صراع الذات والذاتصراع الذات والذات
أضافه الحوار اليوم في
صراع الذات والذات
تبدو الحياة في أعين البشر متباينة
كلُ يراها حسب نظرته
منهم من يراها كالكون الفسيح بنجومه ومجراته بكواكبه وأفلاكه ببحاره ومحيطاته بسهوله وجباله بحدائقه ومروجه بليله ونهاره
والبعض ينظر إليها وكأنها كهف ضيق في سفح جبل عملاق مليء بأشباح الرعب والظلام تقتات على اليأس وتشرب من كأس القنوط
تتشكل في بعض النفوس تلك النظرتين فتتولد الازدواجية القائمة على الصراع بين اليأس والأمل في الحياة
فيبقى الإنسان رهينة أفكاره وخياله
يحدث ذاته فينتصر عليها حينا وتغلبه أحيانا كثيرة
اضطراب في مزاجه وعدم استقرار في كيانه
يهيم في هامش الحياة لتتلاعب فيه عواصف الرجاء
يعوم في بحر المنى فتلاطمه أمواج الخوف موجه بأثر موجة ليجد نفسه ممددا على ساحل السراب
مدجج بين حبات الرمال
فيستفيق يكفكفها بيديه يلوح بناظريه يقلبهما في كل اتجاه يتنفس بعمق ينهض بقوامه
صمت مخيف وهدوء ملفت
يا ترى أين سأسير ؟؟؟
ماذا سأفعل ؟؟؟؟
كيف بحياتي ها هنا ؟؟؟
أسئلة وأسئلة وأسئلة !!!!!!!
بدأت تجوس الأفكار ... وتنهال العبرات , و تضيق السبل , و يتحطم الأمل , وينفذ الصبر ........!!!!!
قررت السير في كل اتجاه
ولكن الى أين ؟؟؟؟
الى واقع مجهول !!!!
جررت خطاي بثقل وكأني انتزعها من حفر اليأس!!!!
أطرقت راسي الى الأرض انظر الى تلك الخطأ الثقيلة وكأني بها تخاطبني بعد أن كلت وملت ولسان حالها بقول:
اسقني من تلك الدموع الحاجرة , دعها تتساقط تروي عطشي واخفف بها آلامي
دعها تدثر جراحي وتلملم ما بقي من أنفاسي
دعها ؟؟؟
دعها؟؟؟
دعها لقد سئمت خطاي وكلت قواي
دعني أتلقفها دمعة...دمعة
قطعت تلك النظرات ولمت نفسي وأسرجت خطاي .أركض و أركض لا أرى أمامي إلا ذلك السراب المضمحل
تعثرت فسقطت
آه ويلي
ما الذي ألمّ بي
من ينتشلني من سقوطي
من ينتزعني من ذلك المستنقع المخيف؟
أدركت واقعي تلك اللحظة
واقع مرير
لقد خارت قواي
التفت يمنه ويسره وإذا بي أقبع بين أحراش أشبه بالأشباح
غصون متساقطة اشرأبت بمياه الوهن
اوراق متناثرة اكلها زمن المحن
طاف بي خيالي لأتذكر تلك اللوحة
انها لوحة الحياة البائسة
تلك اللوحة الجامدة التي لا نبض فيها
رسمت بريشة الخضوع ووسمت بألوان الانكسار
لاحت بناظري تلك اللوحة الجميلة
لوحة رسمت لفتاة حسناء جميلة
تساقط عليها رذاذ الدهر وحبيبات المطر
فضاعت معالمها وتشتت ألوانها
فكانت كالأطلال المندثرة
التى لم يتبقى منها سوى الذكرى والبكاء على أطلالها
تذكرت قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد
عندما كان يتذكر محبوبته التي اندثرت ولم يبقى سوى الطلال
فبكاها
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهراليد
صراع بين الذات والذات في تلك الأحراش المخيفة
ترا إلى متى ؟؟؟
رفعت رأسي وقررت البحث عن الجانب المشرق للحياة
قررت المضيء ولكن الى أبن؟؟؟؟
انه البحث عن الحقيقة المغيبة
محاولات عديدة للانتشال من أوهام الخضوع لليأس!!!!
محاولات لتحريرها من قيود العبودية وأغلال الزمن
رفعت رأسي من بين تلك الأحراش
نظرت إلى السماء
لمحت لي بارقة أمل
انتشلت جسدي من شباك اليأس نحو أمل الحياة
جمعت قواي ونهضت ببدني
تقدمت شيئا فشيئا لأخرج من تلك الأغلال
ما زلت اقترب من ذلك الأمل
ابتهجت سرائري وتقوقع يأسي أمام بشاير النشوة وتهاليل التغيير
تدفق الدم في عروقي فعانقت روحي عنان الحياة
نظرت إليها بتلسكوب الاعتدال
أوغرت في كيانها فمنحتني الحب
اقتربت فمنحتني الأمان
تساءلت لما الصراعات بين الذات والذات على حلبة الخيال الغابر ليجمح بنا نحو صحاري اليأس؟؟؟؟؟؟؟
لما أوقفنا حياتنا على ألاّ نمطية زائفة تتنقل بنا من حال إلى آخر من غير إحساس أو شعور؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تقض مضجع كل عاقل
هنا أيقنت
أن الحياة كبيرة تفوق تصورنا و خيالنا القاصر!!!!!!!!
أن الحياة مليئة بالحب والسعادة متى ما عمقنا رؤية التفاؤل!!!!
أن الحياة لا تقف على واحد من البشر مهما كان قدره ومنزله لدينا !!!!!!!
أن الحياة مليئة بتناقضاتنا التي عثرت بنا على أعتاب الوهم!!!!!!
أن الحياة لا تخلوا مما يعكر صفوها و يقض مضجعها !!!!
أن الحياة جميلة لمن أراد أن يعيش ولكن ليس لمجرد العيش فقط!!!!
ان الحياة كالقلب النابض ونحن تلك الدماء التي تجري في شريانها!!!!
ان الحياة كاللوحة قد نكون احد المساهمين في رسمها بحسب قناعاتنا !!!!!
ان الحياة .................؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلمات قد نعجز عن وصف الحياة بها ؟؟
الحوار الداخلي: