خلال طقس فودون وهو من الأديان الأفريقية في المهجر

4) الأديان الأصلية التقليدية: يُطلق اسم الأديان الأصليّة التقليدية (Indigenous traditional religions) على أديان الشعوب الأصلية التي تم تناقلها شفهياً منذ ما قبل التاريخ والتي ما زالت تُمارس حتى اليوم في أفريقيا وأميركا اللاتينية وبعض مناطق آسيا وأستراليا. وتندرج معتقدات هذه الأديان ضمن إطار الإرواحية ووحدة الوجود وتعدّد الآلهة في الوقت نفسه. ولا تمتلك مؤسسات دينية رسمية أو أنبياء أو كتب مقدّسة. يترأس طقوسها في العادة “شامان” يتم تدريبه(ا) مدى الحياة لكي يضطلع بمسؤولياته الدينية في القبيلة\القرية. يشكّل الإيمان بالتواصل مع الأسلاف والأرواح بشكل عام، واعتماد أساليب الشفاء الروحي والسحر سمات مشتركة بين هذه الأديان. وهنالك اليوم نحو 300 مليون شخص حول العالم ينتمون للأديان الأصلية لشعوبهم.

5) الأديان الأفريقية في الدياسبورا: الأديان الأفريقية في المهجر هي الأديان المستمدّة من الأديان الأفريقية التقليدية التي تطوّرت في الأميركيتين في أوساط العبيد الذين تم استقدامهم من أفريقيا ويمارسها اليوم نحو 100 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم. وتشمل هذه الأديان عدّة تقاليد مثل الفودون (الجزر الكاريبية) والسانتيريا (كوبا وجنوب الولايات المتحدة) وكاندومبليه (البرازيل). تشمل معتقداتهم عادة نوعاً من تبجيل الأسلاف والأرواح المقدّسة مثل اللوس في الفودون والأرويشا في السانتيريا. إحدى السمات المشتركة بين هذه الأديان هي في المزج الديني الذي تقوم به حيث يوجد في تقاليدها ممارسات كاثوليكية، أفريقية وإسلامية.

أعطت الأديان الوثنية القديمة أهمية كبيرة للطبيعة والآلهات الإناث. في الصورة؛ الآلهات العربيات الثلاث مناة واللات والعزّى

6) الأديان الطبيعية القديمة (الوثنية): كل الأديان القديمة كانت أديان وثنية لكننا نستعمل هذا التعبير هنا للدلالة على الأديان التي كانت سائدة تحديداً في المنطقة الممتدة من الهيمالايا في الشرق حتى أوروبا الشمالية والجزر البريطانية في الغرب مروراً بحوض المتوسط. وسادت هذه الأديان منذ ما قبل التاريخ حتى مجيء أديان “الكتاب” التي قضت عليها بالقوّة مثل اليهودية والمسيحية في شرق المتوسط، والإسلام في الجزيرة العربية. تندرج معتقدات الأديان الوثنية القديمة ضمن وحدة الوجود، الإحيائية وتعدّد الآلهة وترتبط بها معظم إنجازات العالم القديم الفلسفية والروحية والعلميّة والهندسية. وتُسمّى هذه الأديان في بعض الأوساط الأكاديمية بـ”الأديان الطبيعية” أو العضوية، كونها التطور الطبيعي للبحث الروحي للإنسان القديم ولأنها لم تمتلك كتباً مقدسة أو أنبياء أو مؤسسات مركزية موحّدة (باستثناء العهد الروماني). لا تشكّل المفاهيم الثنائية مثل الخير والشرّ والجنّة والنار والله والشيطان جزءاً من معتقدات هذه الأديان، وتعتمد على رؤية متعدّدة للمقدّس تختلف بحسب التقليد أو حتى الشخص. من الأمثلة على الأديان الطبيعية القديمة هو الدين البابلي القديم، الدين الكنعاني، المصري، اليوناني، الجرماني، العربي، الهيلليني وأخيراً الدين الروماني. هذه الأديان تم القضاء عليها في الفترة الممتدة بين القرنين الثاني والخامس عشر ميلادي لكن هنالك اليوم محاولات عديدة في حوض المتوسط وأميركا الشمالية لإعادة إحيائها.

تعطي الأديان الباطنية أهمية كبيرة للرموز السرية. في الصورة، الرحلة الخيميائية للعارف من العالم المنظور إلى العالم الباطني

7) الأديان الباطنية القديمة: الأديان الباطنية القديمة كانت تُعتبر بمثابة التعاليم الجوهرية والسرّية للأديان الوثنية القديمة؛ لا يدخلها إلا عدد محدود ومختار من الأشخاص، يتم بعد ذلك تدريبهم وتعليمهم أسرار الفلسفة الباطنية. تُعرف هذه الأديان أكاديمياً بـ Mystery Cults وكانت منتشرة في العالم القديم وبشكل خاص في العهد الهيلليني. المدارس الروحية-الفلسفية-العلمية القديمة تندرج أيضاً ضمن هذا الإطار وتُعتبر المدارس البيتاغورية، الهرمسيّة والنيو-أفلاطونية من أهم المدارس الباطنية في العالم القديم. العالمة والفيلسوفة هيباتيا الاسكندرانية التي اغتالتها الكنيسة عام 415 كانت آخر معلّمة لآخر مدرسة نيو-أفلاطونية في الشرق. تم إحياء الأديان الباطنية القديمة بأشكال أخرى ابتداءً من القرون الوسطى بعد العثور على كتابات لهرمس والفلاسفة النيو-أفلاطونيين. هنالك اليوم العديد من المدارس حول العالم التي تمتلك جذوراً في الفلسفة الباطنية ومنها الغنوصية في المسيحية، الصوفية في الإسلام، الكابالا في اليهودية، بالإضافة إلى الثيوصوفية والصليب الوردي والماسونية وغيرها.