الإسلام والحقيقة الغائبة
أضافه الحوار اليوم في
الإسلام والحقيقة الغائبة
لعل كل ما هو دائر على الساحة من تطاحن حول الإسلام السياسي وهل يجوز التداخل بين الإسلام والسياسة مع كل تلك المخاوف والتوترات السائدة بين التيارات المشاركة في العملية الانتخابية والتي يستتبعها مخاوف بين أوساط الناس على مختلف توجهاتهم ومع كل هذه المناظرات التي سمعتها وكل هذا التطاحن فإنني للأسف لم أجد بين الردود والنقاشات ما يشفي صدري وما يقوم مقام الحجة الدامغة التي تمثل الإسلام كما أفهمه والتي تنطلق للجدل والنقاش من واقع أسس واضحة المعالم جدًا بحيث لايبقى للأسئلة بعد وضوحها محل من الإعراب
بعد كل هذا الزخم من الأسئلة المكررة السخيفة عن المايوه بين السلفية والإخوانية وأنا بدوري اتسائل عن المايوه أبو فتله حكمه ايه في ظل دولة دينيه ؟ والفنون بين هدم الأصنام وقبلات السينما الصامته والسياحة بين سكرة يني وشط بحر الهوى والعراك الذي يتم "جرجرة" المنتمين للتيار الديني له حول حقوق المرأة الكتكوتة بين الانتخاب الحر والكوته وحقوق المسيحين في ظل غياب المواطنة وحقوق الأقليات وهل سيتم إقامة حد الردة على المسيحيين وفي هذه الحالة هنجيب ردة منين علشان العيش البلدي ؟ وأين حقوق الغير مسلمين في ظل سطوة الإسلاميين المتربصين للوثوب على الحكم وهل سيكون هذا الوثب وثب عالي أو وثب بالزانة حسب قانون الاتحاد الدولي لألعاب القوى الإسلاميه ؟ وهل يجوز تولي مسيحي الرئاسة ولا هتشفطوها كلها في كرشكم ؟ أو أن تتولاها امرأة أو طفل صغير أو مواطن اجنبي تتوافر فيه شروط القدرة على الإدارة وحب جارف لهذا البلد بشرط أن يحفظ نشيد حب الوطن فرض عليا أفديه بروحي وعنيا صم لأن حسني مبارك وكل وزراءة كانوا مزدوجي الجنسية !! وماذا سيفعل الإسلاميون بالتعليم ؟ هل سيتم تعميم تجربة الكتاتيب وإلغاء المدارس وهل سيتحول الأستاذ الجامعي إلى شيخ عامود ؟ طيب واللي معندهوش عامود هيعمل إية ؟ وما هي الشروط الواجب توافرها في العامود ؟ رخام ؟ مرمر ؟ عامود كردان ؟ وهل سيصادر الإسلاميون الكتب والروايات وأدب الرحلات باعتبار أن الرحلات يجب توافر "محرم" فيها وإلا تصادر ؟ وماذا سيفعل الإسلاميون بالديموقراطية ؟ هل سيتم الغاؤها واستبدالها بالديمو فدانية على اعتبار أن الفدان أوسع من القراط وشرح وبرح وسرح ؟ في تلك الحالة من أين سنشتري ديموقراطية جديدة في ظل الإرتفاع الرهيب في الأسعار ؟ انتو عارفين سعر القيراط وصل كام؟ وماذا سيفعل الإسلاميون بالإقتصاد ؟ هل سنسرح جميعاً بالسواك والعطور الزيتيه؟ حيث أن الكحول الإيثيلي محرم شرعاً ومنه تصنع الكالونيا المحرمة والأفترشيف المحرم ؟ أم هل سوف نبيع بلح للدول الأخرى ونتنوع في انتاج البلح هذا بلح بداخله سوداني وذاك بلحون بداخله فستق أو خوذدق ؟ وهل سيتم إلغاء البنوك واستبدالها بحوانيت لتوظيف الأموال على الطريقة الريانية والسعدية (مع الإعتذار لسعدية) ؟؟
ولو شئتم لاستطردت في هذا السخف إلى ما لانهاية ولكن الملحوظة الهامة هي
كيف ينجرف الاشخاص ذوي المرجعية الإسلامية لهذا الخبال؟ هل هو نقص في الإحاطة بالأسس الفكرية للديانة وبالتالي يسهل سحبهم وجرهم لهذا المستنقع ؟ وبالتالي فهم لايصلحوا فعلاً لتسيير المنظومة الإسلامية على الوجه الصحيح الذي يضمن الخروج من الحالة الكارثية الحالية فعليًا
أم هو نوع من أنواع المسايره والرغبة في الجدل بالتي هي أحسن (وساعات أوحش ) تجنبًا للصدام الفكري باتباع نفس أفكار الخصم في الحوار؟
إن الإجابة على كل تلك الأسئلة تنحصر في محور واحد فقط ينتهي به الصراع وتحسم به كل القضايا وتختفي به الصدامات
فالإسلام عبارة عن منظومة عقدية وفكرية وفقهية متكاملة فلا تسأل عن وضع بعينه فواضع الشرعة والمنهاج جعله صالحًا لكل زمان ومكان وحال فلا تنظر تحت قدميك فالإسلام لم يأت "مستقصدك"بل هو نظام متكامل دعه يعمل بشكل صحيح ثم احكم على النتائج التي سيكون أولها تغير حالك انت شخصيًا وإن لم يتبدل فلتعلم أن هذا ليس الإسلام الصحيح
هل تريد دليلاً قاطعًا؟
ماذا فعلت المسلمات عند نزول الحجاب؟؟؟
ماذا فعل المسلمون عند نزول تحريم الخمر ؟؟؟
هذه هي الحالة النموذجية التي يجب أن يحتذى بها فعندما ثبتت أصول العقيدة والأصول الفكرية للديانة في أذهان الناس نزل إفعل ولا تفعل فانصاع الناس (كلهم) بدون أي خلاف له وبالتالي فيجب على من يريد تفعيل نفس المنهج ألا يحمل الناس عليه بالقهر وإلا سيحدث كما قالت السيدة عائشة لو كان أول ما نزل من القرآن لاتشربوا ولا تزنوا لشربنا ولزنينا لذلك فلا يجب الحياد عن الأصل من يريد تفعيل المنظومة (كليًا) لايجتزىء منها حلول أبدًا ولابد وأن يبدأ بنفسه ويستقيم هو على المنهج كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ويشرع في العمل الصحيح ويدع الناس في حالهم وبعد أن تعمل المنظومة بشكل صحيح فمن المؤكد الغير قابل للشك أن الناس ستستقيم من تلقاء نفسها على الطريقة التي تحقق لها السعادة الكاملة وسيبقى في نهاية الأمر المعادي والمخالف في دائرة صغيرة جدًا لن يقف في وجهها إلا عموم الناس وليس الحاكم وفي هذا الوقت الذي تتحقق فيه هذه المعادلة لن تكون هناك أية اشكالية جدلية حول الحدود أو المرأة أو الغير مسلمين أو أي مشكلة من المطروحة حيث سيحصل كل فرد (أولاً ) على حقوقه كاملة وفوق العدل الرحمة وعندها ستتلاشى كل المشكلات من تلقاء نفسها
طبعًا قد يظن البعض أن هذه هي الحالة الرومانسية في التطبيق وأن الفهم لللإسلام يختلف بين الإخوان والسلفيين والجهاد والتكفير كما هو حادث وكما يروج البعض أي إسلام سوف نطبق ؟ إسلام أفغانستان أم الصومال أم إيران أم السعودية والإجابة واضحة وقاطعة وهي أن عمرالإسلام 1400 عام ظهر فيها هذا الدين على العالم وعمره كله خلال 1200 عام فقط هي عمر ازدهار الحضارة الإسلامية ووصولها للذروة الأولى وحينها لم يكن هناك وجهات نظر في الإسلام رغم كل السقطات والخلافات والسلبيات التي كانت تتخلل الفترات التاريخية لذلك فلا يوجد خلاف حقيقي في الأصل العقدي والفكري وكل ما نحتاجه لضمان سير المنظومة على النحو الصحيح هو أن نشرع في العمل فقط لتحقيق هذا الهدف لا أن نقف لنشاهد فشل التجربة ونشمت في أنفسنا
لذلك فكل شخص ينتمي للإسلام ولو بالبطاقة ااشخصية فقط قد ألقيت عليه مسئولية جسيمة في المرحلة القادمة قد يتحدد مصيرة بناء على نتائجها وقد يكون هذا هو اختباره في الدنيا .. فهل ستعمل على أن تعمل المنظومة بالشكل الصحيح؟ بغض النظر عن من سيقوم بالحكم وتقدم معذرتك إلى الله بأنك لم تشارك في فشل التجربة التي تحمل اسم عقيدتك وأنك استقمت على الطريقة في ذاتك وفي مجتمعك وليس عليك إدراك النتائج فليتحمل مسئوليتها من تصدى للحكم "وأنا أشفق على كل من تصدر له " أم ستقف وتنتقد الإخوان والسلفيين ؟؟؟؟؟
المصدر: http://rishawalam.blogspot.com/
الحوار الخارجي: