أيهما أسهل برمجة العقل البشري أم برمجة الكمبيوتر؟

د. محمود الشيشكلي

من الممكن تعريف البرمجة بأنها عملية كتابة تعليمات وأوامر لجهاز الحاسوب أو أي جهاز آخر ، لتوجيهه وإعلامه بكيفية التعامل مع البيانات أو كيفية تنفيذ سلسلة من الأعمال المطلوبة.

ومن هنا نعبر إلى مثال وعلم آخر قد يساعد في تقريب الصورة بشكل أوضح لمقاصد المقال السابق الذي كان بعنوان: الواقع العلمي الذي تعيش به البشرية حقيقي أم وهمي وبرابط: http://www.quran4nahda.com/?p=1109

المثال هو البرمجة اللغوية العصبية والتي هي عبارة عن خليط من العلوم و الفلسفات والاعتقادات. و تهدف هذه التقنية العلمية لبرمجة و لإعادة صياغة الواقع المُتصور في ذهن الإنسان من معتقدات و مدارك و تصورات و عادات و قدرات بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته.

والبرمجة اللغوية العصبية علم ظاهره وإن ادعى أهله أنه يحسن قدرة الفرد على الاتصال بالآخرين وقدرته على محاكاة المتميزين إلا أنه أصلا  قد وضع للسيطرة والتحكم بإدارة أدمغة الآخرين بل هي في مستوياتها المتقدمة تصل وتقود إلى مزيج من الشعوذة والسحر حيث بعض الطقوس و المعتقدات البوذية و الطاوية و الهونا و المشي على الجمر و أساليب الطاقة الفاسدة …

وقد قيل فيها أنها منطلق لطرق السحر المتقدمة ففيه المنهج الأساسي والحديث للسحرة ( وإن من البيان لسحرا ) و الذي تتجلى فيه الإعادة لصياغة أسس السحر وقواعده بصورة علمية تظهر أن ذلك السحر هو كغيره من النشاطات البشرية المعقّدة الأخرى، له بُنية و قابل للتعلّم إذا توفرت مصادره

ثم نعود فنقول إن الجواب على العنوان يكون من جهة و حسب المرحلة التي تم الوصول إليها فاليوم لا داعي لأن تأخذ كمبيوترك لأحد ليبرمجه لك فما عليك وبشيء من المعرفة إلا أن تضع فيه قرص يحتوي على البرامج المطلوبة وبكبسة زر ثم ومع التالي (next) ثم التالي وهكذا إلى أن يتم التنصيب ولن يعارضك الكمبيوتر على الأغلب فقد هيئ في الهاردوير (Hardware) الخاص به وفي السوفتوير (Software) الخاص في نظام تشغيله أصلا لذلك (وللعلم فقط  وعلى ما يقال فإن أسرار صناعة المعالج وهو من الهاردوير هي في يد شركة واحدة في الأساس ثم انتقلت إلى واحدة أو اثنتين على الأكثر من باب أن يساعداها في تغطية الطلبات أو لاحتمال أنه فرض عليها ذلك قسرا من الحكومة الأمريكية من باب كسر الاحتكار بالإضافة  إلى أن أسرار السوفتوير الخاصة بنظم التشغيل مثلا لا يعلم منها إلا أمورا وطبقات سطحية يسلط فقط عليها الضوء بعيدا عن الأساسية والجوهرية وما ندري لماذا..؟؟!!!)

وكذلك العقل البشري إن وصل إلى مثل تلك الحالة فأصبح جهازا مهيئا باستسلام  لأن يبرمج  فما أسهل أن ينوم مغناطيسيا رغم أنه مفتوح العينين بل وما أكثر المعلومات الساحرة الباطلة وما أغزرها لأن تبرمج فيه والتي لا تقف فقط عند معلومات البرمجة اللغوية العصبية التي تدرس من خلال الدورات وغيرها بل إنها تتعداها كبرمجة حياتية و بانسلال إلى كثير من علوم هذا الزمان وسواء في ذلك  كثير مما يقال عنها دينية أو دنيوية وما أكثر النسخ المزودة لغيرها فهي لم تعد أكثر من ذواكر كمبيوترية قد نسخ فيها الكثير من المعلومات بدون تحقيق أو تمحيص عقلي حقيقي وإن كان لها ذلك السحر بسعتها أو سرعة إعطائها للمعلومات أو شكلها فالأمر واحد جوهرا ويبقى الاختلاف شكلا  كسيدي أو ديفيدي أو فلاش أو هارد خارجي …

