التربية الأخلاقية والضمير
التربية الأخلاقية والضمير
أ.د. عجيل النشمي
ما نعانيه من النتاج التربوي المعاصر نابع من بداية الخطوة التربوية أو الأسس التي قامت عليها التربية المعاصرة،وهي التربية الغربية المولد والمنشأ،فحين أقام علماء التربية هناك أسس هذا العالم الخطير،أقاموه على غير أساس،أو بمعنى أصح أقاموه على أساس من الفوضى والأهواء والعداء للدين،فصوروا الفرد في صراع مع مجتمعه .. وصراع مع نفسه وصراع طبقي وأخلاقي ومصلحي،وفي إطار مادي.
وكان المتوقع،بناء على هذا التصور التشاؤمي في معاناة الفرد النفسية والاجتماعية،أن تشدد الرقابة على الفرد ويسلح بأقوى الأسلحة استعداداً لإحراز النصر ضد تلك التحديات والصراعات المفترضة،لكن أيا من ذلك لم يكن،فأسسوا التربية على أساس من الحرية المطلقة،حرية العمل والممارسة وحرية التفكير والتصور بحجة أن الأخلاق والدين قيود تعيق العرد في صراعه مع تلك التصورات والممارسات الاجتماعية.
وهذا ماكان فعلاً،فأطلقوا للنشء حرية التحرك وهو بعد قليل الخبرة والتجربة بل معدومها، وتركوه يتخبط في أفكاره وثقافته وممارسته،هيؤوا له كل الأجواء السلبية يتعامل معها ويتمرغ في طينها ليخرج سلباً وصورة منفوحة بلا مضمون ولا احساس ولا ابداع ولا انتاج، بل يخرج فرداً سلبياً استهلاكياً،يستهلك كل بوادر الخير في مجتمعه ويستهلك نفسه بنفسه،بل يهلك تلك النفس بيده.
وقد بدأت صيحات كثير من التربويين الغربيين اليوم تدعو مسيرة التربية للتوقف،فقد كثر الساقطون والمشوهون تربوياً وعقلياً وسلوكياً، وبدأ نتاج ذلك ينعكس على بنية الشباب وفكره وتصوره وفعاليته ولياقته،وبدت التقارير مخيفة مرعبة في خطها البياني الهابط بانحدار شديد سريع،وبدا للعيان من التجربة التربوية التي أسس بناءها تلك الأسماء اللامعة المرموقة التي كان مجرد قول أحدهم يعني الصواب الذي ما بعده زيادة لمستزيد،تبين من التجربة أنها خواء وسراب فدعوى«فرويد» في الجنس والكبت سقطت كمشكلة وكعلاج وتبين كذبها وزيفها،وتبددت دعوى«نيتشه» في إعفاء الإنسان من التقيد بالأخلاق ،التي سماها أخلاق الأذلاء «ودور كايم» تيقنوا أنه لا قيمة له حينما ادعى أن الفرد لا قيمة له ولا معنى له بالنسبة إلى الحرية الفردية وأن القيم كلها للمجتمع الذي يخلق الأديان والعقائد والآداب والقيم،وسقط«برتراند رسل» في مهاجمته للمعتقدات الدينية،ولحقهم «ألبير كامي» في دعواه أن الحياة بلا معني ولا هدف وأن العالم وجد لكي يموت فيه الإنسان!
* والقضية اليوم قضيتنا فما زالت تلك الأسماء وتلك الافكار التربوية تعمل عملها وتأثيرها في جوانب كثيرة من التربية الفكرية والسلوكية ولاجتماعية وإننا نحس بآثارها تنخر بنية شبابنا وأسرنا وإعلامنا ومؤسساتنا.
* وإنا لا ننتظر البديل التربوي لكل ذلك من أولئك التربويين الغربيين النابهين اليوم،فإن إسلامنا التربوي أقرب لنا من أولئك وهو الذي يملك البدائل الأصلية للتربية الأخلاقية المبنية على أساس العقيدة والشريعة تلك الأسس الثابتة المتينة، وعلى هذه الأخلاق التربوية تبنى العلاقات والأساليب التربوية في الأسرة كمنطلق أولي للمجتمع والدولة.
وعند الإسلام وحده ستنتهي تلك الصراعات المفتعلة من أولئك الرواد التربويين،بالاسلام لا يعتبر الفرد نداً للمجتمع، فليس هو في صراع معه كما مثله المنهزمون ... فهو الذي يحدد للمجتمع معالمه وفق الخطة التربوية الإسلامية المسبقة،ولا يترك الإسلام المجتمع يصوغ الأفراد وفق الأهواء والأعراف والتقاليد والمتغيرة على الدوام زماناً ومكاناً،ولا يعتبر الإسلام الفرد في صراع مع نفسه وغرائزه، فهو الذي يحكمها في الإطار المحمود شرعاً دون كبت أو استثارة.
ولا يعتبر الإسلام الأخلاق قيداً وحجراً وتضييقاً على الفرد وحريته،بل هي موازين وضوابط تضمن حق كل فرد تجاه غيره ومجتمعه وتضمن حق الآخرين والمجتمع تجاهه فهي ضوابط وإرشادات هداية وليست مصادرة فكرية (وكبتاً وتسلطاًيعيق اجتهاد الفرد فكرياً وسلوكياً وإبداعياً) إننا بحاجة اليوم للتربية الأخلاقية الإسلامية حاجتنا إلى منهج تربوي سليم... وجيل من الشباب بناء ومجتمع فاضل فهل يا ترى تستحق منا هذه الحاجة وقفة تأمل .. وعمل؟
ما نعانيه من النتاج التربوي المعاصر نابع من بداية الخطوة التربوية أو الأسس التي قامت عليها التربية المعاصرة،وهي التربية الغربية المولد والمنشأ،فحين أقام علماء التربية هناك أسس هذا العالم الخطير،أقاموه على غير أساس،أو بمعنى أصح أقاموه على أساس من الفوضى والأهواء والعداء للدين،فصوروا الفرد في صراع مع مجتمعه .. وصراع مع نفسه وصراع طبقي وأخلاقي ومصلحي،وفي إطار مادي.
وكان المتوقع،بناء على هذا التصور التشاؤمي في معاناة الفرد النفسية والاجتماعية،أن تشدد الرقابة على الفرد ويسلح بأقوى الأسلحة استعداداً لإحراز النصر ضد تلك التحديات والصراعات المفترضة،لكن أيا من ذلك لم يكن،فأسسوا التربية على أساس من الحرية المطلقة،حرية العمل والممارسة وحرية التفكير والتصور بحجة أن الأخلاق والدين قيود تعيق العرد في صراعه مع تلك التصورات والممارسات الاجتماعية.
وهذا ماكان فعلاً،فأطلقوا للنشء حرية التحرك وهو بعد قليل الخبرة والتجربة بل معدومها، وتركوه يتخبط في أفكاره وثقافته وممارسته،هيؤوا له كل الأجواء السلبية يتعامل معها ويتمرغ في طينها ليخرج سلباً وصورة منفوحة بلا مضمون ولا احساس ولا ابداع ولا انتاج، بل يخرج فرداً سلبياً استهلاكياً،يستهلك كل بوادر الخير في مجتمعه ويستهلك نفسه بنفسه،بل يهلك تلك النفس بيده.
وقد بدأت صيحات كثير من التربويين الغربيين اليوم تدعو مسيرة التربية للتوقف،فقد كثر الساقطون والمشوهون تربوياً وعقلياً وسلوكياً، وبدأ نتاج ذلك ينعكس على بنية الشباب وفكره وتصوره وفعاليته ولياقته،وبدت التقارير مخيفة مرعبة في خطها البياني الهابط بانحدار شديد سريع،وبدا للعيان من التجربة التربوية التي أسس بناءها تلك الأسماء اللامعة المرموقة التي كان مجرد قول أحدهم يعني الصواب الذي ما بعده زيادة لمستزيد،تبين من التجربة أنها خواء وسراب فدعوى«فرويد» في الجنس والكبت سقطت كمشكلة وكعلاج وتبين كذبها وزيفها،وتبددت دعوى«نيتشه» في إعفاء الإنسان من التقيد بالأخلاق ،التي سماها أخلاق الأذلاء «ودور كايم» تيقنوا أنه لا قيمة له حينما ادعى أن الفرد لا قيمة له ولا معنى له بالنسبة إلى الحرية الفردية وأن القيم كلها للمجتمع الذي يخلق الأديان والعقائد والآداب والقيم،وسقط«برتراند رسل» في مهاجمته للمعتقدات الدينية،ولحقهم «ألبير كامي» في دعواه أن الحياة بلا معني ولا هدف وأن العالم وجد لكي يموت فيه الإنسان!
* والقضية اليوم قضيتنا فما زالت تلك الأسماء وتلك الافكار التربوية تعمل عملها وتأثيرها في جوانب كثيرة من التربية الفكرية والسلوكية ولاجتماعية وإننا نحس بآثارها تنخر بنية شبابنا وأسرنا وإعلامنا ومؤسساتنا.
* وإنا لا ننتظر البديل التربوي لكل ذلك من أولئك التربويين الغربيين النابهين اليوم،فإن إسلامنا التربوي أقرب لنا من أولئك وهو الذي يملك البدائل الأصلية للتربية الأخلاقية المبنية على أساس العقيدة والشريعة تلك الأسس الثابتة المتينة، وعلى هذه الأخلاق التربوية تبنى العلاقات والأساليب التربوية في الأسرة كمنطلق أولي للمجتمع والدولة.
وعند الإسلام وحده ستنتهي تلك الصراعات المفتعلة من أولئك الرواد التربويين،بالاسلام لا يعتبر الفرد نداً للمجتمع، فليس هو في صراع معه كما مثله المنهزمون ... فهو الذي يحدد للمجتمع معالمه وفق الخطة التربوية الإسلامية المسبقة،ولا يترك الإسلام المجتمع يصوغ الأفراد وفق الأهواء والأعراف والتقاليد والمتغيرة على الدوام زماناً ومكاناً،ولا يعتبر الإسلام الفرد في صراع مع نفسه وغرائزه، فهو الذي يحكمها في الإطار المحمود شرعاً دون كبت أو استثارة.
ولا يعتبر الإسلام الأخلاق قيداً وحجراً وتضييقاً على الفرد وحريته،بل هي موازين وضوابط تضمن حق كل فرد تجاه غيره ومجتمعه وتضمن حق الآخرين والمجتمع تجاهه فهي ضوابط وإرشادات هداية وليست مصادرة فكرية (وكبتاً وتسلطاًيعيق اجتهاد الفرد فكرياً وسلوكياً وإبداعياً) إننا بحاجة اليوم للتربية الأخلاقية الإسلامية حاجتنا إلى منهج تربوي سليم... وجيل من الشباب بناء ومجتمع فاضل فهل يا ترى تستحق منا هذه الحاجة وقفة تأمل .. وعمل؟
المصدر: http://www.dr-nashmi.com/index.jsp?inc=32&conf=2&mv=1