارات غير اللفظية للحوار ( لغة البدن ) ( الإشارات والتلميحات )
- مهارات التأثير والإقناع .
- مهارات إنهاء الحوار .
أولاً : مهارات الإعداد للحوار :
يتمثل مجال الإعداد للحوار مكانة مهمة ورئيسية فهو عامل أساسي لنجاح الحوار والمحاور في المواقف التي يهدف فيها إلى إيصال ما يدور ويخلد في ذهنه إلى الآخرين .
والإنسان قبل أن يتحدث ويحاور يجب أن يعد لهذا الحوار فهذا الإعداد إما فكرياً أو ذهني أو عمليا مادياً أو نفسياً أو بدنيا أو معلوماتياً ونحوها .
والإعداد قبل الحوار سواء في جوانبه المختلفة واستحضار الموافق قبل الحوار يسهم في وضوح ونضوج الحوار ويساعد في إيصال الرسالة بكل وضوح .
والإعداد للحوار قبل بدءه وتناوله مع الآخرين وتحديد الأفكار الرئيسية له وتدوين الأفكار وربطها ببعضها تدعم الموضوع الذي سوف يتحاور فيه ويساعد في إيصال الحوار إلى الأطراف المعنية ويجعلهم على دراية ووعي وعلم بها وعلى العموم فإن الإعداد للحوار قبل طرحه وتناوله مع الآخرين يساعد ويساهم في ما يأتي :
- وضوح ما يتناول من قضايا حوارية .
- يسهل عملية عرض القضية الحوارية .
- تسلسل سير الحوار بصورة مناسبة وسهلة .
ومن أهم المهارات الحوارية اللازمة لطالب المرحلة الثانوية في مهارات الإعداد للحوار تتمثل في الآتي :
- يتفق على منطلقات ثابتة تكون منطلق للحوار يمكن الرجوع إليها .
- يعد لموضوع الحوار إعداداً جيداً ومناسباً .
- يحدد المحاور الرئيسة للحوار .
- يعطي الوقت الكافي للحوار .
- يحدد المحاور الرئيسة للحوار
- يضع القواعد المنظمة للحوار .
- يبني الأفكار المناسبة والملائمة لموضوع الحوار .
- اختيار موضوعات حوارية تجمع بين الأصالة والمعاصرة .
- يستعد استعداداً نفسياً وعقلياً للحوار .
- يهيئ الظروف المناسبة للحوار .
- يختار الوقت المناسب للحوار .
- يحدد موعد الحوار ومكانه .
- ينظم جلسة الحوار وينسقها .
- يتقن إدارة الحوار إدارة إيجابية .
- يجمع المعلومات التي يتطلبها تناول كل محور بالحوار .
- يتعرف على خصائص المحاور الآخر .
- يراعي خصائص المجتمع عند اختياره لموضوع الحوار .
ثانياً : مهارات تقديم الحوار
تعد مهارات تقديم الحوار وسيلة نقل الحوار وتقديم الأفكار والآراء والمشاعر التي يهدف المحاور إلى إيصالها للمحاور أو الطرف الأخر .
وتقديم الحوار وعرض فكرته الرئيسية والأفكار الفرعية المتصلة به وربطها بالأفكار الأخرى واختيار الكلمات والترتيب بموضوع الحوار وأهدافه والتغلب على مثار القلق والخوف والخجل تساهم في إيصال العملية الحوارية بين الأطراف المحاورة إلى بر الأمان وإيصال الأفكار وإنجاح العملية الحوارية ولذا يجب ينصح لمن يريد أن يحاور أن يمتلك المهارات الحوارية التالية :
- يلتزم بالفكرة الرئيسية لموضوع الحوار .
- يحترم آراء الآخرين ولا يستأثر بالحديث عنهم .
- يربط الأفكار الفرعية بالفكرة الرئيسية لموضوع الحوار .
- يؤمن باختلاف وجهات النظر حول القضايا المختلفة .
- يدون الملاحظات والنقاط الهامة ذات الأهمية أثناء الحوار .
- يعطي الأطراف المشاركة في الحوار فرصاً مناسبة للحديث .
- يتجنب المواقف الندية والمعادية أثناء تقديم الحوار .
- يتعامل مع الأسئلة التي تطرح أثناء الحوار باحترافية .
- يساهم بفاعلية أثناء الحوار .
- يعرض الأفكار والآراء المتصلة بالموضوع بدقة وموضوعية .
- يتحدث بطريقة مناسبة وشائقة .
- يميل للوضوح والسهولة أثناء العرض والتقديم للحوار .
- يفتتح الحوار بمقدمة لطيفة .
- يربط حديثه بموضوع الحوار وأهدافه .
- يعرف بموضوع الحوار وأهدافه .
- يعرض أفكاره حسب أهميتها وفق تسلسل منطقي .
- يتغلب على مشاعر الخوف والخجل أثناء تقديم الحوار .
كما ينصح كل محاور بما يلي :
- أن يجعل المستمعين والمحاورين الآخرين أن يفهموا ما يقوله .
- أن يسهم وهو يتحاور معهم ويتحدث إليهم .
- أن يجعلهم يتذكرون ما يريد أن ينقله إليهم قبل أن يقدمه إليهم .
- أن يسهل عليهم استخدام ما قال لهم .
- أن يأمرهم بتقديم مشوق وجذاب .
- أن يترك انطباعاً جيداً يدوم طويلا لهم عنه .
ثالثاً : المهارات اللفظية واللغوية للحوار :
يمثل الجانب اللغو واللفظي محورا أساسيا في الحور لأن اللغة هي الوعاء الذي ستقدم فيه الأفكار ، والاستخدام اللغوي الصحيح أثناء الحوار يوفر للمتحدث قدراً كبيرا من الثقة والمصداقية ويمكن أن تكون الفكرة جيدة ولكن قد لا يوفق المتحدث في إيصالها إلى الآخرين بسبب القصور اللغوي لديه .
وكلما استخدم المتحدث والمحاور لغة واضحة مفهومة للجميع كان لحديثه أبلغ الأثر ، وتصل رسالته كما يريد
والمتحدث المحاور الجيد هو الذي يحرص على تقديم المعنى بأفضل شكل لفظي مستخدما المرادفات المباشرة والتراكيب المناسبة التي تعطي دلالة واضحة لما يقصده
كما أن أي متحدث أو محاور حينما يستخدم اللغة العربية الفصيحة فإن رسالته ستصل بوضوح وسيفهمها جميع من يتحدث اللغة العربية ،ولا يعني استخدام اللغة الفصيحة التقعر في الكلام ، واختيار الكلمات المفرطة في الغموض التي تشوش على المستمعين ولا توصل لهم الأفكار ،وإنما يعني استخدام اللغة العربية الفصيحة السهلة التي تخرج بدون تكلف .
ولذلك أن الحرص على توافر الدقة اللغوية فقط سوف يكون على حساب القدرة الاتصالية ، كما أن استخدام اللغة بشكل غير متكلف يساعد في وصول الرسالة ويضمن إيصال الفكرة بشكل صحيح .
ومن هنا فإن الجانب اللغوي واللفظي و كلام المتحدث أثناء الحوار يعطي دلالة على مدى إتقان المتحدث لموضوعه ، كما يعطي مؤشراً على مدى ثقة المتحدث في نفسه ، ومدى قدرته على إيصال أفكاره كما يريد .
ومن أهم المهارات اللفظية للحوار واللازمة لطالب المرحلة الثانوية هي :
- يستعمل ألفاظاً لائقة مهنياً وأخلاقياً
- يستخدم العبارات المشوقة التي تساعد على استمرارية الحوار .
- يستخدم المفردات المناسبة للموضوع .
- يتحدث بطلاقة وثقة .
