الثمرات الخبيثة لحوار الأديان

الثمرات الخبيثة لحوار الأديان

 ياسر عثمان جادالله

 

من الثمرات الخبيثة لمخطط حوار الأديان ما حدث بعد المؤتمر الذي تلى المؤتمر الأول في أبريل 1993م والذي انعقد أيضا في الخرطوم في 1995م. هذا الحدث الفريد الذي أكّد الأصابع الماسونية التي تنسج خيوط المؤامرة والذي لم يحدث مثله حتى في معاقل الماسونية ومراكزها العالمية، ألا وهو ذلك المعسكر الذي جمع خمسة عشر شاب صليبي مع نفس العدد من الشباب الذي سُمّي بأنه مسلم..بمعنى حملة للمعسكرين في هذا المعسكر التاريخي ثلاثون شابا قضوا فترة شهر معا.. أتدرون أين انعقد هذا المعسكر التاريخي؟ انعقد في ***موضعين (المسجد والكنيسة) ؟؟!! وقسّمت فترة المعسكرين بالتساوي في رص تام على العدل والإنصاف والمساواة والتعايش !!!

وللمعسكر برنامج محاضرات وحوارات وزيارات، وبدون أدنى شك الصلوات والنشاط الروحي كما أسماه المنظمون لهذا العمل الشيطاني، من أجل تحقيق التعايش، وخمسة عشر يوما في الكنيسة لمسلم يسمع الكفر الصريح والتراتيل والترانيم الشركية وتحضير الصلوات، وتباريك القديسين.. من أين استحل هؤلاء الوقوع فيها ودعوة غيرهم للمشاركة فيها؟؟ والذين علموا ذلك ممن يسمون علماء المسلمين، وأعلم من أكابرهم مَن لن يستطيع أن يقول إنه لم يسمع بذلك، وليس لمخرج له عدم السمع لأنه إن لم يسمع فتلك مصيبة وإن سمع فالمصيبة أعظم.. ألم يسمع هؤلاء جميعا قول الحق تبارك وتعالى (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا. وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) النساء آيات 138-140

والأدهى والأَمَر أن من يجلس في الكنيسة هذه لمدة مهما تكن نيته فقد عظّم وقدّس ما يعظمه الكفار ويقدسونه، ولست أدري ما علاقة ذلك بالحوار والتعايش، هل من مقتضيات الحوار والتعايش مشاركة الكفار تقديس مقدساتهم ؟؟!!

هل من لوازم التعايش محو الفوارق الأساسية بيننا وبينهم، وتمييع الحدود الشرعية الفاصلة في ديننا والمانعة من مثل هذا العمل ؟؟ أم أن المراد أصلا محو تلك الفوارق وتمييع ثوابت العقيدة ؟؟

والعجب من أولئك المتخذلقين الذين يستدلون بأدلة لا تسعفهم كدخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الكنيسة عند فتح بيت القدس، والخلاف الفقهي حول حكم الصلاة في الكنيسة (المقصود صلاة المسلمين بالطبع) هل هي جائزة في الكنيسة أم لا، وربما استدلوا بعهد عمر رضي الله عنه في الوثيقة العمرية بإلزام النصارى استضافة المسلم المسافر إذا نزل بالكنيسة لثلاث ليال وذلك رغما عن عدم تسليمهم بها.. وبدون الرد والتعليق على هذه السخافات والاستدلالات الباطلة لإباحة عمل خبيث مثل هذا فإن مجرد التفكير في التبرير يدل على أن بعض أدعياء العلم أو علماء السوء ممن يشاركون في هذه المؤتمرات يقفون وراء هذا العمل خبيث ... !!! و أما دخول الكافر المقيم على فكره إلى المسجد والمكث فيه والمبيت فيه أداء تراتيله الشركية وتراينمه اللاهوتية، ومعه كتب الكفر والإنجيل المحرف فمن الذي أباح لهم ذلك ؟؟ و أي مسجد هذا الذي يستضيف لمدة خمسة عشر يوما هذا الجمع من الشباب الصليبي الكافر ؟؟ لقد حرم الله تعالى على الكفار دخول البلد الحرام (مكة والمدينة) وهي كلها مسجد وسبب ذلك لكونهم نجس (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا و إن خفتم عيْلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم) التوبة 28، وإذا كان الجُنُب والحائض لا يجوز لهم المكث ولا المبيت بالمسجد وهم مسلمون فكيف أباح هؤلاء هذا الخبث والنجس في بيوت الله ؟؟ .

ألم يسمعوا لقول الحق جل وعلا :(ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون. إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) سورة التوبة آيات 17-18

 

المصدر: http://www.meshkat.net/node/12646

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك