التشابه بين الشعائر السماوية والوثنية

التشابه بين الشعائر السماوية والوثنية

جهاد علاونه
 

 

أغلبية الشعائر الدينية الإسلامية كانت نفسها نفس الشعائر التي يمارسها الوثنيون في مكة والحجاز وتهامة وهي كثيرة مثل الحج بكل طقوسه, فإذا كانت الشعائر الدينية من السماء فيجب عليها أولا أن لا تختلط بالشعائر الوثنية,وإذا كانت فعلا من السماء فيجب أن لا تكون متشابه مع شعائر الوثنيين,الموضوع يا أصدقائي ليس سهلا وليس بسيطا فالمسألة بجد خطيرة جدا, لماذا الشعائر السماوية المتواجدة متطابقة مع شعائر الوثنيين؟ لماذا مثلا أغلبية الشعائر الإسلامية متطابقة مع شعائر الوثنيين التي كان يمارسها الوثنيون قبل أن يظهر الإسلام على خشبة المسرح؟ ولماذا تُفتح الستارة على شعائر قادمة من السماء وشعائر من شعائر الوثنيين متطابقة مع شعائر السماويين!! يجب أن تكون الأمور مختلفة ويجب أن يكون هنالك فارق كبير بين أسلوب الحج قبل الإسلام وأسلوب الحج بعد الإسلام.. يجب أن تكون مختلفة عنها تمام الاختلاف, فلماذا مثلا نعترف اعترافا كليا بأن الدين الإسلامي دين قادم أو نزل من السماء ليخرج الناس من عبادة الأوثان إلى عبادة الله عز وجل الواحد الأحد الفرد الصمد وبنفس الوقت نجد كثيرا من السلوكيات والممارسات الدينية كانت نفسها التي يمارسها الوثنيون غير الموحدين,يجب أن نتخيل أنفسنا بأننا نشاهد فيلما سينمائيا عن الإسلام ويجب أن يجعلنا مُخرج العمل ومنتجه نشعرُ بفارقٍ كبير بين الحياة أيام الوثنيين والحياة ايام غير الوثنيين, يجب أن يشعر القارئ والمشاهد بفوارق كبيرة بين الحياتين, وطبيعة التلبية كانت سائدة عند كل قبيلة عربية مع صنمها الخاص وكانت طريقة تلبية قريش لصنمها(آساف) على هذا النحو:"لبيك اللهم لبيك,لبيك لا شريك لك إلا شريكٌ هو لك تملكه وما ملك".

هذه الإشكالية في الدين السماوي كانت قد شغلت فكر القديس(توما الإكويني) حين رفض هذا القديس أن تتناسب طبيعة الشعائر الدينية مع طبيعة الشعائر الوثنية في كل الديانات سواء أكانت يهودية أو مسيحية, وهذا الترابط الوثني مع الديانة الإسلامية يكشف لنا عن شخصية محمد(ص) بأنه رجل سياسي أكثر منه رجلا دينيا وطبيعة التشابه بين الطقوس الإسلامية والوثنية هي من أجل كسب ود بعض القبائل العربية,وهذا من منطلق سياسي مقبول جدا وبامتياز ولكن من ناحية دينية عقلانية نعتبره غير منطقي وبحاجة إلى دراسة معمقة لكي تكشف لنا هذه الظاهر عن ظواهر أخرى فيها كثير من اللبس,وإن كان الأمر معقدا جدا بين طبيعة من يعيش حياة مخضرمة يجب على الشخص المخضرم الذي عاش العصرين أن يلاحظ فارقا كبيرا بين الحياة قبل الإسلام والحياة بعد الإسلام ويجب على الشخص المخضرم أن لا يجد أي تناسب أو أي تناسق بين النسيجين الاجتماعيين,وإذا قال لك شخص بأن الحياة بعد الإسلام اختلفت كليا عن الحياة بعد الإسلام فقل له:ولماذا الشعائر الدينية هي نفسها التي كانت في الجاهلية مع فوارق بسيطة لا ترى بالعين المجردة؟ ومن المعروف جيدا أن قريش قالت عن القصص القرآني بأنه أساطير الأولين,وهذا معناه أن القصص القرآني يتشابه مع القصص الوثني من حيث المضمون وليس من حيث طريقة السرد والأسلوب فطريقة السرد طريقة مختلفة كماً ونوعاً.

ومن ناحية شرعية هنالك إجابة واضحة على طبيعة التشابه بين شريعة موسى أو نوح على اعتبار أنهما من مصدر إلهي واحد ومن الطبيعي أن تكون هنالك نقاط تشابه مثلا بين بعض الشعائر الإسلامية واليهودية,ومن ناحية علم الاجتماع فإن هذا العلم يقدم لنا إجابة أخرى علمية عن طبيعة هذا التشابه أولا بين الديانتين قبل أن نخوض بالتشابه بين اليهودية والوثنية والإسلامية والوثنية,والدين الإسلامي نشأ في مجتمع رعوي في الكثير من مسمياته وكذلك الدين اليهودي نشأ أول ما نشأ من طبيعة تفكير مجتمع رعوي في الكثير من مسمياته وهنا لا غرابة في الطقوس بين الديانتين وإن طبيعة التشابه كما يقدمها على الاجتماع والإنثربولوجي عائدة إلى طبيعة التشابه بين الأنساق الاجتماعية والنظم الاجتماعية السائدة بين الطبيعتين الرعويتين ولا غرابة أن نجد اليهودي المتدين يغطي جسم المرأة بالكامل كما يفعل المسلمون,وهذه الإجابة لا تعني بأن الديانتين من مصدر إلهي بل من مصدر اجتماعي على طريقة ما يوفره لنا علم الاجتماع من إجابة دقيقة على هذه الظاهرة وطريقة إنتاج اقتصادي وهذه الطريقة الأولى هي الأم الشرعية لطبيعة النظام الاجتماعي فالنظام الاجتماعي هو إفراز دقيق للنظام الاقتصادي وانعكاس طبيعي لطبيعة الحياة الاجتماعية المنعكسة عن طبيعة الحياة الاقتصادية.

حتى أن قِبلة المسلمين كانت في البداية إلى الغرب وهي القِبلة التي تعترف فيها اليهودية,ولكن محمد(ص) قد غير هذه القبلة كتكتيك سياسي تماما كما قبِلَ بها من الأول كتكتيك سياسي ومن هنا نجد أن طبيعة الإسلام سياسية في أكثر جوانبها وليست روحية وتحاول انتهاز الفرص بسرعة قبل فوات الأوان,أما المنطق العلمي فإنه يرفض أن تكون هنالك متشابهات بين الطُقس الوثنية وبين الطُقس أو الطقوس السماوية, أي يجب أن تكون مختلفة عنها تمام الاختلاف لأن هذا وثني وهذا سماوي,وقرأت كثيرا من الكتب التي كانت تعتبر الطقوس الوثنية من أصل سماوي واحد أي أن الحج مأخوذا عن إبراهيم أبو الأنبياء ولكن الإسلام جاء ليغير بعضا من الرواسب التي اختلطت بين الوثنية ودين إبراهيم ومن هنا عمل الإسلام واشتغل طوال حياته من أجل إحياء الدين الإبراهيمي الحنيف وتخليصه من البدع التي علُقت به طوال 1500 عام منذ ولادة إبراهيم إلى ولادة محمد والدين الإسلامي الحنيف.تماما كما يحاول اليوم السلفيون إحياء الدين الإسلامي وإنقاذه من المبتدعين وأهمهم جماعة التبليغ التي ظهرت في الآونة الأخيرة على أساس أنها خطر على طبيعة الدين الإسلامي
ولكن العلم والمنطق والدراسات العلمية التاريخية تُنفي أن يكون لإبراهيم صلة بالكعبة وبالطقوس الإسلامية ويعتبر العلم أي علم الاجتماع أن الطقوس التي كان يمارسها الوثنيون هي طقوس وثنية وليست لها أي صلة بشخص أسمه إبراهيم,وإن أغلب الطقوس الإسلامية طقوس وثنية مع تعديلات عليها في أغلب جوانبها.

ويبقى هنا السؤال قائما وهو :لماذا تتشابه الطقوس الوثنية مع الطُقس السماوية؟.

المصدر: http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=317458

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك