حوار حول المرأة ومفاتيح السعادة الزوجية
حوار حول المرأة ومفاتيح السعادة الزوجية
30/09/2009
السعادة شيء عظيم ومطلب جليل ، يسعى إليها الناس جميعا ويبذلون من أجلها الغالي والنفيس، ويقطعون المسافات الطويلة، والسعادة الزوجية هي ركيزة مهمة في العلاقة الزوجية، بتحققها تسعد..
أرسل لصديق
طباعة
قراءة : 416 | طباعة : 171 | إرسال لصديق : 1 | عدد المقيمين : 0
السعادة شيء عظيم ومطلب جليل ، يسعى إليها الناس جميعا ويبذلون من أجلها الغالي والنفيس، ويقطعون المسافات الطويلة، والسعادة الزوجية هي ركيزة مهمة في العلاقة الزوجية، بتحققها تسعد الأسرة وتعيش حياة الهدوء والراحة، وبها يتم التغلب على الكثير من العقبات، والمرأة هي صاحبة الحظ الأوفر في تحقيق السعادة الزوجية، حول المرأة والسعادة الزوجية ومفاتيحها يكون حوارنا مع الكاتب المتخصص في هذا المجال:
* في البداية نود التعرف على شخصكم الكريم؟
- محمد رشيد العويد ، ولدت في مدينة حلب السورية، تلقيت دراستي الابتدائية والاعدادية والثانوية فيها، ثم تابعت دراستي الجامعية فى كلية الآداب بجامعة حلب لللحصول على درجة الليسانس فى اللغة العربية وآدابها، ثم على دبلوم التربية من جامعة دمشق، ثم على دبلوم الدراسات العليا فى جامعة عين شمس بالقاهرة وسجلت رسالتي للماجستير بعنوان أسلوب الحوار فى القرآن الكريم. ثم غادرت الى المملكة العربية السعودية حيث عملت مدرسا في مدينة جدة، ثم انتقلت إلى دولة الكويت في العام 1973 ومازلت مقيما بها . عملت فى الكويت مدرسا للغة العربية حتى عام 1977 ، ثم محررا فى جريدة" الرأى العام" الكويتية اليومية حتى عام 1982 .
انتقلت بعدها إلى بيت التمويل الكويتي الذي أصدر مجلة" النور" واختارني مديرا لتحريرها ولا زلت أشغل هذا المنصب حني اليوم.
صدر لي ستون مؤلفا معظمها في قضايا المرأة والأسرة منها " رسالة إلى حواء- ستة أجزاء " – " إلى مؤمنة- خمسة أجزاء " – حوار مع صديقي الزوج- حوار مع أختي الزوجة- حوار مع ابنتي- محاورات زوجية- أيها الزوجان كيف تتفقان- حكايات يابنات- إلى الممتنعة من زوجها- حتى يكون الزواج سكنا- حتى لا يقع الطلاق- عبارات غائبة عن الزوجين- قالت لي جدتي- الزوج المثالي".
ألقيت مئات المحاضرات وأدرت عشرات الدورات حول العلاقة الزوجية ونجاحها منها ( الثلاثون الذهبية في السعادة الزوجية) و ( أيها الزوجان كيف تتفقان) و ( مشكلات تربوية في حياة طفلك)، ( كيف تمتلكين فضيلة الصمت).
وأعددت وقدمت وشاركت في برامج إذاعية وتلفزيونية كثيرة منها ( الهمس جهرا)، ( البيوت السعيدة)، ( استشارات أسرية) ، ( حتى يكون الزواج سكنا) ، ( والصلح خير)، ( من القلب.
وفقني الله في الإصلاح بين مئات الأزواج والزوجات المتنازعين.
*نلاحظ تخصصكم في الكتابة عن المرآة فما هو السر في ذلك؟
إذا أردت إجابة مختصرة فإني أقول ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل ميسر لما خلق له)، ومن ثم فان الله سبحانه أراد منى ذاك الاهتمام بقضاياها فيسرني له وهداني إليه.
وان أردت أن أحدثك عن بداياته، بدايات هذا الاهتمام بالمرأة ، فإني أذكر أن والدي رحمهما الله تعالى رزقا بعدى بأربع بنات ، فكنت أعطف عليهن وأنا صغير، وأخبىء ما أشتريه في المدرسة ( الابتدائية) لأحمله إليهن بعد عودتي إلى البيت.
