حوار بين الكلب وابنه
حوار بين الكلب وابنه
للكاتب: عبد الحميد
أبطال قصتنا مجرمين:
الأول: الكلب.
الثاني: الجرو.
الثالث: القاذورة (مدير مجلس المصفقين).
تبدأ قصة أبطال هذه القصة منذ عام /1970م/.
بدأت الحركة التي دمرت مجتمع الحياة عندما عين الكلب نفسه حاكماً على أمّةٍ كانت في سالف عصرها مقر الخلافة الفاتحة للعالم بهديها ومعالمها.
وتمضي الأيام وتسير سير السلحفاة ببطء، حتى يتثبت في مرابض الأرض ويشيع لمجتمعه الكلبي استلام مناصب الدولة كلها.
حتى إنّه قال قولة صدق بها وهو كاذب:
قوتان لا تقهران: قوة الله وقوة الشعب
نعم.
قال الكلب قولةً صدق بها، لكنه في المقابل هو أكبر الكاذبين.
وتمضي الأيام، وتسير، ولكن بسرعة متناهية حتى يأتي يوم إعلان وفاة الكلب.
لكن قبل إعلان وفاته عُلِمَ لمجتمع كلابه أنه كان قد مات قبل أسبوعين.
ولكن مجتمعه الأنجاس أسروا موته لتنصيب أحد جروانه.
ويأتي يوم إعلان موته واجتماع مجلس المصفقين بقيادة القاذورة.
يأتي رئيس مجلس المصفقين بإعلان الأسى والحزن على وفاة معلمه ورب نعمته كما قال الكلب الأعظم.
ويأمر مجلس المصفقين بأن يقفوا دقيقة صمتٍ ترحماً على روحه العفنة.
وبعد ذلك يأتي ابن الكلب الجرو ليقف أمام المجلس ويأمر القاذورة بتعديل الدستور الذي يقضي بتعديل عمر حاكم المجتمع ليكون مفصّلاً له.
وتم الأمر بتعديل الدستور بالإجماع في مدة لا تقل عن خمس دقائق، ليعين ويرقى إلى أعلى رتبة في المجتمع ليكون الكلب الرئيس بعد أن كان جرواً.
وتسير الأيام وتجري.....
وهاهو الكلب يأتي ابنه في المنام فيقول:
يا جروي العزيز إياك والتنازل عن ما خلفته لك ولمجتمعنا.
الجرو: ماذا تريد أن تقول أيها الوالد؟.
الكلب: أريد أن أوصل لك رسالةً مفادها: أن البلد الذي ورثتك إياه هو ملكٌ لنا ولأسيادنا وأمّنا تل أبيب.
الجرو: أعرف أن أمنا تل أبيب هي التي أرادتني في هذا المنصب، لكني لا أحب أن أكون صاحب مسؤولية.
الكلب: إياك والهروب من المسؤولية!!.
ألا تعلم يا جروي العزيز أن المكافأة التي كافأتني بها إسرائيل هي تنصيبك من بعدي؟!.
ألا تعلم أنه تم بالتنسيق مع وزير دفاعنا بأن تكون أنت الحاكم وأن ابنه من بعده وزيراً؟!.
الجرو: لماذا لم تقل لي هذا قبل موتك؟.
الكلب: سوف تتقمص روحي فأرة سوف تكون هي مرشدك من بعدي.
وأوصيك بأمك لأنها هي بوصلة نجاحك مع تعاونها مع أخوالك.
الجرو: أعرف أن علاقتك مع أخوالي غير متفقة.
الكلب: هذا كان في الظاهر، ولكن الخير كله في السر.
الجرو: قلتلي!!.
الكلب: وإذا في يومٍ من الأيام هاج عليك مجتمعك فكن أنا قدوتك عندما دمرت محافظات المجتمع في وقتٍ من الأوقات بتهمة الإرهاب.
الجرو: وكيف رح يثور المجتمع والأمور كلها بيدي ويد الجيش الذي ربيته على عقيدتنا اللا دينية.
الكلب: عليك يا جروي العزيز أن تعمل جاهداً أن لا تقدم شيئاً من الإصلاحات، ولكن إذا استطعت في يوم من الأيام أن تقدم الوعود فافعل دون تنفيذ.
واعلم أن بلاد العم سام ودبنا الأكبر معنا حتى الموت، ولو أدى هذا إلى فناء مجتمعنا بالكامل لنبقى أسياداً عليهم.
الجرو: أبتي الشعب لا يحكم إلا بالقوة والنار، ولكن إذا كان في مستقبل أيامي ما تصف، ما أفعل إذا اشتعلت البلد كلها؟.
الكلب: اقتل، أحرق، دمر، حتى يعلم الناس ما فعلته بهم سابقاً، وما تكون أنت عليه لاحقاً، لتتحقق مقولة:
الكلب خلف جرواً طلع أنجس من أبيه
الجرو: أمرك يا سيدي وتاج رأسي.
يستيقظ الجرو من منامه، ويهرول إلى أمه ليقص لها رؤياه التي منحته قوةً.
قالت له أمه الكلبة: لا تهتم عيلتي وطائفتي بتشرب مشانك الدم.
الجرو: أمي ما هذا الكلام؟.
الكلبة: لا تخف كل مجتمع الكلاب معنا، فمنهم المخطط، ومنهم القاتل، ومنهم المأجور لأجلنا.
الجرو: طمأنتيني يا أمي.
وهاهي تسير الأيام، وإذ بإحدى البلدات تثور على حكمه الظالم، بسبب تسخير مقدرات المجتمع لصالحه ولصالح عائلته وعائلة أمه.
فإذا بالمجتمع يثور، فما أن يقوم بإخمادها بمكان إلا قامت بمكانٍ آخر، حتى اجتاحت جميع أنحاء المجتمع.
الجرو في خطابٍ لعموم المجتمع: إنني سوف أكافح جميع الجراثيم.
المجتمع بجميع شرائحه يقول: الموت ولا المذلة.
تخرج عقب ذلك مستشارة الجرو مدام ثعبان لتشحذ عائلة الجرو وطائفته بالتحريض على المجتمع.
تعقد المؤتمرات ويجتمع مجلس الأمن الإنساني والأمن المجتمعي ليعطيه المهل تلو المهل حتى يقضي على جميع البلد.
وهاهو اليوم الجرو يحقق ما ارتضاه له والده من ذبح وقتل وتدمير.
الأطفال يذبحون.
الشيوخ يقتلون.
النساء يغتصبن.
المجازر ترتكب على أعين دعاة حقوق الإنسان والحريات.
وأبناء الملة واللهجة والعروبة ينظرون، فلا نامت عيونهم على ما يقدمونه بالسر والعلن.
والويل والثبور على هذا الجرو الحقير، وعلى كل من أعطاه ضوءاً أخضر في تقويض بلدٍ أعادها هو ووالده إلى العصور الوسطى.
فالموت للجرو وللكلبة ولكل من لفَّ لفه، ولكل من يتشدق بحرية الشعب ويدعمه قولاً دون فعل.
ولا أقول إلا ما قال الله تعالى:
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون