حوار بين جبير بن مطعم وبين رأس دير أهل الكتاب

حوار بين جبير بن مطعم وبين رأس دير أهل الكتاب
عن جبير بن مطعم قال:
كنت أكره أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ظننا أنهم سيقتلونه لحقت بديرٍ من الديارات، فذهب أهل الدّير إلى رأسهم، فأخبروه، فاجتمعت به، فقصصت عليه أمري،
فقال: تخافُ أن يقتلوه؟
قلت: نعم.
قال: وتعرفُ شبههُ لو رأيته مصوّراً؟
قلت: نعم.
قال: فأراه صورةً مغطّاة كأنها هو، وقال: والله لا يقتلوه، ولنقتلنّ من يريد قتله، وإنه لنبيّ، فمكثت عندهم حيناً،
وعدتُ إلى مكة، وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فتنكر لي أهل مكة،
وقالوا: هلمَّ أموالَ الصبية التي عندك استودعها أبوك،
فقلت: ما كنت لأفعلَ حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي، ولكن دعوني أذهبُ،فأدفعها إليهم،
فقالوا: إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه، فقدمت المدينة، وقد بلغ رسول الله الخبرُ فدخلتُ عليه، فقال لي فيما يقول:
«إني لأراك جائعاً هلموا طعاماً».
قلت: لا آكل خبزكَ، فإن رأيت أن آكل أكلتُ، وحدثته،
قال: «فأوفِ بعهدك».
المصدر: أخرجه الطبراني في الكبير (1609) وانظره في سير أعلام النبلاء (3/96 ـ 97).