ونما ذاك الحب والاهتمام ليشمل بعد ذلك ما أقرؤه فصرت أشترى ما يمكن من الكتب التي تتحدث عن المرأة وقضاياها ، وأقتطع من الصحف والمجلات ما ينشرونه من أخبار ودراسات عن المرأة وشؤونها.
ثم كان أول عمود صحفي لي في جريدة " الرأي العام" قبل ثلاثين سنة من الآن(1978) يحمل عنوان ( رسالة إلى حواء). وهكذا صارت كتاباتي كلها تقريبا عن المرأة وقضاياها والأسرة ومشكلاتها.
*وبما أنكم متخصصون عن المرأة ومشاكلها اسمح لي أن اطرح سؤالا هاما يهم كل أسرة وهو ظاهرة العنف الأسري الواضحة في هذا العصر ما أسبابها؟وكيف نعالجها؟وهل المرأة سبب رئيسي في ذلك؟
أهم سبب في ذاك العنف عدم فهم الرجل طبيعة المرأة، والإنسان لا يصبر على ما لا يفهمه، كما نقرأ في القرآن الكريم ( وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا) سورة الكهف فلو أن الرجال علموا طبيعة المرأة العاطفية، وفهموا أن ما يشتكونه فيهن إنما هو متأصل فيهمن، لكانوا أصبر عليهن وأحلم على ما يصدر عنهن. يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشرح هذه الطبيعة النسائية للرجال ويوصيهم بالصبر عليها ( استوصوا بالنساء خيرا فان المرأة خلقت من ضلع وان أعوج ما فى الضلع أعلاه فان ذهبت تقيمه كسرته، وكسرة طلاقها ، فاستوصوا بالنساء خيرا) البخاري.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يوصي الرجال بالمرأة في بداية حديثه ويختمه موصيا بها، وهو بين هاتين الوصيتين يشرح للرجل طبيعتها العاطفية عبر الإشارة إلى عوج ا لضلع الذي خلقت منه، ذلك أن كل عوج في اللغة العربية يعنى العاطفة، وأضرب مثلا ب" الحدب" فالحدب هو العطف وهو أيضا انحناء الظهر( رجل أحدب)، وكذلك " الحنان" الذي يعنى الحب والعاطفة ، ومنه اشتقت الانحناء والمنحنى، وكذلك " العاطفة" ومنها اشتق "المنعطف"وهكذا جميع الكلمات التي حملت معنى العوج حملت معاني العطف والحب والحنان.
ولما قال صلى الله عليه وسلم ( وان أعوج ما في الضلع أعلاه) إنما قصد لسانها، كما قال شراح الحديث، وأكثر عدم صبرا الرجال على زوجاتهم إنما هو بسبب ما تطلقه ألسنتهن كلمات يستفززنهم بها فيثورون ويغضبون فيضربون.
أما الإجابة عن سؤالك ( كيف نعالجها ) فهي بما يلي:
1-شرح طبيعة المرأة في المناهج المدرسية، والبرامج الإذاعية والتلقزيونية، وفى الصحف والمجلات والكتب.
2-إلزام المقبلين على الزواج بحضور دورات تؤهلهم للحياة الزوجية وتشرح (ضمن ذلك) طبيعة المرأة وطبيعة الرجل واختلاف كل منهما عن الآخر في طرق تفكيره وتعامله..
وغير ذلك.
3-أن يشرح الآباء والأمهات لأولادهم وبناتهم قبل الزواج اختلاف طبيعة كل من الرجل
والمرأة ، وكيف تكون العشرة بالمعروف.. وان كان فاقد الشيء لا يعطيه، أي إذا كان الآباء
والأمهات لا يملكون هذه الثقافة وتلك الخبرة فكيف يعطونها لأبنائهم وبناتهم؟!
يبقى الجزء الثالث من السؤال وهو ( هل المرأة سبب رئيسي فيها؟ ) أي في ظاهرة
العنف الأسرى؟
والجواب : لا ، ليست سببا رئيسيا، لكنها سبب داعم، مساعد، على حدوث هذا العنف، وذلك بسبب عدم صبرها ، واستعجالها تحقيق طلباتها، وبعض كلماته المستفزة.
*هل استطاعت المرأة أن تحقق ما تصبو إليه؟
نعم ، لقد حققت المرأة كثيرا جدا مما تصبو إليه، ولكن ينبغي أن نعرف أنه ليس كل صبت
المرأة إليه صحيح، فغير قليل منه لم يكن في مصلحتها لأنه كان مخالفا للإسلام وما يدعو المرأة إليه ويأمرها به.
من هذا مثلا كثرة خروجها من بيتها وقلة قرارها فيه، فهذا مما كانت تصبو إليه نساء كثيرات، وهو مخالف لصريح قوله تعالى( وقرن في بيوتكن).
أما مثل ما حققته من الخير فهو كشف كثير من إساءات الرجل إليها وجعله مادة تعالجها الكتب والبرامج والمؤتمرات بعد أن كان هذا مبعدا من الرجال الذين –يمنعون – أو بعضهم – من خروجه إلى العلن شهرة المرأة وغضب الرجال الاحظ غضب كثير من الرجال من شهرة المرأة ونجاحها فما رأيكم في ذلك .
*هل شهرة المرأة ونجاحها عائق لاستقرار الحياة الزوجية؟ وكيف تتعامل المرأة مع الزوج الغاضب من نجاحها؟
الرجل يحتاج امرأة يسكن إليها، ويطمئن معها، وتكون له ولأولاده فقط، فإذا كانت هذه المرأة ناشطة في مجال من مجالات الحياة الأخرى خارج البيت فان هذا في الأغلب- ينقص من تلبيتها حاجة الرجل في السكن إليها والاطمئنان معها، فتضطرب الأسرة وتفقد استقرارها.
أما كيف تتعامل المرأة مع الزوج الغاضب من نجاحها فأراه كما يلي:
- أن تشعره باستمرار أنه الأول في حياتها، قبل شهرتها ونجاحها ، وأن اهتمامها به وبحاجاته مقدم عندها على نشاطاتها ونجاحاتها.
- أن تكرر أمامه أن نجاحها لم يتحقق إلا بدعمه لها ومساندته لعملها وصبره عليها وتنازله عن كثير من حقوقه عليها.
- أن توقف مختلف نشاطاتها وأعمالها في أوقات وجود زوجها في البيت، فلا تجيب مكالمة هاتفية حولها، ولا تمارس أي عمل يتعلق بنشاطاتها تلك أمام زوجها- بل تؤجل هذا كله إلى حين يكون زوجها في عمله أو خارج بيته
*ما هي الأسباب وراء زيادة المشاكل الأسرية في هذا العصر ، ولماذا أصبحت الأسرة مفتقدة إلى الترابط العائلي؟
منها العصر نفسه وتعقد الحياة فيه وتشابكها فانعكس هذا على الأسرة وأثر فيها، بينما العصر الماضي أبسط وأيسر فكانت الأسرة أفضل في ترابطها.
كذلك الندية التي قويت واشتدت من الزوجين ، فزادت المواجهات والخلافات بين الزوجين ، في حين كانت أمهاتنا وجداتنا بعيدات عن الإحساس بالندية تجاه الرجل.
ومنها أيضا وسائل الإعلام التي أسهمت في تقليل رضا الزوج عن زوجته بما يظهر على شاشات الفضائيات من مذيعات ، وممثلات جميلات، وفى تقليل رضا المرأة عن زوجها، كذلك بعد أن عرفت حقوقها التي أعطاها الإسلام إياها ومنعها الرجل منها. إضافة إلى كثرة اختلاط النساء بالرجال ، فصارت أسباب التعلق يسيرة والمقارنات كثيرة.
*ما هي مفاتيح السعادة الزوجية في نظركم؟
كنت قد جعلتها في عشرة مفاتيح، ثم فصلتها وهذه عناوينها:
1- لا تبخلا بالكلمات الطيبة . ليعود كل منكما نفسه على أن يسمع صاحبه كلمة طيبة،
سواء أكانت شكرا، أم ثناء، أم تعبيرا عن حب. وتذكرا أن الكلمة الطيبة تكسب أجرا(الكلمة الطيبة صدقة) ، وأنها لا تكلفكم مالا ولا جهدا.
2-تغافلا عن كثير مما يراه أحدكما في الآخر من عيب أو تقصير أو إهمال. وان كان لا بد من تنبيهه إلى تقصيره وإهماله فليكن ذلك في غاية اللطف والرفق والمودة.
3- لينصت كل منكما إلى صاحبه، وليظهر اهتمامه بحديثه، فان الإنسان يحتاج إلى من
ينصت إليه ويستمع إلى أحاديثه، وما بين الزوجين أقرب مما بين كثير من الناس.
4-لا تهملا الدعاء ولا تنشغلا عنه، فهو سلاح المؤمن فليدع كل منكما لنفسه ولزوجه.
ومن الأدعية التي ننصح بها الزوجين: اللهم أصلحني لها ( له) وأصلحه ( وأصلحها)
لي، وأصلح ما بيننا.
5- خففا اللوم، فاللوم قتال كما يقولون ، وتذكرا حديث أنس رضي الله عنه في النبي
صلى الله عليه وسلم " ما قال لي لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله"
6- احذرا السخرية وابتعدا عنها فالسخرية تجرح النفس وتؤلم القلب وتكدر الخاطر، وتذكرا
أن القرآن الكريم نهى عن السخرية.
7-لا تترددا في الاعتذار إذا أخطأ أحدكما تجاه الآخر، فالاعتذار صابون القلب يغسل ما علق به من ألم، ويطيب خاطر من أخطأنا بحقه.
8- ليكرم كل منكما أهل الآخر، وخاصة والديه، وليحتمل ما يصدر منهما تجاهه.
9- قويا خلق الصبر في حياتكما لأنكما ستحتاجان إليه كثيرا ، وتذكرا أن الله تعالى أثنى على
الصبر كثيرا وبشر أصحابه حتى ورد ذكر الصبر في القرآن قريبا من تسعين آية.
10- احرصا على إضفاء شيء من روح المرح والدعابة على حياتكما حتى تبعدا عنها التوتر
الخطر.
11-اهتما بنظافة جسميكما، ولا تهملا سنن الفطرة ، ذلك أن بعض أسباب النفور بين الزوجين يعود إلى إهمال النظافة والتزين.
12-اكتبا حقوق وواجبات كل منكما كما بينها الشرع، ولتحرصا على القيام بتلك الواجبات وأداء هاتيك الحقوق.
13-تسابقا في البدء بالمصالحة إذا حدثت بينكما خصومة، وتذكرا حديثه صلى الله عليه وسلم" خيركما الذي يبدأ صاحبه بالسلام".
14-احرصا على الحلال ولا ترضيا عنه بديلا، فلا تأكلا إلا من حلال، ولا تلبسا إلا من حلال، ومهما اشتدت حاجتكما إلى المال فلا تأكلا رشوة ولا ربا ولا غيرهما من الأموال المحرمة.
15-ليحسن كل منكما الظن بصاحبه وليتجنب سوء الظن به ، فهذا أمر الله تعالى" يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم" الحجرات 12
16-لا تنسيا تبادل الهدايا ، فأثر الهدية في النفس كبير. يقول صلى الله عليه وسلم" تهادوا تحابوا" وما أحوج الزوجين إلى الحب!
17-تأكدا أنكما لستما في حلبة مصارعة فيها غالب ومغلوب ، بل أنتما في بيت يسعى فيه كل من الزوجين إلى إرضاء الآخر ولو كان مغلوبا له. يقول صلى الله عليه وسلم "يغلبن الكرام".
18-احذرا المقارنة، فلا الزوجة تقارن زوجها بغيره، ولا الزوج يقارن زوجته بغيرها، وليرضى كل منكما بصاحبه.
19- لا يكلف كل منكما صاحبه فوق طاقته، فلا تطلب الزوجة من زوجها مالا يملك ثمنه، ولا يطلب الزوج من زوجته القيام بأعمال ليس عندها من الوقت والطاقة ما يمكنها من أدائها.
20- احذرا عدوكما، وعدوكما هو إبليس اللعين الذي علمكما نبيكما صلى الله عليه وسلم شدة عداوته لكما حين أخبرنا أن أعظم غاية لديه هى التفريق بين زوجين.
21- ليحفظ كل زوج منكما سر الزوج الآخر ولا يبح به لأي إنسان مهما كان.
22-ولا تنبشا الماضي، إنكما إن فعلتما ذلك مثل من ينكأ جرحا كاد يندمل ويشفى.
23-احفظا لسانيكما من تكرار ذكر الطلاق، فالزوجة لا تطلب الطلاق من زوجها، والزوج لا يجعل التهديد بالطلاق متكررا على لسانه.
24-ابتعدا عن العنف في تعاملكما، فل يضرب الرجل امرأته ولا المرأة زوجها، وتذكر أخي الزوج أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب امرأة قط.
25-اعلما أن القوامة لمصلحتكما معا، فالقوامة تلزم الرجل بحماية زوجته والإنفاق عليها، والقوامة تلزم المرأة بطاعة زوجها، فإذا تحقق الإنفاق والحماية والطاعة استقرت الأسرة وسعدت إن شاء الله.
26-تذكرا أن كلا منكما مصدر خير عظيم لصاحبه فالرجل يؤجر إذا أنفق على زوجته، وإذا عاشرها ، وإذا وضع اللقمة في فمها، وإذا أسمعها كلمة طيبة، وإذا دعا له أولاده منها،وكذلك الزوجة، لكنها تزيد بأنها تدخل الجنة من أي أبوابها الثمانية شاءت إذا ماتت وزوجها راض عنها.
27-لا يغب عنكما أن المرأة في أيام الحيض تتعرض لتغيرات فيزيولوجية تجعلها متوترة الأعصاب سريعة الغضب.
* كيف تجذب المرأة زوجها إلى البيت فيسرع في العودة إليه ويحب الجلوس فيه؟
إذا جعلت المرأة بيتها جنة لزوجها فلا شك في أنه يسرع في العودة ويطيل البقاء فيه، وإذا جعلته جهنما فلا شك في أنه يبطئ في العودة إليه ولا يطيق إطالة بقائه فيه.
أما كيف تجعل المرأة بيتها جنة فيفعل كل ما يحبه زوجها ويرتاح إليه وبالابتعاد عن كل يكرهه ولا يرتاح إليه.
ومما يرتاح الرجل إليه أن تكون الزوجة في هيئة حسنة، تبتسم في وجهه، وتسعى في خدمته، وفى تلبية طلباته، ولا تنتقده، ولا تكثر من الطلبات فتؤجل إخباره بها إلى حين مغادرته البيت .. وهكذا.
*ما الفرق بين امرأة الأمس وامرأة اليوم ؟.
امرأة الأمس كانت مثقلة بالأعباء المنزلية من عجن وخبز وغسل يدوى وتجفيف أطعمة وحفظ وغيرها وامرأة اليوم ما عادت تفعل شيئا من هذا لكنها صارت تعمل خارج البيت فزادت أعباؤها من جانب آخر.
امرأة الأمس كانت أصبر من امرأة اليوم ولم تكن ندا لزوجها مثلما هي امرأة اليوم، وكانت مظلومة أكثر مما هي مظلومة امرأة اليوم.
امرأة الأمس كانت أكثر قرارا في بيتها على العكس من امرأة اليوم التي صارت تخرج كثيرا وتسوق السيارة يقال ( وراء كل عظيم امرأة) فما هي مواصفات المرأة التي وراءكم؟
أحب أن أؤكد أولا أنني لست عظيما، أنا رجل فقير إلى رحمة ربى وعفوه وكرمه، وكل ما فعلته إنما فضله من الله وحده، وكم أحب قوله تعالى وأجده معبرا عما أريد قوله وهو ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).
أما المرأة التي أعانتني بعد الله سبحانه فهي أمي أولا وزوجتي ثانيا، أمي بتربيتها وعطفها وحنوها وحبها لي، وزوجتي بتهيئتها جوا مناسبا مريحا لي في البيت فأقرأ وأكتب وأتحدث مع المتصلين بي والزائرين لي من رجال ونساء دون أن تضيق أو تغارأو تعترض.
وزوجتي ، على الرغم من أنها قلما تقرأ ما أكتبه، لا تتدخل في عملي، ولا تتذمر إذا شغلني عنها ، أو أبعدني منها، انصرافي إلى الكتابة أو المحاضرة بعض الوقت.
*هل استطاع رجل اليوم أن يحقق وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ( استوصوا بالنساء خيرا)؟
أكثر الرجال اليوم لم يحققوا من وصيته صلى الله عليه وسلم بالمرأة إلا قليلا منها، والأسباب وراء ذلك متعددة ، منها ما يعود إلى التربية ، ومنها ما يعود إلى عدم فهم طبيعة المرأة ، ومنها إلى فقدان خلق الصبر.
لهذا نحتاج لنعين الرجال على العمل بوصيته صلى الله عليه وسلم أن نستفيد من وسائل الأعلام ببث برامج تنشر الوعي الزوجي، وإضافة مناهج دراسية تعلم الأبناء والبنات كيف ينجحون في زواجهم مستقبلا
يسعدني في نهاية حديثي إن أشكركم علي هذا الحديث الرائع والنصائح المفيدة المشرقة والتي بلا شك تهم كل امرأة وتثمر إضاءة هامة في حياتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشراقة 1/5/2008م، بتصرف يسير.
المصدر:
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=154196