كلمات في الخطر الشيعي الإقليمي: الخلاف السني-الشيعي على مائدة الخطر الصهيوأمريكي
كلمات في الخطر الشيعي الإقليمي:
الخلاف السني-الشيعي على مائدة الخطر الصهيوأمريكي
نبيل شبيب
* وقفة مع التاريخ القريب - منظمة حزب الله - الخلاف الطائفي والفتنة
نزلت منظمة حزب الله بالسلاح في شوارع بيروت، وفجأة لم يعد هذا السلاح في نظر كثيرين سلاح المقاومة، بل هو سلاح الشيعة، ولم يعد يخدم قضية التحرير، بل يخدم الطائفية، ولم يعد الخطر الأكبر هو الخطر الصهيوني والأمريكي، بل هو الخطر الإيراني، وحتى السوري. وبغض النظر عن نسبة الصحة ونسبة الخطأ في هذا الطرح الذي انتشر بصور مختلفة ودرجات متفاوتة على ألسنة جهات عديدة، أي ألسنة علماء وسياسيين وإعلاميين، وحتى عبر العوام في شبكة العنكبوت كأنما تحرك أقلامهم جهة واحدة.. بغض النظر عن ذلك يمكن أن نطرح في البداية سؤالا واحدا: ماذا لو غابت عن الساحة اللبنانية والإقليمية، منظمة حزب الله، وإيران، وسورية، غيابا كليا، كيف سيكون الوضع الإقليمي، العربي والإسلامي آنذاك؟.. هل سيصبح قائما على سيطرة السنة، وسيادة الإسلام في شوؤن الحياة والحكم والتعامل مع القضايا المصيرية، وهل ستفتح الأبواب أم نهضة إسلامية تأخرت كثيرة وكان من أسباب التأخير أوضاعنا الذاتية، إلى جانب العداء الخارجي؟..
* وقفة مع التاريخ القريب
منذ قامت ثورة إيران، وأسقطت الشاه الصهيوأمريكي قلبا وقالبا، عقيدة وسياسة، بورود المتظاهرين في وجه الدبابات، وسارعت أصوات إسلامية وغير إسلامية إلى تأييدها تأييدا شبه مطلق، كان لكاتب هذه السطور موقف في كتيب بعنوان "مع ثورة إيران"، وفي ختامه التأكيد أن إسقاط الاستبداد وإنهاء الهيمنة الأمريكية موضع تأييد، وأن شعار الثورة المرفوع "لا شيعية ولا سنية، إسلامية إسلامية" موضع التأييد، وأن أسلوب "رفع الورود في مواجهة الجنود" موضع التأييد، وأما إذا انحرف الاتجاه نحو طرح شعارات طائفية، أو ممارسة سياسية طائفية، فلا يمكن أن يبقى التأييد، ولا يمكن أن نقيس المصلحة الإسلامية عبر مواقف الثورة وسياسات صانعيها، وإن اعتبرت نفسها ثورة إسلامية، بل تقاس مسيرة الثورة وسياساتها وصانعوها بالإسلام، فهو المصدر وهو المعيار. ثم في طهران نفسها، أثناء احتفالاتها بمرور العام الأول على الثورة، كان موقف آخر في كلمة علنية، ينتقد التعامل مع الاستبداد بأسلوب الكيل بمكيالين، وكان قد ظهرت آنذاك البذور الأولى للتحالف مع سورية، أثناء الأحداث الدامية في الأرض السورية، ومنها قصف حماة الذي تزامن مع أيام تلك الاحتفالات.
لقد كان الأمل الذي أثار التأييد الشعبي عموما، هو أن تساهم ثورة إيران نفسها في ثلاثة أمور:
1- أولها الإسهام في إنهاء الهيمنة الأجنبية في البلدان العربية والإسلامية.
2- وثانيها إعطاء دفعة لمكافحة الاستبداد مع تأكيد استحالة تحقيق ذلك إلا اعتمادا على أهل كل بلد من البلدان.
3- وثالثها في ظهور بذور سياسة إسلامية "لا شيعية، ولا سنية"، تعود إلى الإسلام كما أنزله الله، وتدع الخلافات الطائفية بجذورها التاريخية، وأبعادها الواقعية، إلى أن يصبح واقع العالم الإسلامي هو واقع التحرّر الفعلي، كيلا يصبح الخلاف الطائفي نفسه أحد العراقيل الكبرى في وجه التحرر.
ولفترة وجيزة، كانت سياسة "تصدير الثورة" من الأخطاء الإيرانية الجسيمة، ولفترة طويلة كان الترويج للرؤى الشيعية العامة، ليس الفقهية الذاتية وحدها، بل تلك ذات الرؤى الصدامية مع أهل السنة، من الأخطاء الإيرانية الجسيمة، وبالمقابل كان إسهام من ساهم في الحرب الغربية عبر العراق في عهد صدام حسين ضدّ إيران، من الأخطاء الجسيمة، كما كان إظهار العداء الفوري من جانب دول عربية عديدة تجاه الثورة الإيرانية، قبل أن تظهر ممارسات مرفوضة من جانبها أو أن تستفحل، من الأخطاء الجسيمة أيضا.
إنّ الواقع الإقليمي القائم الآن في بلادنا العربية والإسلامية، لم يصدر عن نزاع طائفي تاريخي قديم وطويل، ببداياته السياسية وتفرّعاته الفقهية، إنّما تكوّن وانحدر إلى أقصى درجات الهوان والتجزئة والضعف والتخلف، نتيجة سياسات يمارسها صانعو القرار، سواء كانوا من السنة أو الشيعة، وسواء رفع بعضهم شعار الإسلام ولم ينطلق منه كما ينبغي، أو رفع شعارات أخرى، ومن جوانب تلك السياسات إشعال الفتنة الطائفية واستغلالها في وقت واحد.
* منظمة حزب الله
في الوقت الحاضر ليست المعارضة بلبنان أحزابا شيعية موالية لإيران وسورية كما يقال باستمرار، بل هي معارضة سياسية، والجناح الأكبر والمسلّح فيها شيعي المذهب، وفيها جناح مسيحي قوي وجناح درزي، والجناح الأضعف فيها من السنة، وعلاقتها بإيران وسورية ناجمة عن دعمهما، ولو وجدت الدعم من جانب دول أخرى لأصبح لها علاقات مشابهة معها.
وليس ما يسمّى "الموالاة" بلبنان أحزابا سنية موالية للسعودية ومصر كما يقال باستمرار، بل هي اتجاهات سياسية، الجناح الأكبر فيها من الدروز والمسيحيين، والجناح الأضعف من السنة، وعلاقتها بالسعودية ومصر ناجمة عن دعمهما، ولو وجدت الدعم من جانب دول أخرى لأصبح لها علاقات مشابهة معها.
وبدلا من أن توحّد أزمة لبنان الدول الإقليمية فتكون منطلقا لانتزاع زمام القرار "الإقليمي على الأقل" من هيمنة القوى الأجنبية، تحوّلت تلك الأزمة إلى سبب إضافي، زاد من التباعد السياسي بين الدول العربية الرئيسية، وبين بعضها وإيران.
ليس ما يميّز بين هؤلاء وهؤلاء، من معارضة وموالاة بلبنان، أمر له علاقة مباشرة بالإسلام ومستقبله، ولا حتى بالسنّة على وجه التخصيص، بل العنصر المميز بينهم، أن فريق الموالاة ربط نفسه بالمشروع الأمريكي، وبالتالي الصهيوني، سواء تضمّن ذلك دعم محور سعودي-مصري أم لم يتضمن، وأن فريق المعارضة يناهض هذا المشروع، سواء تضمّن ذلك دعم محور إيراني-سوري أم لم يتضمّن.
