العفو سبيل العفو

العفو سبيل العفو

سمير حشيش

 

علمنا رسول الله ص أن ندعو ليلة القدر بـ"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا" فعن عائشة قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني، أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

 

وقد جرت سنة الله تعالى أن يجازي العباد من جنس ما يعملون فـ"الراحمون يرحمهم الرحمن" و"من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" و"الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"... والله يحب العفو كما ورد في الدعاء المأثور السابق، فمن عفا عن عباد الله وتسامح في حقوقه لديهم عفا الله عنه وتسامح في تقصيره في جنبه سبحانه وتعالى.

 

ألا تحبون أن يغفر الله لكم

 

وهذا أبو بكر الصديق يوجهه الله تعالى للمعالي من الأخلاق –بعد موقفه من مسطح في حادثة الإفك– فيقول "وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (سورة النور:22) فلما سمعها أبو بكر قال بلى يا رب أحب أن تغفر لي، ثم أعاد جرايته على مسطح بعد أن قطعها وعفا عنه.

 

وهذا رجل ممن كان قبلنا تجاوز الله عنه بتجاوزه عن المعسرين من خلقه "فعن أبي مسعود البدري قال: حوسب رجل فلم يوجد له خير و كان ذا مال فكان يداين الناس و كان يقول لغلمانه: من وجدتموه غنيا فخذوا منه و من وجدتموه معسرا فتجاوزوا عنه لعل الله يتجاوز عني فقال الله تعالى: أنا أحق أن أتجاوز عنه" أخرجه مسلم...

 

فهل أنت مستعد أخي الكريم أن تقدم حجة لك بين يدي الله بعفوك عمن أساء إليك من المسلمين؟ وإن لأعلم والله أن ترك حظ النفس ونصيبها والتنازل عن الحقوق لهو من أشد الأفعال ثقلا على نفوس البشر والله تعالى يخبرنا أنه لا يقدر على ذلك إلا الأشداء من الناس فيقول "وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ" (سورة الشورى: 41- 43).

 

فهيا أخي الكريم جاهد نفسك أن تكون من أولي العزم ونحن في هذا الشهر الفضيل فتتنازل عما لنفسك من مظالم عند المسلمين وتنسى الإساءات فتعفو وتصفح وتغفر وتسامح لتنال من الله جزاءك من جنس عملك فيعفو عنك ويصفح ويغفر ويسامح.

 

المصدر: http://www.onislam.net/arabic/fiqh-a-tazkia/faith-reflections/124064-2010-08-30-11-12-57.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك