الإساءة للأديان كظاهرة غربية متنامية لماذا ولأي هدف؟

الإساءة للأديان كظاهرة غربية متنامية لماذا ولأي هدف؟

 

خاص : سودان سفاري

دونت نيابة الخرطوم شمال - الأحد الماضي – دعوي جنائية تحت المادة (125) من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م في مواجهة معلمة بريطانية الجنسية تُدعي جوليان إتهمتها فيها بالإساءة للعقيدة الإسلامية إثر قيامها بكتابة إسم الرسول (ص) علي دمية شكل دب أرسلتها لأولياء أمور التلاميذ مشفوعة بخطاب فيه دعوة بأنها تزمع زيارتهم . الدعوي الجنائية ، قامت بفتحها وزارة التربية والتعليم ، لعد أن وجدت استنكاراً واسعاً وغضباً مضرياً من أولياء أمور الطلاب .
وفيما تصاعدت احتجاجات أولياء الأمور علي هذا السلوك الغريب والمستهجن فقد واصلت النيابة إجراءاتها ، وألقت القبض علي المعلمة المتهمة ويجري التحقيق معها الآن فيما هو منسوب إليها . والحادثة ، لا شك أنها جسيمة وغير مبررة ، من أي زاوية نظرت إليها ، ذلك أن قضية الإساءة إلي الدين الإسلامي ، والنبي محمد (ص) علي وجه الخصوص أصبحت في السنوات الأخيرة جزء من نمط غربي ، يبدو وكأنه مخطّط له ومقصود ، إذ لم تبارح الأذهان بعد ، القضية الأكثر شهرة التي ذاع صيتها العام الماضي في أروبا ، حينما أسيئ للرسول (ص) بواسطة أحد الجهات هناك .وأحدث دوياً هائلاً في كافة أرجاء العالم الإسلامي ثم تلتها صناعة منتجات تتعمّد الجهات المصنّعة لها علي إهانة بعض المقدسات الإسلامية فيها مثل زجاجات الخمر التي ضبطت قبل أشهر وعليها صور لمآذن مساجد ، وغيرها من التصرفات والسلوكيات التي كان قد ابتدرها منذ سنوات الكاتب الروائي سليمان رشدي والذي وجد حماية في بريطانيا ، وظل متخفياً هناك بعد أن أهدر الإمام الخميني وقتها دمه .
إذن هذه الحوادث اتخذت شكل الظاهرة المتعمدة ، وهي بهذه الصفة أصبحت وسيلة من الوسائل العديدة المعروفة التي يراد بها الحط من شأن الدين الإسلامي والإستهزاء برموزه ومقدساته إمعاناً في الإستهانة بالمسلمين والتعريض بهم ولو لم يكن الأمر كذلك ، فإن أحداً ليس في وسعه تبرير هذا السلوك في الوقت الذي يدّعي الغربيون جميعهم بأن لديهم إحترام تام للمعتقدات والأديان كافة ، ضمن إطار تعاطيهم للحرية والديمقراطية ، كما أن المساس بالمقدسات والمعتقدات أصبح محصوراً فقط علي الدين الإسلامي في الوقت الذي يشهد فيه هؤلاء الغربيين جميعاً ، أن المسلمين علي كثرتهم وغلبة انتشار دينهم ، لا يتعرضون مطلقاً ولا يسيئون للديانات الأخرى ، حتي تلك الديانات التي ابتدعها بعضهم بأنفسهم ولم ينزل الله بها من سلطان . ولعل الأمر الأكثر أسفاً ويستدعي التشديد في معاقبة الجانية في هذه الحادثة ، هو أنها معلماً ، وتعلم أكثر من غيرها أن الأديان والمعتقدات ليست محلاً مطلقاً للتلاعب والإستهزاء ، وأنها كونها أجنبية ، وتعمل في بلد مسلم ، من المفترض أن تراعي فيه قيمه وتقاليده .
وعلي أية حال فإن هذا الإتجاه نحو توجيه الشتم والحط من المقدسات الدينية لا يعدو كونه تخلّفاً حضارياً ، وثقافياً يقع الغرب فيه رغم افتخاره وتظاهره بالحضارة والتقدم!!

المصدر: http://www.meshkat.net/node/12806

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك