عيسى ومحمد عليهما السلام

عيسى ومحمد عليهما السلام
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتَمِ النبيِّين ورحمةِ الله لِلعالَمِين، وعلى آلِه وصَحبِه أجمعِين، وبعد، فقد اصطفَى الله عزَّ وجلَّ سيِّدَنا محمداً وعيسى عليهما السلام في أشرَفِ أنبيائه، كما قال جلَّ جلاله: (إنَّ الله اصطفَى آدمَ ونُوحاً وآلَ إبراهيمَ وآلَ عمرانَ على العالَمِين ذُرِّيةً بعضُها مِن بعضٍ والله سَميعٌ عليمٌ). وقال جلَّ جلالُه: (أولئك الذين أنْعَمَ الله عليهم مِن النبِيِّين مِن ذُرِّيةِ آدمَ ومِمَّنْ حَمَلْنا مع نُوحٍ ومِن ذُرِّيةِ إبراهيمَ وإسرائيل)، قال ابنُ كثير رحمه الله: "اصطفى (آلَ إبراهيم)، ومنهم سيِّدُ البشرِ خاتَمُ الأنبياءِ على الإطلاقِ محمدٌ صلى الله عليه وسلم. (وآل عمران)، والمراد بعمران هذا هو والدُ مريم بنتِ عمران أم عيسى بن مريم عليه السلام". و"الذي عَنَى به مِن ذُرِّيةِ إسرائيل: موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى بن مريم".
وقد بشَّرَ عيسى عليه السلام ـ وهو آخِرُ أنبِياءِ بنِي إسرائيل ـ بخاتمِ النبيِّين وآخِرِ المرسَلِين عليه أفضلُ الصلاة والتسليم، كما قال الله عزَّ وجل: (وإذْ قال عيسى بنُ مَرْيَمَ يا بنِي إسرائيلَ إنِّي رسولُ الله إليكُم مُصَدِّقا لِما بين يدَيَّ مِن التوراةِ ومُبَشِّراً بِرَسُولٍ يأتِي مِنْ بعدِي اسْمُه أحمد فلما جاءهم بالبيِّناتِ قالوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ). وقد روى الإمامُ أحمد رحمه الله عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إني عند الله لَخاتَمُ النبيِّين وإنَّ آدمَ لَمُنجَدِلٌ في طِينَتِه، وسأنبِّئكم بأوَّلِ ذلك: دَعوةِ أبي إبراهيم وبشارةِ عيسى بي ورؤيا أمي التي رأتْ، وكذلك أُمهاتُ النبِيِّين يرين)... وقال الإمام أحمد أيضا: أخبرنا أبو النضر أخبرنا الفرج أخبرنا لقمان بن عامر قال: سمعتُ أبا أمامة قال: (قلتُ: يا رسولَ الله ما كان أولُ بدءِ أمرِك؟ قال: دعوةُ أبي إبراهيم وبشرى عيسى بي، ورأتْ أمي أنه خرجَ منها نُورٌ أضاءَتْ له قُصورُ الشامِ). قال ابنُ كثير رحمه الله: "والمرادُ أنَّ أولَ مَن نوَّهَ بِذِكْرِه وشَهَرَه في الناسِ إبراهيمُ عليه السلام، ولم يزَلْ ذِكرُه في الناسِ مذكوراً مشهوراً سائراً حتى أفصَحَ باسْمِه خاتَمُ أنبياءِ بنِي إسرائيلَ نسباً: وهو عيسى بن مريم عليه السلام؛ حيث قام في بني إسرائيل خطيباً وقال: (إنِّي رسولُ الله إليكم مُصَدِّقاً لِما بين يديَّ مِن التوراةِ ومُبشِّراً برسولٍ يأتي مِن بعدي اسْمُه أحمد)؛ ولهذا قال في هذا الحديث: (دَعْوَةُ أبي إبراهيم، وبُشْرَى عيسى بن مريم)".
وقد روى البخاري رحمه الله أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا أولَى الناسِ بابنِ مريم، والأنبياءُ أولادُ علات، ليس بينِي وبينَه نَبِيٌّ). وفي روايةٍ: (أنا أولَى الناسِ بعيسى بنِ مريم في الدنيا والآخرة، والأنبِياءُ أخوةٌ لعلات، أمهاتُهم شتَّى ودينُهم واحِد). وذكرَ كلامَ المسيحِ عليه السلام في المهدِ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (لم يتكلَّمْ في المهدِ إلا ثلاثة)، فذكرَ أوَّلَهم عيسى عليه السلام.