وللتوضيح فان الكمبيوتر ورغم تقنياته الهائلة التي لا تنكر فانه يبقى آلة أو جهاز غبي لن يخرج عما وضع فيه من البرمجة (ولو فرضنا جدلا كما يقول البعض أنه هناك احتمال أن يخرج عن إرادة الإنسان وينقلب عليه….؟؟؟!!! فذلك لن يكون إلا إذا برمج على ذلك )

وبينما قد يخذلك الكمبيوتر أحيانا لامتلاء سعته أو عدم توافقه مع أحد البرامج وصولا إلى قلة سرعته وربما إلى توقفه تنذهل أمام عقول سيطر عليها السحر العلمي الديني والدنيوي فتشربت حتى انصبغت منسوخة ومستنسخة بتلك المعلومات وبمنتهى اليسر والتوافق وبسعات لا تنتهي وبسرعات تتعالى

وعلى هذا وما سبق من الأمثلة في المقال السابق :

يتبين لنا مع القرآن الكريم و بالتوسع ( ودون معارضة المعنى التقليدي ) مع معنى السحر وتبيان أنه قابل للتعليم بصورة علمية (…وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ…) سورة البقرة (102) شيئا جديدا يذكرنا بعجائب القرآن وإعجازه وكشوفه التي لا تنقطع مع تغير و تطور الزمان والمكان والتي ينكرها الشياطين وخدامهم السحرة  خوفا من تعريتها لهم فإذا بها تقلب كيد السحر على الساحر (…. وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (سورة الأنفال-30)

إنك لتنذهل بعدوى تلك التهيئة وانتقالها بالتقليد و الإتباع الأعمى ثم لتعجب كيف تكون بهذه السهولة و الوسعة ؟

إن تقسيم الناس إلى عوام وخواص و خواص الخواص يكاد يكون واحدا عند الجميع حتى عند شياطين الجن والإنس و إن  اختلفت المسميات عندهم (وباعتقادهم وعلى حد زعمهم ) إلى طبقة العبيد أو القطيع والتي تشكل النسبة الأكبر و تكون سهلة الانخداع بالمظاهر المغرية عاجزة عن رؤية حقائق سلاسل وقضبان السجن الغير مادية ثم هذه الطبقة محتاجة في طبيعتها إلى الانقياد من طبقة متعلمة توجهها وتقودها وهي ما يسمى بالسادة المحترمين وهذا التعبير أكثر وقارا من الحمقى المفيدين الذي استخدمه لينين والتي تظن نفسها كالسمكة الملكة تقود رعاياها كيفما تريد وإذا بذلك صحيح ولكن فقط في مجال الحوض الذي تسبح فيه والذي هناك أيدي خفية تحمله كله ثم تسيره وتحركه كيف تشاء وهاتين الطبقتين وبالذات الأخيرة هي التي تدخل من خلال برمجة عقلية سواء عن وعي أو لاوعي  تحت سيطرة طبقة الشياطين أو الفلاسفة أو الرجال الخارقين أو الآلهة..ومن هنا تبدأ تتضح لنا إستراتيجية السيطرة الهرمية الشيطانية بدئا على العقول النوابغة ومن خلال برمجتها وصولا إلى بقية الناس وما ذلك إلا بإذن الله ولحكمته (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (سورة الأنعام_129)

ومن زاوية أخرى ولتتضح الصورة نرى أن هذه التهيئة لم تتم للجهة المسيطرة إلا لكون الجهة المسيطر عليها قد استسلمت لذلك واستدرجت وبأساليب مختلفة والتي تبدأ أحيانا بوسوسة من شياطين الجن والأنس وبتوافق برمجي من طريق اليمين والخير كبداية استدراجية  لينحرف بعدها إلى طريق الشمال والشر بعد أن تحكم القيود على العقول وسواء أدركت ذلك أم لا  فقد باعت نفسها وعقلها طلبا لتحقيق شهواتها (…وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (سورة البقرة-102) )وقد كانت الجهة المسيطرة تعرف كيف تصل إلى ذلك من خلال العلم  السحري الشيطاني الذي ينتشر إلى الأفراد بالعدوى النفسية المبرمجة لأن تسكرهم و تحولهم عبيدا وبالتنويم المغناطيسي تدخلهم في جهنم (الأنا) الشيطانية وفي ظنهم أنها الفردوس والتي ماحرموها إلا لابتعادهم عن جنة (نحن )الملائكية (..وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ..) وصولا إلى السيطرة وخاصة الإعلامية الاستدراجية البرمجية العظيمة للعقول وللأجساد (. فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (سورة الأعراف-116) تلك البرمجة التي تبرمج الحياة للشعوب فتنفث في العقد الارتباطية مدخلة الفتن سلا في نظم الحياة المختلفة حتى تصبح قابلة للانهيار الموضوع أصلا وبتسلسل الدومينو ضمن نظامها فلا تحتاج بعد ذلك إلا لمن يوقظها و يؤجج نارها بعد أن برمجها وجعل الانهيار بالفتن ضمن نظامها وقادها بتعليم السحر لخدامه حتى قادوا العوام أو العبيد بسلاسل الجهل والعلم الناقص السحري ذو المنظور الفردي الأعوري الدجالي بعين واحدة, يقول الشاعر :   ومن لم يحط علما بمعنى وصورة     له فبصير العين أعمى البصيرة

           فزرع ولكن لم يفد حصد حبه      و مخض ولكن لم يفد مخض زبدة

وبذلك تقاد العقول بسحر و استرهاب ومنفعة فردية ما أنزل الله بها من سلطان على أحد وإنما هي فتنة بكليتها وأصلها من اختراع الشياطين ومعرفتهم بأبواب التغرير العامة والخاصة بكل شخص فيدخلون عليه منها وصولا إلى( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (سورة سبأ-20 ) وعلى مبدأ فرق تسد يفرقون بين المرء وزوجه وبين كل فردين أو مجموعتين ارتبطا كزوجين في عمل يكمل أحدهما الأخر ثم ما ينطبق على كل ارتباطات المجتمع اللازمة التي من خلالها تتأمن حاجات ومتطلبات حياة أفراده

وعوضا عن المحافظة على التوازن الحكيم المادي والمعنوي في بناء الأسرة وبالتالي المجتمع تتبع الاستراتيجية الفرعونية الشيطانية في إخلال هذا التوازن (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (سورة البقرة _49) و معنى ( يذبحون أبنائكم ) ستراه في هذا الزمان بالخاصة يتعدى المعنى المادي إلى المعنوي وكذلك ( يستحيون نسائكم ) يتعدى إلى أن يكون ليس فقط للإبقاء من أجل الخدمة المادية بل إلى المعنوية… وحدث ولا حرج

ثم  إن ذلك لن يكون فعالا إلا بالحصر الاقتصادي  حتى العصر والسحق  باستدراج ينسل نسلا مبتدئا  (وحسب قولهم الذي يشير إلى المسيطر الفعلي : بيدنا الاقتصاد وضع من شئت بالحكومات ) وصولا ومع إضعاف المناعة الداخلية والروابط الحقيقية الاجتماعية إلى التقاتل والحروب المادية والمعنوية ولتبدأ سلسلة الدومينو من انهيار البورصة العالمية وضياع أموال كثيرة للشعوب وللحكومات….؟؟؟!!! إلى انهيار الاقتصاد العالمي ليجهز على ما تبقى من الروابط الأممية والاجتماعية والأسرية….  ثم لينكشف في النهاية الأمر وما كان سرابا من البداية ولكن بعد فوات الأوان وإفناء الأخ لأخاه فلا يعود هناك بد من المتابعة إلى الاستسلام والعبودية الكاملة وليتضح الأمر أن السير كان على نهج يأجوج ومأجوج من قبل أن تفتح عيانا عندها يقولون (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) سورة الأنبياء

ثم ليتبين أنه قد كذب المنجمون ولو صدقوا( طبعا بالإضافة لمعنى أول أن يكون ذلك بالمصادفة ..  ثم بمعنى ثاني أنهم قد يقولون بالصدق الذي قد عرف ومن قبل شياطينهم أنه قد حدث معك أو مع غيرك في الماضي و يبدؤون به بالخاصة حتى تستسلم لسيطرتهم باطمئنان فتنوم مغناطيسيا ليتابعون بالكذب وصولا إلى إدعاء معرفة الغيب والمستقبل ) إلى معنى ثالث أن كثيرا مما صدقت توقعاتهم به لم يكن تنجيما بقدر ما كان تنظيما مبرمجا ومخطط له

ومن دراسة وردت على موقع عالم الاقتصاد والسياسي الأمريكي لاروش بعنوان : من عمليات الحرب النفسية إلى الحرب الذهنية : سيكولوجية النصر نذكر منها باختصار:وهي لفاليلي (Paul E. Vallely) الذي كان يحمل رتبة كولونيل وقائد المجموعة السابعة لعمليات الحرب النفسية في جيش الاحتياط الأمريكي يجب أن تبدأ الحرب الذهنية الاستراتيجية حالما تعتبر الحرب أمرا واقعا لا محالةويجب أن تقوم بإثارة انتباه الأمة المعادية بكل وسيلة متوفرة، كما يجب أن تضرب جنود تلك الأمة المحتملين حتى قبل أن يلبسوا بزاتهم العسكرية. ففي بيوتهم ومجتمعاتهم يكون هؤلاء الجنود أكثر عرضة للحرب الذهنية.”

ويضيف فاليلي وشريكه في تأليف الدراسة _ (مما يثير الاهتمام هو أن شريك فاليلي في كتابة الدراسة كان “قائد فريق البحث والتحليل” لعمليات الحرب النفسية الرائد مايكل أكينو Maj. Michael Aquino. قبل خمسة أعوام من توزيع هذه الدراسة، كان ضابط الاحتياط في القوات الخاصة أكينو قد أسسمعبد سيت” نسبة إلى الإله الفرعوني سيت – Temple of Set، الذي كان عبارة عن منظمة لعبادة الشيطان ) _ فيقولا : “من أجل هذا الهدف يجب أن تكون الحرب الذهنية ذات صبغة استراتيجية تلعب فيها التطبيقات التكتيكية دورا تعزيزيا وإضافيا. في سياقها الاستراتيجي يجب أن تستهدف الحرب الذهنية الأصدقاء والأعداء والمحايدين على حد سواء في كل أنحاء العالم ليس بواسطة المنشورات البدائية ومكبرات الصوت المستعملة في ساحة المعركة لأغراض الحرب النفسية ولا الجهود الضيقة والضعيفة لأدوات الحرب النفسية الألكترونية – بل عبر وسائل الإعلام التي تمتلكها الولايات المتحدة والتي لها القدرة على الوصول إلى كل الشعوب في أي مكان على وجه الأرض. وسائل الإعلام هذه هي طبعا وسائل الإعلام الالكترونية مثل التلفزة والراديو. إن آخر التطورات في مجال الاتصالات القمرصناعية وتقنيات تسجيلات الفيديو ووسائل الإرسال الإذاعي عبر الليزر والحزم البصرية سيجعل من الممكن اختراق أذهان العالم بطريقة لم تكن حتى قابلة للتصور قبل بضعة أعوام فقط………حتى تكون الحرب الذهنية فعالة فعليها أن تستهدف جميع المشاركين. فليس عليها أن تضعف العدو فحسب، بل عليها أن تقوي الولايات المتحدة أيضا. فهي تقوي الولايات المتحدة عن طريق حرمان دعاية العدو من الوصول إلى شعبنا، وأيضا بإفهام شعبنا والتشديد عليه حول الأسباب العقلانية لمصلحتنا الوطنية في شن حرب ما  .” ( انتهى الاقتباس من الدراسة )

ومن ثم نعود ثانية إلى تكملة الجواب على العنوان من جهة أخرى وهو أن العقل إن كسر التهيئة لا بل دكها ولم يكن كمبيوترا و رجع حقا لا وهما ( ولذلك بحثه في مقال قادم …) إلى فطرته السليمة سائرا على نهج وهدى الأنبياء (..وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ..) تلك الفطرة التي يستهدي بها الإنسان أن ينظر بحق من البداية  فيتقي الدخول في متاهات مظلمة تصل به إلى الإفساد وسفك الدماء ولا يستفيق منها إلا بعد فوات الأوان (ليقول يا ليتني قدمت لحياتي ومن البداية و لم أضعف أمام شهواتي التي اضطرتني أن أتبع وبتقليد أعمى ظني مستسلما لمن يحقق لها ما تريد) (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ…( 102) البقرة ) وليصبح هذا العقل متجردا ومتحررا من قيوده وبرمجته بالخاصة ويستعيذ بربه الحق مستمدا منه قوة تقويه وتنير له ولغيره الطريق لتبرمجه وغيره برمجة حقة لا باطلة وعلى نهج الكتاب الذي وضع لذلك بالحق أن يوصله إلى طريق السعادة و ليعود بدئا إلى جنته الأولى والرؤية بالأفق الأعلى  ,

 يقول الشاعر :

إذا جهل الإنسان تحقيق أمره       فكيف بتحقيق الأمور الغريبة

فيا عجبا للمرء يجهل نفسه       ويطمع في فهم المعاني البعيدة

وما موقظ من رقدة الجهل عقله       لتحصيله تكميلها مثل ميت

ثم وبالقياس الممزوج بالأنس والشوق ينطلق و يعبر منها إلى التصديق بالجنة الآخرة وليصبح هذا العقل بالإيمان التصديقي الفكري و الأنسي بالله واليوم الآخر وبنور التقوى الذي ينور له الظلمات الساحرة لطريق الحياة من أعتى الجيوش على اتقاء وصد هذه السيطرة ولو كان بدون عدة وعتاد مادي وهذا ما يخشاه شياطين الجن والإنس  (وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (سورة البقرة _103)

وأخيرا : لقد أسمعت لو ناديت حيا      ولكن ………… ….؟؟؟!!!

و أقله :  ألا هل بلغت ثم السلام

المصدر: http://www.quran4nahda.com/?p=1166

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك