التمدد الشيعي في العالم الإسلامي وفى الشام المباركة
التمدد الشيعي في العالم الإسلامي وفى الشام المباركة
يا أبناء عائشة
أمكم تناديكم
النداء الثاني - إبراهيم عمر
وأداً للفتنة
كيف نواجه
التمدد الشيعي في العالم الإسلامي
وفي الشام المبارك؟
نائم من سيزعم أن الفتنة نائمة. كأس الفتنة يدار علينا في كل قطر من أقطار الإسلام. ما قابلت مسلماً من شرق أو من غرب إلا وحدثني عن أقدام الفتنة الهمجية. إنهم يدخلون علينا من كل الأبواب. تعربد الفتنة اليوم في العراق وفي الشام وفي لبنان. الذين تحدثوا على شاشات الفضائيات عن التوقف عن تعميم حالة العراق قصدوا أن يسلم المسلم العراقي إلى السكين الأمريكي والإيراني والشيعي. أرادوا بعمائمهم السوداء من غير سواد!! أن يتهربوا من تحمل مسؤولياتهم جراء ما ينفذه خامنئي والسيستاني وبشار الأسد وحسن نصرالله. حلف واحد متين لم نكن نريد أن نشير إليه لولا أن السيل قد بلغ الزبى.
لم تعد حركة الحملة التبشيرية الشيعية التي تقودها هيئة مركزية في طهران أو في قم لإحداث تغيير مذهبي سكاني في العالم الإسلامي، انطلاقاً إلى أهداف استراتيجية تسعى إليها إيران؛ تخفى على أحد.
إيران اليوم تحلم بأن تكون الجمهورية العظمى في المنطقة. وتعتبر الامتداد المذهبي أحد وسائلها. حركة المد هذه لا توفر قطراً إسلامياً من اندونيسيا وماليزيا في أقصى الشرق، إلى اليمن والسودان في أقصى الجنوب، إلى جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية في الشمال الشرقي، إلى مصر الشام ودول الخليج في قلب العالم العربي والإسلامي.
التبشير المذهبي مداخله ووسائله
بعيداً عن المراء والجدل مع المنافقين أو المتملقين أو الخاضعة رقابهم لإرادة أصحاب السلطان أينما كانوا يستطيع أي مبصر ولو كان على بصره بعض الغشاوة أن يبصر بوضوح شبح (الرفض) يجوس خلال الديار، ينتقص من الإسلام عقيدة وتاريخاً ورجالاً..
والمدخل الأساس لهذ الشبح اعتراض ظاهري كلامي للسياسات الأمريكية. حيث يتحرك المبشرون الشيعة في عالمنا الإسلامي في ظل وهم اسمه المقاومة ينشئها الإعلام السياسي المعترض للسياسات الأمريكية، والمتحدي للوجود الصهيوني، وادعاء دعم حركات المقاومة في فلسطين، وممارستها عملياً في لبنان.
المهاجرون العراقيون والسياح الإيرانيون
يشكل الشيعة العراقيون المهاجرون، وكذلك السياح الإيرانيون من زوار المشاهد والمزارات زحفاً بشرياً كثيفاً يحمل عقائد المذهب وطروحاته، كما يشكل وسطاً تروج من خلاله وبه الأفكار والعقائد المذهبية.
المشاهد والمزارات نقاط ارتكاز
إحياء المزارات القديمة والانفاق عليها وإنشاء الحوزات التابعة لها، وكذلك اختراع مزارات جديدة تشكل نقاط ارتكاز، أو مستوطنات شيعية تفرض حضورها على الوسط السني. إنها أشبه بالمستعمرات التي سيكون لها ما بعدها في تمزيق مجتمعاتنا وتفتيت وحدتها.
الاحتفالات والمهرجانات في المناسبات الشيعية
يصر الشيعة المتواجدون بين ظهرانينا وهم قلة قليلة حتى الآن على إحياء الذكريات والمناسبات الشيعية ودعوة أهل السنة إليها لترويج عقائدهم وأفكارهم. بعض المناسبات قد يكون مشتركاً، وبعضها قد يكون خاصاً بالشيعة: كيوم عاشوراء على طريقتهم بوصفه يوماً للطم والندب. ويوم عيد غدير خم وهو يوم كثر السؤال عنه في مدينتنا في حلب حيث لم يكن الناس قد سمعوا به من قبل وقصر أهل العلم في بيان حقيقة هذا اليوم وحقيقة ما جرى فيه.
الغطاء السياسي للمبشرين الشيعة: حب آل البيت
الحديث عن آل البيت وفضلهم ومظلوميتهم هو أساس الدعوة الشيعية. وهو بالتالي جسر إلى انتقاد الصحابة، والطعن فيهم، وأ،هم ظلموا سيدنا علياً وأكثر تشنيعهم على سيدنا عمر رضي الله عنه وعلى سيدنا عثمان وعلى أمنا عائشة. وهم كذلك يشنعون على جيل الصحابة أجمع لكي يسقطوا الحديث الشريف من أصول التشريع ويعودوا بالشريعة إلى أهوائهم في أحاديث من يسمونهم أهل الحكمة من أمثال أفلاطون وأرسطو.
الحوزات العلمية
وكذلك يصر الشيعة في مستوطناتهم الجديدة على بناء حوزات علمية. ونصب مرجعيات ليؤكدوا نوعاً من الاستقلال الذاتي في الفتوى وفي قيادة التجمعات. وهم إن اضطرهم الحال إلى الصلاة خلف أهل السنة صلوا تقية ثم أعادوا صلاتهم فيما بعد لأنهم كما صرح كبيرهم في العراق السيستاني يعتقدون أن جميع المذاهب الإسلامية ما عدا مذهبهم هي من المذاهب الباطلة.
الأنشطة الثقافية
ولا يفتأ المبشرون الشيعة يفتعلون المناسبات لكي يقوموا بأنشطة ثقافية ظاهرها العلم والمعرفة وباطنها الرفض والتعصب فيلقون المحاضرات، ويعقدون الندوات، ويقومون بنشر الكتب التي تخدم مذهبهم ويوزعونها مجاناً على أبواب المساجد ويخلطون فيها قضايا السياسة المعاصرة بقضايا المذهب، كما يقومون بنسخ وتوزيع الأشرطة التسجيل الخ..
الاغراءات العلمية
الاغراء بالمنح الدراسية في قم وطهران ولا سيما في مرحلة الدراسات العليا لبعض من بقع عليه الاختيار ممن يتوسمون فيه المكانة العلمية أو الاجتماعية. وهم بتعاونهم مع السلطات السورية يقدمون من يتعاونون معهم ويسندون إليهم المناصب والوظائف كما فعلوا مع المفتي العام ومع غيره من المخاتلين والمهادنين.
الإغراءات الاقتصادية
ولا يتورع المبشرون الشيعة بشراء ذمم الناس لنقلهم إلى مذهبهم إما بالدفع المباشر، أو بتسهيل بعض الأعمال والأنشطة التجارية أو الرسمية. ويركزون في ذلك على الوجهاء والزعماء وشيوخ العشائر ولا سيما في منطقة الجزيرة باعتبارها امتداداً للحالة العراقية للسيطرة على أتباع هؤلاء الشيوخ أو الوجهاء.
الفتاوى الرخيصة
ويتفنن مبشرو الشيعة بتقديم الفتاوى الرخيصة لأصحاب الأهواء والشهوات فيدخلون على كل إنسان من نافذة هواه ويسهلون له ما يشتهي ويحلون له ما حرم الله افتراء عليه وهم أطوع ما يكونون في قضايا النساء والأعراض ولا سيما فيما يختص بنكاح المتعة، وتسهيل أدواته ووسائله وظروفه وبيئته. وهذا ما يحدث بالضبط في المستوطنات الشيعية، أو في منازل الشيعة التي يتجمعون فيها. وهم يخالفون في ممارسة هذه الفواحش المبينة الظاهرة حتى قواعد مذهبهم في نكاح المتعة فلهذا النكاح في كتبهم الأساسية المعتمدة شروط لا يلتزمون بواحد منها مما يجعل ما يجري في الواقع فاحشة ومقتاً وساء سبيلا.
النفاق والتقية
وهم في تدسسهم للعامة من المسلمين يكثرون في البدايات من الحديث عن الإخوة الإسلامية، ويحذرون من التهديدات الخارجية، التي كانوا العامل الأول في جلبها إلى المنطقة والتي يثبت واقع العراق وواقع أفغانستان أنهم غارقون فيها حتى آذانهم.
سيل من الفضائيات
تتلقى لواقط الفضائيات سيلاً من الأحاديث والصور والندوات والمحاضرات والتفسير المزيف للقرآن الكريم أو لأحداث السيرة التي تبشر بالمذهب الشيعي مباشرة وتتهجم على عقائد المسلمين وتاريخهم ورجال الإسلام بمن فيهم الصحابة أو بشكل غير مباشر بادعاء الانفتاح والاعتدال.
الموقف الذي لا بد منه
أمر له ما بعده
إن هذا التبشير المذهبي الشيعي بمظاهره وعناوينه وأدواته وينشر الضلال والزيغ بين المسلمين، فيفتنهم عن دينهم وعن معتقداتهم ولا سيما العامة منهم وقد نص أهل العلم على أنه يجب على أولي الأمر من أصحاب السلطان أو من العلماء حماية عقائد العامة من ضلالات أصحاب البدع والأهواء فإن لم يكن مذهب الرافضة مذهب بدعة وهوى فماذا يكون ؟! كما أن نشر هذا المذهب يراد منه إحداث ثغرة واسعة في بنياننا البشري ليكون رأس جسر يستنجد في الغد القريب النصرة من الأمريكان أو من غير الأمريكان كما هو شأنهم دائماً في التاريخ!!
نؤمن أن الواجب الشرعي وحده كفيل باستنفارنا للدفاع عما نعتقده الحق في مواجهة البدعة والزيغ والضلال. فكيف إذا انضم إلى هذا الواجب الشرعي أسباب ودواع سياسية؟
أقترح في هذا النداء أن يكف المسلمون في موقفهم عن الجدل العقيم: هل الشيعة مسلمون أو غير مسلمين؟ إن اشتراكنا مع الشيعة في الأصل الإسلامي العام، وكونهم يصلون معنا إلى قبلة واحدة ينبغي أن يكون مدخلاً للتنسيق والتعاون لا للفساد والسيطرة والعدوان. في المقام الذي نحن فيه يتضح للمنصفين أننا لسنا الذين يفتحون المعركة أو يدعون إلى فتحها، وقطعاً للجاجة التي نسمعها من بعض البلهاء ندعو إلى توجيه أي كلام وعظي في هذا السياق إلى الآخرين وليس إلينا.
وكذا فإن تمسكنا بصحة الانتماء الديني لجمهور الشيعة، وإصرارنا على الاعتراف بهم كمكون من مكونات الدائرة الإسلامية، لا يعني الغفلة عن الثغرة التي يمكن أن يحدثوها في عقائدنا وبين عامتنا. نحن منذ قرن في صراع مع العلمانيين والشيوعيين والبعثيين، وكثير منهم يقر بالشهادتين، أو يقيم بعض أركان الإسلام، ومع ذلك فلم يعترض علينا أحد بأننا نخوض صراعاً ضد مسلمين!!
الأهداف الخفية للتبشير المذهبي
تدرك عين البصير أن للمخطط الذي نواجهه أهدافاً غير الانتصار لأهل البيت، أو الدفاع عن مظلوميتهم. وأن هناك أهدافاً وحيثيات كثيرة حركت أرباب المذهب في هذه الظروف الصعبة استغلالاً لحالة القلق التي نشأت عن الاحتلال الأمريكي للعراق وانتشار الخوف والتردد بين أبناء الأمة. ومن هذه الأهداف والحيثيات نذكر ما يسعفنا به المقام والجهد:
هناك جمهورية كبيرة في منطقتنا الإسلامية تلح عليها أحلام امبراطورية تاريخية. معززة برؤية مذهبية ناقمة وإمكانات مادية كبيرة. تسعى هذه الجمهورية إلى مد سلطانها وبسط نفوذها عبر مخططين للاستلحاق أو الابتلاع الذي تهدد به اليوم أقطاراً مثل البحرين ولبنان وسورية واليمن. أو بسط النفوذ عن طريق استثمار الوجود البشري، أو زرع الموقوتات في البنية السكانية والدولة الإسلامية بامتلاك (أدوات التثوير) التي ستبقى طيعة دائماً لأوامر المرجعيات في طهران.
هذه الجمهورية الكبرى بأحلامها وأمانيها هي جمهورية براغماتية إلى درجة تتجاوز ما يظن في كيان يرفع شعار الإسلام. فمع الشعارات المترددة كل يوم جمعة (الموت لأمريكا) تتواطئ هذه الجمهورية مع الأمريكان على احتلال أفغانستان ثم احتلال العراق، ثم تهادن هذا الاحتلال في أفغانستان وفي العراق!! حتى الآن لم نسمع من أحمد نجاد ولا من حسن نصرالله أي إدانة لهذا التحالف أو لهذه المهادنة التي تجري هناك. وحين هرع الكثير من المسلمين إلى إعلان التأييد لحسن نصرالله، لم يستنكر أحد منهم بالمقابل على السيستاني والحكيم ما يقومان به ليتوازن التصور أمام عامة المسلمين. رجل كبير المقام في عالم الدعوة إلى الإسلام أعلن أنه مع حسن نصرالله قلباً وقالباً وأعلن أنه مستعد لتزويده بعشرة آلاف مقاتل لا نريد أن ندخل معه لجاجة شرعية في صحة موقفه الاجتهادي هذا ولكن هل سمع منه أحد كلمة واحدة في إدانة موقف السيستاني وأتباعه أو في استنكار ما يجري في العراق. هل أخبره أحد أنه بالمقام الذي يحتله كان فتنة على الكثير من عامة المسلمين.
اعتدنا أن نسمع الكثير عن تهديدات المشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني الإسرائيلي واستغلالاً لردة الفعل التلقائية التي يبديها أي مسلم ضد هذا المشروع يحشر المسلمون مباشرة في خيار أن يكونوا مع من يظن أنه الطرف المقابل أو المقاوم.
بوضفنا المسلمين الذين جعلنا الله الأمة الوسط لا نقبل أن نضيع بين إرادتين إرادة الأمريكيين واليهود وإرادة المبتدعة وأهل الضلال. يجب على أهل العلم من المسلمين أن يقوموا بالتحديد الدقيق للموقف الوسط الذي تفترضه شريعة الإسلام. هذا الموقف المتميز بعمومه وخصوصياته. والذي يعتبر وحدة /أهل القبلة/ على طريقتنا وفي إطار فهمنا أساسية أولية فيه.
ثم علينا أن نتنبه عند إجراء المقارنة بين الخطرين الداهمين إلى حيثيات أخرى في ثنايا هذه المقارنة. علينا أن نتبين بوضوح الفرق بين الداء (الخفي) والداء (الجلي) أو العلة الظاهرة والعلة الباطنة. فلا أحد من الخاصة أو من العامة من أبناء أمتنا تخفى عليه أبعاد المشروع الأمريكي والصهيوني ومخاطره. ولا يجادل في ذلك إلا من في قلبه مرض من العملاء الذين باعوا أنفسهم لأعداء الأمة، بينما هناك جدل كثير، وهناك غرور كبير، وهناك حالة من الشك تعتور الكثيرين حول خطورة الداء الخفي!! وهذا ما يجب على أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتموه (من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة)
من حيثية أخرى على أهل العلم أن يبينوا الفرق بين المفسدة السياسية أو العسكرية التي تلامس الوجود السطحي للأمة ولا تتغلغل إلى بنيانها الداخلي، وبين المفسدة العقائدية والدينية التي تصبح في كثير من الأحيان لازماً من لوازم الأجيال تنتقل من جيل إلى جيل. والتي تخلف بثوراً في وجه الأمة وتدخل الخلل على العقائد وعلى السلوكيات وتدق المداميك وترشح الأمة المسلمة للتفجر على طريقة ما يحدث في العراق كلما هبت ريح نتنة للفتنة ودعاتها.
كل الوجود الصهيوني يمكن أن يلحق بالوجود الصليبي الذي كانت له صولة وجولة في زمن مضى. ويمكن لبعض الأسباب الاقتصادية الداخلية أن تنهار في الغد الولايات المتحدة كما انهار بالأمس الاتحاد السوفييتي. أما التغير في عقائد الناس ولو بزراعة مستوطنة بتعداد ألف نسمة فإنه يبقى ندباً في البنية العامة لا يمكن تجاوزه أو تجميله.
ستكون لدينا مشكلة أقلية جديدة في قطر، أو ستعزز أقلية موجودة في قطر آخر. وستكون هذه الأقليات مرتبطة بالخارج ليس بإيران وحدها، وإنما من وراء إيران كل القوى الساعية للسيطرة أو التدخل.
الأقليات في النظام العالمي الجديد جسر للعبور وأداة للتفتيت والتهشيم والتهميش ومحو الهوية الإسلامية الأساسية.
من الضروري لأهل العلم أن يستحضروا هذه الحيثيات عند دراسة خطورة الزحف الشيعي على أمة الإسلام والتفكير بطريقة مواجهته.
كيف نواجه
أولاً: على أهل العلم أن يلتزموا في خطابهم الإسلامي الفقهي والوعظي في المساجد وعلى المنابر وفي المحاضرات والمقالات عند الحديث عن الشيعة بالأصل الإسلامي (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فيعطوا حقهم من أنهم مسلمون موحدون من أهل القبلة. يجمعنا وإياهم الأصل الإسلامي العام. ويتجنب المتحدثون في هذا المقام ما استطاعوا تزيين عقائد الشيعة أو تسويغ ما هم عليه من ضلالة أو فسق أو بدعة.
ثانياً: لا يجوز نبز جمهور الشيعة والإيرانيين منهم بشكل خاص بأنهم (فرس) أو (مجوس) أو إلى ما هنالك من ألقاب وألفاظ التوهين فإن هذا من العصبية المنتنة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فالعرب والفرس والكرد والترك والهنود وكل الآدميين مكرمون بكرامة الخلق الأولي والمسلمون منهم لهم حق الإسلام من الرعاية والخصوصية. ونشدد في هذا المقام على عدم جواز نبذهم بأنهم مجوس كيف وقد هداهم الله إلى الإسلام فأقروا بالشهادتين وصلوا إلى القبلة.
ثالثاً: حيثما سمح المقام، ينبغي على أهل العلم أن يقوموا بدور التوعية الشرعية في المساجد وعلى المنابر وفي الندوات والمحاضرات والمقالات والمقابلات يبينون من خلالها أن الشيعة أهل ضلال وفسق وبدعة وخرافات وخروج عن منهج الله تعالى وزيغ وانحراف. ويتم التركيز على أصول عقائدهم المنحرفة وفروعها ما يستظهرونه ويعلنونه وما يستترون به ويخفونه وتذكر بوضوح الأمور /المكفرة/ وتنسب إلى بعضهم ويؤكد أن من قال بهذا القول منهم فهو كافر خارج من الملة. وذلك مثل القول بمصحف فاطمة، أو بأن القرآن قد دخل عليه التحريف من زيادة أو نقص، أو بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما أنزل إليه بشأن علي سياسة أو خوفاً كما يزعمون، وكذلك كل من يرمي أمنا عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه وتذكر هذه المكفرات الشنيعة مع ذم أهلها والتشنيع عليهم والوقيعة فيهم في حدود أدب الإسلام العام.
رابعاً: في الأصول
ينبغي على أهل العلم أن يبينوا لعامة المسلمين ولخاصتهم ولا سيما أنصاف المثقفين في هذا العصر وفي مقامات عامة على المنابر وفي خطب الجمعة والمساجد وكذلك في المحاضرات والندوات أن الشيعة الاثنا عشرية في عقائدهم معتزلة قدرية أي مبتدعة وفساق. ينفون الصفات عن الباري تعالى كما ينفون القدر، وأنهم مثلهم مثل المعتزلة في القول بالعدل أي نفي القدر، وبالتوحيد أي نفي الصفات عن الباري جل وعلا، وبالمنزلة بين المنزلتين للمسلم العاصي، بل إنهم لا يصححون من مذاهب الأمة إلا مذهبهم، كما أفتى السيستاني منذ أيام على موقعه، وأنهم يعتقدون بأنه (يجب على الله أن يفعل الأفضل في حق العبد) تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وأنهم في أصل قولهم بالإمامة نفوا الشورى وقالوا بالنص على الأئمة بأسمائهم حتى محمد بن الحسن العسكري. ويذكر أن هذا الرجل غير موجود ولا مولود ومع ذلك فهم يعتقدون خفة منهم أنه مايزال حياً في سرداب سامراء ويدعون له كل يوم بتعجيل الفرج والمخرج (اللهم عجل فرجه ومخرجه!!)
كما يذكر بالتقبيح والتشنيع سبهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملتهم /إلا خمسة نفر/ ويعتقدون أن الصحابة بجمعهم غيروا وبدلوا بعد رسول الله أو في أثناء حياته وأن كثيراً منهم كانوا من المنافقين.
فعلى أهل العلم أن يؤكدوا دائماً على مكانة الصحابة مجتمعين وفرادى وأنهم الجيل الذي قال الله فيه (رضي الله عنهم ورضوا عنه) والذي قال فيه (محمد رسول الله والذين معه..) (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. والذي جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) عقيدة أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كلهم عدول ينبغي أن تكون واضحة مثل الشمس في نفوس أمة الإسلام وهذا واجب أهل العلم. لأن عدالة الصحابة مع أنها دين وحقيقة وواقع وتاريخ هي القاعدة التي تبنى عليها شريعة الإسلام من حيث ثبوت الكتاب والسنة اللذين تم نقلهما عن هذا الجيل المؤتمن الذي رضي الله عنه.
عدالة الصحابة وصونهم ولا سيما الثلاثة الأوائل ويركز أهل العلم كثيراً في الدفاع عن سيدنا عمر الذي كوى قلوب بعض الناس في القادسية وفي فتح الفتوح وعلى سيدنا عثمان ذي النورين، وعلى سيدنا معاوية كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أمنا عائشة رضي الله عن أمهات المسلمين أجمعين، وعلى أهل العلم أن يضموا ذكر الصحابة إلى الصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، ولا يقال المنتجبين أو الطاهرين، فإن أهل الأهواء يذكرون هذه الصفات على سبيل القيد على سبيل التكريم.
وعلى أهل العلم أيضاً أن يستنكروامن فروع الشيعة قولهم بالمتعة وان يغلظوا بشأنها وأن يلحقوها بالطريقة التي يتعاطاها القوم بها في هذا العصر بصور الزنا. وأن يحذروا الناس من مغبة مقاربتها، وأن يحذروا كذلك من طرائق تعاطيهم لها في خروجهم عن الرسوم المقررة حتى عند القائلين بها من علماء الشيعة أنفسهم.
وبالخلاصة فإن هذه المواجهة تتطلب من رجال الشريعة والدعاة القائمين على دين الله تعالى أن يجعلوا من بعض همهم أو من أكبر همهم التحذير من هذه الفتنة، والرد على جميع المفتريات التي يلقيها القوم في مجالسهم الخاصة والعامة وعلى الفضائيات والتشنيع عليهم لتنفير القلوب منهم.
وينبغي في إطار هذه المواجهة الفقهية والمواجهة الإعلامية أن يتفرغ فريق مختص لمتابعة محطاتهم الفضائية، والتقاط الشبهات التي يثيرونها لتفنيدها والرد عليها بشكل مباشر وغير مباشر. كما ينبغي إعادة نشر الكتب التي تفضح جرائمهم ومخازيهم، وكذلك تأليف كتب وأبحاث تليق بالعصر وتكتب بلغته وأسلوبه ليقبل عليها الشباب والجيل المتعلم لأن لغة الفقهاء السابقين قد تستعصي على كثير من أبناء هذا الجيل.
المواجهة الإعلامية
لا يجوز لأهل العلم والفقه والأحلام والنهى أن ينجروا وراء العوام الذين قال عنهم سلفنا الصالح رضي الله عنهم: إنهم كالهوام في الاندفاع وراء تأييد أي عمل تظاهري أو حقيقي ينفذه بعض الشيعة أو قادتهم.. كالحرب التي خاضها حزب الله في لبنان ضد إسرائيل.
ـ لا يجوز أن نبخس الناس مواقفهم أو أشياءهم، كما علمنا القرآن ولكننا لا ننساق أو نندفع في إطار التبجيل والتأييد على عماية. متبعين كل ناعق.
ـ على العلماء دائماً أن يضعوا الأمور في نصابها ففي الرؤية السياسية متسع للقول والإحاطة والفهم وتقليب الأمور على حقيقتها.
ـ إن شعار (نحن مع المقاومة) حيثما كانت وبهذا الإطلاق كما سمعناه كثيراً من بعض أهل العلم لا يستقيم شرعاً ولا عقلاً فللمقاومة صور ظاهرة وباطنة حقيقية ووهمية وقد تكون في بعض الأحيان مدخلاً لمآرب شخصية وغايات خسيسة فنحن لم نكن يوماً مع جورج حبش ولا مع نايف حواتمة وكنا ننظر دائماً إلى حركاتهم في إطارها الضلالي الخارج على منهج الله.
ـ ينبغي على أهل العلم أن يقرنوا الأبيض بالأسود من مواقف الشيعة فهم إذا فضلوا أن يلعبوا بورقة المقاومة في لبنان مثلاً فقد جلبوا المحتل إلى العراق، وتحالفوا معه، وسكتوا عليه وما يزالون ساكتين على جرائمه. وهم يقومون هناك بقتل أهل السنة وتدمير مساجدهم وإخراجهم من ديارهم. وهم أي الشيعة كما اعترفوا من سهل للأمريكان احتلال أفغانستان وأعانهم على طالبان وعلى تدمير المسلمين هناك.
إن الإشادة بالشيعة وببعض مواقفهم الظاهرة التي تميل إلى المقاومة كنوع من المناوئة أو المكايدة للحكام القائمين في عالمنا العربي هي سياسة تنقصها الحكمة والروية والنظر في العواقب.
في المواجهة الإعلامية ينبغي على أهل العلم أن يحاسبوا إيران كجهة شيعية رسمية وممثلة لما يجري على أيدي الشيعة في العالم الإسلامي وفي العراق بشكل خاص. وكذلك تحميل الشيعة جرائر السياسات الإيرانية.
على أهل العلم أن يظهروا دائماً أن الخلاف بيننا وبين إيران سياسي شرعي في حقيقته وأنه ليس مذهبياً فقط. وأن التبشير المذهبي تقصد منه أهداف سياسية تتعلق بالمفاسد والمصالح.
في المواجهة الإعلامية يجب أن يؤمن قادة المسلمين وسائل الإعلام المناسبة للتعامل مع الفتنة الشيعية من فضائيات وإذاعات محلية وندوات. وأن يرتكز الخطاب على كل ما سبق الإشارة إليه، وأن تناقش السياسات الإيرانية الداخلية والخارجية على ضوء الحقيقة.
المواجهة السياسية
أولاً: ينبغي على أولي الأمر من الحكام والعلماء التحكم بقنوات الاتصال بإيران الرسمية عن طريق السفارات. وأن نتواصل مع الإيرانيين لتبليغ احتجاجنا واعتراضنا وانذاراتنا بالتصعيد كلما صعدوا. فلا ينبغي أن يفهم أن هذه المواجهة تدعو للقطيعة مع إيران وإنما هي محاولة لرد العدوان.
ثانياً: لا نمانع من عقد هدنة على أن لا نقبل منهم قولاً، فهؤلاء قوم دينهم النفاق والتقية. وإنما نعلمهم دائماً أن مواقفنا ستنسجم مع ما نلمسه من تطور على أرض الواقع، فإن كفوا عنا كففنا عنهم. وعليهم إن كانوا مسلمين حقاً أن يتوجهوا بدعوتهم الإسلامية إلى أهل الشرك وعبدة الأوثان وإلى اليهود والنصارى.
ثالثاً: وهو المهم بل الأهم..
أن نتبنى قضايا المسلمين السنة في إيران من بلوش وإيرانيين وأكراد وتركمان. وأن نتحدث عن مظلوميتهم وعن هدر حقوقهم الإنسانية والمدنية كما يفعل أهل البحرين. فمن الضروري لأهل العلم أن يتبنوا قضايا المسلمين السنة في إيران وإسماع صوتهم للعالم، والحديث عن مظلوميتهم. فالشيعة الذين يملؤون ديارنا الإسلامية بالحسينيات والمزارات والمشاهد يحرمون المسلمين من مسجد خاص بهم في طهران.
وفي إطار المواجهة السياسية أيضاً لا بد من التنسيق مع أولي الأمر في كل قطر من بلاد الإسلام لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من نشاط الشيعة ومراقبة تصرفاتهم ومتابعة آثارهم.
وبعد فهذا نداء أضعه بلاغاً عن دين الله سبحانه وتعالى بذلت فيه الجهد المتواضع ليكون تذكرة لأولي الألباب. أسأل الله أن يعين على الانتفاع به القادرين على القيام بحق هذا الدين.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. ألا هل بلغت اللهم فاشهد