- يتجنب ارتفاع الصوت أو انخفاضه عن الحد المعقول .
- يستخدم القواعد اللغوية والنحوية استخداماً صحيحاً .
- يستخدم لغة يفهمها المشاركون في الحوار .
- يخاطب المشاركين في الحوار حسب مستوياتهم العقلية والثقافية .
- يستخدم التعابير والألفاظ ذات المعاني الواضحة .
- ينوع في الألفاظ وفقاً لظروف سير الحوار .
- يراعي النبر والتنغيم في الكلمات والجمل المستخدمة .
- يستعين بالمحسنات اللفظية والصور البلاغية دون تكلف .
- يستخدم أدوات الربط ومواضع الوقف والوصل المناسبة.
- يتجنب الألفاظ المبهمة والتي لا تدل على معنى .
- يستعمل الألفاظ التي تساعد على الإيجاز .
- يتحدث بلغة راقية .
رابعاً : المهارات غير اللفظية للحوار ( لغة البدن ) ( الإشارات والتلميحات )
الجانب الملمحي أو ما يسمى بلغة البدن أو لغة الجسد أو اللغة غير اللفظية ، عامل مهم في الحوار ، ووسيلة مساعدة لتوصيل ودعم الرسالة المنطوقة.
وعادة ما يقوم المتحدث بعمل حركات إرادية ، أو غير إرادية ، بواسطة جسمه بأكمله أو بجزء منه لإرسال رسالة إلى المستمعين ، لتحقيق عدد من الوظائف التالية :
- دعم المعاني أو الدلالات التي يقصدها المتحدث ومثالها عندما يرسم في الهواء بيديه أشكالا هندسية مثل المربع أو الدائرة ، وعندما يستعمل أصابعه في العد ، وعندما يحرك السبابة مع النطق باللفظ ( لا ) .
- تكملة النقص أو القصور الذين يشعر بهما المتحدث تجاه اللغة وتجاه ذاته عندما تخذله الكلمات ، وتخونه الأفكار فليجأ إلى استغلال أعضاء جسمه مثل : اليد ، الأصابع ، والرأس ، والحاجبين ، ويظهر ذلك حينما يتنقل المتحدث إلى بلد لا يعرف لغة أهلها .
- النيابة عن الكلام وذلك حينما يلجأ المتحدث لاستبدال الإشارة بالكلام ، ومثال ذلك إذا شعر بالخجل أو الاضطراب ، أو إذا تعمد الإيضاح عما يريد ، أو إذا كان لا يستطيع الكلام لبعد المسافة ، مثل : العاملين في المطارات ، والأطباء في غرف العلميات .
- التعبير عن طلال المعاني وذلك حينما تكشف الإشارة ما يدور في ذهن المتحدث عندما يحاول إخفاء مشاعره بالكلمات الزائفة ، فتأتي لغة البدن لتفضحه
- والجانب الملمحي عند المتحدث يشمل استخدام حركات يديه وتعبيرات وجهه وإيماءات عينيه ، أو استخدام أي جزء من جسمه لتوصل رسالته ودعمها ، وهي تصاحب عادة الكلمات المنطوقة ، أو تحل محلها ، بحيث تعطي أكبر قدر ممكن من الحيوية ، بل إنها تقوم مقام علامات الترقيم في اللغة المكتوبة
- أنه قد يكون الاعتماد في بعض الأحيان على لغة البدن أكثر من اللغة الملفوظة ، خاصة أن اللغة الملفوظة تكون عادة من اللهجات الخاصة ، والتعبيرات الدارجة التي لا يعرفها سوى المتخصص في حين أن لغة البدن لغة عالمية يمكن أن تستخدم في التواصل هفي أي مكان في العالم.
- فيرى أننا غالبا نسارع إلى تصديق لغة البدن أكثر من اللغة اللفظية ، ولعل السر وراء ذلك هو أننا نشعر أن الكلمات تقع ضمن مجال النشاط الإرادي المقصود لصاحبها ، فهو يقول ما يشاء ويخفي ما يشاء ، أما لغة البدن فإن جزء كبيرا منها يقع في المجال التلقائي اللاإرادي ، وحتى إذا أراد المتحدث أن يخضعها لإرادته وقصده فإنه سيجد صعوبة .
- في حين أن وثوق المستمع بالرسالة التي يتلقها من المتحدث تتم إذا كان هناك موافقة بين الكلمات المنطوقة وبين لغة البدن ، أما إذا كان هناك اختلاف بين الكلمات والألفاظ ولغة البدن فإن المعنى الأكثر صدقا يأيت من لغة البدن .
وقد تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بلغة البدن حيث وضع علماء السلوك الحركات والإشارات الجسمية التي يرسلها المتحدث إلى الآخرين تحت الدراسة والبحث ، وأسسوا لها علماً خاصا بها سموه علم لغة الجسم ، وظهرت خلال السنوات الماضية العديد من البحوث والدراسات الأجنبية عن موضوع لغة البدن ، لكن في المقابل هناك ندرة شديدة في هذه الدراسات عن هذا الموضوع باللغة العربية .
ومن أهم المهارات الجانب الملحمي ( المهارات غير اللفظية ) ( لغة البدن ) ( الإشارات والتلميحات ) في الحوار هي :
- يتواصل بصرياً مع المحاورين ويواجههم دون خجل أو خوف .
- يتجنب الانشغال عن المتحاورين .
- يجلس أمام المحاور بطريقة صحيحة ومناسبة .
- يتجنب مظاهر الشدة والحدة
- يظهر التركيز والاهتمام لحديث الآخرين
- يشرك أكبر قدر ممكن من الحواس أثناء الحوار .
- يتقن توزيع النظرات على جميع الأطراف المشاركة في الحوار .
- الاهتمام بهيئته ومظهره العام .
- يتعامل مع المتحاورين ببشاشة .
- ينصت جيداً في المواقف التي تتطلب الإنصات .
- يستخدم الإشارات والإيماءات المناسبة للموقف الحواري .
- يحافظ على الوضع الطبيعي أثناء الحوار .
- يتابع المحاور بشكل مستمر وينظر إليه باهتمام
- يستعمل التعبيرات التلميحية المناسبة أثناء سير الحوار .
- يستعمل الوسيلة البصرية المناسبة في المواقف الحوارية .
- يستخدم ملامح الوجه لتعميق المعاني وتجسيدها .
- يبتعد عن التصنع والتكلف .
خامساً : مهارات التأثير والإبداع :
تمثل مهارات التأثير والإقناع للمحاور أثناء سير الحوار مطلبا مهم ورئيسي يتكامل مع الجوانب والمهارات الأخرى للحوار حيث يلعب تأثر المحاور دور كبير في إنجاح الرسالة الحوارية التي يقوم بها أو فشلها فقد يكون إعداد الحوار وتقديمه ومحتواه ومضمونه جيد والغالب الذي قدم فيه كذلك جيد ورائع ولكن تأثير المحاور على الطرف الآخر وإقناعه له لم تكون بالصورة المطلوبة أو مرتبكة وهذا بلا أدنى شكل سوف يؤثر في محاورة المحاور .
ويعرف الإقناع بأنه استعداد الإنسان للألفاظ والكلمات والإشارات وكل ما يحمله معنى عاما لبناء الاتجاهات والتصرفات أو تغييرها كما يعرف علماً بأن علميات فكرية وشكلية يحاور فيها أحد الطرفين التأثير على الأخر وإقناعه لفكرة ما .
وفي جملة القول أن مهارات التأثير والإقناع من المهارات الحوارية اللازمة و هي على النحو التالي :
- التركيز على نقاط الاتفاق أكثر من التركيز على نقاط الاختلاف .
- يوظف الأسلوب الحواري الجذاب أثناء العملية الحوارية .
- يربط أفكاره بقصص واقعية من تجاربه في الحياة .
- يعرض الأفكار والآراء مدعومة بالأدلة والبراهين ( آيات قرآنية ، أحاديث نبوية، قصص، أقوال مأثورة ، أبيات شعرية ، حكم وأمثال )
- يستخدم الأسلوب المناسب للتأثير والإقناع
- يوظف الأحداث في التأثير وإقناع الآخرين
- يوظف الأدلة والبراهين في مواضعها الصحيحة أثناء الحوار .
- يستخدم المعلومات والأرقام والإحصائيات الموثقة لدعم وجهة نظره ورأيه وفكرته .
- يستخدم المقدمات المنطقية المؤثرة تأثيراً إيجابياً أثناء الحوار .
سادساً : مهارات إنهاء الحوار :
يمثل إنهاء الحوار جانب مهم في العملية الحوارية وذات مكانة مهمة وعاملا أساسي للوصول بالحوار إلى تحقيق أهدافه المنشودة ,.
التفكير بالطرق المناسبة والشرعية والأدبية في إنهاء الحوار سواء في الأفكار أو الأداء أو العبارات واستحضارها قبل إنهاء الحوار بصورة عشوائية يساهم في قبول كل طرف ما تم تناوله في القضية أو الموضوع للحوار والنقاش .
والتفكير في إنهاء الحوار يحتاج إلى مهارات يجعل من الحوار الذي ثم يحقق أهدافه ويذكر الباحث في هذا الجانب جملة من المهارات الحوارية الخاصة بمهارات إنهاء الحوار وهي على النحو التالي :
- يحدد نقاط الاتفاق والاختلاف بين المتحاورين قبل نهاية الحوار .
- يستخلص الأفكار المهمة التي طرحت أثناء الحوار من خلال النتائج التي تم التوصل إليها .
- يختم الحوار بخاتمة حسنة وجذابة .
- يوجه الشكر للأطراف المشاركة في الحوار والجمهور المستمع والمتلقي للحوار .
- التركيز على نقاط الاتفاق أكثر من التركيز على نقاط الاختلاف .
- يوظف الأسلوب الحواري الجذاب أثناء العملية الحوارية .
- يهيئ المحاور للوصول إلى نهاية الحوار .
- يوظف الأحداث في التأثير وإقناع الآخرين .
- يقدم المقترحات والتوصيات وفقاً لما تم التوصل إليه من نتائج .
- يستخدم المعلومات والأرقام والإحصائيات الموثقة لدعم وجهة نظره ورأيه وفكرته
مهارة الإنصات
تعرف الإنصات : وهو التركيز العميق فيما يقوله المتحدث وسط خضوع تام لجميع الجوارح والحواس بعيداً عن التصنع والتكلف .
أهمية الإنصات: للإنصات أهمية بالغة لأنه من أهم مهارات اللغة والحوار والتحدث فنحن ننصت من أجل :
- تعلم أشياء جديدة .
- التأكد من معلومة معينة .
- لإظهار الاهتمام بالمتحدث .
- بناء علاقات إنسانية .
- فضول إنساني .
- الخوف من سوء العاقبة .
كيف تصبح منصتاً جيداً : يعد الإنصات الجيد من الأمور الهامة في عملية الإنصات ولكي تصبح منصتاً جيداً لابد من التعرف على سداسي تطوير الإنصات وهي كما يلي :
- تجهيز الردود : على المنصت أن لا ينشغل بعملية تجهيز الردود للمتحدث بل يستمع إليه مباشرة ودون الانشغال بذلك .
- معدل استيعاب الكلام : تشير الدراسات الحديث أن الإنسان يستطيع أن يستمع إلى الحديث بكل راحة لأن عقله يستطيع التفكير بمعدل 800-850 كلمة في الدقيقة .
- تأييد نقاط المتحدث : إن أكبر خطأ يقع فيه كثير من الناس هو محاولة الإنصات لمعرفة ما إذا كانوا يتفقون أو لا يتفقون مع المتحدث مما يجعلهم يحللون كل كلمة ينطق بها المتحدث وهذا لا يفيد في عملية الإنصات .
- التركيز : يجب أن تمعن التركيز في الحديث وخاصة إذا لم يكن لدك سابق معرفة بالموضوع .
- ربط المعلومات السابقة : يجب أن تربط ما تسمعه بما تعرفه عن الموضوع المنصت إليه .
- استخدام جميع الحواس : كلم زاد عدد الحواس المستخدمة كلما زادت قدرة الشخص على الإنصات وزاد تأكد المتحدث من إنصاتك
كيف تجعل الآخرين ينصتون إليك : هناك جملة من الطرق تجعل الآخرين ينصتون لك ولعل من أهمها ما يأتي :
- وضوح هدف الحديث .
- حركات العين .
- الحديث المقبول والسهل الفهم .
- استخدام المستمع كمثال .
- البدء بذكر الحقائق و القصص والأحاديث والروايات .
- إعادة الجمل والأفكار .
- تشجيع الآخرين على المشاركة .
- استخدام الجانب الملمحي ( الإشارات والتلميحات ولغة البدن ) .
العوائق بين المتحدث والمنصت : هناك جملة من العوائق التي تقف عائقاً بين المتحدث والمنصت ومن أهمها :
- التحدث .
- الانتقائية في الإنصات .
- الحكم المسبق .
- الغموض .
- المكان والزمان .
- التحدث عن الذات .
- النظر إلى الساعة .
- الأسئلة الخاطئة .
- الصوت المرتفع .
- التوهم بأن الإنصات ضعف .
- سرعة العقل واللسان .
- التجارب غير السارة .
تم بحمد الله عز وجل |
المراجع العلمية
1-إدارة الدراسات والبحوث والنشر(1425 هـ) : ثقافة الحوار في المجتمع السعودي : رؤية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية،مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني،ط 2،الرياض،المملكة العربية السعودية .
2-الدعيج،مي حمد (2005 م) : عوامل تنمية الحوار والنقاش اللاصفي لدى طالبات المرحلة الثانوية بمدينة الرياض من وجهة نظر المعلمات،رسالة ماجستير غير منشورة،كلية التربية،جامعة الملك سعود
3-الدنيش،فيصل محمد(2005 م) : الحوار الاجتماعي من منظور نفسي،مطابع النرجس للنشر والتوزيع ،ط 1،الرياض ،المملكة العربية السعودية .
4-الشريفي،شوقي السيد(1421 هـ) : مصطلحات العلوم التربوية،مكتبة العبيكان,الرياض،المملكة العربية السعودية .
5- الندوة العالمية للشباب الإسلامي(1998 م) : في أصول الحوار،دار التوزيع والنشر الإسلامية،ط 1،القاهرة ،جمهورية مصر العربية .
6- الصقهان،عبدالله ومحمد الشويعر(2006 م) : قواعد ومبادئ الحوار الفعال،مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني،ط 2،الرياض،المملكة العربية السعودية .
7- العبودي ،فهد ناصر(2005 م) : الحوار منهج وسلوك،دار أطلس الخضراء للنشر والتوزيع ،الرياض،المملكة العربية السعودية .
8-المغامسي،خالد محمد (2005 م) : الحوار آدابه وتطبيقاته في التربية الإسلامية،مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني،ط 2،الرياض،المملكة العربية السعودية .
9-المغامسي،سعيد فالح(2004 م) : التربية بالحوار مع الشباب وأثرها في تحصينهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية،مدار الوطن للنشر والتوزيع،الرياض،المملكة العربية السعودية .
10-اللبودي،منى إبراهيم (2000 م) : تنمية فنيات الحوار وآدابه لدى طلاب المرحلة الثانوية،رسالة دكتوراه غير منشورة،كلية التربية،جامعة عين شمس .
11-اللبودي،منى إبراهيم (2003 م) : الحوار فنياته واستراتيجياته وأساليب تعليمه،مكتبة وهبة،القاهرة،جمهورية مصر العربية .
12-حسن،الحارث (2003 م) : لماذا يلجأ الشباب إلى الرفض والتمرد والعنف،ملف المعرفة،ثقافة الحوار وثقافة العنف،مجلة المعرفة،العدد (101)،وزارة التربية والتعليم،المملكة العربية السعودية .
13-عمر ،خالد أحمد(2005 م) : الحوار مع من ؟ رؤية نقدية للحوار المعاصر،دار العلوم للنشر والتوزيع ،القاهرة،جمهورية مصر العربية .
14-عبدالجواد ،محمد(2005 م) : كيف تحاور أبنائك وتستمتع بهذا الحوار ،دار التوزيع والنشر الإسلامية ،القاهرة،جمهورية مصر العربية .
15-عبدالجواد ،محمد(2006 م) : من الحوار مع الذات إلى الحوار مع الآخر ،دار التوزيع والنشر الإسلامية ،القاهرة،جمهورية مصر العربية .
16-عبدالجواد ،محمد(2005 م) : ويبقى الحب ما بقي الحوار ،دار التوزيع والنشر الإسلامية ،القاهرة،جمهورية مصر العربية .
17-عبدالجواد ،محمد(2005 م) : الإدارة بالحوار ،دار التوزيع والنشر الإسلامية ،القاهرة،جمهورية مصر العربية .
18-عبدالجواد ،محمد(2005 م) : فتحوا نوافذ للحب والحوار ،دار التوزيع والنشر الإسلامية ،القاهرة،جمهورية مصر العربية .
19-ديماس ،محمد(1999 م) : فنون الحوار والإقناع ،دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت، لبنان .
20-الحمادي ،علي(2000 م) : السهل الممتنع مهارات التفاوض وفنون الحوار والاتفاق ،دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت، لبنان .
21-زايد ،فهد(2007 م) : فن الحوار والإقناع ،دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان، الأردن .
22-السليمان ،هاني(2005 م) : الحوار : كيف تحاور الآخرين ،دار الإسراء للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان، الأردن .
23-الجبالي ،إسحاق(2006 م) : إتيكيت الحديث وفن الكلام ،دار الإسراء للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان، الأردن
24-الديب ،إبراهيم(2005 م) : المحاور المحترف : آداب ومهارات ،دار أم القرى للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان، الأردن
25-صيني ، سعيد(1426 هـ) : الحوار النبوي مع المسلمين وغير المسلمين ،مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني،ط 1،الرياض،المملكة العربية السعودية .
26-الفتياني ،تيسير(2005 م) : كيف نحاور الآخرين ،بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان .
27-الجيوسي ، محمد بلال ( 2002 م ) : أنت وأنا : مقدمة في مهارات التواصل الإنساني ، ط 1 ، إصدارات مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية ، الرياض ، المملكة العربية السعودية .
28-النغيمش ، محمد إبراهيم ( 2005 م ) : أنصت يحبك الناس ، ط 2 ، الصناعات البريطانية للطباعة والنشر ، الكويت .
29- العبيد ، إبراهيم بن عبدالله ( 2008 م ) : تعزيز ثقافة الحوار ومهاراته لدى طلاب المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية " صيغة مقترحة " ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، قسم التربية ، كلية التربية ، جامعة الملك سعود ، الرياض ، المملكة العربية السعودية .
30- البشري ، محمد بن شديد ( 2007 م ) : جوانب الضعف في مهارات التعبير الشفهي لدى طلاب المرحلة المتوسطة وبرنامج مقترح لعلاجها ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، قسم التربية ، كلية العلوم الاجتماعية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض ، المملكة العربية السعودية .