وإذا أردنا استشراف ما يمكن أن يخدم المصلحة المستقبلية، لبنانيا وإقليميا، للإسلام والمسلمين، عربا وإيرانيين وسواهم من الأقوام، فلا يمكن أن نستشرف ذلك قطعا في ترسيخ أقدام هيمنة أجنبية، بل في مناهضتها، ولهذا وليس لسبب آخر، حصلت منظمة حزب الله على تأييد شعبي عريض، رافق إنجازات مرئية على الأرض، ضدّ المشروع الصهيوأمريكي، في حقبة التهالك على تسويات جائرة وتطبيع ما لا يمكن تطبيعه فوق جماجم الضحايا واغتصاب الأرض والمقدسات.
هذا التأييد يمكن أن يضعف، ويضمحلّ، وينقلب إلى عداء، إذا تحوّلت هذه المنظمة، من درب المقاومة، إلى درب يلحق الأضرار المباشرة بأي فئة من فئات السكان، في لبنان والمنطقة، من مسلمين وغير مسلمين، من السنة أو الشيعة، فكل ما يصيب إحدى الفئات يترك عواقبه على سائر الفئات الأخرى، ويخدم الهيمنة الأجنبية، وإنّ الشعوب في تأييدها ورفضها على هذا الصعيد، أوعى بكثير من جهات سياسية رسمية، أصبحت لها معايير أخرى.
مشكلة السنة في لبنان لم تكن في الماضي ولا هي اليوم مشكلة قوّة طائفة مسيحية، أو شيعية، أو درزية، بل هي مشكلة ضعف السنة أنفسهم. هي مشكلة أنّهم منذ نشأة لبنان -كسواه من دول المنطقة- على خارطة "سايكس بيكو" وأنقاض الدولة العثمانية، كانوا وما يزالون دون قوّة ذاتية، مسلحة أو غير مسلحة، وبقي ارتباطهم بهذه الدولة أو تلك من دول المنطقة -وبعضهم بدول أجنبية- هو ما يعتمدون عليه، إلى جانب اعتمادهم على مفعول النظام التوافقي للحكم في لبنان، المتميز عن أي نظام حكم آخر، بسبب تعدّد طوائفه وفئاته كما هو معروف، وهو ما يراد إسقاطه لحساب ارتباطات غربية، وإن إسقاطه يعود بالأضرار الكبيرة على الطرف الأضعف أكثر من سواه، أي السنة، فضلا عن أضراره الأخرى.
ولأن وضع الطوائف والفئات اللبنانية على النحو المذكور لم تكن الحصيلة الأهم من الحرب الأهلية الطاحنة على امتداد 15 عاما حصول أي طرف على ميزات سياسية إضافية، بل كانت الحصيلة أن لبنان نفسه أصبح كله -واقعيا- تحت الوصاية أو السيطرة السورية، وبغض النظر عن تقويم ما صنعت بلبنان، يبقى الثابت على أرض الواقع، أنّ نشأة منظمة حزب الله على وجه التخصيص، كان وليد العدوان الصهيوأمريكي السابق، وكانت قوتها الإضافية الجديدة نتيجة العدوان الصهيوأمريكي عام 2006م، وأنها استفادت من الظروف العربية والإقليمية ولم يستفد سواها بالقدر نفسه، ولا ينفي ذلك أن سورية دعمت، وأن إيران دعمت، فكل دولة من دول المنطقة تمارس السياسة التي تحقق مصالحها الذاتية، ولا يقتصر ذلك على سورية وإيران!..
وسيّان ما تصنع منظمة حزب الله، بل حتى لو أصبحت سنيّة، أو لو قطعت علاقاتها بالأطراف التي تدعمها ضدّ المشروع الصهيوأمريكي، فلن تجد التأييد ولا الدعم من جانب من يعاديها على الصعيد الرسمي العربي، وإلا فهل نجد شيئا من ذلك تجاه حماس؟..
ومن المؤكّد أنّه لو نشأت منظمات مقاومة سنية قوية، كما هو الحال مع حماس في فلسطين، لكسبت قوّة فعلية على أرض لبنان، وكسبت التأييد الشعبي العريض أيضا، أما الموقف الرسمي العربي، أو القسط الأعظم منه، فلا يختلف آنذاك عنه الآن تجاه منظمة حزب الله، وهذا ما يظهر عند ملاحظة التلاقي العلني على محاولة حصار منظمتي حماس السنية وحزب الله الشيعية وإضعافهما، فهذا موقف تمليه اعتبارات سياسية أخرى، لا علاقة لها بالتوجه الديني، منها الخشية من عنصر المقاومة في عصر الهرولة باتجاه التطبيع الصهيوأمريكي، ومنها خشية التغيير إذا ما امتدت روح المقاومة ضدّ الاستبداد الدولي، فسرت في اتجاه التخلّص من الاستبداد المحلي والإقليمي.
* الخلاف الطائفي والفتنة
يمكن أن نتحدّث في الشأن الطائفي الكثير، بما في ذلك قضية الموقف المرفوض تجاه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جميعا، سيّان كيف يعبر عنه ومن يعبر.. وكم ذا رصدنا أقلاما وأصحابها "من السنة" يحذون حذو المستشرقين في التشكيك بالصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أو بشيخ المحدثين البخاري، أو حتى بالسنة نفسها وموقعها في الشريعة.
وسيّان هل يحقق الحديث في الشأن الطائفي فائدة ما أو لا يحقق، على صعيد ما يسمّى التقارب بين المذاهب، أو بين السنة والشيعة تخصيصا، ولكن:
1- هل يعني الخلاف على هذه القضايا شيئا ذا قيمة حقيقية، من قريب أو بعيد، تجاه أقوام ليسوا من الشيعة، ولكنهم لا يتحركون بسياساتهم وممارساتهم انطلاقا من الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وأهل السنة والجماعة، والصحابة جميعا أو بعضهم، ولا ينطلقون من التاريخ الإسلامي إلا في حدود ما يوظفونه لمهاجمة خصومهم؟.. وإنّ لبنان وسواه حافل بأمثال هؤلاء!..
2- هل يفيد الحديث عن هذا الخلاف الآن شيئا، في دفع خطر استمرار الاغتصاب الاستيطاني الصهيوني لفلسطين، ودفع خطر استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق، ودفع خطر آلة القتل الأطلسية في أفغانستان، ناهيك عن أخطار سياسية وعسكرية واقتصادية وحتى عقدية، على بقية بلدان المسلمين، ما بين الشاشان والصومال؟..
3- هل يمكن عبر ذلك الخلاف والحديث عنه، أن يكسب أهل السنة في لبنان بالذات قوة أو مكانة، غير تلك التي يظهرها زعماء تقليديون، على استعداد للتحالف مع فئات أخرى في لبنان، وخارج لبنان، تحت مظلة الهيمنة الأجنبية، وهي سياسة -مهما قيل عنها- لا يمكن أن توصل إلى أكثر ممّا أوصل إليه السادات ذات يوم، وهو " يكسر الحاجز النفسي" مع العدو الغاصب للأرض، ويقيم ألف "حاجز نفسي وغير نفسي" داخل الجبهة العربية، ومن فضل القول السؤال هل كان شيعيا أو سنيا، فلن يغير ذلك من حصيلة ما صنع شيئا، فالمهم أنه كان سياسيا يضع خيوط "اللعبة" -أي القضية المصيرية الكبرى- في الأيدي الأمريكية!..
ليست الخلافات الكبرى بين السنة والشيعة في ميادين العقيدة والعبادات والمعاملات والتأريخ صغيرة ولا بسيطة ولا يمكن لأحد أن يزعم عدم وجودها، ولكن عندما نطرح السؤال عمّا تتطلبه المصلحة العليا للقضايا المصيرية في البلدان العربية والإسلامية المتفرقة المبعثرة الضعيفة الواهنة المعرضة لأكبر الأخطار الخارجية، فهو سؤال مطروح عن التعامل مع تلك الخلافات:
1- من يؤجّج الخلاف من الطرفين الآن يطعن في المصلحة العليا للمسلمين وبلادهم ومستقبلهم، ومن يعتبر ذلك مسوّغا ليساهم من جانبه في ردّ الصاع صاعين، وتأجيج الخلاف، يشاركه في طعن تلك المصلحة.. ولا يزيل الخلاف، ولا يحقق "نصرا دينيا" على الطرف الآخر.
2- من يؤجّج هذا الخلاف الآن، ويساهم في تكسير البقية الباقية من نقاط الالتقاء بين أهل منطقة "الدائرة الحضارية الإسلامية ذات الأديان والطوائف والأقوام المتعددة"، ومن يعطي الأولوية لذلك على مواجهة عدوّ صهيوأمريكي متغطرس، ومن ورائه تأييد غربي لا ينقطع، ومن أمامه مرتكزات محلية يعتمد عليها ذلك العدو، فإنه يصيب تلك المصلحة العليا بمقتل.
الخلاف قائم وسيبقى قائما في المستقبل المنظور، ولم يكن بسيطا ولن يصبح بسيطا في المستقبل المنظور، فليس الأمر أمر تجاهله ولا إنكاره، بل أمر كيفية التعامل معه الآن بالذات، ولا يصلح معه في الوقت الحاضر، والجميع في بؤرة أخطار خارجية مشتركة، إلا التأجيل، فإن صنع ذلك طرف دون طرف، فيجب بذل الجهد الأكبر ليصنع الطرف الآخر ذلك أيضا، ولا يتحقق هذا الهدف من خلال تأجيج الخلاف ولا ردّ الصاع صاعين.
ولا ينفي ذلك إطلاقا ثبات الاعتقاد المطلق، بصحّة ما عليه السنة، مثلما لا ينفي ثبات اعتقاد الشيعة بصحّة ما هم عليه!..
ويبقى أمر لا بد من التنويه به، وهو باختصار شديد، أنّ تأويل ما تصنعه منظمة حزب الله في لبنان، أو تصنعه إيران إقليميا، أو تصنعه سورية عبر علاقاتها مع الجانبين، بأنه يرتبط بمخططات صهيوأمريكية، ويحققها وإن "تظاهر" صانعو القرار في ذلك المحور بمعاداتها والعمل لإسقاطها.. هذا التأويل -الذي يردّده بعض أهل الفتنة أو المنخدعون بها- لا يعتمد على واقع ولا منطق، ولا إثباتات موثقة، ولا حتى على استنتاجات تحليلية تصمد أمام أول تمحيص بسيط، وهو تأويل لا يستحق التفصيل في تفنيده.
إنّه أضعف شأنا حتى من أن يُنسب إلى فكر المؤامرة كما يقال، وهو على جميع الأحوال لا يوصل ولو ثبت، ولا يمكن أن يثبت، إلى ما يعادل شيئا يستحق الذكر بالمقارنة مع صنيع من يتعامل مع تلك المخططات نهارا جهارا، تعامل الإنكار، أو التجاهل، أو حتى الدعم والمشاركة في التنفيذ. وإن الطرف الذي سقط في تلك البؤرة وهو يعلم ولا يأبه بالعواقب، ليس الجهة المناسبة لإطلاق الاتهام بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتعميمه أو تعزيز انتشاره بصورة من الصور، تجاه الطرف الآخر.
المطلوب أن يخرج الجميع في هذه المنطقة، مسلمين وغير مسلمين، سنة وشيعة، حكاما ومحكومين، أنظمة ومنظمات، من كل نفق من أنفاق التبعية لأي جهة أجنبية، وأن يعملوا جميعا دون استثناء، من أجل إيجاد أرضية مشتركة، تحقق المصلحة العليا للجميع، وتخدم القضايا المصيرية وفق المصلحة العليا للجميع، ويتجاوزوا كل خلاف جانبي وثنائي ومحلي وإقليمي، بما في ذلك الخلاف الطائفي، لجمع الجهود وتعبئتها نحو هدف مبدئي واحد: دفع الأخطار الخارجية، فهي الأخطار الأكبر على الجميع دون استثناء والمدمّرة في المستقبل المنظور، ما لم تجد من يتصدّى لها كما ينبغي، وهذا بالذات ما تعنيه كلمات الصمود والمقاومة.
المصدر: موقع مداد القلم