وقد شبَّه النبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَرتَدُّ عنه بِمَنْ ارتَدَّ عن أخيه عيسى عليه السلام مِن قبلُ، كما جاء في حديثِ ابنِ عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (تُحْشَرُون حُفاةً عُراةً غُرْلا، ثم قرأ: (كما بدأْنا أوَّلَ خَلقٍ نُعِيدُه وَعْداً علينا إنَّا كُنَّا فاعِلِين). فأولُ مَن يُكسَى إبراهيم، ثم يؤخَذُ برجالٍ من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول: أصحابي، فيقال: إنهم لم يزالُوا مُرتدَِّين على أعقابِهم منذ فارَقتَهم، فأقولُ كما قال العَبدُ الصالِحُ عيسى بن مريم: (وكنتُ عليهم شهِيداً ما دُمْتُ فيهم فلما توفَّيتَنِي كنتَ أنتَ الرقيبَ عليهم وأنتَ على كلِّ شيءٍ شهيد إنْ تعذِّبْهم فإنَّهم عِبادُك وإنْ تَغفِرْ لهم فإنك أنتَ العزيزُ الحكيم).
وقد تبرَّأ المسيحُ عليه السلام مِن كُفرِ النصارى: (وإذْ قال الله يا عيسى بنَ مريمَ أأنتَ قُلتَ للناسِ اتَّخِذُوني وأمِّيَ إلَهَيْن مِن دُونِ الله قال سبحانك ما يكونُ لي أنْ أقولَ ما ليس لي بحقٍّ إنْ كُنتُ قُلْتُهُ فقد عَلِمْتَه تعلَمُ ما في نفسي ولا أعْلَمُ ما في نفسِك إنك أنت علامُ الغيوب)، أي: "فأنتَ أعلَمُ بما صَدَرَ منِّي (إنك أنتَ عَلامُ الغُيوب). وهذا مِن كمالِ أدَبِ المسيحِ عليه الصلاة والسلام في خطابِه لربِّه؛ فلم يَقُلْ عليه السلام: ، وإنما أخبرَ بكلامٍ يَنفِي عن نَفسِه أنْ يقولَ كلَّ مقالةٍ تُنافي مَنصِبَه الشريف، وأنَّ هذا مِن الأمُورِ المحالة ونزَّهَ ربَّه عن ذلك أتَمَّ تنْزِيهٍ ورَدَّ العِلْمَ إلى عالِمِ الغَيبِ والشهادة".
وقد مَدَحَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً آمَنَ بنبيِّه عيسى عليه السلام وآمَنَ بنبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، كما روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إذا آمَنَ بعيسَى، ثم آمنَ بي؛ فله أجران). وفي روايةٍ: (ثلاثة يُؤتَوْن أجرَهم مرتين: رجلٌ مِن أهلِ الكتاب آمَنَ بنبيِّه وأدرك النبِيَّ صلى الله عليه وسلم فآمَنَ به واتبعَه وصدَّقه؛ فله أجران...). وذمَّ مَن كفرَ من اليهودِ والنصارى بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديثِ أبي هريرة عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي محمد بيده! لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ ولا نصرانِيٌّ، ثم يموتُ ولم يؤمنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلا كان مِن أصحابِ النار).
وقد بيَّنَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنه لَقِيَ ليلةَ أُسْرِيَ به مِن المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصَى المسيحَ عليه السلام في زمرةِ النبيِّين، وذكرَ صَلاتَه صلى الله عليه وسلم بالأنبياءِ عليهم السلام ولقاءَه في الأولى: آدَمَ، وفي الثانية: ابْنَيِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا. وقد رَحَّبَ عيسى عليه السلام في تلك الليلةِ المباركةِ بأخيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي بَشَّرَ به مِن قبلُ، فقال: (مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأخِ الصَّالِحِ). وذَكَرَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم صِفَةَ أخيه عيسى بن مريم عليه السلام، في حديثِ الإسراءِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى بنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاةُ فَأَمَمْتُهُمْ). وفي روايةٍ: (ولَقِيتُ عيسى؛ فنَعَتَه النبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: رَبْعة أحمر، كأنما خرج من ديماس - يعني الحمام -). وفي روايةِ ابنِ عمر رضي الله عنهما قال: قال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (رأيتُ عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحْمَرُ جعدٌ عريضُ الصدر). وفي روايةٍ: (أُرانِي الليلةَ عند الكعبة في المنام، فإذا رجلٌ آدَمُ، كأحسنَ ما يرى مِن أُدْمِ الرجال تضربُ لمته بين منكبَيه، رَجِلُ الشَّعر، يقطرُ رأسُه ماء، واضِعاً يديه على منكبَيْ رجلَين وهو يطوفُ بالبيت، فقلتُ: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيحُ بن مريم)، وفي روايةٍ: (بينما أنا نائمٌ أطُوفُ بالكعبة، فإذا رجلٌ آدَمُ سَبْطُ الشعر، يُهادَى بين رجلين، ينطفُ رأسُه ماءً ـ أو يهراقُ رأسُه ماءً ـ فقلت: من هذا؟ قالوا: ابنُ مريم).
وقد نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الغُلُوِّ فيه كغلُوِّ النصارى في المسيحِ عليه السلام؛ حتى بلغَ بهم حدَّ إشراكِ عيسى في الأُلُوهِية تعالى الله عن اتخاذِ الشريكِ والوَلَد. فقد روى البخاري رحمه الله عن عمر رضي الله عنه قال: سمعتُ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تُطْرُونِي، كما أطْرَت النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عَبْدُه، فقولوا: عبدُ الله ورسولُه).
وقد أخبرَنا النبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنُزُولِ المسيحِ عليه السلام في آخرِ الزمان، كما روى البخاري رحمه الله في (نزول عيسى بن مريم عليهما السلام) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسِي بيدِه، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فيكم ابنُ مريم حَكَماً عَدْلا؛ فيَكسِر الصليبَ، ويقتلُ الخنزير، ويضَعُ الجزية، ويفيضُ المالُ؛ حتى لا يقبلَه أحد، حتى تكونَ السجدةُ الواحدةُ خيراً من الدنيا وما فيها). ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إنْ شئتم: (وإنَّ مِن أهلِ الكِتابِ إلا لَيؤمِنَنَّ به من قبلِ مَوتِه ويومَ القيامة يكونُ عليهم شهيدا)". وفي روايةٍ أخرى: (كيف أنتُم إذا نزلَ ابنُ مريم فيكم، وإمامُكم منكم؟).
وروى مسلم رحمه الله في (باب نزولِ عيسى بنِ مريم حاكِماً بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم) حديثَ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيدِه! لَيُوشِكَنَّ أنْ ينزلَ فيكم ابنُ مريم صلى الله عليه وسلم حَكَماً مُقسِطاً؛ فيَكسِرُ الصَّليب، ويقتلُ الخنزير، ويضَعُ الجزية، ويفيضُ المال حتى لا يقبلَه أحدٌ). وفي روايةِ ابنِ عُيَينة (إماماً مُقسِطا وحكماً عَدْلا). وفي رواية يونس (حَكَما عادِلا) ولم يذكر (إماماً مُقْسِطا). وفي حديث صالح (حَكَما مُقسِطا) كما قال الليث. وفي حديثه من الزيادة (وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها). ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: (وإنَّ مِن أهلِ الكتابِ إلا ليؤمنن به قبلَ موتِه) .
وقد أخبَرَنا نبيُّنا الكريمُ أنَّ عيسى عليه السلام يعتَذِرُ عن الشفاعةِ في العالَمِين يومَ الدِّين؛ لأجلِ أنه عُبِدَ مِن دُون الله، وأحالَ الشفاعةَ على أخيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، كما روى الترمذي رحمه الله عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيِّدُ وَلدِ آدم يومَ القيامة ولا فخرَ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما مِن نبِيٍّ يومَئذ ـ آدم فمن سواه ـ إلا تحت لوائي، وأنا أولُ من تنشَقُّ عنه الأرض ولا فخر، قال: فيفزعُ الناسُ ثلاثَ فزعات؛ فيأتُون آدمَ فيقولُون: أنت أبونا آدمُ؛ فاشفَعْ لنا إلى ربِّك! فيقولُ: إني أذنَبتُ ذنباً أُهْبِطْتُ منه إلى الأرض؛ ولكن ائتُوا نُوحاً، فيأتُون نُوحاً فيقول: إني دَعوتُ على أهلِ الأرضِ دعوةً؛ فأُهلِكُوا، ولكن اذهَبُوا إلى إبراهيم. فيأتُون إبراهيمَ فيقولُ: إنِّي كذَبتُ ثلاثَ كذبات، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما منها كِذبةٌ إلا ما حَلَّ بها عن دينِ الله، ولكن ائتُوا موسى. فيأتون موسى فيقول: إني قد قتلتُ نفساً؛ ولكن ائتُوا عيسى. فيأتُون عيسى فيقول: إنِّي عُبِدْتُ مِن دُونِ الله؛ ولكن ائتُوا محمدا؛ قال: فيأتوننِي، فأنطلِقُ معهم، فآخذ بحلقةِ بابِ الجنة فأقَعْقِعُها فيُقال: من هذا؟ فيقال: محمد؛ فيفتحُون لي ويُرَحِّبُون، فيقولون: مرحبا! فأخِرُّ ساجِداً؛ فيُلْهِمُنِي الله مِن الثناءِ والحمدِ؛ فيُقال لي: ارفَعْ رأسَك سَلْ تُعْطَ واشفَعْ تُشَفَّعْ وقلْ يُسْمَعْ لقولِك! وهو المقامُ المحمودُ الذي قال الله: (عسَى أنْ يبعثَك ربُّك مَقاماً محموداً)).
وكما أنَّ رسولَنا الأمينَ صلى الله عليه وسلم سيِّدُ العظماء في الآخرة؛ فقد اختارَه العُقَلاءُ الْمُنْصِفُون؛ ليكونَ سيِّدَ العُظَماءِ في الدنيا كما صنَعَ (مايكل هارت) في كتابِه (الخالدون مائة) فقال: "إنَّ اختِياري لـ(محمدٍ)؛ ليأتِيَ في المرتبةِ الأُولَى مِن قائمةِ أكثَرِ أشخاصِ العالَمِ تأثيراً في البشرية؛ قد يُدْهِشُ بعضَ القُرَّاء، وقد يعترضُ عليه البعضُ؛ ولكنه كان الرجلَ الوَحِيدَ في التاريخ الذي حقَّقَ نجاحاً بارِزاً على كلٍّ من المستوَى الدِّينِي والدُّنيَوِي".
وأختِمُ الحديثَ عن الرُّسلِ والرسالات بالانتِقالِ من الكلام عن (عيسى ومحمد عليهما السلام) إلى الكلامِ عن (تكامُلُ الرسالات وخَتْمُ النُّبُوات). وهو موضوعُنا القادم إن شاء الله.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
--------------------------------------------------------------------------------
آل عمران 33-34.
مريم 58.
تفسير ابن كثير 1/359.
تفسير ابن كثير 3/127-128.
الصف 6.
تفسير ابن كثير 1/185.
صحيح البخاري، حديث 3258.
صحيح البخاري، حديث 3259.
صحيح البخاري حديث 3253. الحديث بتمامِه: (لم يتكلَّمْ في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج، كان يصلي، جاءته أمه فدعته، فقال: أجيبها أو أصلي، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته، فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى، فأتت راعيا فأمكنته من نفسها، فولدت غلاما، فقالت: من جريج، فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام، فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب؟ قال: لا، إلا من طين. وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر بها رجلٌ راكبٌ ذو شارة، فقالت: اللهم اجعَلْ ابنِي مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه - قال أبو هريرة: كأني أنظرُ إلى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم يمصُّ إصبعَه - ثم مرَّ بأمة، فقالت: اللهم لا تجعل ابنِي مثل هذه، فترك ثديها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت: لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون: سرقت، زنيت، ولم تفعل).
صحيح البخاري، حديث 3263. وجاء في آخر هذا الحديث: قال محمد بن يوسف: ذكر عن أبي عبد الله، عن قبيصة قال: هم المرتدُّون الذين ارتدُّوا على عهدِ أبي بكر، فقاتلَهم أبي بكر رضي الله عنه.
المائدة 116.
تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص249.
صحيح البخاري، حديث 3262.
بقية الحديث: (وعبدٌ مملوكٌ أدَّى حقَّ الله تعالى وحقَّ سيِّدِه؛ فله أجران. ورجلٌ كانت له أمَة فغذاها فأحسنَ غذاءها. ثم أدَّبَها فأحسَنَ أدَبَها. ثم أعتقها وتزوَّجها؛ فله أجران).
صحيح مسلم، حديث 153.
صحيح مسلم، حديث 172.
صحيح البخاري حديث 3254.
صحيح البخاري، حديث3255.
صحيح البخاري، حديث 3256-3257.
صحيح البخاري، حديث 3261.
صحيح البخاري، حديث3264.
صحيح البخاري، حديث 3265.
صحيح مسلم، حديث 154.
الإسراء 79.
سنن الترمذي 1/308، حديث 3148، وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الخالدون مائة ص 33 لمايكل هارت (تصنيف لأكثر الأشخاص تأثيراً في التاريخ)، نيويورك شركة هارت للنشر سنة 1978. نقلا عن الرسول الأعظم لأحمد ديدات ص 38.